السِّنْد (بالسندية: سنڌ)(بالأردية: سندھ) هي إحدى أقاليم باكستان الأربع. عاصمة الإقليم هي مدينة كراتشي أكبر مدن البلاد والمركز المالي. يقع الإقليم في جنوب شرق البلاد وهو ثالث أكبر إقليم في باكستان حسب المساحة والثاني حسب عدد السكان بعد البنجاب. يجاور الإقليم من الشمال والغرب إقليم بلوشستان ومن الشمال إقليم البنجاب، أما من الشرق فتجاورها ولايتي كجرات وراجستان الهنديتين. من الجنوب يطل الإقليم على بحر العرب. أغلب سطح الإقليم مكون من السهول الرسوبية المحيطة بنهر السند، يوجد في شرقها صحراء طهار على طول الحدود الدولية مع الهند، وجبال كيرتار في الجزء الغربي من المقاطعة.
اقتصاد السند ثاني أكبر اقتصاد في باكستان بعد إقليم البنجاب. السند هو مركز مهم للصناعة الباكستانية، وفيه اثنين من أهم الموانئ التجارية في البلاد هما: ميناء قاسم وميناء كراتشي. يُنتج الإقليم الفواكه والخضروات والسلع الاستهلاكية التي تصدر لبقية البلاد.[8][9][10]
تُعرف السند أحيانًا بـباب الإسلام لأنها أول منطقة من شبه القارة الهندية تخضع للحكم الإسلامي.[11][12] يتميز الإقليم بثقافة فريدة المتأثرة بالإسلام وبالصوفية،[13] وتشتهر السند بتاريخها العريق العائد للعصر البرونزي (حضارة وادي السند)، في الإقليم اثنين من مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو: مقابر مكلي وموهينجو دارو.[14]
التأثيل
أطلق اليونانيون الذين غزوا السند في عام 325 قبل الميلاد تحت قيادة الإسكندر الأكبر على نهر السند اسم إندوس، ومن هنا جاء اسم إندوس الحديث. كما أطلق الإيرانيون القدماء على كل ما يقع شرق نهر السند اسم الهند[15][16] وقيل هي تحوير عربي لأسم السند.[17] كلمة السند هي اشتقاق فارسي من المصطلح السنسكريتي سندهو، والذي يعني "نهر"، في إشارة إلى نهر السند.[18]
يقترح ساوثوورث أن اسم سندهو مشتق من سِنتو، وهي كلمة درافيدية تعني نخيل التمر، وهي شجرة شائعة في السند.[19][20] غيرت جمعية السند تهجئة الإقليم فاستخدمت التهجئة الأردوية (سنده، Sindh) بدلًا من استخدام التهجئة السابقة سند الفارسية العربية.[21]
يوجد في السند والمناطق المجاورة لها أثار من حضارة وادي السند التي عمرها أكثر من ألف عام. من أبرز هذه الآثار مدينة موهينجو دارو التي تأسست حوالي عام 2500 قبل الميلاد، كانت واحدة من أكبر مستوطنات حضارة السند القديمة. تميزت المدينة بتصميمها المتقدم والشوارع المنظمة وأنظمة الصرف الصحي المغطاة.[22][23] هُجرت موهينجو دارو حوالي القرن التاسع عشر قبل الميلاد مع تراجع حضارة وادي السند، ولم تعرف حتى أعيد اكتشافها في عشرينيات القرن العشرين. صُنفت المدينة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1980.[24] تواجه موهينجو دارو اليوم تهديدات مستمرة مثل التآكل الطبيعي وعمليات الترميم المضرة.[25] يُعتقد أن الجفاف التدريجي للمنطقة في الألفية الثالثة قبل الميلاد كان السبب الأساسي وراء ظهور الحضارة في هذه المنطقة،[26] ولكن قلت الموارد المائية في المنطقة لذلك هجرها سكنها وتفرقوا في المناطق الشرقية.[27]
كانت السند تُعرف في العصر البرونزي باسم سندهو-سوفيرا،[28] حدها الجنوبي كان المحيط الهندي والشمالي حول منطقة ملتان في إقليم البنجاب.[29] عُرفت عاصمة ذاك الزمان بعد أسماء: روروكا أو فيتابهيا أو فيتيبهيا، وتتفق مواصفاتها مع مدينة أرور من العصور الوسطى.[29][30][31] غزا الأخمينيون المنطقة وأسسوا مرزبانية اسموها بالهندوس شملت المنطقة حوض السند السفلي والأوسط (ما يُعرف الآن بالسند ومناطق جنوب البنجاب).[32] يرى بعض الباحثين أن تقسيم الهندوس كان يقع في حدود منطقة البنجاب وليس في السند.[33] استمر حكم الأخمينيين لهذه المناطق حتى غزو الإسكندر المقدوني.[34]
غزا الإسكندر أجزاء من السند بعد غزو البنجاب ببضع سنوات وعيَّن جنراله بيثون حاكمًا عليها. كما أسس ميناءً في مدينة باتالا السندية.[35][36] حارب تشاندراغبت موريا مؤسس الإمبراطورية الموريانية خليفة الإسكندر في الشرق سلوقس الأول انتهت الحرب بينهما بمعاهدة سلام. تنازل سلوقس بموجب هذه المعاهدة عن جميع الأراضي الواقعة غرب نهر السند وعُقد بينهما تحالف زواج سياسي. منح تشاندراغبت موريا سلوقس 500 فيل حربي.[37]
حكمت سلالة راي المحلية المنطقة لمدة 144 عامًا تزامنًا مع غزوات الهونا لشمال الهند،[41] كانت أرور عاصمتها الرئيسية.[41][42] خلفت سلالة البراهمة سلالة الراي،[43][44][45][46] تأتي معظم المعلومات حول وجودها من جج نامه، وهو سرد تاريخي لسلالة تشاتش براهمين.[47] سقطت هذه الإمبراطورية عام 712، لكن حكم بعض من أعضاء العائلة المالكة المنطقة تحت سلطة الدولة الأموية.[48]
تعود العلاقات العربية الهندية إلى قرون قبل البعثة النبوية المحمدية، فلقد عرف العرب الهند في الجاهلية من خلال الرحلات التجارية البحرية التي كانت سفنهم تنقل خلالها البضائع المتبادلة بين الجانبين. بدأ الاشتباك بين المسلمين وملوك السند الهندوس عام 636م (15هـ) في خلافة عمر بن الخطاب،[50] حين بعث والي البحرين عثمان بن أبي العاص في حملات بحرية ضد ثين وبهروش والديبل.[51] ذكر المؤرخ البلاذري أن الحملة على الديبل نجحت في حين لم تكن نتائج تذكر للحملتين الأخريين. بينما تقول رواية جج نامه أن حملة الديبل فشلت وقُتل قائدها.[52] دفعت هذه النتائج عدم وجود أي حملات على السند حتى عهد الخليفة عثمان بن عفان.[53] تأثر العديد من قبائل الجات في السند بالمذهب الشيعي[54] حتى أن بعضهم قاتل مع علي بن اب طالب في موقعة الجمل.[55]
غزت الدولة الأموية السند بسبب هجمات القراصنة على السفن الأموية.[56] تمكن محمد بن القاسم من هزيمة سلالة البراهمة في عام 712 وضم منطقة السند إلى الخلافة الأموية، وهي البداية لانتشار الإسلام في شبه القارة الهندية. حكمت الإمارة الهبارية شبه المستقلة جزءًا كبيرًا من السند الكبرى بين عامي 854 و1024 تحت السلطة الاسمية للدولة العباسية،[57][58] حتى هزمهم السلطان محمود الغزنوي الذي دمر عاصمتهم المنصورة وضم السند لدولته.[59][60][61][62]
حكمت سلالة سومرا المسلمة المحلية المنطقة بين أوائل القرن الحادي عشر والقرن الرابع عشر.[63][64][65] استغلت سلالة سومرا الفراغ السياسي الذي نشأ عقب سقوط الإمارة الهبارية لترسيخ وجودها. تقاسم السومريون النفوذ في المنطقة مع الغزنويين والغوريين في القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر، وتمركز السومرا في السند السفلى على الأرجح.[61] كان بعض أفراد السلالة من أتباع المذهب الإسماعيلي.[62] ومن أبرز ملوكهم شيم الدين شاميسار الذي خضع لسلطان دلهي التتمش وكان حاكمًا تابعًا له.[66]
أطاحت سلالة السمه بسلالة السومرا بعد عام 1335 بفترة قصيرة وأسست سلطنة السند.[67][68][69] لجأ آخر حكام السومرا إلى حاكم كجرات الواقع تحت حماية سلطان دلهي محمد تغلق. غزا محمد بن غلق السند في عام 1351 لكنه توفي في سوندا. حاول السلطان فيروز شاه تغلق مهاجمة السند في عامي 1365 و1367 لكنه فشل ثم تمكن لاحقًا من فرض استسلام حاكم السامّا بانبهينيو بمساعدة تعزيزات من دلهي. خضع السمه لفترة قصيرة لسلطنة دلهي ثم استقلوا تمامًا مع ضعف السلطنة.[70] ساهمت هذه السلالة في تطوير الطراز المعماري الهندي الإسلامي، ومن أبرز معالمها مقابر مكلي في تتا،[71] أحد أكبر المقابر في العالم والتي دفن فيها بعض من أفراد السلالة الحاكمة.[67][72] حكم السامّا السند حتى أطاحت بهم سلالة أرغون التركية في أواخر القرن الخامس عشر.[73][74]
العصر الحديث
أصبحت السند تابع لسلطنة المغول في أواخر القرن السادس عشر في عهد جلال الدين أكبر، الذي وُلد في منطقة أوميركوت بالسند.[75][76] كانت تتا عاصمة السند السفلى حتى أوائل القرن الثامن عشر. حكمت السند العليا أسرة كلهورا التي عززت سلطتها من العاصمة خدا آباد قبل نقلها إلى حيدر آباد في عام 1768.[77][78][79]
خلفت سلالة تالبور سلالة كالهورا في حكم السند، وقسم حكمها إلى أربعة فروع.[80] تولى أحد هذه الفروع حكم السند السفلى من حيدر آباد وحكم آخر السند العليا من خيربور وأدار الثالث المنطقة المحيطة بميربور خاص الشرقية والرابع منطقة تاندو محمد خان. كانت سلالة تالبور من أصول بلوشية،[81] وفي معظم حكمهم كانوا تابعين للدولة الدرانية ويدفعون لها الجزية.[82][83]
امتد حكم تالبور من عام 1783 إلى عام 1843، عندما هزمتهم بريطانيا في معركة مياني ومعركة دوبو.[84] لكن لم ينته حكم فرع خيربور الشمالي وأصبحت دولة أميرية. انضم حاكم خيربور إلى دومينيون باكستان الجديد في أكتوبر 1947 كمنطقة حكم ذاتي ثم دُمج بالكامل في باكستان الغربية عام 1955.
الحكم البريطاني
غزا البريطانيون السند في عام 1843، ويُروى أن الجنرال تشارلز نابير أرسل للحاكم العام برقية من كلمة واحدة بعد انتصاره، وهي "Peccavi" (باللاتينية تعني "لقد أخطأت").[85] كان هدف البريطانيين من حكم السند يتمثل في ترسيخ السيطرة البريطانية وتسويق المنتجات البريطانية في الإقليم وليصبح مصدر للدخل والمواد الخام. كانوا يأملون مع تحسن البنية التحتية في الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية للإقليم.[86]
دُمجت السند في رئاسة بومباي. ولكن بُعد السند عن عاصمة الرئاسة بومباي أثار شكاوى أهل السند من الإهمال مقارنة بالمناطق الأخرى التابعة للرئاسة. نوقش في فترات مختلفة دمج السند مع مقاطعة البنجاب، إلا أن الفكرة قوبلت بالرفض بسبب المعارضة البريطانية ورفض مسلمي وهندوس السند الضم إلى إقليم إلى البنجاب.[86] تصاعدت مطالب إنشاء تقسيم إداري منفصل للسند مع مرور الوقت. دعا أحد الهندوس السنديين إلى فصل السند عن رئاسة بومباي في الدورة السنوية للمؤتمر الوطني الهندي عام 1913، بسبب الطابع الثقافي المميز للإقليم. عكست هذه الدعوة رغبة الطبقة التجارية الهندوسية في السند التخلص من التنافس التجاري مع بومباي.[86]
السند فيها مجتمع منسجم مقارنة بمناطق الهند الأخرى،[87] لكن رأت النخبة المسلمة والطبقة الوسطى المسلمة الناشئة في الإقليم أن من مصلحتها فصل السند عن رئاسة بومباي، بينما عارض ذلك طبقة الهندوس السنديون.[88][89][90][91] اعتقد المسلمون السنديون في إطار هذا الموضوع أن الهندوس السنديين يمثلون مصالح بومباي ويفضلونها على مصالح السند. شهدت السند تعاونًا بين النخبة المسلمة من مُلاك الأراضي (الواديرا) والطبقة التجارية الهندوسية (البانياس) لاستغلال الفلاحين المسلمين.[92]
فصلت السند عن مومباي وأجربت فيها انتخابات إقليمية في عام 1936، اتسمت الانتخابات بسيطرة الاقتصاد على السياسة ووجود واضح للقضايا الدينية والثقافية.[93] أدت السياسات البريطانية إلى سحب العديد من أراضي السند من أيدي المسلمين ومنحها للهندوس.[94] تفاقمت التوترات الدينية في السند بسبب قضية سوكر منزل جاه وهو مسجد مهجور بالقرب من منطقة مقدسة للهندوس.[93]
عزز انفصال السند عن رئاسة بومباي دعم القوميين المسلمين السنديين لحركة باكستان،[95] وكان الغالبية العظمى من مسلمي السند مؤيدين لإنشاء باكستان ورأوا فيها خلاصهم [87]من السيطرة الاقتصادية الهندوسية.[96] أدت الرابطة الإسلامية أداءً ضعيفًا في انتخابات 1937 في السند وفازت الأحزاب الإسلامية المحلية بأغلبية مقاعد المقاطعة،[97] إلا أنها اكتسحت في انتخابات عام 1946.[98][87][96]
التقسيم (1947)
لم تجتح السند حالات عنف وقت التقسيم عام 1947 مثل التي انتشرت في البنغال أو البنجاب، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى أن السند لم تقسم وإنما ضمت بأكملها لباكستان. الهندوس السنديون الذين هاجروا من الإقليم إن فعلوا ذلك غالبا خوفًا من احتمال وقو أحداث عنف وليس بسبب تعرضهم للاضطهاد المباشر. هاجر عدد كبير من الهندوس السنديين إلى الهند عبر البحر متجهين إلى موانئ بومباي وبوربندر وفيرافال وأوخا.[99]
الجغرافيا
تقع السند في الركن الغربي من جنوب آسيا على حدود الهضبة الإيرانية من الغرب. السند ثالث أكبر إقليم في باكستان بمساحة 140,915 كيلومتر مربع (54,408 ميل2)، وتمتد أراضي السند من الشمال إلى الجنوب لمسافة 579 كيلومتر (360 ميل) وأطول مسابغة في المحور العرضي تبلغ 442 كيلومتر (275 ميل) والمتوسط 281 كيلومتر (175 ميل). تحدها من الشرق صحراء طهار ومن الغرب جبال كيرتثار ومن الجنوب بحر العرب وران كوتش، ويتوسطها سهل خصب يمتد على طول نهر السند. تنقسم السند إلى ثلاث مناطق جغرافية رئيسية: السند العليا (سيرو) الواقعة شمال سيهون، والسند الوسطى (فيتشولو) الممتدة من سيهون إلى حيدر آباد والسند السفلى (لارو) المتكونة من دلتا السند جنوب حيدر آباد.[101]
المناخ
تقع مقاطعة السند في منطقة المناخ الحار التي تتسم بطقس حار ورطب وممطر في فصل الصيف وطقس بارد جاف في فصل الشتاء. تتجاوز درجات الحرارة عادةً 46 °م (115 °ف) بين مايو وأغسطس، في حين تهبط درجات الحرارة إلى 2 °م (36 °ف) في شهري ديسمبر ويناير. يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي حوالي 330 ملم (13 بوصة) أغلبه بين يونيو وسبتمبر. تبدأ الرياح الموسمية الجنوبية الغربية في الهبوب من منتصف فبراير وتستمر حتى نهاية سبتمبر، وتهب الرياح الباردة الشمالية في أشهر الشتاء من أكتوبر إلى يناير.
بلغت درجة الحرارة 53.7 °م (128.7 °ف) في موهينجو دارو بتاريخ 26 مايو 2010، لم تكن هذه الحرارة هي الأعلى في السند فحسب بل أعلى درجة حرارة موثوقة في آسيا[102][103] ورابع أعلى درجة حرارة سجلت في العالم. كان الرقم القياسي السابق للسند وباكستان وآسيا هو 52.8 °م (127.0 °ف) والذي في 12 يونيو 1919 بالسند.[104][105]
السند فيها ثاني أعلى مؤشر للتنمية البشرية من بين الأقاليم الباكستانية ويبلغ 0.628.[107] ذكر في تعداد باكستان لعام 2023 إلى أن عدد سكان الإقليم يبلغ 55.7 مليون نسمة.
يشكل المسلمون نحو 90٪ من سكان السند يكثر وجودهم في المناطق الحضرية أكثر من الريف، بدأ انتشاره مع الفتح الإسلامي بقيادة محمد بن القاسم عام 712م. يوجد تيار صوفي قوي في السند مرتبط الشخصيات الصوفية البارزة مثل الشاعر الصوفي شاه عبد اللطيف بهتائي الذي عاش في السند. تذكر إحدى الأساطير الشعبية أن 125,000 من ولي صوفي دفن في تل مكلي قرب تتا.[108] دخلت إلى السند طريقتان صوفيتان بارزتان في القرن السادس عشر هما القادرية والنقشبندية.[109][110]
بلغ عدد سكان السند 4,840,795 نسمة، في تعداد عام 1941 الأخير قبل تقسيم الهند، منهم 3,462,015 (71.5٪) من المسلمين و1,279,530 (26.4٪) من الهندوس والنسبة الباقية من القبائل والسيخ والمسيحيين والبارسيين والجاينيين واليهود والبوذيين.:28[111]
يوجد في السند أعلى نسبة من الهندوس في باكستان بشكل عام فيشكلون 8.8٪ من إجمالي السكان أي ما يقارب 4.9 مليون شخص[112] (التعداد الباكستاني لعام 2023). تصل نسبة الهندوس في المناطق الريفية إلى 13.3٪، تشمل هذه النسبة الفئات الطبقية المجدولة التي تمثل 1.7٪ من سكان السند (أو 3.1٪ في المناطق الريفية).[113] لكن يُعتقد أن هذه الفئات لم تُحص بشكل كافٍ، فقد أدرج بعض أفرادها ضمن الهندوسية فقط.[114] بينما يدعي المجلس الهندوسي الباكستاني أن عدد الهندوس في السند يصل إلى 6,842,526 شخصًا أي ما يعادل 14.29٪ من سكان المقاطعة.[115] تعتبر منطقة أوميركوت في صحراء طهار المنطقة الوحيدة في باكستان التي فيها أغلبية هندوسية. يوجد معبد شري رامابير في منطقة تاندو الله يار في السند، ويُعتبر مهرجانه السنوي ثاني أكبر تجمع حج هندوسي في باكستان.[116] كما تتميز السند بكونها المقاطعة الوحيدة في البلاد التي فيها قانون منفصل ينظم الزواج الهندوسي.[117]
ذكرات تقديرات المجتمع السيخي لعام 2020 أن عددهم في السند بلغ حوالي 10,000 شخص،[118] بينما ذكر تعداد عام 2023 أن عددهم بلغ 5,182 نسمة فقط.[119]
ذُكر في تعداد عام 2023 أن اللغة السندية هي أكثر لغة انتشارًا في الإقليم فهي اللغة الأم لـ 33,462,299 شخصًا يشكلون 60٪ من السكان. تليها اللغة الأردية التي يتحدث بها 12,409,745 شخصًا (22٪)، ثم البشتوية 2,955,893 (5.3٪) والبنجابية 2,265,471 (4.1٪) والبلوشية 1,208,147 (2.2٪) والسرائيكية 913,418 (1.6٪) والهندكو 830,581 (1.5٪) والبراهوية (265,769) والميواتي (57,059) والكشميرية (53,249) والبالتي (27,193) والشينا (22,273) والكوشيستاني (14,885) والكلاشا (777) 1,151,650 شخص يتحدثون لغات أخرى.[131]
يتألف المجلس الإقليمي للسند من برلمان وحيد الغرفة يضم 168 مقعدًا منها 5% مخصصة لغير المسلمين و17% للنساء. عاصمة المقاطعة هي كراتشي. يرأس حكومة المقاطعة رئيس الوزراء الذي يُنتخب مباشرة في الانتخابات الشعبية. بينما الحاكم صاحب منصب شرفي يعينه رئيس باكستان. المسؤول الإداري عن البيروقراطية في المقاطعة هو كبير أمناء السند الذي يعينه رئيس وزراء باكستان. تشارك معظم القبائل السندية المؤثرة في المقاطعة في السياسة الباكستانية.
سياسة السند سياسة يسارية وهي أحد المعاقل الرئيسية للطيف اليساري في البلاد. يظهر هذا التوجه في الانتخابات العامة على مستوى البلاد، فالسند معقل لحزب الشعب الباكستاني (PPP).[139] تحظى الحركة القومية (حزب يساري آخر مدعوم من المهاجرين) بتأييد واسع في المدن الكبرى مثل كراتشي وحيدر أباد.[139] كما للأحزاب اليسارية الصغيرة مثل الحركة الشعبية دعم كبير في المناطق الريفية في المقاطعة.[140]
الأقسام
قررت الحكومة الجديدة بعد الانتخابات العامة في عام 2008 استعادة هيكل الأقسام في جميع المحافظات.[141] كان من المقرر استعادة نظام مفوضي الأقسام بعد انتهاء فترة ولاية هيئات الحكم المحلي في عام 2010.[142][143][144] قرر حزب الحركة القومية في عام 2011، بعد موجة من العنف في مدينة كراتشي والصراع السياسي بين حزب الشعب الحاكم وحزب الأغلبية في السند، إعادة نظام المفوضية في المقاطعة. بناءً على ذلك أعيدت الأقسام الخمسة في السند: كراتشي وحيدر أباد وسوكور وميربورخاص ولاركانا مع مناطقها. كما أضيف قسم جديد هو نواب شاه/شهيد بينظير أباد.[145]
أُلغي دمج منطقة كراتشي وأعيدت أقسامها الأصلية الخمسة: كراتشي الشرقية وكراتشي الغربية وكراتشي المركزية وكراتشي الجنوبية ومالير، ثم أصبحت منطقة كورانجي إلى المنطقة السادسة في كراتشي.[146] أنشئت منطقة كيماري في عام 2020 بعد تقسيم منطقة كراتشي الغربية.[147] وتخطط حكومة السند حاليًا لتقسيم منطقة ثارباركار إلى منطقتين: ثارباركار وتشاشرو.[148]
اقتصاد السند هو ثاني أكبر اقتصاد في باكستان ويتأثر بشكل كبير باقتصاد كراتشي أكبر مدينة في البلاد وعاصمتها الاقتصادية. تتراوح مساهمة السند في الناتج المحلي الإجمالي لباكستان بين 30٪ و32.7٪، تراوحت حصتها في قطاع الخدمات بين 21٪ و27.8٪ وفي قطاع الزراعة بين 21.4٪ و 27.7٪. أما في قطاع التصنيع فتراوحت حصتها بين 36.7٪ و46.5٪.[149] تضاعفت اقتصاد السند بمقدار 3.6 مرة منذ عام 1972.[150]
الزراعة جزء أساسي من اقتصاد السند، المحاصيل الرئيسية بها هي محاصيل القطن والأرز والقمح وقصب السكر والموز والمانجو. وتعتبر منطقة لاركانا من أكبر منتجي الأرز وأجوده في البلاد.[151][152] السند هي أغنى مقاطعة في باكستان حسب الموارد الطبيعية، ففيها احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي والفحم. يُعد حقل ماري الغازي أكبر منتج للغاز الطبيعي في البلاد، ويوجد بها شركات مثل ماري بتروليوم.[153]
السياحة
يوجد في مقاطعة السند العديد من المواقع التاريخية الهامة. الكثير منها يعود لحضارة وادي السند البرونزية (التي ازدهرت بين 2600 و1900 قبل الميلاد) التي ازدهرت في السند. من بين أبرز المواقع السياحية في السند أطلال موهينجو دارو بالقرب من مدينة لاركانا.[154] تشتهر المقاطعة أيضًا بالعمارة الإسلامية المميزة والمواقع الاستعمارية التي تعود إلى فترة ما بعد التقسيم.[154]
الثقافة
تعود ثقافة السند إلى جذور حضارة وادي السند. هذه الثقافة متأثرة بفعل البيئة الصحراوية والموارد الطبيعية المتوفرة فيها والتأثيرات الأجنبية. كما ساهم نهر السند المار في المنطقة وبحر العرب الذي يحددها من الجنوب في تعزيز تقاليد الملاحة البحرية بين السكان المحليين.[155] يعكس المناخ المحلي أيضاً سبب اختلاف لغة السنديين وفلكلورهم وتقاليدهم وعاداتهم وأسلوب حياتهم عن تلك الموجودة في المناطق المجاورة.[156][157]
أعمال الحرفيين السندين كانت تباع في أسواق دمشق وبغداد والبصرة وإسطنبول والقاهرة وسمرقند القديمة. من أهمها الأعمال الخشبية المطلية بالورنيش والمعروفة محلياً باسم "جاندي"، ذكر ت. بوستن (وهو مسافر إنجليزي زار السند في أوائل القرن التاسع عشر) إلى أن منتجات هالا كانت تضاهي منتجات الصين الرائعة.[158] تلعب المنظمات غير الحكومية مثل الصندوق العالمي للطبيعة في باكستان دوراً مهماً في تعزيز الثقافة السندية. فتدرب الحرفيين في السند لتمكينهم من الحصول على مصدر دخل. كما تروج لهذه المنتجات تحت شعار "الحرف اليدوية إلى الأبد". تتقن العديد من النساء الريفيات إنتاج القبعات في نيو سعيد آباد وهالا الجديدة. في 6 ديسمبر 2009، بدأ الشعب السندي في 6 ديسمبر 2009 في الاحتفال بـ "يوم توبي السندي" للحفاظ على ثقافتهم التاريخية من خلال ارتداء توبي أجراك وسندي.[159]
ملاحظات
^ اببلغت مساهمة السند في الاقتصاد الوطني 23.7%، أي ما يعادل 345 مليار دولار (تعادل القوة الشرائية) و86 مليار دولار (الاسمي) في عام 2022.[2][3]
^Markhand، Ghulam Sarwar؛ Saud، Adila A. "Dates in Sindh". Proceedings of the International Dates Seminar. SALU Press. مؤرشف من الأصل في 2024-12-07. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-29.
^Editorial (3 سبتمبر 2007). "How to grow Bananas". Dawn News, 2007. Dawn News. مؤرشف من الأصل في 2024-12-08. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-29.
^"Archaeological Ruins at Moanjodaro". The United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) website. مؤرشف من الأصل في 2012-07-21. اطلع عليه بتاريخ 2014-09-06.
^Edwin Bryant (2001). The Quest for the Origins of Vedic Culture. pp. 159–60.
^Brooke (2014), p. 296. "The story in Harappan India was somewhat different (see Figure 111.3). The Bronze Age village and urban societies of the Indus Valley are some-thing of an anomaly, in that archaeologists have found little indication of local defense and regional warfare. It would seem that the bountiful monsoon rainfall of the Early to Mid-Holocene had forged a condition of plenty for all, and that competitive energies were channeled into commerce rather than conflict. Scholars have long argued that these rains shaped the origins of the urban Harappan societies, which emerged from Neolithic villages around 2600 BCE. It now appears that this rainfall began to slowly taper off in the third millennium, at just the point that the Harappan cities began to develop. Thus it seems that this "first urbanisation" in South Asia was the initial response of the Indus Valley peoples to the beginning of Late Holocene aridification. These cities were maintained for 300 to 400 years and then gradually abandoned as the Harappan peoples resettled in scattered villages in the eastern range of their territories, into the Punjab and the Ganges Valley....' 17 (footnote):
(a) Giosan et al. (2012);
(b) Ponton et al. (2012);
(c) Rashid et al. (2011);
(d) Madella & Fuller (2006);
Compare with the very different interpretations in
(e) Possehl (2002), pp. 237–245
(f) Staubwasser et al. (2003)نسخة محفوظة 2023-03-26 على موقع واي باك مشين.
^Raychaudhuri، Hemchandra (1953). Political History of Ancient India: From the Accession of Parikshit to the Extinction of Gupta Dynasty. جامعة كلكتا. ص. 197.
^Nicholas F. Gier, FROM MONGOLS TO MUGHALS: RELIGIOUS VIOLENCE IN INDIA 9TH-18TH CENTURIES, presented at the Pacific Northwest Regional Meeting American Academy of Religion, Gonzaga University, May 2006 [1]. Retrieved 11 December 2006. نسخة محفوظة 2012-07-22 at Archive.is
^Naik، C.D. (2010). Buddhism and Dalits: Social Philosophy and Traditions. Delhi: Kalpaz Publications. ص. 32. ISBN:978-81-7835-792-8.
^P. 164 Notes on the religious, moral, and political state of India before the Mahomedan invasion, chiefly founded on the travels of the Chinese Buddhist priest Fai Han in India, A.D. 399, and on the commentaries of Messrs. Remusat, Klaproth and Burnouf, Lieutenant-Colonel W.H. Sykes by Sykes, Colonel;
^ ابCollinet, Annabelle (2008). "Chronology of Sehwan Sharif through Ceramics (The Islamic Period)". In Boivin, Michel (ed.). Sindh through history and representations : French contributions to Sindhi studies (بالإنجليزية). Karachi: Oxford University Press. pp. 9, 11, 113 (note 43). ISBN:978-0-19-547503-6.
^ ابBoivin, Michel (2008). "Shivaite Cults And Sufi Centres: A Reappraisal Of The Medieval Legacy In Sindh". In Boivin, Michel (ed.). Sindh through history and representations : French contributions to Sindhi studies (بالإنجليزية). Karachi: Oxford University Press. p. 30. ISBN:978-0-19-547503-6.
^"The Arab Conquest". International Journal of Dravidian Linguistics. ج. 36 ع. 1: 91. 2007. The Soomras are believed to be Parmar Rajputs found even today in Rajasthan, Saurashtra, Kutch and Sindh. The Cambridge History of India refers to the Soomras as "a Rajput dynasty the later members of which accepted Islam" (p. 54 ).
^Dani, Ahmad Hasan (2007). History of Pakistan: Pakistan through ages (بالإنجليزية). Sang-e Meel Publications. p. 218. ISBN:978-969-35-2020-0. Archived from the original on 2022-12-09. But as many kings of the dynasty bore Hindu names, it is almost certain that the Soomras were of local origin. Sometimes they are connected with Paramara Rajputs, but of this there is no definite proof.
^U. M. Chokshi؛ M. R. Trivedi (1989). Gujarat State Gazetteer. Director, Government Print., Stationery and Publications, Gujarat State. ص. 274. مؤرشف من الأصل في 2023-03-26. It was the conquest of Kutch by the Sindhi tribe of Sama Rajputs that marked the emergence of Kutch as a separate kingdom in the 14th century.
^Verkaaik، Oskar (2004). Migrants and Militants: Fun and Urban Violence in Pakistan. Princeton University Press. ص. 94, 99. ISBN:978-0-69111-709-6. The area of the Hindu-built mansion Pakka Qila was built in 1768 by the Kalhora kings, a local dynasty of Arab origin that ruled Sindh independently from the decaying Moghul Empire beginning in the mid-eighteenth century.
^General Napier apocryphally reported his conquest of the province to his superiors with the one-word message peccavi, a schoolgirl's pun recorded in بانش (مجلة) relying on the Latin word's meaning, "I have sinned", homophonous to "I have Sindh". يوجين إرليخ, Nil Desperandum: A Dictionary of Latin Tags and Useful Phrases [Original title: Amo, Amas, Amat and More], BCA 1992 [1985], p. 175.
^Priya Kumar & Rita Kothari (2016) Sindh, 1947 and Beyond, South Asia: Journal of South Asian Studies, 39:4, 776–777, DOI: 10.1080/00856401.2016.1244752
^Rehman، Zia Ur (18 أغسطس 2015). "With a handful of subbers, two newspapers barely keeping Gujarati alive in Karachi". The News International. مؤرشف من الأصل في 2016-05-03. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-13. In Pakistan, the majority of Gujarati-speaking communities are in Karachi including Dawoodi Bohras, Ismaili Khojas, Memons, Kathiawaris, Katchhis, Parsis (Zoroastrians) and Hindus, said Gul Hasan Kalmati, a researcher who authored "Karachi, Sindh Jee Marvi", a book discussing the city and its indigenous communities. Although there are no official statistics available, community leaders claim that there are three million Gujarati-speakers in Karachi – roughly around 15 percent of the city's entire population.
^Eberhard، David M.؛ Simons، Gary F.؛ Fennig، Charles D.، المحررون (2019). "Pakistan - Languages". إثنولوج (ط. 22nd). مؤرشف من الأصل في 2013-08-17.