كمانكيشليككمانكيشليك
كِمانكيشليك (بالتركية: Kemankeşlik) هو اسم رياضة رماية السهام التي كانت تُمارس في الدولة العثمانية. ورامي السهام يُطلق عليه "كِمانكيش" (بالتركية: Kemankeş) في اللغة التركية، والرماة "كِمانكيشلار" (بالتركية: Kemankeşler). التسميةتتكون كلمة "كِمانكيش" (بالتركية: Kemankeş) التي يُقصد في معناها "الرامي"، من مزيج من كلمتين هما "كِمان" (بالتركية: keman) ومعناها في التركية: القوس، و"كيش" (بالتركية: keş) ومعناها في التركية: جذب أو شدّ. والمعن الكلي هو "شدُّ القوس"، وهو اسم يطلق على أولئك الذين يشدون أوتار الأقواس لرماية السهام. واللاحقة "ليك" (بالتركية: lik) في اللغة التركية لها عدة استخدامات، منها تحويل بعض الصفات والمهن والآلات إلى اسم يعبر عن المهن والحرف. [1] وعليه، فكلمة كِمانكيشليك (بالتركية: Kemankeşlik) تعني حرفيا "ممارسة شد القوس"، ويقصد بها: "الرماية بالسهام". تاريخ الرماية عند الأتراكتحتل الرماية مكانة مهمة في الثقافة التركية منذ العصور القديمة. من اللافت للنظر من وجهة نظر تاريخية أنه لا يوجد مجتمع يتبنى الرماية مثل الأتراك ويعطي أهمية لها. بدأ هذا الاهتمام في الولايات التركية الأولى، حيث كان الخانات الأتراك (حكام القبائل) يمسكون القوس والسهم أثناء جلوسهم على العرش للدلالة على القوة، وكانت صور القوس والسهم على النقود المسكوكة والأختام الرسمية عناصر بصرية ترمز إلى قوة الدولة. [2] ويظهر ذلك بوضوح أيضاً في بيرق الدولة السلجوقية، إحدى الدول الإسلامية الكبرى التي امتدت 157 عاماً ولعبت دوراً كبيراً في تاريخ الدولة العباسية والحروب الصليبية والصِّراع الإسلامي البيزنطي، وقد تأسَّست على يد سلالة السَّلاجقة التي تنحدر من قبيلة قنق (بالتركية: Kınık) التركية من أتراك الأوغوز، [3][4] حيث كانت بيارقهم يعلوها قوس مرسوم. [2] ثم ازداد الاهتمام بالرماية أكثر خلال الفترة العثمانية، لدرجة أن انتشار الأسلحة النارية في القرن السادس عشر لم يقلل من الأهمية الثقافية للرماية. فقد دخلت الرماية إلى الدولة العثمانية بواسطة أتراك آسيا الوسطى. وإلى اليوم، لا يزال الاهتمام بالرماية كرياضة مستمراً في تركيا في النوادي، وفي البيوت الريفية، حيث يستخدم الرياضيون معدات الرماية القديمة والحديثة والأدوات التقليدية الخاصة بها. [2] من الصحابةيَعُدُّ رُماةُ السهام العثمانيون الصحابي الجليل سعد ابن أبي وقاص واحداً من الكِمانكيشلار (الرماة)، وهو الذي رمى أوّل سهمٍ في سبيل الله في الإسلام. الرماةظهر في رشق السهام العثمانية رُماة عِظام على مرِّ القرون، منهم من سَجَّلَ أرقاماً قياسية عثمانية لم يستطع أحد في العالم أن يحطمها على مدى 500 عام، [5] سجل بعضهم أرقامًا قياسية يصعب تحطيمها، مع تسديدات بلغ مداها 850 مترً. [5] هناك الكثير من الرماة الذين لا نعرف عن أسمائهم شيئا، [5] ولكن نعرف البعض القليل منهم، مثل: شوجاالرامي الشهير "شوجا" (بالتركية: Şüca) من مدينة بورصة. صولاق باليصولاق "بالي" (بالتركية: Solak Bali) الذي لُقِّبَ بلقب "هافانديلين" (بالتركية: Havandelen) ومعناه "الهاون الثاقب" بسبب قوة السهام التي يرميها في الاختراق، وهو أحد أشهر الرماة والموهوبين في زمانه. [6] ولقب صولاق (بالتركية: Solak) الذي يسبق اسمه يعني باللغة التركية: أعسر، أي أنه كان يستخدم يده اليسرى بدلاً من اليمنى، وقد كانت هناك فيلق من جنود الإنكشارية العثمانيين اسمه صولاق ينضوي تحته فقط من يستخدمون يدهم اليسرى ليرافقوا السلطان. [6] إسكندر توزكوبارانالرامي "إسكندر" (بالتركية: İskender) الذي اشتهر بكنية "توزكوباران" (بالتركية: Tozkoparan) التي معناها "صانع الغبار" بسبب سرعة وشدة السهم الذي يرميه فيشقّ الهواء ويثير الغبار حوله عبر مروره بسبب سرعته، والذي وصل أبعد سهم أطلقه إلى 845.46 مترًا وهذا رقم قياسي عالمي، وقد استشهد "توزكوباران إسكندر" في معركة ليبانت البحرية عام 1571م، [5] كمانكيش أحمد باشاكمانكيش أحمد باشا، رجل دولة شغل منصب رئيس البحرية في عهد السلطان سليمان القانوني بين عاميّ 1531م و 1533م، واشتهر بنجاحه في الرماية. في عام 1533م، سلم مهمة قيادة البحرية العثمانية إلى خير الدين بربروس باشا وانضم معه إلى معركة بروزة البحرية 1538م. كمانكيش "قره علي باشا"، الصدر الأعظم (كبير الوزراء) للدولة العثمانية في الفترة ما بين 30 أغسطس 1623م حتى 3 أبريل 1624م. [7][8] كمانكيش "قره مصطفى باشا"، كان سكبان باشي طائفة الإنكشارية، ثم رقاه السلطان إلى رتبة آغا الإنكشارية، وحصل على ثقة السلطان مراد الرابع فصار قبطان باشا لثلاث سنوات، ثم أصبح الصدر الأعظم للدولة العثمانية في الفترة ما بين 23 ديسمبر 1638م حتى 31 يناير 1644م، وكان يحمل رُتبة أدميرال البحرية العثمانية. كان "مصطفى" قد أُحضِرَ إلى اسطنبول في سن مبكرة، وتدرب على يد "قره حسن" آغا الفيلق الإنكشاري، وبمرور الوقت ارتقى ليصبح آغا الإنكشارية (رئيسهم). وبسبب موهبته في الرماية ، أطلق عليه لقب "Kemankeş" أي "رامي" ولقب "قره Kara" أي "شديد". ونظرًا لنجاحه في حملة ريفان (بالتركية: Revan)، تم تعيينه قبطانًا بحرياً. وفي وقت لاحق، بالإضافة إلى كونه قبطانًا للبحر، تولى أيضًا مهمة رئاسة الوزارة الكبرى للدولة العثمانية. أعمدة ميدان الرماية الحجريةأعمدة ميدان الرماية، وتُسمّى "حَجَر المَدَى" (بالتركية: Menzil taşı)، هي العلامات الأثرية التي أقيم عندها أعمدة حجرية لتوثيق نجاح رامي السهام (بالتركية: kemankeş) في إطلاق السهم إلى أبعد نقطة قياسية فكان يتم إقامة ذلك العمود الحجري حيث سقط السهم الذي رماه. كان من المعتاد أن يتم نصب العامود الحجري في مأدبة ويوزع صاحب السجل الهدايا بقدر ما يستطيع. تم تشييد 300 من أحجار المدى، يقع معظمها في منطقة "أوك ميداني" (بالتركية: Okmeydanı) في اسطنبول وترجمة اسم ذلك المكان هو: "ميدان السهم"، وكان ذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر، ولكن بقيَ منها حالياً 30 عامود فقط. حجر النيشانإذا كان رامي السهام أحد السلاطين العثمانيين، فإن علامة هذه العامود الحجري يُسمى "الحجر المستهدف" (بالتركية: nişan taşı) أو "حَجَر النيشان" فيحاول الرماة كسر هذا الرقم القياسي بتجاوز حجر المدى الذي تم تشييده سابقًا وإقامة حجر آخر أبعد منه. أدوات الرميالقوس والسهم العثماني من أدوات رياضة الرماية بالنبل؛ ولهما مواصفات وأسماء: طول السهم
رأس السهم
الجزء الأخير في نهاية السهم
غطاء الإبهام
القوس
وتر القوس
الأقواس
تجهيز القوس
معرض الصورروابط خارجية
مراجع
|