ولمَّا علمَ أهالي أُمّ الفحم بقُدومِ القائدُ فوزي القاوقجي جاءوا ليستقبلوهُ وليكرموهُ فأخذوا يذبحون الخرافَوالدّجاجَ، فذُهلَ القائدُ فوزي القاوقجي من كَرَمِ أهالي أُمّ الفحم فأخذَ يقولُ: «والله إنّه كانَ بوُدّي أن يكونَ اِسْمُكِ أُمّ الفخر، ولكن لا بأس بِاِسْمِ أُمّ الفحم؛ فإنَّ الفحمُ عندما يُذَكَّى يلتهبُ ويكُون جمرًا، وأُمّ الفحم هي مجموعةٌ من الجمرِ الذي يخرقُ أكبادَ المُستعمرين بإذنِ الله».
وعندما جاء القائدُ فوزي القاوقجي ليستريح فإذ بإمرأةٍ مُسنّة تتسائل: «وين البيك؟» فاستقبلها وهُو جالسٌ تحتَ شجرةِ رُمَّان، وأعطتهُ مالاً كانت قد إدخرته للقيامِ بالحجِّ ولكن عند علمها بقُدومه أعطتهُ المال لشراءِ الأسلحة للثُوَّار، فقال: «الله يحيّي نسائكُم ورجالكُم يا أهلَ جبل نابلس». وكانَ قد أنشدَ الفحماويُّون لهُ:[2]