المصرة البولية الصناعية (أو العاصرة البولية الصناعية) هي جهاز طبي يتم زرعه لعلاج السلس البولي المتوسط والحاد، خاصةً عند الرجال. تم تصميم المصرة البولية الصناعية لدعم وظيفة العاصرة الإحليلية؛ وهي العضلة التي تغلق الإحليل وتمنع البول من التسرب إلى الخارج.
المواصفات
هناك نوعان أساسياً من المصرة البولية الصناعية:
المصرة البولية الصناعية مع البالون (المكونة من ثلاث أجزاء): الكُفَّة، المضخة، والبالون. تلتف الكفة حول الإحليل، ويتم زرع المضخة في الصفن، بينما البالون فيزرع خلف العانة، بين المثانة والوريد الحرقفي. يتم توليد الضغط في هذه الدارة الهيدروليكية من خلال البالون المرن ومن خلال الضغط في المنطقة خلف العانة[1][2]
المصرة البولية الصناعية مع نابض (المكونة من جزئين): الكفّة ووحدة الضخ.[3][4] تلتف الكفة حول الإحليل، بينما يتم زرع وحدة الضخ في الصفن. يتم توليد الضغط في الدارة الهيدروليكية من خلال النابض في وحدة الضخ. لا تأثير لضغط منطقة خلف العانة على عمل هذا النوع من المصرة البولية الصناعية.
يعمل النوعان على مبدأ التضييق الميكانيكي للإحليل: كفة قابلة للنفخ بمحلول ملحي توضع حول الإحليل لإبقائه مغلقاً. يعود سبب الضغط الموجود داخل الجهاز إلى المضخة الخارجية، الموضوعة بين الطبقتين العضليتين للصفن. تمكن هذه المضخة الشخص من إرخاء الكفة يدوياً عبر الضغط على المضخة، فيحصل التبول.
التاريخ
فردريك فولي كان أول شخص كم بتوصيف المصرة البولية الصناعية التي تلبس خارجياً لعلاج السلس البولي في عام 1947.[5] في عام 1972, قام ف. برانتلي سكوت وزملاؤه في جامعة بايلور الطبية بوضع التصميم الأولي للمصرة البولية الصناعية.[6][7] أول نموذج في السوق كان AMS 800 (بوسطن ساينتف، في الإنكليزية Boston Scientific) وقد تم تطويره منذ أكثر من 50 عام.[8][9] يتألف الجهاز من 3 أجزاء، كفة تلتف حول الإحليل، مضخة تزرع في الصفن، وبالون لتوليد الضغط، يزرع في الحوض. تأتي هذه الأجزاء منفصلة في طقم جاهز للجمع قبل الزرع.[10]
في 2008 تم تصميم نموذج جديد إسمه ZSI 375 (زيفير للبدلات الجراحية، سويسرا، في الإنكليزية: Zephyr Surgical Implants).[11] النموذج هذا هو عبارة عن قطعة واحدة، مؤلفة من جزئين: الكفة ووحدة الضخ (التي تحتوي في داخلها على نابض). يأتي ZSI 375 موصول وممتلئ، وليس بقطع منفصلة.[12] لا يوجد أي قطع يجب زرعها في البطن (كالبالون) مع هذا النموذج. هذه الخصائص تقلل من المدة الجراحية للعملية.[13] بالإضافة إلى ذلك، وبما أنه لا يوجد بالون في البطن مع هذا النموذج، فلا داعي لشق البطن لدخول منطقة ما خلف العانة. العمليات السابقة، كاستئصال البروستات قد تؤدي إلى التليف والتندب لاحقاً، ولذلك، فإن تفادي الجراحة في هذه المنطقة قد يخفف من المضاعفات الجراحية.[14][15] إحدى الحسنات الإضافية لنموذج ZSI 375 هو أنه يمكن تعديل الضغط داخل هذا النموذج بعد الزرع، للحصول على درجات تحكم أعلى بالبول عند المريض. تساعد هذه التعديلات خاصةً في السيطرة على السلس الذي قد يحصل بعد الزرع نتيجة ضمور الإحليل أو منع الحصر البولي.[13][16][17] التحكم بالضغط يمكن أن يتم في العيادات الخارجية، من خلال إضافة أو إزالة المحلول الملحي بواسطة إبرة عبر الصفن.[12] حتى عام 2019، تم زراعة أكثر من 4500 مصرة بولية إصطناعية من نوع ZSI 375 في مختلف دول العالم.[11]
في النموذجين المذكورين، يستخدم المحلول الملحي الموجود داخل الدارة لتوليد الضغط وتضييق الإحليل (لمنع البول من التسرب). يتم إرخاء الكفة من خلال الضغط على المضخة المزروعة في الصفن، مما يسمح للمريض بالتبول. تسترجع الكفة بعد ذلك الضغط أوتوماتيكياً لتغلق الإحليل مرة أخرى، مانعةً البول من التسرب.[18]
لائحة بنماذج المصرة البولية الصناعية المتاحة في عام 2020:
النموذج
الشركة
بلد الصنع
السنة
التصميم
موصول وممتلئ؟
إيصال الضغط
يمكن تعديل الضغط
AMS 800
بوسطن سىاينتيفيك
الولايات المتحدة الأمريكية
1988
3 أجزاء: القفة، المضخة، البالون
لا
بالون مرن يتم زراعته في الحوض
لا
ZSI 375
زيفير للبدل الجراحية
سويسرا
2008
جزئين: الكفة، وحدة الضخ
نعم
نابض فولاذي داخل وحدة الضخ التي يتم زرعها في الصفن
نعم
الاستخدام الطبي
طريقة عمل مصرة AMS 800 (في الأعلى) و ZSI 375 (في الأسفل)
هناك العديد من التقارير الإفرادية أيضاً عن استخدام المصرة البولية الصناعية في الأطفال الذين يعانون من السلس البولي نتيجة تعرض الإحليل لإصابة رضحية.[20][21]
هناك معلومات محدودة عن استخدام المصرة البولية الصناعية في النساء، وليست جميع النماذج الموجودة في السوق مناسبة لهذا الإستعمال.[22][23] الجمعية الأوروبية لطب المسالك البولية نشرت توصيات محدودة لإستخدام المصرة الصناعية في النساء، وتشير إلى أن خطر المضاعفات عالي.[19] بالرغم من هذا، يتم استخدام المصرة البولية الصناعية كحل أخير في حالات السلس البولي في النساء، كالسلس الناتج عن مشاكل خلقية أو عصبية.[22]
النتائج
معدل النجاح
تم نشر الكثير من الدراسات عن نسب النجاح في المرضى الذين خضعوا لزراعة المصرة البولية الصناعية في السابق. النجاح يعني إما النجاح الكامل (عدم استخدام فوط صحية أبداً)، أو الحصر البولي الإجتماعي (استخدام فوطة واحدة يومياً كحد أقصى). ووفق هذا التعريف، تتراوح نسبة النجاح بين 61% و 100% في الدراسات المنشورة [4] كما يعتبر تحسن نوعية الحياة أيضاً نجاحاً، حتى لو استخدم المريض فوطة أو أكثر يومياً. عند المتابعة على 3 سنوات، بقي معدل النجاح يصل إلى 78% [24]، ووصل إلى 72% عند المتابعة بعد 5 إلى 7 سنوات [25] في دراسة منهجية نشرت مؤخراً، وصل معدل النجاح إلى 79% في مرضى تمت متابعتهم بين 5 شهور و 16 سنة.[26] إحدى الدراسات قارنت بين النماذج المختلفة من المصرة البولية الصناعية، ولكن لم تجد أي فرق بين هذه النماذج لجهة اختبار البول الديناميكي، الذي يحتوي على مؤشرات زخم البول، الضغط في الإحليل، وغيرها.[2]
مستوى رضى المرضى
في دراسات مختلفة، معدل المتابعة فيها يصل إلى 6 سنوات[27][28]، وجد الباحثون أن 73% من الرجال الذين خضعوا لزراعة مصرة بولية صناعية كانوا راضين أو راضين جداً عن أداء المصرة الصناعية، بينما 10% إلى 23% منهم لم يكن راضٍ. أما عند المتابعة لمدة أقل (2 إلى 4 سنوات) وصلت معدلات الرضى إلى أكثر من 90%.[4][26][27] في دراسة أخرى، مع معدل متابعة وصل إلى 7 سنوات، وصل مستوى الرضى عند المرضى إلى 3.9 على مقياس من 0 إلى 5.[27] أما في المرضى الذين كانوا قد خضعوا للعلاج الإشعاعي للبروستات، وثم لزراعة المصرة البولية الصناعية، فلا يبدو أن النتائج تختلف.[29] وقد وجد الباحثون أن نسبة الرضى الأولية تحسنت بعد تعديل الضغط في المرضى الذين يمتلكون نموذج ZSI 375.[23]
وفي استبيان تم إجراؤه على المرضى الذين خضعوا لهذه العملية، وجد الباحثون أن أكثر من 90% من المرضى قد ينصحوا اصدقاءهم أم اقرباءهم بهذه العملية، وأكثر من 90% منهم قد يخضعوا مرة أخرى لزراعة العاصرة لو عاد الزمن بهم.[30][31] بالإضافة إلى هذا، أفاد 14% من المرضى أن اداءهم الجنسي تحسن بعد زراعة العاصرة.[31]
وجدت العديد من الدراسات أن نوعية الحياة بعد زراعة المصرة البولية الصناعية تحسنت بشكل ملحوظ بعد الجراحة، وقد تمت هذه الدراسات عبر مقاييس مختلفة.[7][26] ولا يبدو أن نوعية الحياة تتأثر بالمراجعة الجراحية، طالما أن الجهاز يعمل بشكل طبيعي بعد الجراحة.
إعادة الجراحة
إحدى أكبر الدراسات اجريت على 1082 مريض زرع لهم مصرة بولية صناعية للمرة الأولى، وقد وجدت الدراسة بعد متابعة 5 سنوات أن معدل نجاة الجهاز وصل إلى 74%, وهذا الرقم مشابه لباقي الدراسات المنشورة، حيث يتراوح فيها بين 59% و79%.[32] من المهم أن نذكر أنه، وفي جميع الدراسات التي نشرت، إحتاج الكثير من المرضى، وبعد مرور بعض الوقت، إلى مراجعة جراحية للجهاز، بسبب عودة السلس البولي، أو اصابة الجهاز بإلتهاب. في إحدى التحليلات، وجد الباحثون أن نسبة المراجعة الجراحية وصلت إلى حوالي 26% من الحالات.[26] من المثير للذكر، أن بعض الدراسات كانت قد وجدت أن الجراحين الذين يقومون بهذه العملية بشكل متكرر، امتلكوا نتائج أفضل من هؤلاء الذين يقومون بالعملية هذه بشكل أقل.[23] في الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن نسبة المراجعة الجراحية انخفضت بنسبة 50% مع الجراحين الذين اجروا أكثر من 200 عملية لزراعة المصرة، مؤكدةً على أهمية دور خبرة الجراح، وضرورة بحث المريض عن جراح بخبرة كبيرة ليحصل على النتائج الأفضل.[23]
المضاعفات
بعض المضاعفات التي قد تنتج عن زراعة مصرة بولية صناعية:[1]
بعض المضاعفات الأقل شيوعاً هي الورم الدموي، تضيق الإحليل، أو ناسور بولي.[34] الفشل الميكانيكي والمضاعفات غير الميكانيكية قد تؤدي إلى المراجعة الجراحية في 8 إلى 45% و7 إلى 17% تباعاً. المعدل العام لإزالة الجهاز في الرجال يصل 16 إلى 20%.[35]
إحدى أسباب الفشل الميكانيكي يتعلق بالبالون المتواجد في بعض النماذج. حوالي 26% من الرجال احتاجوا مراجعة جراحية خلال 10 سنوات لتعديل الضغط داخل الجهاز.
الرعاية المستمرة
بعد العملية
يجب تفادي ممارسة الجنس للأسابيع الستة الأولى التي تلي العمل الجراحي ليلتئم الجرح بشكل جيد.[36] النشاطات البدنية التي تضع الضغط على الجرح، كركوب الخيل أو الدراجة، يجب أيضاً تفاديها لمدة لا تقل عن 6 اسابيع. يوصي بعض الأطباء باستخدام دعامات للصفن لحوالي الأسبوع بعد العملية.[37]
الإهتمام المزمن
للتخفيف من خطر إلحاق الضرر بالمصرة البولية الصناعية أو بالإحليل، يجب على المريض إعلام طبيبه بامتلاكه مصرة صناعية قبل القيام بقسطرة مجرى البول أو عمليات التنظير عبر الإحليل، أو أي عمل جراحي يتضمن الجهاز البولي.[38] تعطيل المصرة ليلاً قد يكون مفيداً في المرضى الذين لم يعانوا قبلاً من السلس البولي ليلاً، وهذا سيريح الإحليل ويخفف من إحتمال نشوء الضمور.[36][39]
معرض الميديا
تصوير مقطعي يظهر مصرة AMS 800 عند إمرأة
تصوير بأشعة اكس يظهر مصرة ZSI 375 عند رجل. الجهاز غير مفعل، حيث يمكن رؤية النابض تحت مستوى الأسطوانة.
تصوير بأشعة اكس يظهر مصرة ZSI 375. الجهاز مفعل، حيث يمكن رؤية النابض على مستوى أعلى الأسطوانة.
صورة متحركة تظهر آلية عمل الكفة التي تلتف على الإحليل لتضييقه ومنع البول من التسرب (الإحليل بالبرتقالي، الكفة بالأبيض)
^ ابYafi، Faysal A.؛ Powers، Mary K.؛ Zurawin، Jonathan؛ Hellstrom، Wayne J.G. (أبريل 2016). "Contemporary Review of Artificial Urinary Sphincters for Male Stress Urinary Incontinence". Sexual Medicine Reviews. ج. 4 ع. 2: 157–166. DOI:10.1016/j.sxmr.2015.11.004. PMID:27872025.
^ ابScott، F. B.؛ Bradley، W. E.؛ Timm، G. W. (1 يوليو 1974). "Treatment of urinary incontinence by an implantable prosthetic urinary sphincter". The Journal of Urology. ج. 112 ع. 1: 75–80. DOI:10.1016/s0022-5347(17)59647-0. ISSN:0022-5347. PMID:4600662.
^ ابBurkhard، F.C.؛ Bosch، J.L.H.R.؛ Cruz، F.؛ Lemack، G.E.؛ Nambiar، A.K.؛ Thiruchelvam، N.؛ Tubaro، A. (2018). EAU Guidelines on Urinary Incontinence in Adults(PDF). Arnhem, The Netherlands: European Association of Urology. ISBN:978-94-92671-01-1. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2020-02-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-24.
^Routh، Jonathan C.؛ Husmann، Douglas A. (1 أكتوبر 2007). "Long-term continence outcomes after immediate repair of pediatric bladder neck lacerations extending into the urethra". The Journal of Urology. ج. 178 ع. 4S: 1816–1818. DOI:10.1016/j.juro.2007.05.094. PMID:17707005.
^Kandpal، DK؛ Rawat، SK؛ Kanwar، S؛ Baruha، A؛ Chowdhary، SK (2013). "Single piece artificial urinary sphincter for secondary incontinence following successful repair of post traumatic urethral injury". Journal of Indian Association of Pediatric Surgeons. ج. 18 ع. 4: 152–154. DOI:10.4103/0971-9261.121120. PMID:24347870.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
^Chung، Eric (17 يونيو 2014). "A state-of-the-art review on the evolution of urinary sphincter devices for the treatment of post-prostatectomy urinary incontinence: Past, present and future innovations". Journal of Medical Engineering & Technology. ج. 38 ع. 6: 328–332. DOI:10.3109/03091902.2014.899400. PMID:24936961.
^Viers، Boyd R.؛ Linder، Brian J.؛ Rivera، Marcelino E.؛ Rangel، Laureano J.؛ Ziegelmann، Matthew J.؛ Elliott، Daniel S. (2016). "Long-Term Quality of Life and Functional Outcomes among Primary and Secondary Artificial Urinary Sphincter Implantations in Men with Stress Urinary Incontinence". The Journal of Urology. ج. 196 ع. 3: 838–843. DOI:10.1016/j.juro.2016.03.076. PMID:26997310.
^Linder، Brian J.؛ Rivera، Marcelino E.؛ Ziegelmann، Matthew J.؛ Elliott، Daniel S. (2015). "Long-term Outcomes Following Artificial Urinary Sphincter Placement: An Analysis of 1082 Cases at Mayo Clinic". Urology. ج. 86 ع. 3: 602–607. DOI:10.1016/j.urology.2015.05.029. PMID:26135815.
^Islah، MAR؛ Cho، Sung Yong؛ Son، Hwancheol (أبريل 2013). "The Current Role of the Artificial Urinary Sphincter in Male and Female Urinary Incontinence". The World Journal of Men's Health. ج. 31 ع. 2: 21–30. DOI:10.5534/wjmh.2013.31.1.21. PMID:23658862.