هكذا يكاد نقل بعض نسابة الأمازيغ في كتنبهم وذكر آخرون من مؤرخي الأمازيغ أن بطونهم تنتهي إلى سبعين بطنا. وذكر ابن الكلبيوالطبري أن بلادهم بالصحراء مسيرة ستة أشهر. وكان أعظم قبائل صنهاجة بلكانة وفيهم كان الملك الأول. وكانت مواطنهم ما بين المغرب الأوسطالجزائروأفريقية، وهم أهل مدر. ومواطن مسوفة ولمتونة وكدالة وشرطة بالصحراء، وهم أهل وبر.[5]
وأما أنجفة فبطونهم مفترقة وهم أكثر بطون صنهاجة.[5]
موطنهم
ولم تكن صنهاجة في الواقع مجرد قبيلة، بل كانت شعبا عظيما [6]، وكانت بطون صنهاجة في الواقع تنتشر بـبلاد شنقيط (موريتانيا حاليا) إلى حدود السنغال[7] ، وبالجزائر في ما بين المسيلةوتترىوميله، وكانت تسيطر على ذلك الطريق الموصل بين موريطنية سيتيفينسيس، وموريطانيا القيصرية[8]، كما كانت بطون أخرى تضرب في منطقة الأطلس الوسطى من تازا إلى إقليم بني ملال، وتستوطن منحدرات الأطلس الكبرى الجنوبية وتُوغِلُ جنوبا ساكنة الواحات الواقعة على أطراف الصحراء وتوغل في المغرب الأقصى في إقليم الريف حتى طنجة، كما كان بعضها ينزل حول آزمور، كانت بلادهم في القبلة مسيرة سبعة أشهر طولا، ومسيرة أربعة أشهر عرضا، من نول لمطة في أقصى المغرب، إلى قبلة إفريقية، وقبلة القيروان من بلاد إفريقية.[9]
تاريخهم ودولهم
وقد تهيأ للقبائل الصنهاجية بحكم سعة انتشارها أن تتنوع حياتها الاجتماعية، فقد كانت بعض القبائل تحيا حياة الاستقرار، كما كانت بعض القبائل الجبلية الأخرى تنتقل عادة نقلة الشتاءوالصيف طلبا للمرعى، وكانت بعض البطون الأخرى تحيى حياة بدوية عريقة في الصحراء الكبرىبالمغرب الأوسط.[10] ومن الغريب أنه رغم تفرق شعب صنهاجة على هذه الصورة، ظلت رابطة الدم والثقافة المشتركة تؤلف بين أشتاته، وتجعله يتحد عند وقوع الخطر لدفعه، وقد تمكنت صنهاجة بفضل هذه الحضارة التي أصابت منها بعض الشيء، وبفضل هذا التنوع في الحياة الاجتماعية، وهذه الرابطة الأسرية الوثيقة من أن تكتب لنفسها في المغرب تاريخا مجيدا [10]، (( فشرف صنهاجة أصيل ومجدهم أثيل، ورياستهم قديمة)).[11] وكان الملك في صنهاجة في جيلين، أسست صنهاجة الجيل الأول دولة بني زيري، وأسست صنهاجة الجيل الثاني مملكة أودغست الإسلامية، ودولة المرابطين.[12]