Share to: share facebook share twitter share wa share telegram print page

سجاد تركي

بساط أناضولي مصنوع في منطقة قونية حوالي 1650-1750 م، معروض في متحف مقاطعة لوس أنجلوس.

السجاد التركي هو مصطلح يطلق على الأبسطة والسجاد المنسوج على يد العرقيات المختلفة التي سكنت الأناضول والمناطق القريبة منه التي كانت تحت سلطة الدولة العثمانية. نسج السجاد التركي لتغطية الحوائط والأرضيات، وتتم صناعته للاستخدام المنزلي أو للبيع محليًا أو لتصديره. يتشارك السجاد التركي والكليم كونهما جزءًا أساسيًا من الثقافة الإقليمية، ورغم أنه يعرف اليوم بالسجاد التركي، إلا أنه في الواقع من إنتاج أعراق متعددة.

يعد نسج السجاد من الفنون التقليدية التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام. خلال تاريخه الطويل، دمج فن وحرفة السجاد المنسوج بين ثقافات مختلفة، حيث دمج بين التصميم البيزنطي والترك المهاجر من آسيا الوسطى، والأرمني والقوقازي والكردي. ومع دخول الإسلام وتطوّر الفن الإسلامي، تأثر تصميم السجاد التركي بالفن الإسلامي. تعكس تصاميم وزخارف السجاد التركي التاريخ السياسي والعرقي والتنوع في منطقة آسيا الصغرى. ومع ذلك، فشلت المحاولات العلمية حتى الآن، في تمييز تصاميمه بحسب العرق أو المنطقة أو حتى بين الأنماط الحضرية والبدوية.[1]

عندما نشط الاتصال بين أوروبا الغربية والعالم الإسلامي خلال فترة الحروب الصليبية، أصبح السجاد المنسوجة معروفًا أيضًا في أوروبا. وبعد تأسيس خط تجاري مباشر بين أوروبا والدولة العثمانية، أصبح جميع أنواع السجاد يعرف في أوروبا باسم السجاد التركي، بغض النظر عن أصله الفعلي.[2] ومن بين أنواع السجاد الشرقي، يتميز السجاد التركي بخصائص معينة من حيث الأصباغ والألوان والتصاميم، والقوام والتقنيات، فهو عادةً ما يصنع من الصوف والقطن، ويترابط بواسطة عُقد تركية أو متناظرة. وتختلف أحجامه بداية من حجم الوسادة إلى حجم الغرفة. وترجع أقدم قطعه المعروفة إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وكان يُنسج في ورش العمل أو في القرى أو بين القبائل والبدو الرحل، كما كان يصنع لاستخدام طبقات المجتمع المختلفة، من مواد متعددة مثل صوف الأغنام والقطن. ولا دلائل على صناعته من الحرير قبل سنة 1870 م، حيث نُسج سجاد حريري تركي في مطلع القرن العشرين تزينه زخارف بخيوط من الذهب والفضة.

ولا يعد السجاد التركي من الفنون في تركيا فقط، بل وفي أنحاء العالم الغربي. ففي أوروبا، ظهر السجاد التركي في رسومات عصر النهضة كدلالة على الهيبة والكرامة، ولا يزال ذلك سائدًا إلى اليوم.[3] ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، اهتم مؤرخي الفنون والعلماء في العالم الغربي بدراسة السجاد التركي والشرقي.[2][4][5] حديثًا، جذبت أنواع السجاد المنسوج كالكليم والسوماك والسيسيم والزيلي اهتمام جامعي الفنون والعلماء.[6] وفي أواخر القرن العشرين، بدأت مشاريع لإحياء فن نسج السجاد التركي التقليدي باستخدام النسج اليدوي، والأصواف المصبوغة طبيعيًا والتصاميم التقليدية.[7]

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ Brueggemann، Werner؛ Boehmer، Harald (1982). Teppiche der Bauern und Nomaden in Anatolien = Carpets of the Peasants and Nomads in Anatolia (ط. 1st). Munich: Verlag Kunst und Antiquitäten. ص. 34–39. ISBN:3-921 811-20-1.
  2. ^ ا ب Erdmann, Kurt (1970). Seven Hundred Years of Oriental Carpets. Berkeley, California: University of California Press (translated from the German Siebenhundert Jahre Orientteppich by May H. Beattie and Hildegard Herzog). ISBN:9780520018167. {{استشهاد بكتاب}}: استعمال الخط المائل أو الغليظ غير مسموح: |ناشر= (مساعدة)
  3. ^ "Pope John Paul II's coffin placed on a Bijar carpet during his funeral mass". مؤرشف من الأصل في 2015-07-08. اطلع عليه بتاريخ 2015-07-07.
  4. ^ Bode، Wilhelm von (1902). Vorderasiatische Knüpfteppiche aus alter Zeit (ط. 5th). Munich: Klinkhardt & Biermann. ISBN:3-7814-0247-9.
  5. ^ Riegl، Alois (1892). Altorientalische Teppiche (ط. Reprint 1979). A. Th. Engelhardt. ISBN:3-88219-090-6.
  6. ^ The historical importance of rug and carpet weaving in Anatolia. Turkishculture.org. Retrieved on 2012-01-27. نسخة محفوظة 07 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ "Turkish Cultural Foundation". مؤرشف من الأصل في 2019-01-13. اطلع عليه بتاريخ 2015-06-29.
Kembali kehalaman sebelumnya