يُستخدم لاكوساميد أيضاً للتحول إلى معالجة أحادية الدواء (monotherapy treatment) لعلاج الصرع الجزئي (partial-onset seizures) وألم الاعتلال العصبي (neuropathic pain) (ليس معتمداً من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA).
تمت الموافقة على الدواء في الاتحاد الأوروبي يوم 3 سبتمبر، 2008.[6] وقد تم التصديق عليه في الولايات المتحدة في 29 أكتوبر 2008.[7] تأخر الترويج للاكوساميد بسبب اعتراض حول تصنيف الدواء في الجدول الخامس (schedule V) من قانون المواد الخاضعة للرقابة. أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الحكم النهائي بإقرار وضع الدواء في الجدول الخامس في 22 يونيو 2009.[8]
الاكتشاف
اكتشف لاكوساميد الدكتور هارولد كون وزملاؤه في جامعة هيوستن عام 1996.[9] فقد افترضوا أن الأحماض الأمينية المعدّلة قد تكون مفيدة علاجياً في علاج داء الصرع. فتم توليف بضع مئات من مثل هذه الجزيئات على مدى عدة سنوات، وتم اختبارها ظاهرياً على نموذج مرض الصرع جرى تطبيقه على الفئران. وُجد أن (N-benzyl-2-acetamido-3-methoxypropionamide) فعال للغاية في هذا النموذج، مع تتبع النشاط البيولوجي خصيصا إلى جزئ R بها.[9] وأصبح هذا المركّب اسمه لاكوساميد بعد الحصول على ترخيص من قبل شركة شفارتز فارما (Schwarz Pharma)، التي أنجزت التطوير ما قبل السريري والسريري المبكّر لها. في عام 2006 اشترت شركة «'يو سي بي'» (UCB) شركة شفارتز فارما، وأكملت برنامج التطوير السريري وحصلت على الموافقة بتسويق لاكوساميد. ومن المثير للاهتمام أن آلية عملها كانت غير معروفة في وقت الحصول على الموافقة بالترخيص.[10]
آلية العمل والديناميكا الدوائية
لاكوساميد حمض أميني مٌفعّل يُنتج نشاط في اختبار صرع الصدمة الكهربائية القصوى (بالإنجليزية: Maximal Electroshock Seizure) (MES)، وهو، مثله كمثل بعض العقاقير الأخرى المضادة للصرع، يُعتقد أنه يعمل من خلال قنوات الصوديوم التي تفتح وتغلق بواباتها بالجهد الكهربي للصوديوم (بالإنجليزية: voltage-gated sodium channels).[10]
جاءت نتائج تعاطي لاكوساميد في تثبيط الإطلاق المتكرر للخلايا العصبية، حيث أنها تحقق الاستقرار في أغشية الخلايا العصبية الشديدة الاستثارة، وتحد من توافر القنوات على المدى الطويل، ولكن بدون التأثير على الوظيفة الفسيولوجية.[12] كما أن للاكوساميد آلية مزدوجة في العمل، فهو ينظم أيضا استجابة كولابسين البروتين الوسيط 2 (CRMP-2) (بالإنجليزية: collapsin response mediator protein 2)، مانعاً بذلك تشكيل اتصالات عصبية غير طبيعية في المخ.[13]
عند تناول الأفراد الأصحاء لاكوساميد عن طريق الفم، يُمتص لاكوساميد سريعاً من خلال الجهاز الهضمي. يتم فقدان القليل من الدواء بسبب تأثير المرور الأولي، وبالتالي فإن التوافر البيولوجي للاكوساميد عن طريق الفم يقارب 100٪.[17] ينخفض ارتباط لاكوساميد مع بروتين البلازما في البالغين لأقل من <15، مما يقلل من إمكانية التفاعل مع أدوية أخرى، ويظل تركيز لاكوساميد أعلى ما يكون في بلازما الدم ما يقرب من 1 إلى 4 ساعات بعد تناوله عن طريق الفم. عمر النصف للاكوساميد حوالي 12-16 ساعة، ويظل بدون تغيير إذا كان المريض يتعاطى أيضا محرضات الإنزيم. ونتيجة لذلك، يُتناول لاكوساميد مرتين يوميا، مرة كل 12 ساعة. يُفصل الدواء من الجسم عن طريق الكلى ويُطرح في البول بنسبة 95٪.[18] يظل 40٪ من المركّب كما هو من دون تغيير البناء الدوائي الأصلي، في حين أن بقية المركّب يتكون من ناتج عمليّة تّمثيل لاكوساميد (الأيض). يتم طرح 0.5٪ فقط من الدواء في البراز.[19] المسار الأيضي الرئيسي للاكوساميد هو CYP2C9، CY2C19، وإزالة مجموعة الميثيل (CH3) بوساطة CYP3A4 [20]
منحنى الجرعة والاستجابة للاكوساميد خطّي ومتناسب مع الجرعات عن طريق الفم حتي 800 ملغ، والجرعات الوريدية حتى 300 ملغ.[21] احتمالية تفاعل لاكوساميد مع الأدوية الأخرى منخفضة، ولم يتم العثور على تفاعلات دوائية تحدث مع الأدوية الأخرى من مضادات الاختلاج (AEDs) التي تعمل على قنوات الصوديوم.[22] أظهرت دراسة على ارتباط لاكوساميد مع CRMP-2 في بويضات حيوان القيطم (جنس من البرمائيات يتبع فصيلةالضفادع العديمة اللسان) أن الارتباط تنافسي (competitive binding) ومُحَدّد (specific binding). لدى لاكوساميد قيمة Kd أقل بقليل من 5μM، وقيمة Bmax حوالي 200 جزء في المليون/ملغ (pM/mg).[23] حجم توزيع لاكوساميد في البلازما (Vd) هو 0.6 لتر/كجم (L/kg)، وهي قريبة من الحجم الكلي للماء.
يوصف لاكوساميد في البداية على جرعات فموية من 50 ملغ مرتين يوميا، بجرعة مجموعها 100 ملغ يومياً. يمكن زيادة الجرعات بمقدار 100 ملغ/يوم عن طريق جرعتين يوميا تصل إلى ما مجموعه 200-400 ملغ/يوم. أظهرت التجارب السريرية أن جرعة 600 ملغ/يوم لم تكن أكثر فعالية من جرعة 400 ملغ/يوم، ولكن أدت إلى المزيد من ردود الفعل السلبية. يُعطى لاكوساميد فموياً من خلال أقراص مغلفة من 50 ملغ (لونها وردي)، و100 ملغ (لونها أصفر غامق)، و150 ملغ (لونها سلموني)، و200 ملغ (لونها أزرق). ويمكن أيضا أن تُعطى عن طريق الحقن بتركيز 200 مجم/20 مل أو حل عن طريق الفم بتركيز 10 ملغ/مل.[25]
التجارب قبل السريرية
في التجارب قبل السريرية، تم اختبار تأثير لاكوساميد على نماذج صرع حيوانية باستخدام نموذج فأر فرينجز (Frings) لصَرْعٌ سَمْعِيُّ المَنْشَأ (بالإنجليزية: audiogenic seizures AGS) الذي هو حساس لنوبة صرع مع جرعة فعالة (أو ED50) قيمتها 0.63 ملغ/كغ داخل الغشاء المصلي البطني.
تم أيضا تقييم تأثير لاكوساميد باستخدام اختبار صرع الصدمة الكهربائية القصوى ((بالإنجليزية: Maximal Electroshock Seizure) MES) للكشف عن تثبيط انتشار النوبة.[26][27] وكان تعاطي لاكوساميد ناجحاً في منع انتشار النوبة الصرعية المُستحثة بالصدمة الكهربائية القصوى MES في الفئران (ED50 = 4.5 ملغ/كغ، داخل الغشاء المصلي البطني) والجرذان (ED50 = 3.9 ملغ/كغ، عن طريق الفم).[28] في التجارب قبل السريرية، تبين أن تعاطي لاكوساميد في تركيبة مع أدوية أخرى مضادة للصرع أنتجت آثرا متآزرا مضادا للصرع. أنتج لاكوساميد آثارا في نماذج حيوانية تعاني من رعاش مجهول السببوخلل الحركة المتأخروالفصاموالقلق.[29] وقد وجدت التجارب قبل السريرية أن المتماكب الفراغي S (دوران عكس عقارب الساعة) S-stereoisomer أقل قوة من المتماكب الفراغي R (دوران مع عقارب الساعة) R-stereoisomer في علاج النوبات.[30]
التجارب السريرية
النوبة الجزئية
تم اختبار لاكوساميد في ثلاث دراسات منضبطة بالعلاج الممّوه (بالإنجليزية: Placebo-controlled study) ومزدوجة التعميةوعشوائية على أكثر من 1300 مريض.[31] في مراكز متعددة، وفي دول متعددة، أُجريت تجارب سريرية منضبطة بالعلاج المموه وهمي ومزدوجة التعمية (لا يعلم المرضى أو المعالجون ماهية الدواء) وعشوائية لتحديد مدى فعالية وسلامة جرعات مختلفة من لاكوساميد على أفراد يشتكون ضعف السيطرة على نوبات الصرع الجزئية (بالإنجليزية: poorly controlled partial-onset seizures)، حيث وُجد أن لاكوساميد أحدث انخفاضاً كبيراً ذا دلالة إحصائية في وتيرة حدوث النوبات عندما تعطى للمريض بالإضافة إلى مضادات الصرع الأخرى، في جرعات من 400 و600 ملليغرام في اليوم.[32]
الاعتلال العصبي السكري
في دراسة أصغر على المرضى الذين يعانون من اعتلال الأعصاب السكري، أحدث لاكوساميد أيضا سيطرة على الألم أفضل بشكل ملحوظ مقارنة مع الدواء الوهمي.[33] عندما أٌعطي لاكوساميد في تركيبة بنسبة 1-3 مع أدوية أخرى مضادة للصرع كان ذلك جيد التحمّل بالنسبة للمرضى.
وُجد أن اعطاء المريض 400 ملغ/اليوم لاكوساميد يخفض بشكل كبير من الألم في المرضى الذين يعانون من اعتلال الأعصاب السكري، وذلك من خلال دراسة أجريت في مراكز متعددة، تجربة مزدوجة التعمية ومنضبطة بإيحاء وهمي، في المرحلة الثالثة من التجارب، مع مدة علاج 18 أسبوعا.[34]
المداواة
لاكوساميد مركّب مضاد للاختلاج معتمد للمعالجة بشكل إضافي للصرع الجزئي وألم الاعتلال العصبي. التجارب السريرية جارية حاليا لاستخدام لاكوساميد كعلاج وحيد لنوبات الصرع الجزئي.[31] وليس هناك دليل على أن لاكوساميد يوفر قيمة إضافية على أدوية معالجة الصرع الحالية التي تعالج نوبات الصرع الجزئية، ولكنها قد توفر ميزة أمان.[22] وُجد أن أدوية الصرع الحديثة، بما في ذلك لاكوساميد، وفيجابارتينوفيلباميتوغابابنتينوتياجابينوروفينامايد أكثر أماناً وأكثر إمكانية للتحمل، من الأدوية القديمة مثل كاربامازيبينوفينيتوينوالفالبروات.[35]
لوحظ أن السلوك الانتحاريوالفكر الانتحاري قد بدئا في أقرب وقت بعد أسبوع من بدء العلاج بلاكوساميد، وهو أثر ضائر يحدث من استخدام معظم الأدوية المضادة للصرع. في التجارب السريرية مع مدة علاج 12 أسبوعاً في المُتَوَسّط، كانت نسبة التفكير في الانتحار 0.43٪ من بين 27863 مريضاً في مقابل 0.24٪ بين 16029 مريضاً عولجوا بدواء وهمي. وقد شوهد السلوك الانتحاري في مريض واحد (1) من كل 530 مريضاً عولجوا.[25]
حددت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مكان دواء لاكوساميد تحت فئة "الحمل ج". وأفادت الدراسات على الحيوان حالات وفيات الأجنة ونقص النمو. لم يتم اختبار لاكوساميد خلال فترة الحمل البشري، وينبغي تعاطيه بحذر. وبالإضافة إلى ذلك، لم يُحدد بعد ما إذا كان إفراز لاكوساميد يظهر في حليب الثدي.[39]
لاكوساميد مسحوق مركّب بلوري، لونه أبيض إلى أصفر فاتح. الاسم الكيميائي للاكوساميد هو (R)-2-acetamido-N-benzyl-3-methoxypropionamide، واسمه النظامي هو N2-Acetyl-N-benzyl-O-methyl-D-serinamide.[15][15]
لاكوساميد جزيء حمض أميني مُفعَّل، لديه قابلية عالية للذوبان في الماء وثنائي ميثيل السلفوكسيد(DMSO)، مع قابلية ذوبان 20.1 ملغ/مل في محلول منظم من الفوسفات المِلْحِيّ (PBS، ودرجة حموضة PH 7.5، ودرجة حرارة 25°).[15][40] والجزيء له ستة روابط قابلة للدوران وحلقة واحدة عطرية. يذوب لاكوساميد في 143-144 درجة حرارة مئوية، ويغلي عند 536.447 درجة حرارة مئوية تحت ضغط 760 ملم زئبق.[41][42]
تم اقتراح الخطوات الثلاث الآتية لتصنيعلاكوساميد في عام 1996.
يُعالج حمض R)-2-amino-3-hydroxypropanoic) بأنهيدريد الخليكوحمض الخليك. ثم يُعالج الناتج بـ N-methylmorpholine، وisobutyl chloroformate، وبنزيل أمين أولاً. ثم يُعالج ثانياً بالميثيل يوديد (Methyl iodide) وأكسيد الفضة الأحادية ليكوّن اللاكوساميد. وقد اقتُرحت طرق أكثر كفاءة للتركيب في السنوات الأخيرة، منها ما يلي:[43][44]
العلامات التجارية في بلدان أخرى
في باكستان، يتم تسويق لاكوساميد من قبل شركة سيرل المحدودة (The Searle Company Limited) تحت اسم لاكوليت (Lakolit).
^Biton، V؛ Rosenfeld, WE؛ Whitesides, J؛ Fountain, NB؛ Vaiciene, N؛ Rudd, GD (مارس 2008). "Intravenous lacosamide as replacement for oral lacosamide in patients with partial-onset seizures". Epilepsia. ج. 49 ع. 3: 418–24. DOI:10.1111/j.1528-1167.2007.01317.x. PMID:17888078.
^"Lacosamide". مؤرشف من الأصل في 2020-04-27. اطلع عليه بتاريخ 2016-08-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)publisher=DrugBank|accessdate=2 أبريل 2014| وصلة مكسورة = yes | مسار الأرشيف =
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.