يلعب الدين دورًا مهمًا في كيفية رؤية المجتمعات التي تعتمد المعيارية المغايرة لأفراد مجتمع الميم والأزواج المثليين، وقدراتهم على أن يكونوا كيانات وظيفية في السياقات المجتمعية، وفقًا لعلماء الاجتماع والباحثين في العلوم الاجتماعية.[2] قد تنظر بعض الهيئات والنصوص والمذاهب المرجعية لأكبر الديانات في العالم إلى هذه الأمور بشكل سلبي، لا سيما تلك التي تنتمي إلى الديانات الإبراهيمية.[3][4][5][6][7][8][9] يمكن أن يتراوح هذا من التمييز وعدم التشجيع على الإفصاح عن الذات الموجه لأفراد مجتمع الميم،[10] والتحريم بوضوح للأنشطة الجنسية المثلية و/أو إعادة التخصيص الجنسي بين الأتباع،[11] ومعارضة القبول الاجتماعي لهويات أفراد مجتمع الميم،[12][13][14] وصولًا إلى التجريم وممارسة العنف ضدهم، مثل عقوبة الإعدام للأشخاص الذين ينخرطون في الممارسات الجنسية المثلية، بينما قد يتسامحون مع إعادة التخصيص الجنسي في حالات محددة.[15][16][17]
تميل الأصوات الليبرالية والتقدمية داخل هذه الأديان إلى النظر إلى الأشخاص من مجتمع الميم بشكل أكثر إيجابية، وقد تبارك بعض الطوائف الدينية الليبرالية زواج المثليين، فضلًا عن قبول وتزويج مغايري النوع الاجتماعي.[14][17][18][19][20][21] استوعبت بعض الثقافات والأديان تاريخيًا، و/أو مأسست و/أو وقّرت و/أو تسامحت مع العلاقات المثلية والهويات اللامغايرة جنسيًا، إذ يمكن أن نجد ذلك ضمن الأساطير والتقاليد في العديد من الأديان حول العالم،[22] ويمكن أن نحدد عناصر التضمين الديني والثقافي للهويات غير المغايرة في التقاليد التي بقيت حتى العصر الحديث، مثل البرداش (ذوي الروحين)[23]، والهجرة،[24] والخنيث.[25]
وجهات النظر الدينية لأفراد مجتمع الميم
وجد مسح أسترالي لعام 2006، أن أفراد مجتمع الميم الأستراليين كانوا أكثر انتماءً للأديان مقارنة بالسكان الأستراليين بشكل عام، وأقل انتماءً للطوائف المسيحية، وأكثر ميلًا للانتماء إلى ديانة غير مسيحية. كان توزع الأديان التي نشأ فيها أفراد مجتمع الميم الأستراليين مشابهًا للسكان بشكل عام. كان الرجال مزدوجي الميول الجنسية أكثر ميلًا لاعتناق المسيحية وبقائهم على دينهم، ينما كانت المثليات أكثر ميلًا للتخلي عن الدين الذي نشأن فيه وغير المعتنقات له حاليًا.[26]
وجد بحث أكاديمي عام 2007 حول معتقدات أفراد مجتمع الميم النيوزيلنديين أن 73% ليس لديهم انتماء ديني، و14.8% كانوا مسيحيين، و2.2% كانوا بوذيين، بينما أفاد تعداد عام 2001 أن سكان نيوزيلندا بشكل عام كانوا بنسبة 59.8% من المسيحيين و29.2% ممن ليس لديهم انتماء ديني. يمكن معرفة- بعد النظر إلى التغيير منذ عام 1966- أن أفراد مجتمع الميم قد تخلوا عن انتمائهم للمسيحية بمعدل 2.37 أعلى مقارنة بمعدل عامة السكان في نيوزيلندا. أفاد 59.8% من النيوزيلنديين في الاستطلاع بأنهم يؤمنون بقوة روحية أو إله أو آلهة. اختلف ذلك بشكل كبير حسب النوع الاجتماعي، إذ أبلغ 64.9% من النساء عن مثل هذا الاعتقاد بينما بلغت نسبة المبلغين من الرجال 55.5%.[27]
تعدّ الجنيات الراديكالية حركة روحية كويرية عالمية، تأسست عام 1979 في الولايات المتحدة. مجتمعات الجنيات الراديكالية مستوحاة بشكل عام من الروحانيات الأصلية أو التقليدية، لا سيما تلك التي تتضمن مدركات كويرية.
المجموعات الدينية والسياسات العامة
ترتبط معارضة زواج المثليينوحقوق مجتمع الميم بآراء دينية محافظة غالبًا. شجعت جمعية الأسرة الأمريكية والجماعات الدينية الأخرى على مقاطعة الشركات التي تدعم سياساتها مجتمع الميم.
تدعم جمعية الكونيين الموحدين حرية الزواج،[28] وتقارن ممانعتها بممانعة إلغاء العبودية، وحق المرأة في التصويت، وإنهاء قوانين مناهضة تمازج الأجناس.[29]
يواجه المثليون والمثليات مشاكل خاصة في الدول الإسلامية المحافظة، إذ تحظر القوانين بشكل عام السلوك الجنسي المثلي. يحمل تفسير الشريعة حول المثلية الجنسية للذكور عقوبة الإعدام، مع اعتبار هذا النوع من التمييز انتهاكًا لحقوق الإنسان من قبل خبراء حقوق الإنسان الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية.
وقع 67 عضوًا في الأمم المتحدة على إعلان الأمم المتحدة المقترح بشأن حقوق مجتمع الميم، بعد توقيع الولايات المتحدة عام 2009. قدمت الدول الإسلامية بيانًا معارضًا، وقعته 57 دولة عضو، معظمها في أفريقيا وآسيا. لم توقع 68 دولة من إجمالي 192 دولة بعد على أي من البيانين.
تأثرت المواقف تجاه مجتمع الميم وتجاربهم في العالم الإسلامي بتاريخه الديني والقانوني والاجتماعي والسياسي والثقافي. يمكن أن يكون للوصمة الدينية والمحرمات الجنسية المرتبطة بالمثلية الجنسية في المجتمعات الإسلامية آثار عميقة على أولئك المسلمين الذين يعرّفون أنفسهم على أنهم أفراد من مجتمع الميم.[38][39] تتواجد معظم المنظمات الإسلامية التي تؤيد مجتمع الميم والتجمعات الفردية أساسًا في العالم الغربي ودول جنوب آسيا، إذ يُعرفّون أنفسهم عادة كحركات ليبرالية وتقدمية داخل الإسلام.[40][41]
يحرم الفقه الإسلامي الأفعال المثلية ويفرض عليها عقوبات مختلفة، بما في ذلك الجلدوالرجم والإعدام، وذلك حسب الحالة والمذهب. ساد التسامح مع العلاقات المثلية بشكل عام في المجتمعات الإسلامية ما قبل الحديثة، وتشير السجلات التاريخية إلى عدم التذرع بهذه القوانين بشكل متكرر، خاصة في حالات الاغتصاب أو غيره من «التعديات الصارخة بشكل استثنائي على الآداب العامة».[42]
شهدت المواقف العامة تجاه المثلية الجنسية في العالم الإسلامي تغيرًا سلبيًا ملحوظًا بدءًا من القرن التاسع عشر من خلال الانتشار العالمي للحركات الأصولية الإسلامية مثل السلفيةوالوهابية، وتأثير المفاهيم الجنسية والأعراف التقييدية السائدة في أوروبا في ذلك الوقت، إذ أبقت بلدان عدة ذات أغلبية مسلمة على عقوبات جنائية على الأفعال المثلية الجنسية التي سُنت في ظل الحكم الاستعماري الأوروبي.[15]
استمر التحيز الشديد والتمييز والعنف ضد المثليين في الآونة الأخيرة، اجتماعيًا وقانونيًا، في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وتفاقمت بسبب المواقف الاجتماعية المحافظة بشكل متزايد وصعود الحركات الإسلامية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. هناك قوانين ضد الأنشطة الجنسية المثلية في عدد كبير من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، والتي تنص على عقوبة الإعدام في عدد محدود منها.[16]
^Campbell، Marianne؛ Hinton، Jordan D. X.؛ Anderson، Joel R. (فبراير 2019). "A systematic review of the relationship between religion and attitudes toward transgender and gender-variant people". International Journal of Transgenderism. تايلور وفرانسيس. ج. 20 ع. 1: 21–38. DOI:10.1080/15532739.2018.1545149. ISSN:1553-2739. LCCN:2004213389. OCLC:56795128. PMC:6830999. PMID:32999592. S2CID:151069171. Many religions are based on teachings of peace, love, and tolerance, and thus, at least based on those specific teachings, these religions promote intergroup pro-sociality. However, evidence from studies of religion and social attitudes have paradoxically revealed that religion is typically a predictor of intergroup anti-sociality, or in other words religion tends to predict most forms of prejudice. When conceptualizing religion in terms of self-reported categorical religious affiliation (i.e., مسيحيون، مسلم، يهود, etc.), religiously affiliated individuals tend to report more negative attitudes against a variety of social outgroups than individuals who are not religiously affiliated. [...] In addition, most أديان إبراهيمية (e.g., اليهودية، المسيحية, and الإسلام) contain dogmas in which their respective deity create mankind with individuals who are perfectly entrenched in the gender binary (e.g., آدم وحواء), and thus religions might be instilling cisgender normativity into individuals who ascribe to their doctrines.
^Graham، Philip (2017). "Male Sexuality and Pornography". Men and Sex: A Sexual Script Approach. كامبريدج and New York: مطبعة جامعة كامبريدج. ص. 250–251. DOI:10.1017/9781316874998.013. ISBN:9781107183933. LCCN:2017004137. Patriarchal beliefs assert the "natural" superiority of men with a right to leadership in family and public life. Such beliefs derive particularly from أديان إبراهيمية. Patriarchal attitudes relating to sexual behaviour are mixed and inconsistent. They include, on one hand, the idea that as part of their natural inferiority, امرأة are less in control of their sex drives and are therefore essentially lustful, with a constant craving for sex. This belief leads to the rape myth – even when women resist sexual advances they are using it merely as a seductive device. On the other hand, patriarchal beliefs also dictate that women, in contrast to men, are naturally submissive and have little interest in sex, so men have a "natural" right to sexual intercourse whether women want it or not.
^Boswell، John (2005). Christianity, social tolerance, and homosexuality. University of Chicago Press.
^Dynes، Wayne؛ Donaldson، Stephen (1992). Asian homosexuality. Routledge. ISBN:978-0-8153-0548-4.
^Carpenter، Edward (1914). Intermediate Types among Primitive Types: A Study in Social Evolution. New York: Mitchell Kennerley. ISBN:978-0-405-07352-6.
^Wikan، Unni (سبتمبر 1978). "The Omani Xanith: A Third Gender Role?". Man. New Series. ج. 13 ع. 3: 473–475.
^Couch، Murray؛ Hunter Mulcare, Marian Pitts, Anthony Smith and Anne Mitchell (أبريل 2008). "The religious affiliation of gay, lesbian, bisexual, transgender and intersex Australians: a report from the Private Lives survey". People and Place. ج. 16 ع. 1.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Henrickson، Mark (سبتمبر 2008). "Lavender Faith: Religion, Spirituality and Identity in Lesbian, Gay and Bisexual New Zealanders". Journal of Religion & Spirituality in Social Work: Social Thought. تايلور وفرانسيس. ج. 26 ع. 3: 63–80. DOI:10.1300/J377v26n03_04. S2CID:146933867.