الإشعاعات المؤينة للوسط الذي تمر فيه، هي إشعاعات ذات طاقة عالية تعمل على تأيين الوسط الذي تمر فيه بسبب اصطدام الشعاع بذرات الوسط مما يؤدي إلى طرد بعض إلكترونات الذرات وتكوّن الأيونات في الوسط.[1][2][3] من هذه الأشعة الجسيمات الأولية مثل الإلكتروناتوالبروتوناتوالنيوتروناتوأشعة ألفا التي هي عبارة عن نواةذرةالهيليوم. كما توجد بين الأشعة الكهرومغناطيسية أنواع تتميز بطاقة عالية، فوق عدة (eV) مثل الأشعة السينيةوأشعة غاما تتسبب في تأين الوسط الذي تمر فيه مثل الغازات والسوائل والمواد الصلبة، وأجسام الكائنات الحية. ولهذا فالإشعاعات المؤينة ضارة بالصحة إذا تعدت كميتها حدودا معينة.وهذا يحتم عدم الإسراف في الكشف الطبي بالأشعة السينية.
مصادر الإشعاع المؤين
تشمل الأشعة المؤينة أشعة غاما والأشعة السينية حيث تبلغ طاقة الأشعة السينية عدة مئات إلكترون فولت، وأشعة غاما أقوى من ذلك بكثير، وهي تبدأ بصفة عامة فوق 500 ألف إلكترون فولت، وأشد شعاع منها تم تسجيله من خلال دراسة الأشعة الكونية تبلغ طاقته 15 10 إلكترون فولت، وبالإضافة إلى تلك الأشعة التي هي أشعة كهرومغناطيسية بحته، هناك الجسيمات الأولية ذات الشحنة الكهربية مثل الإلكترونوالبروتونوأشعة ألفا وباقي الجسيمات الأولية ذات الشحنة. أما النيوترون المتعادل كهربائيا فهو لا يستطيع بذاته على تأيين الوسط الذي يمر فيه، وإنما يؤين الوسط بطريقة غير مباشرة، فعند مروره في الوسط يصتدم أحيانا بأحد ذرات الوسط فينتج عن ذلك انطلاق أحد البروتونات أو جسيم من أشعة ألفا والذي يؤين بدوره الوسط الذي يمر فيه.
علينا أن نتذكر مئات الآلاف من البشر الذين راحوا ضحية إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيماوناغازاكي أثناء الحرب العالمية الثانية على اليابان. بالإضافة إلى مئات الآلاف أخرى ن عانت صحتهم ولا يزال منهم من يعاني تلك الأضرار حتى يومنا هذا بعد مرور أكثر من 60 سنة على تلك الأحداث.
يهتم المشرّع في جميع البلاد المتقدمة بوضع اللائحات والقوانين لتنظيم العمل بالمواد المشعة والأجهزة المصدرة للإشعاع لوقاية العاملين والمواطنين من أخطار سوء استخدام تلك الأدوات. وتقوم وكالة الطاقة الذرية الدولية ومقرها ب فيينا بالنمسا بمساعدة الدول في إطار تحديد اللوائح.