شاعر عراقي ولد في بغداد سنة 1926 في محلة باب الشيخ، له ست أخوة جميعهم امتهنوا أعمال تجارية، تزوج من السيدة هند نوري العبدان و رُزِق بأربع أبناء وهم (علي وسعد ونادية وأسماء)، نادية توفيت في كالفورنيا نهاية سنة 1990 وابنه سعد توفي في حادث غامض سنة 2004 في بغداد، تربّى البياتي في منزل جده وأبيه في منطقة باب الشيخ وتأثر جداً بتناقضات وتراجيديا هذا الحي البغدادي العريق .
وفي المدّة (1980-1989) أقام الشاعر في إسبانيا، وهذه المدة يمكن تسميتها المرحلة الإسبانية في شعره؛ إذ صار أحد الأدباء الإسبان البارزين، وأصبح معروفًا على مستوى رسمي وشعبي واسع، وتُرجِمت دواوينه إلى الإسبانية. وقد جمع حوله كُتّابًا ومثقفين عربًا وإسبان ومن أميركا اللاتينية، وفي تلك السنوات التي لاذ خلالها بشبه صمت شعري، كان العامل الأول فيها الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988؛ إذ لم يكن يُشارك الرأي في ضرورة قيام تلك الحرب التي أضعفت البلدين.
وكان من بين المقربين إليه في تلك المدة المستعربون بدرو مارتينيث مونتابيث، كارمن رويث برابو، فدريكو أربوس، والناقد المصري الدكتور خالد سالم، فضلًا عن عدد كبير من المثقّفين، وخرج من عباءته الكثير من المستعربين وتأثّر به كُتّاب من أميركا اللاتينية. وربطته علاقة صداقة مع عدد كبير من مثقفي إسبانيا خلال إقامته في مدريد، ومن أبرزهم الشاعر رفائيل ألبرتي، صديق فدريكو غارثيا لوركا وعضو جيل الـ 27 الشعري، وقد خصّه بإحدى قصائده، والقاص والشاعر أنطونيو غالا.
بعد حرب الخليج الثانية
في سنة 1991م توجّه إلى الأردن ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبيل حرب الخليج الثانية، بسبب وفاة ابنته نادية التي تسكن في كاليفورنيا؛ إذ أقام فيها ثلاثة أشهر أو أكثر، بعدها توجّه للسكن في عمان الأردن ثم غادرها إلى دمشق وأقام فيها حتى وفاته عام 1999.
يمتاز شعر عبد الوهاب البياتي بنزوعه نحو عالمية معاصرة مُتأتّية من حياته الموزعة في عواصم مُتعددة وعلاقاته الواسعة مع أدباء وشعراء العالم الكبار، مثل الشاعر التركي ناظم حكمت والشاعر الإسباني رفائيل ألبرتي والشاعر الروسي يفتشنكو والمقام الكبير فالح البياتي، وكذلك بامتزاجه مع التُراث والرموز الصوفية والأسطورية التي شكلت إحدى أهم الملاحم في حضوره الشعري وحداثته، وكانت تربطه علاقة خاصة بالشاعر بدر شاكر السياب.