جوفاني فرانشيسكو «جاني» روداري (النطق الإيطالي: [ˈdʒanni roˈdaːri] ؛ 23 أكتوبر 1920 - 14 أبريل 1980) كاتب وصحفي إيطالي، اشتهر بأعماله في أدب الأطفال، ولا سيما قصة سيبولينو (بالإيطالية: Il romanzo di Cipollino). حاز على حصل على وسام هانز كريستيان أندرسن للعام 1970 لمساهماته الدائمة في أدب للأطفال. يعتبر في إيطاليا أهم كاتب أدب أطفال إيطالي في القرن العشرين، وقد ترجمت كتبه إلى عدة لغا،[4] منها اللغة العربية التي ظهرت ترجماتها متأخرة نسبيا، ابتداءً من أواخر التسعينيات. وتتميّز أعمال روداري بمحتواها التربوي الاجتماعي الذي ينطلق من اليوميّ والبسيط، وصلاً إلى مضامينَ سياسية ذاتِ طابع اشتراكي.[5]
حياته الخاصة وتعليمه
ولد روداري في أومينغا، وهي بلدة صغيرة عند بحيرة أورتا في محافظة نوفارا في شمال إيطاليا. كان والده خبازا وتوفي عندما كان روداري في الثامنة من عمره، وتولت الأم بتربية روداري وشقيقيه سيزار وماريو في قريتها الأصلية في مقاطعة فاريزي. بعد ثلاث سنوات في المدرسة في بلدة سيفيزو، تلقى روداري وهو في سن السابعة عشرة شهادة تدريس، وبدأ بتدريس الصفوف الابتدائية في المدارس الريفية في منطقة فاريزي. اهتمّ بالموسيقى وتلقى لثلاثة سنوات دروساً في عزف الكمان، وشغف بالأدب بعد أن اكتشف أعمال نيتشهوشوبنهاورولينينوتروتسكي التي يبدو أنها عززت إحساسه النقدي. في عام 1939، التحق روداري لفترة قصيرة الجامعة الكاثوليكية في ميلانو.
في عام 1953 تزوج من ماريا تيريزا فيريتي التي أنجبت بعد أربع سنوات ابنتهما باولا
بداياته السياسية
في فترة الحرب العالمية الثانية، حصل روداري على تأجيل للخدمة في الجيش بسبب اعتلال صحته. وقد تقدم لحاجته المالية بطلب للعمل في مقر الحزب الفاشي (بالإيطالية: Casa del Fascio) واضطر لتسجيل عضويته فيه، ولكن في تلك الفترة تعرض روداري لصدمة بفقدان اثنين من أفضل أصدقائه وسجن شقيقه المفضل سيزار في معسكر اعتقالألماني. انضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي في عام 1944 وشارك في حركة المقاومة الإيطالية.في عام 1948 عمل صحفيا في جريدة الحزب الشيوعي «الوحدة» (بالإيطالية: l'Unità)، وكتب كذلك في صحيفة «الطليعة» (بالإيطالية: Avanguardia).
روداري بين السياسة وأدب للأطفال
في تلك الفترة بدأ في كتابة قصص للأطفال، وفي عام 1950 عينه الحزب محررا لمجلة الأطفال الأسبوعية الجديدة «الطليعي» (بالإيطالية: Il Pioniere) في روما، وفي عام 1951 نشر روداري قصصه الأولى: كتاب أغاني الأطفال (بالإيطالية: Il Libro delle Filastrocche) وقصة سيبولينو (بالإيطالية: Il Romanzo di Cipollino).
تأثرت كتابات روداري للأطفال بالحركة السريالية الإيطالية واتفقت في محتواها مع توجهاتها المناهضة للبرجوازية واللعسكرة، والمطالبة بالتحرر الاجتماعي وإقامة نظام اجتماعي جديد، وفي هذا الجانب اتخذت كتاباته طابعا تربويا يعمل على توظيف الحكاية الخيالية في غرس قيم اجتماعية وتوجهات تحررية لدى الطفل. في عام 1952 سافر روداري لأول مرة إلى الاتحاد السوفيتي الذي سيتردد عليه بعد ذلك. اتخذ روداري توجهات نقدية داخل الحزب الشيوعي الإيطالي عبر عنها في كتاباته في صحيفة «الطليعة»، وأيد المواقف النقدية المراجعة للمرحلة الستالينية التي اتخذها مؤتمر الحزب الشيوعي السوفييتي العشرين برئاسة نيكيتا خروتشوف عام 1956. في فترة الحرب الباردة أدت عضويته في الحزب الشيوعي الإيطالي إلى الحد من انتشار أعماله في الدول الناطقة بالإنكليزية حيث ظهرت ترجمات متأخرة وقليلة لأعماله صدرت عن دور نشر يسارية التوجه. في المقابل لاقت أعمال روداري انتشارا واسعا في دول المعسكر الشرقي حيث ترجمت إلى عدة لغات واستخدمت في عدة أعمال فنية.[6][7]
وفي عام 1957، اجتاز روداري الامتحان الرسمي ليصبح صحفياً محترفاً.
أعمال تربوية
قضى روداري الأعوام 1966 إلى 1969 في العمل المكثف على مشاريع تعاونية للأطفال، ونال في عام 1970 وسام هانز كريستيان أندرسن لأدب الطفل، وهي جائزة يمنحها كل عامين المجلس الدولي لكتب الشباب وتعد أعلى تقدير متاح لكاتب أو رسام كتب الأطفال. أكسبه ذلك شهرة دولية واسعة باعتباره أفضل كاتب حديث للأطفال في إيطاليا وترجمت أعماله إلى عدة لغات.
دعم روداري مفهوم التربية الحديث المعروف بـ «تربوية ريدجو إيميليا» (بالإنجليزية: Reggio Emilia approach) الذي يتناول مشكلات طفل الروضة، ودعى إلى مفهوم جمالي متكامل موجه للأطفال، وقدم عام 1972 سلسلة من الدورات والقراءات في حضانات مدينة ريدجو إيميليا التي انطلق منها المفهوم التربوي وأهدى المدينة لاحقاً كتابه «قواعد المخيلة».[8]
وفاته
في عام 1979، وبعد رحلة أخرى إلى الاتحاد السوفيتي، تدهورت صحته، وتوفي في روما بعد عملية جراحية في 14 أبريل 1980.[9]
أهم أعماله
قد يكون أشهر أعماله على الإطلاق مغامرات تشيبولينو (بالإيطالية: Il Romanzo di Cipollino)، التي صدرت في عام 1951التي حظيت بشعبية كبيرة وعالمية بلغت أن تتحول في الاتحاد السوفييتي إلى عرض باليه، حيث أقيمت فرقة باليه في الاتحاد السوفيتي في عام 1973، من تأليف كارين كاخاتوريان[الإنجليزية] , وتصميم جنريك ألكساندروفيتش مايوروف. ظهر كذلك فيلم كرتوني سوفييتي لبوريس ديوتسخين[الإنجليزية] عام 1961[10] ، ومسرحية دمى بولندية مبنيان على عمله «تشيبولينو». في القصة يحارب تشيبولينو (تعني بالعربية تصغير بصلة: بصيلة، بصّول) المعاملة غير العادلة التي يلقاها مواطنوه من الخضار على يد ملوك الفاكهة (الأمير ليمون والبندورة المغرورة) في مملكة الحدائق. الموضوع الرئيسي هو «نضال الطبقة الدنيا في مواجهة الأقوياء»، و«الخير ضد الشر»، وأهمية الصداقة في مواجهة المصاعب [11]
كتاب أغاني الأطفال (بالإيطالية: Il Libro delle Filastrocche) - 1950
جيلزومينو في بلاد الكّذابين (بالإيطالية: Gelsomino nel paese dei bugiardi) - 1958: يمتاز الفتى جيلزومينو بصوت عال قادر على تحطيم الأشياء أو تحريكها، وتجلب هذه الموهبة عليه متاعب وتضطره إلى مغادرة بلده. يصل جلزومينو إلى بلد يكون فيها الكذب إجباريا ويعاقب من يقول الصدق، وهذا بعد سيطرة مجموعة من القراصنة عليها يقودهم جاكومونو الذي نصّب نفسه ملكا، وفرض الكذب وقلب الحقائق حتى يضيع ماضيه وماضي رجاله الإجرامي. الأمور الإيجابية تصبح سلبية وبالعكس، الأخبار تصدر بتكذيبها، النهار ليل، الليل نهار، القطط تعوي، الكلاب تموء.. وهكذا. يحرر صوت جيلزومينوا الجهور القط ذو الثلاثة سيقان المرسوم على الحائط ويصبحا أصدقاء، وتبدأ الثورة على نظام جيكومونو عندما يكتب القط على الحائط: عاشت الحرية.. مياو! يتعرف البطلان لاحقا على الرسام بانانيتو الذي تتحول رسومه إلى أشياء حقيقية عندما تمحى منها الأكاذيب، ويتمكن الثلاثة بالـ«حقيقة» والصوت العالي من تحرير البلد من نظام جاكومونو.[12]
أغاني الأطفال في السماء وعلى الأرض (بالإيطالية: Filastrocche in cielo e in terra) - 1960
حكايات عبر الهاتف (بالإيطالية: Favole al telefono)- 1962
غيب في التلفزيون (بالإيطالية: Gip nel televisore) - 1962
السهم الأزرق (بالإيطالية: La freccia azzurra) - 1964
كتاب الأخطاء (بالإيطالية: Il libro deqli errori) - 1968
قواعد المخيلة (بالإيطالية: La grammatica della fantasia) - 1974
كان هناك مرتين بارون يدعى لامبيرتو - أو أسرار جزيرة سان جيليو (بالإيطالية: C'era due volte il barone Lamberto ovvero I misteri dell'isola di San Giulio) - 1978
قصص مكتوبة على آلة كاتبة (بالإيطالية: Novelle fatte a macchina)
جائزة براتو (1960)، لكتابه «أغاني الأطفال في السماء وعلى الأرض»
جائزة كاستيلو (1963)، لكتابه «جيب في التلفزيون»
جائزة أوروبا دارلون (1967) وجائزة «كاستيلو» (1968) لكتابه «كعكة في السماء»
جائزة روبينو (1968) لكتابه «كتاب الأخطاء»
جائزة هانز كريستيان أندرسن (1970)، مع ترشيحات سابقة له في الأعوام 1964 و1938[15]
تكريم وتذكار بعد وفاته
منذ وفاته في عام 1980 كتبت عشرات الأعمال التي تتحدث عن جاني روداري، وأطلق اسمه على المئات من الحدائق والنوادي والمكتبات وغرف اللعب والشوارع ودور الحضانة والمدارس الابتدائية، أهمها حديقة روداري في بلدة أومينغا، مسقط رأسه، والمكتبة العامة في الحي السابع في روما.[16]
من 23 إلى 25 أكتوبر 2020 احتفلت مدينة رديجو إميليا بـ أيام روداري" بسلسلة من الفعاليات في مئوية ميلاده. ويذكر أن روداري قد أهدى إلى هذه المدينة كتابه "قواعد الخيال".[20]