ذُكر السبئيون عدة مرات في الكتاب المقدس العبري. وقد وصفهم القرآن[10] بأنهم إما سبأ[2][3] أو قَوْم تُبَّع.[11][12] كما ذكروا في العقيدة البهائية يشار إليها عادة بالسبئيبن ويعتبرون على الأرجح المساهمين الأوائل في علم المنطق.[13]
يتحدث السبئييون اللغة السبئية أو ما يعرف بلغة حمير، وهي أحد أربعة لغات متقاربة جدا وتكاد تكون لهجات للغة واحدة تشكل ماعرف باللغة السامية الجنوبية القديمة، وهذه اللغة واللغات الفرعية لها لغة حية يتحدثها الملايين وهي اللغة الرسمية في بلدان القرن الأفريقي ولغة وطنية يتحدث بها البعض محليًا في جمهورية اليمن[25] ولغة شبه وطنيه في سلطنة عمان[26] ولغة أقليات في الحدود الجنوبية للسعودية[27]، وهي لغة مستقلة تختلف عن اللغة العربية كليًا.[28]
التاريخ
تاريخ تأسيس سبأ نقطة خلاف بين العلماء. يُرجع كينيث كيتشن تاريخ المملكة إلى ما بين 1200 قبل الميلاد إلى 275 بعد الميلاد، وعاصمتها في مأرب، اليمن.[29] مع ذلك تُظّهر بعض نقوش حضارة بلاد ما بين النهرين أنها بدأت منذ زمن قبل ذلك بكثير. فعلى سبيل المثال ذُكرت سبأ في نص سومري يعود إلى حوالي سنة 2500 ق.م، أي مُنذ مُنتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد.
وطدت مملكة سبأ القديمة دعائم الحكم في بداية القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد. بدأ الضعف يدب أركان المملكة السبئية منذ القرن الأول قبل الميلاد، واستطاع السبئيين العودة إلى شكل من أشكال الإستقرار السياسي في أوائل القرن الثاني.[30] وفي نهاية المطاف سقطت كليًا على يد الحميريين وأعوانهم في مطلع القرن الرابع بعد الميلاد.[31][32]
وقعت المملكة على طول شريط الصحراء الذي أطلق عليه اسم صحراء صيهد عن طريق الجغرافيين العرب في القرون الوسطى ويعرف الآن باسم رملة السبعتين. كان السبئيون من شعوب جنوب الجزيرة. يجاورهم ممالك صغيرة إقليمية مثل مملكة معين الواقعة في شمال وادي الجوف، والسبئيون في الطرف الجنوبي الغربي، حيث تمتد من المرتفعات إلى البحر، والقتبانية في الناحية الشرقية منها وحضرموت في الناحية الشرقية منها. كان السبئيون، على غرار غيرهم من الممالك الجنوبية في هذه الفترة الزمنية، يشتغلون في تجارة التوابل، وبخاصة البخور وشجرة المر[33] وغيرها من المنتجات، كون إحدى أهم الطرق التجارية في العالم قديمة تمر بجنوب الجزيرة مُخترقة الجزيرة إلى منطقة الهلال الخصيب ومصر.
وقد خلّفوا وراءهم العديد من النقوش الأثرية بخط المسند، وكذلك العديد من الوثائق المخطوطة (الزبور).
في مخطوطات أفعال أغسطس الإلهية، أورد أغسطس (63 ق.م- 14 م) ما نصه:
«بأمري ورعايتي، سار جيشان في الوقت ذاته إلى إثيوبيا و"العربية السعيدة"، وقُتل قوات كثيرة من الأعداء من الجانبين في المعركة، واحتُلت مدنًا عديدة في اثيوبيا، واستمر الجيش بالتقدم حتى وصل إلى مدينة ناباتا القريبة من ميروي، أما في أرض العرب فقد واصل الجيش التقدم حتى وصل إلى أراضي السبئيين ومدينة ماريبا.»[34][35]
تمت الإشارة إلى السبئيين في سفر أيوب الأصحَاحُ الأَوَّلُ: 15؛ بأنهم يغيرون على ماشية أيوب.[36]
[37] سقطت المملكة بعد حرب أهلية طويلة ولكن متقطعة بين عدة سلالات يمنية تدعي الملكية؛[38][39] من هذا نشأت مملكة حمير. وقبيل العصر الإسلامي وبعد سقوط معظم الممالك السامية الجنوبية انحصر تواجد السبئيون في بلاد اليمن وسواحل عمان، كان السبئيون في تلك المناطق يتحدثون اللغات السبئية (الحميرية)[40]، بعد ظهور الإسلام وانتشاره تعربت ألسنتهم تدريجيًا حتى جاء القرن الثالث للهجرة ولا تزال تلك المناطق لم تستعرب كليًا يقول الهمداني المعروف بلسان اليمن:[41]
« أهل الشحر والأسعاء ليسوا بفصحاء، مهرة غتم يشاكلون العجم حضر موت ليسوا بفصحاء، وربما كان فيهم الفصيح وافصحهم كندة وهمدان وبعض الصّدف سرو مذحج ومأرب وبيحان وحريب فصحاء ورديّ اللغة منهم قليل سرو حمير وجعدة ليسوا بفصحاء وفي كلامهم شيء من التحمير ويجرون في كلامهم ويحذفون فيقولون يا بن معم في يا بن العم وسمع في أسمع لحج وأبين ودثينة افصح والعامريّون من كندة والأوديون أفصحهم عدن لغتهم مولدة رديّة وفي بعضهم نوك وحماقة إلا من تأدب بنو مجيد وبنو واقد والأشعر لا بأس بلغتهم سافلة المعافر غتم وعاليتها أمثل والسكاسك وسط بلد الكرع نجدية مثيل مع عسرة من اللسان الحميري سراتهم فيهم تعقد سخلان وجيشان ووراخ وحضر والصّهيب وبدر قريب من لغة سرو حمير، ويحصب ورعين أفصح من جبلان، وجبلان في لغتهم تعقد حقل قتاب فإلى ذمار الحميرية القحة المتعقدة سراة مذحج مثل ردمان وقران ونجدها مثل رداع، وإسبيل وكومان والحدا وقائفة دقرار فصحاء، خولان العالية قريب من ذلك، سحمّر وقرد والحبلة وملح ولحج وحمض وعتمة ووتيح وسمح وأنس وألهان وسط وإلى اللكنة أقرب، حراز والخروج وشمّ وماظخ والأحبوب والحجادب وشرف أقيان والطرف وواضح والمعلل خليطي من متوسط بين الفصاحة واللكنة وبينها ما هو أدخل في الحميرية المتعقدة لا سيما الحضورية من هذه القبائل بلد الأشعر وبلد عك وحكم بن سعد من بطن تهامة وحوازها لا بأس بلغتهم إلا من سكن منهم القرى، همدان من كان في سراتها من حاشد خليطي من فصيح مثل عذر وهنوم وحجور وغتم مثل بعض قدم وبعض الجبر، نجدي بلد وكان قد سكن هذه المواضع ونجعها ورعاها وسافر فيها وكان بها خبيراً.»
^Kenneth A. Kitchen The World of "Ancient Arabia" Series. Documentation for Ancient Arabia. Part I. Chronological Framework and Historical Sources p.110
Bafaqīh, M. ‛A., L'unification du Yémen antique. La lutte entre Saba’, Himyar et le Hadramawt de Ier au IIIème siècle de l'ère chrétienne. Paris, 1990 (Bibliothèque de Raydan, 1).
Ryckmans, J., Müller, W. W., and ‛Abdallah, Yu., Textes du Yémen Antique inscrits sur bois. Louvain-la-Neuve, 1994 (Publications de l'Institut Orientaliste de Louvain, 43).