العلاقات الألمانية الأمريكية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين ألمانياوالولايات المتحدة.[1][2][3][4][5] العلاقات الألمانية الأمريكية هي العلاقات التاريخية التي تجمع ألمانيابالولايات المتحدة على المستوى الرسمي، ما يعني العلاقات الدبلوماسية والتحالفات والحرب. يشمل هذا الموضوع أيضًا العلاقات الاقتصادية مثل التجارة والاستثمارات الخارجية، والجانب الديمغرافي وحركات الهجرة، إضافة إلى التبادل الثقافي والفكري منذ ثمانينيات القرن السابع عشر.
حدثت إضافة إلى ذلك حركة هامة للأفكار الفلسفية التي أثرت على الفكر الأمريكي. أبهرت إنجازات الألمان في التعليم العام والتعليم العالي المدرسين الأمريكيين بشكل كبير؛ إذ كان النظام التدريسي الأمريكي مصممًا وفق نظام بروسيا التدريسي. درس آلاف طلاب الدراسات العليا الأمريكيون، مثل العلماء والمؤرخين على وجه الخصوص، في الجامعات الألمانية المتميزة. كان هناك حركة قليلة في الاتجاه المعاكس: انتقل عدد قليل من الأمريكيين بشكل دائم إلى ألمانيا، ودرس عدد قليل من المفكرين الألمان في أمريكا أو انتقلوا إلى الولايات المتحدة قبل عام 1933. لم يكن للعلاقات الاقتصادية أهمية تُذكر قبل عام 1920. كانت العلاقات الدبلوماسية ودية، لكنها لم تملك أي أهمية تُذكر قبل سبعينيات القرن التاسع عشر.[7]
بعد توحيد ألمانيا عام 1871، أصبحت ألمانيا قوة عالمية هامة. بنت الدولتان قوتين بحريتين ضخمتين وبدأتا مرحلة التوسع الاستعماري حول العالم. أدى ذلك إلى نزاعات على نطاق محدود حول جزر ساموا عُرف باسم حرب ساموا الأهلية الثانية. حدثت أزمة عام 1898، عندما تنافست ألمانيا والولايات المتحدة على هذه الجزر، ووصل الطرفان إلى حل من خلال مؤتمر ثلاثي الأطراف عام 1899 حي اتفقت الدولتان على تقسيم ساموا بينهما لإنهاء النزاع.[8]
بعد عام 1898، انخرطت الولايات المتحدة بشكل أكبر في العلاقات الدبلوماسية الدولية، أدى ذلك إلى الخلاف حول بعض النقاط مع ألمانيا على الرغم من أن نقاط الاتفاق كانت أكثر منها. خلال أوائل القرن العشرين، أدى صعود البحرية الألمانية كقوة عالمية ودورها الفعال في أمريكا اللاتينيةوالكاريبي إلى عرقلة المخططات العسكرية الأمريكية. وصلت العلاقات إلى حد التوتر في بعض الأحيان مثل أزمة فنزويلا بين عامي 1902 و1903، لكن هذه الحوادث وصلت إلى نهايات سلمية بمجملها.[9]
حاولت الولايات المتحدة البقاء على الحياد في الحرب العالمية الأولى، لكن التجارة والدعم المالي الذي قدمته إلى الحلفاء المتحكمين بطرق المحيط الأطلسي كان أكثر بكثير مما كان مع دول المركز. عملت ألمانيا على تقويض المصالح الأمريكية في المكسيك. في عام 1917، ساهمت برقية زيمرمان التي قدمت الولايات المتحدة من خلالها عرضًا للمكسيك بتوقيع تحالف عسكري ضد الولايات المتحدة في قرار أمريكا بالدخول في الحرب.[10] أدت هجمات الغواصات الأمريكية على السفن البريطانية -خصوصًا إغراق سفينة الركاب البريطانية لوسيتينيا دون السماح لركابها المدنيين بالوصول إلى قوارب النجاة- إلى غضب الرأي العام الأمريكي. وافقت ألمانيا على المطالب الأمريكية بإيقاف هذه الهجمات لكنها غيرت موقفها أوائل عام 1917 من أجل الفوز في الحرب بسرعة إذ اعتقدت خاطئة أن الجيش الأمريكي لم يملك الإمكانيات الكافية للعب دور حاسم في الحرب.
اعترض الشعب الأمريكي على معاهدة فرساي التأديبية عام 1919، ووقعت البلدان اتفاقية سلام منفصلة عام 1921. في عشرينيات القرن العشرين، قدم الدبلوماسيون وأصحاب البنوك الأمريكيون مساعدات ضخمة لإعادة إعمار الاقتصاد الألماني. عندما وصل هتلر والنازيون إلى السلطة عام 1933، كان الرأي العام الأمريكي سلبيًا بمجمله. اتخذت العلاقات بين البلدين منحى عدوانيًا بعد عام 1938.
طلب عدد كبير من المثقفين والعلماء والفنانين اللجوء إلى الولايات المتحدة هربًا من النازيين، لكن سياسة الهجرة الأمريكية حددت عدد اللاجئين اليهود بشكل صارم. قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية ومالية هامة إلى بريطانيا وفرنسا. أعلنت ألمانيا الحرب على الولايات المتحدة في ديسمبر من عام 1941، بعد ذلك وضعت الولايات المتحدة هزيمة ألمانيا النازية على قمة أولوياتها. لعبت الولايات المتحدة دورًا هامًا في احتلال ألمانيا وإعادة بنائها بعد عام 1945. قدمت الولايات المتحدة مليارات الدولارات مساعدات عبر خطة مارشال لإعادة بناء اقتصاد ألمانيا الغربية. أصبحت العلاقة بين البلدين إيجابية بشكل كبير، وذلك من خلال الأفكار الديمقراطية المثالية ومعاداة الشيوعية والمستويات العالية من التبادل التجاري.
في يومنا هذا، تعتبر الولايات المتحدة من أقرب حلفاء ألمانيا وشركائها خارج الاتحاد الأوروبي.[11] يرى شعب كل من البلدين البلد الآخر حليفًا يُعتمد عليه مع الخلاف على بعض النقاط السياسية الهامة. يرغب الأمريكيون من الألمان لعب دور عسكري أكثر فعالية، لكن الألمان يرفضون هذا الأمر بشكل صارم.[12]
التاريخ
ألمانيا النازية
لدى بداية الحرب العالمية الثانية في سبتمبر من عام 1939، كانت الولايات المتحدة حيادية بشكل رسمي حتى الحادي عشر من ديسمبر عام 1941 حين أعلنت ألمانيا الحرب عليها. أظهرت السياسات الخارجية للرئيس الأمريكي روزفلت تفضيله الواضح لبريطانيا وفرنسا على ألمانيا بين عامي 1939 و1941. لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في هزيمة قوى المحور، لذلك وصلت العلاقات بين برلينوواشنطن إلى أسوأ حالاتها. استغلت ألمانيا مشاركة أمريكا بصفتها دولة قيادية بين الحلفاء واستخدمتها في حملات البروباغندا، وقد يكون الملصق الترويجي سيئ السمعة المسمى «المحررون» من عام 1944 أهم الأمثلة على ذلك. على النقيض من ذلك، كان روزفلت -منذ مارس من عام 1941-[13] واعيًا بوضوح لآراء هتلر حيال الولايات المتحدة، لكن روزفلت كان يحتاج إلى موازنة القضايا المتعلقة بتحضير الولايات المتحدة إلى مشاركتها المتوقعة في صراع عسكري عالمي، والرغبة القوية المستمرة للكثير من الأمريكيين بتجنب الحرب بأي ثمن حتى انتهاء عواقب الهجوم الياباني على بيرل هاربر وتسوية تلك المشكلة.
في الملصق الإعلامي سابق الذكر، تُصور الولايات المتحدة كآلة حرب متوحشة عديمة الرحمة تسعى للقضاء على الحضارة الأوروبية. أشار الملصق إلى العديد من الجوانب السلبية في التاريخ الأمريكي، من بينها مجموعة كو كلوكس كلان المتطرفة وقمع السكان الأمريكيين الأصليينوالإعدامات الجماعية للسود. أدان الملصق الرأسمالية الأمريكية والسيطرة المفترضة لليهودية على الولايات المتحدة، وأظهر القنابل الأمريكية تدمّر قرية أوروبية بريئة.
لكن الولايات المتحدة أطلقت عدة حملات دعائية ردًا على ألمانيا النازية، أظهرت البروباغاندا الأمريكية ألمانيا النازية بلدًا عدوانيًا مروجًا للحرب ذا أخلاق دنيئة ومخططات لغسل الأدمغة.
الحرب الباردة
بعد سقوط نظام الرايخ الثالث، كانت القوات الأمريكية جزءًا من قوى احتلال ألمانيا ما يعد الحرب. بشكل موازٍ لعملية اجتثاث النازية و«نزع السلاح الصناعي»، نمت مشاعر الصداقة بين المواطنين الأمريكيين والألمان. أدى كل من جسر برلين الجوي (1948 – 1949) وخطة مارشال (1948 – 1852) إلى تحسين وجهة نظر الألمان حيال الأمريكيين.
تواجه العديد من الشركات الألمانية مشاكل منذ أن أعلن دونالد ترامب تعليق إصدار تأشيرة المواهب الأجنبية حتى نهاية العام. وبحسب ما ورد أُعلن عن القرار لحماية سوق العمل المحلية من العمال المهاجرين والأجانب.[136]
^A.B. Faust, The German Element in the United States with Special Reference to Its Political, Moral, Social, and Educational Influence. (2 vol 1909), vol 1..
^Hans Wilhelm Gatzke, Germany and the United States, a "special Relationship?" (Harvard UP, 1980).
^Paul M. Kennedy, The Samoan Tangle: A Study in Anglo-German-American Relations 1878–1900 (University of Queensland Press, 2013).
^Holger H. Herwig, Politics of frustration: the United States in German naval planning, 1889–1941 (1976).
^Thomas Boghardt, The Zimmermann telegram: intelligence, diplomacy, and America's entry into World War I (Naval Institute Press, 2012).