ممارسة تأمليةالممارسة التأملية هي القدرة على التبصر في تصرفات فرد ما للمشاركة في عملية التعلم المستمر. وفقًا لأحد التعريفات، فإنها تنطوي على «الاهتمام الشديد بالقيم والنظريات العملية التي تسترشد بها الإجراءات اليومية، من خلال دراسة الممارسة بشكل عاكس وانعكاسي. وهذا يؤدي إلى نظرة ثاقبة للنمو». الأساس المنطقي الرئيسي للممارسة التأملية هو أن الخبرة وحدها لا تؤدي بالضرورة إلى التعلم؛ التأمل المتعمد في التجربة ضروري. إنها أيضًا طريقة مهمة للجمع بين النظرية والتطبيق. من خلال التأمل، يكون الشخص قادرًا في سياق العمل على رؤية وتمييز أشكال الأفكار والنظريات المختلفة. لا تقتصر ممارسة الشخص التأمل، على النظر إلى الأحداث والفعاليات السابقة، بل وتلقي نظرة واعية على العواطف والخبرات والإجراءات والردود، وتُستخدم هذه المعلومات للإضافة إلى قاعدة معارفه الحالية والوصول إلى مستوى أعلى من الفهم.[1][2][3][4] التاريخ والخلفيةقدم كتاب دونالد شون لعام 1983، «ممارس التأمل» مفاهيم مثل التأمل في العمل وتأمل العمل، والذي يشرح كيف يواجه المحترفون تحديات عملهم بنوع من الارتجال يُحسن عن طريق الممارسة والتدريب. ومع ذلك، فإن المفاهيم الكامنة وراء الممارسة التأملية أقدم من ذلك بكثير. في وقت مبكر من القرن العشرين، كان جون ديوي من أوائل من كتبوا عن الممارسة التأملية باستكشاف تجربته وتفاعله وتأمله. بعد ذلك بوقت قصير، طور باحثون آخرون مثل كورت لوين وجان بياجيه، نظريات تتعلق بالتعلم والتنمية البشرية. ادعى بعض العلماء أنهم وجدوا سلائف للممارسة التأملية في النصوص القديمة مثل التعاليم البوذية وتأملات الفيلسوف الرواق ماركوس أوريليوس. من أساسيات تطوير النظرية التأملية، الاهتمام بتكامل النظرية وممارستها، والنمط الدوري للتجربة والتطبيق الواعي للدروس المستفادة منها. منذ سبعينيات القرن العشرين، كان هناك أدب متنامٍ يركز على التعلم التجريبي وتطوير وتطبيق الممارسات التأملية. كما أوضح أستاذ تعليم الكبار ديفيد بود وزملاؤه: «التأمل هو نشاط إنساني مهم يستعيد فيه الناس خبراتهم ويفكرون فيها ويقيمونها. أهم ما في التعلم، العمل مع الخبرة. عندما يواجه شخص ما شيئًا ما، قد يتعلم ضمنيًا خلال هذه التجربة الكثير من الأشياء؛ ومع ذلك، قد يكون من الصعب وضع العواطف والأحداث والأفكار في سلسلة متماسكة من الأحداث. عندما يعيد الشخص التفكير في الأحداث أو إعادة سردها، يمكن حينئذ تصنيف الأحداث والعواطف والأفكار وما إلى ذلك. ولمقارنة الغرض المقصود من حدث سابق ونتائجه. يسمح التراجع عن العمل بالتفكير الناقد في سلسلة من الأحداث. يُنظر إلى ظهور المدونات في السنوات الأخيرة على أنه شكل آخر من أشكال التأمل والتفكير في الخبرة في عصر التكنولوجيا.[5][6] النماذجأُنشئت العديد من نماذج الممارسة التأملية لتوجيه العقل (المنطق) حول العمل والأداء. بورتون 1970روج كتاب تيري بورتون لعام 1970 «تواصل والمس وعلّم»، إلى دورة تعليمية بسيطة مستوحاة من العلاج الكلي، المؤلف من ثلاثة أسئلة تُطرح على الممارس: ماذا، وإن يكن، والآن ماذا؟ من خلال هذا التحليل، يُقدم وصف للموقف يؤدي بعد ذلك إلى فحص الموقف وبناء المعرفة التي تم تعلمها من خلال التجربة. بعد ذلك، فكر ممارسو التأمل في الطرق التي يمكنهم من خلالها تحسين أنفسهم، وعواقب استجابتهم للتجربة. تكيّف نموذج بورتون لاحقًا من قبل ممارسين خارج مجال التعليم، مثل مجال التمريض والمهن المساعدة.[7][8] كولب وفراي 1975تأثر ديفيد أ. كولب، صاحب نظرية التعلم، بأبحاث سابقة أجراها جون ديوي وجان بياجيه. يسلط نموذج كولب التأملي الضوء على مفهوم التعلم التجريبي ويرتكز على تحويل المعلومات إلى معرفة. يحدث هذا بعد حدوث موقف، يستلزم ممارسًا للتأمل للنظر في التجربة، واكتساب فهم عام للمفاهيم التي صودفت أثناء التجربة، ثم اختبار هذا الفهم العام في موقف جديد. وبهذه الطريقة، تُطبق المعرفة التي تُشكل بشكل مستمر، بناءً على الخبرات والمعارف السابقة للممارسين.[8] أرجريس وشون 1978كان باحثا الإدارة كريس أرغيريس ودونالد شون في عام 1978، رائدين لفكرة التعلم من حلقة واحدة والتعلم من حلقة مزدوجة. بنيت نظريتهما حول الاعتراف وتصحيح الخطأ. يُعتبر التعلم من حلقة واحدة، عند استمرارية الممارس أو المنظمة حتى بعد حدوث خطأ وإجراء تصحيحه، في الاعتماد على الاستراتيجيات أو التقنيات أو السياسات ذاتها عند حصول الموقف مرة أخرى. يتضمن التعلم باستخدام حلقة مزدوجة، تعديل الأهداف أو الاستراتيجيات أو السياسات بحيث يُستخدم نظام تأطير جديد عند نشوء موقف مشابه.[9][10]
غيبز 1988ناقش باحث التعليم غراهام غيبز، استخدام استخلاص المعلومات المنظمة، لتسهيل التأمل المشارك في دورة تعلم كولب التجريبية. يقدم غيبز مراحل استخلاص معلومات منظمة بالكامل على النحو التالي:[12]
«ماذا حدث؟ لا تصدر أحكامًا أو تحاول استخلاص استنتاجات بعد، ما عليك سوى الوصف».
«ماذا كانت ردود أفعالك ومشاعرك؟ مرة أخرى، لا تنتقل إلى تحليلها بعد».
«ما الذي كان جيدًا أو سيئًا في التجربة؟ أصدر أحكامًا ذات قيمة».
«ما معنى الشعور بالوضع؟ استحضر الأفكار من خارج التجربة لمساعدتك». «ماذا كان يحدث بالفعل؟». «هل كانت تجارب الناس المختلفة متشابهة أم مختلفة بطرق مهمة؟».
«ما الذي يمكن استنتاجه بشكل عام من هذه التجارب والتحليلات التي أجريتها؟».
«ما الذي يمكن استنتاجه بشأن وضعك الشخصي الخاص أو طريقة عملك؟».
«ما الذي ستفعله بشكل مختلف في هذا النوع من الحالات في المرة القادمة؟». «ما هي الخطوات التي سوف تتخذها على أساس ما تعلمته؟». غالبًا ما يُستشهد باقتراحات غيبس على أنها «دورة غيبس التأملية» أو «نموذج غيبس للتأمل»، وتُبسط في المراحل الست التالية المتميزة للمساعدة في هيكلة التأمل في تجارب التعلم:
جونز 1995صمم أستاذ التمريض كريستوفر جونز وضعًا منظمًا للتأمل، يوفر للممارس دليلًا لاكتساب فهم أكبر لممارسته. صُمم ليُنفذ من خلال عملية المشاركة مع زميل أو مرشد، والتي تجعل من التجربة مفيدة أكثر وتنتشر بمعدل أسرع.[13][14] المراجع
|