توفي والد إدي مورفي عندما كان صغيرا جدا. وعندما مرضت أمه وهو في الثامنة، عاش هو وأخوه الأكبر تشارلي في الحضانة لمدة سنة. وفي مقابلة مع الممثل الكوميدي قال إن أيامه في الحضانة كانت مؤثرة في تطوير حسه الفكاهي.[6] ولاحقا تربى هو وأخوه في بيت أمهما وزوجها فيرنون لينش رئيس عمال في مصنع آيسكريم.
عمل إيدي في مهن مختلفة وبسيطة. حتى بدأ في سن الخامسة عشر تأليف نصوص كوميدية يقوم بإعدادها بنفسه ليعرضها في المدرسة الثانوية والمدارس المحليّة. ورأى فيه الكثير من الأشخاص وقتها طاقة كوميدية مذهلة، ونصحوه بالاستمرار ومحاولة الاحتراف، مما دفع به إلى مدينة مانهاتن بحثاً عن فرصة أكبر ليعرض أعماله التي نفذها وحده على شركات الإنتاج. لتتحمس إحداها له وتقدمه في إحدى عروضها، ليحقق نجاحاً ملحوظاً أدى لتزايد مساحته تدريجياً، حتى أصبح نجم القناة الأول.[7]
برنامج مباشر ليلة السبت
كانت بداية ميرفي الجماهيرية من خلال برنامج مباشر ليلة السبت. وكان من أهم أسباب نجاح البرنامج فترة بداية الثمانينات. وحققت الشخصيات الكوميدية المتعددة التي كان يؤديها في فقرات البرنامج قبولا واسعا. وفي تقرير لمجلة رولينغ ستون في فبراير 2015، قامت المجلة بإحصاء أهم 141 ممثلا في تاريخ برنامج مباشر ليلة السبت، وصنفت إيدي ميرفي في المركز الثاني بعد جون بيلوشي.[8]
شارك ميرفي في البرنامج مدة أربع سنوات. بين عامي 1980 و 1984.
هوليوود
كانت الخطوة القادمة لميرفي هي هوليوود. حيث قدم فيلمه الأول كبطل مع الممثل نيك نولتي في فيلم بعنوان 48 ساعة عام 1982. عرض الفيلم في فترة عيد الميلاد وحقق الفيلم إيرادات قاربت الثمانين مليون دولار. وفي العام التالي 1983 شارك ميرفي في بطولة الفيلم الكوميدي أماكن تداول (Trading Places). وكان الفيلم في قائمة أفضل عشرة مدة 17 أسبوعا. وحقق إيرادات بلغت تسعين مليون دولار.[7]
حتى جاءت النقلة الحقيقية عام 1984 مع فيلم شرطي بيفرلي هيلز الذي حقق إيرادات تجاوزت المئتين وخمسين مليون دولار، وكان واحداً من أنجح الأفلام في تاريخ السينما وقتها. ودفع ميرفي للمقدمة كواحد من أهم ممثلي الكوميديا السود في أمريكا. خصوصاً مع النجاح المماثل الذي حققه جزءه الثاني عام 1987 ثم الجزء الثالث عام 1994. وأصبح ميرفي أول ممثل أسود يقارع النجوم البيض وتحقق أفلامه إيرادات كبيرة.[9]
بعد مجموعة من الأفلام المتوسطة والضعيفة، عاد ميرفي إلى النجاح حين قدم عام 1996 فيلم البروفسور المجنون والذي قام فيه بأداء ست شخصيات. وحقق الفيلم إيرادات قاربت المائة والخمسين مليون دولار. في عام 2001 قام بأداء واحدة من أشهر شخصيات الرسوم المتحركة، حين قدم بصوته شخصية «الحمار» صديق الغول الضخم شريك. ونال الفيلم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم صور متحركة. وحقق الفيلم وأجزاءه الثلاثة التالية (أعوام 2004 و 2007 و 2010) إيرادات إجمالية قاربت المليار وثلاثة ملايين دولار في أمريكا وحدها. وتجاوزت الإيرادات الإثنين ونصف مليار حول العالم.
فاز ميرفي بجائزة الجولدن جلوب ورشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عام 2006، عن دوره في فيلم فتيات الحلم للمخرج بيل كوندون،[10] الذي قدّم فيه دور «جيمس إيرلي» الذي يعاني من أفول نجوميته مع تقدم العمر. وحقق فيه ميرفي توازناً مميزاً بين ما عُرف عنه كممثل كوميدي وبين الدراما المأساوية التي يحملها الدور.