منطقة عشوائيةالمنطقة العشوائية (عشوائيات) هي منطقة سكنية غير منظمة بنيت في الغالب بدون ترخيص وقد تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة كالماء الصالح للشرب، الكهرباء وغيرها من اساسيات العيش.[1][2][3] كما تسمى في مصر «إسكان العشش» والمصطلح الشائع في المغرب هو «السكن غير اللائق» في الجزائر «البناء القصديري» أو «الفوضوي» وفي العراق تدعى «حواسم» أو «تجاوز». وفي اليمن بيوت عشوائية. السكن العشوائييقصد بالسكن العشوائي بأنه ظاهرة نمو السكان الشعبي الحر وذلك من منطلق محايد. نشأ بإرادة كاملة للشعب وتنمو طبقا لأنماط محددة ومتكررة ولاتتغير تقريباً. سواء بالنسبة لتخطيطها أو عرض شوارعها أو أبعاد قطع الأراضي بها وقد استعمل التعبير غير الرسمي لكونه بدون ترخيص.
وهو إسكان عشوائي غير مخطط يقع في أدنى مراتب الإسكان ويقوم على أساس اجتهادات شخصية في التخطيط والتصميم والبناء وهو عبارة عن أكواخ بُنِيت من الخشب أو الصفيح أو الطين وأحياناً باستخدام الأقمشة البالية والكرتون وينتشر هذا النوع في العالم كله ولكنه يتضح جلياً في دول العالم الثالث حيث يأخذ شكل تجمعات متلاصقة من العشش المتراصَّة بجانب بعضها في اتجاه طولي ويلجأ الأفراد لهذا النوع من الإسكان بصفة مؤقتة أو دائمة نتيجة لعدة أسباب منها:-
وعلى إثر ذلك يتجه الأفراد إلى بناء مأوى لهم باستخدام بعض المواد الأولية البسيطة المتوفرة في البيئة التي يقيمون فيها مثل الأخشاب أو الطين أو باستخدام الصفيح والكرتون وأحياناً الأقمشة البالية وذلك طبقاً للحالة الاقتصادية حيث أن العشة المبنية من الأخشاب أو الطوب هي الأكثر تكلفة نتيجة لتدخل عامل محترف لبنائها بالإضافة إلى ارتفاع قيمة المواد الخام. ويتَّسِم هذا النوع الهامشي من الإسكان بصغر المساحة الداخلية وذلك لعدم القدرة على تحمل التكاليف اللازمة للتوسع أو لمحدودية المساحة المُبنى عليها حيث يتراوح متوسط المساحة الداخلية للعشة ما بين (5م إلى 9م) كما يصعب تقسيمها من الداخل إلى أماكن للنوم والمعيشة وحمام ومطبخ كما هو متعارف عليه في نمط الإسكان العادي نظراً لضيق المساحة وكثرة الشاغلين من عدد أفراد الأسرة الواحدة كما يتَّسم هذا النمط الإسكاني بعدم وجود المرافق العامة وخاصة مياه الشرب النقية أو الصرف الصحي ويستعمل هذا النوع الإسكاني للنوم فقط أو الحماية من الأمطار أما باقي الأنشطة الأخرى فيتم تأديتها في الأماكن الخارجية المفتوحة أو اللجوء إلى المباني العامة أو دور العبادة إن وجدت للحصول على المياه النقية أو لقضاء الحاجة أما الإضاءة فأكثرهم يستخدم مواقد الإضاءة التي تعمل بالكيروسين أو سرقة التيار الكهربائي من أي مصدر متاح لهم. أما محتويات العشة الداخلية فهي في أغلب الأحيان تحتوي على سرير خشبي أو معدني صغير الحجم له عدة استخدامات منها النوم أو الجلوس عليه وهو يتسع لعدد محدود من الأفراد وهو مخصص للأطفال وعلى ذلك يلجأ باقي أفراد الأسرة إلى افتراش الأرض للنوم أو الجلوس وعادةً ما تكون الأرضية هي نفس التربة الطبيعية التي تم البناء عليها بدون تعديل أو تغطيتها بطبقة رقيقة من الإسمنت، أما الأسقف فهي من الأخشاب أو البوص التي يحرص السكان على تغطيتها بالمشمعات للوقاية من الأمطار. الخصوصيةتنعدم الخصوصية في هذا النمط الإسكاني نظراً لارتفاع معدل التزاحم داخل الوحدة والتلاصق الشديد بين الوحدات لدرجة أن بعضها تحيط به العشش من ثلاثة جهات. الأمر الذي يجعل كل ما يدور داخل إحدى العشش مشاعاً لدى العشش المجاورة. والمسائلة لاتحتاج تطفلاً بين السكان فالفواصل الخشبية أو المصنوعة من الكرتون تسمح بنقل الصوت إلى العشش المجاورة ومع وجود فتحات أو ثقوب بين هذة الفواصل يجعل الرؤية أمراً ميسوراً. الوضع الحالي
خصائص العشوائيات
أسباب ظهور العشوائياتتعود مشكلة ظهور الإسكان العشوائي إلى بدايات القرن العشرين وذلك تواكباً مع التوسع العمراني السريع للمدن وإعادة التعمير بعد الحرب العالمية الثانية، ومع تمركز الخدمات والمصالح الحكومية في المدن الرئيسية وظهور العديد من الصناعات الحديثة أدى ذلك إلى زيادة الهجرة الداخلية للأفراد والنزوح من الريف إلى المدن سعياً وراء الحصول على فرص العمل. ومع سعي هؤلاء النازحين من الريف إلى المدن للحصول على مسكن ملائم حسب مواردهم الضئيلة داخل الكتلة السكنية للمدن؛ فقد لجؤوا إلى أطراف المدينة حيث الأراضي الزراعية أو الصحراوية فأقاموا تجمعات عشوائية بتكاليف أقل ولكن دون أي خدمات وذلك بعد أن عجزت مواردهم عن تدبير تكاليف السكن داخل الكتلة السكنية الرسمية للـمدينة. ولم تتنبه أجهزة هذه الدول إلى خطورة المشكلة في حينها ولم يتم اتخاذ أي إجراء لمواجهتها في البداية وترك الإسكان العشوائي ينمو وينتشر داخل الكتلة السكنية القائمة وعلى أطراف المدن. وقد كانت هناك بعض العوامل القوية التي ساعدت على نمو وانتشار الإسكان العشوائي يمكن أن نلخصها فيما يلي:
وترجح الدراسات نمو العشوائيات أساسا إلى عدم تنفيذ القوانين الخاصة بالمباني وكذلك حماية الأراضي المملوكة للدولة في مقابل تقاعس الأجهزة الحكومية المعنية عن التنفيذ، وكذلك ضعف الاهتمام بالتنمية الإقليمية والتي تهدف إلى إعادة توزيع سكان البلاد والخروج من الوادي الضيق إلى مجتمعات جديدة تستقطب تيارات الهجرة، والأهم من ذلك خلل سوق الإسكان وانخفاض المعروض من الوحدات السكنية وعدم ملائمة العرض مع نوعية الطلب حيث انخفضت نسبة الإسكان الاقتصادي من إجمالي الوحدات السكنية. آليات التصميم والبناءتتسم عمليات تصميم المباني في أغلب الأحيان بطريقة أجتهادية عن طريق مالك قطعة الأرض أو عن طريق صغار المقاولين الذين يسيطرون على أعمال البناء في هذه المناطق، فيقوم المقاول بأعمال التصميم والتنفيذ وتعتبر الوحدة السكنية المكونة من ثلاثة غرف هي المفضلة وهي التي تمثل أيضاً غالبية هذه الوحدات، إذ أن هذا التصميم يتلاءم مع طبيعة الأسرة ويقتصر دور المالك على أعمال الأشراف والتوجيه أو شراء المواد الخام وتأجير العمالة اللازمة للبناء. وفي أغلب الأحيان يعتمد السكان في تمويل عمليات البناء على مواردهم الخاصة فيتم في المرحلة الأولى بناء دور يصلح للسكن وينتقل إليه هو والأسرة للمعيشة وعند توفر الإمكانيات يتم الامتداد الرأسي. وأغلب المباني في هذه المناطق بارتفاع دور أو اثنين وبعضها يصل إلى ثلاثة وأربعة أدوار ولكن يندر أن نجد مبنى يتجاوز هذا الارتفاع، ولا تختلف طريقة البناء في هذه المناطق عن مثيلاتها في الكتلة السكنية الرسمية حيث تستخدم طريقة البناء بالهياكل الخرسانية أو الحوائط الحاملة ولكن يترك أغلبها بدون بياض خارجي وبعضها يستخدم مواد رخيصة في التشطيبات ويغلب على هذه المناطق الذوق الريفي. أما بالنسبة للمرافق العامة فإن هذه المناطق تعاني نقصاً شديداً في المرافق العامة ويعتمد السكان على دق طرمباط لسحب المياه الجوفية واستعمالها في حياتهم اليومية. أما الصرف الصحي فهو يتم عن طريق عمل (الترنشات أو البيارات) للصرف الجوفي في باطن الأرض وعند الامتلاء يتم النزح بالطريقة اليدوية أو الألية. أما الكهرباء فيستعوض عنها بالأجهزة التي تضاء بالكيروسين. وتعاني هذه المناطق من مشكلة القمامة التي لم يُوْجد لها حلٌّ حيث يتم إلقائها في الشوارع أو في الأراضي التي لم يتم البناء عليها بعد ويساهم هذا الوضع في جعل هذه البيئة غير صحية ومصدراً دائماً للناموس والحشرات الضارة والقوارض والحيوانات الضالة، وتخطيط هذه المناطق تغلب عليه سمات تكاد تكون موحدة من حيث عرض الشوارع الذي يتراوح ما بين أربعة أمتار للشوارع الجانبية وستة أمتار للشوارع الرئيسية وأطوالها من (300م – 400م) وقطع الأراضي تتراوح مساحتها ما بين (40م – 60م) وبالنسبة للفراغات والمساحات الخضراء فلا وجود لها وذلك بخلاف التتابع البصري والفراغي فهذه تعتبر رفاهية لا مكان لها في هذه المناطق والاستخدام الأكثر شيوعاً هو الاستخدام السكني. سلبيات السكن العشوائيويمكن رصد بعض السلبيات الناتجة عن الإسكان العشوائي في عدة نقاط:
ومن خلال ما تقدم يمكن استنتاج بعض الحلول العملية للحد من انتشار ظاهرة الإسكان العشوائي ومنها:
كل ذلك من أجل الحفاظ على جمال الهوية العمرانية للنسيج العمراني للمدن والحفاظ على هيئتها وثقافتها وتاريخها الذي يميّزها عن بقية المدن بالإضافة إلى تحقيق توازن للحياة الاجتماعية التي هي نتاج قيم إنسانية متوارثة وأن توضع تشريعات بنائية تحترم ظروف المجتمع وتاريخه واحتياجاته الحالية والمستقبلية وصيانتها وهي التي تختلف من مكان إلى آخر في جميع مدن العالم. الخدمات الاجتماعيةأما الخدمات الاجتماعية مثل المنشآت الصحية والتعليمية وأقسام الشرطة وغيرها فلا وجود لها على الإطلاق، ويغلب على هذه المناطق الطابع الريفي ويظهر ذلك في العادات والسلوكيات السائدة بين السكان مثل تربية الطيور والمواشي داخل المنازل أو على أسطحها وجلوس السيدات للتسامر على أبواب المنازل أو القيام ببعض الأعمال المنزلية مثل الطهو أو الغسيل. ومن خلال استعراض الملامح العامة للبيئة العمرانية للإسكان العشوائي نلاحظ أنه يؤثر تأثيراً سلبياً على المجتمع وحياة الأسر القاطنة فيه بشكل مباشر. فهو يحتوي على أقل ما يمكن لتوفير مأوى سكنيٍّ للفرد والأسرة. وتسجل هذه المناطق معدلات عالية جداً في التزاحم سواء داخل الكتلة السكنية أو خارجها حيث أن المساحة الداخلية للوحدة الواحدة تتراوح ما بين 40م-60م بما فيها السلالم والمناور وهي التي يصعب تصميمها وتقسيمها من الداخل لكي تتلائم مع احتياجات الأسرة المكونة من 5 أفراد وذلك يؤثر بالسلب على درجة الخصوصية المحققة للمسكن سواء كان ذلك من الداخل أو الخارج فنجدها في أدنى مستوياتها إذا ما قورنت بدرجة الخصوصية المرغوب فيها. كما تفتقر هذه المباني إلى التهوية الصحيحة نظراً لأن المبنى الواحد تحيط به المباني من ثلاثة جهات مما يجعل مسألة دخول أشعة الشمس والتهوية الطبيعية أمراً في غاية الصعوبة. كما يؤثر هذا النسيج العمراني على أخلاقيات الأفراد وأحساسيسهم ونفسياتهم وطبائعهم، وقد أثبت الباحثون أن الفراغات العمرانية وتشكيلاتها وأبعادها وأسلوب توظيفها يؤثر بشكل واضح ومباشر على نشاط وسلوك السكان وكذلك في العلاقات الاجتماعية بينهم. المرض سمة عامةإن مجتمع العشش وخاصة الذي اتخذ شكلاً دائماً من التوطين يعتبر مرتعاً للأمراض فهو يعتبر بيئة صالحة لانتقال العدوى نظراً لتوافر عدة أسباب منها:
ويعتبر سوء التغذية سمة عامة لهذا النمط الإسكاني نظراً لضعف الدخل الأسري حيث يعمل هؤلاء السكان في أعمال متدنية ذات دخول بسيطة جداً وغير ثابتة فهي لا تكفي لسد حاجات الأسرة الأساسية فيتجه كل الدخل لشراء الوجبات الرخيصة لسد جوع الأطفال الذين يكثر عددهم داخل الأسرة الواحدة. ومن الأمراض البدنية التي أصبحت متوطنة نتيجة سوء التغذية وتأثير البيئة المحيطة هي:-
كل ذلك بالأضافة إلى الأمراض النفسية نتيجة لوجود ثقافة الفقر وعدم القدرة على مجاراة العالم الخارجي في الإمكانيات ومستوى المعيشة فيتولد لدى هؤلاء الشعور بالعدوانية وخلق شخصية غير سوية لديها إحساس باتهام هذا العالم الخارجي بأنه سبب لما هم فيه ويرجع ذلك إلى الإهمال الشديد لهذه الطبقة من المسؤولين الرسميين أو من الجمعيات الأهلية الخيرية، فيتولد لدى هؤلاء الإحساس بالغربة الاجتماعية، الأمر الذي يتحول بعد ذلك إلى الاستعداد الكامل لاستخدام العنف ضد المجتمع الخارجي ومع الميل الشديد للانحراف نتيجة الظروف الحياتية وعدم وجود توعية أجتماعية أو دينية. وبالرغم من وجود هذا النمط الإسكاني المتدني في العالم كله وخاصة دول العالم الثالث إلا أن محاولات إصلاحه أو إزالته أو حتى الحد من انتشاره لا تصل إلى المستوى المطلوب فالكثير من مشاكل هذا النمط الإسكاني يتم مناقشته في القاعات المكيفة مكتفين بعرض المأساة التي يعيشها هؤلاء مع تقديم بعض الحلول النظرية التي لا ترقى إلى محاولة التفكير في تنفيذها، الأمر الذي سوف يزيد من تعقيد هذه المشكلة نتيجة الزيادة الطبيعية لهذا المجتمع وتأثيره على المجتمع ككل، وذلك بإفرازه لشريحة اجتماعية ذات مستوى إنتاجي واقتصادي واجتماعي متدنٍ جداً لديها كل الأسباب للتوجه نحو تدمير المجتمع المحيط بهم نتيجة إحساسهم بالظلم الفادح الواقع عليهم. معدلات إنجاب ووفيات مرتفعةتسجل هذه المناطق معدلات إنجاب ووفيات مرتفعة نظراً لسوء الرعاية الصحية أو انعدامها في كثير من المناطق ولجوء الأهالي إلى الوصفات الشعبية للعلاج كنوع من أنواع الطب البديل. حيث لا يستطيع معظمهم تحمل تكاليف العلاج في المستشفيات أو العيادات ولا ينحصر ارتفاع معدلات الوفيات نتيجة إلى نقص الرعاية الصحية أو سوء وتدني مستوى المعيشة فقط وكثيرا من الأشياء الأخرى وإنما يُضاف إليه عنصر آخر وهو كثرة المشاحنات البدنية واستخدام الآلات الحادة وهو الأمر الذي يترتب عليه قتل أحدهم ودخول السجن للطرف الأخر ويرجع ذلك إلى الجو النفسي المشحون الذي تتسم به هذه المناطق. انظر أيضاًمراجع
مصادر
وصلات خارجيةفي كومنز صور وملفات عن Slums. |