نعم (قصيدة)
«أَمِن آلِ نُعْمِ أنت غادٍ فمبكرُ» هي قصيدة للشاعر القرشي عمر بن أبي ربيعة، تُلقب بـ"رائية عمر بن أبي ربيعة". تتكون القصيدة من 75 بيت،[1] وتتسم القصيدة بكل سمات شعر عمر بن أبي ربيعة، وهي أيضًا أطول وأشهر قصائده، تدور القصيدة حول إحدى عشيقاته؛ واسمها نُعْم. لم يكن اسمها الحقيقي نُعْم، حيث اخترع هذا الاسم من نفسه كما أشار إلى ذلك في قصيدة أخرى. استهلّ عمر بن أبي ربيعة رائيّته بذكر صاحبته نُعم وسؤال نفسه أمنصرفٌ عنها يومًا، ثمّ يذكر حاجته إليها، وعجزه عن الصّبر عن لقائها. يظهر في القصيدة بوضوح تموج النفس لهفة وشوقاً لرؤية شخص ما. تقع أحداث القصيدة في ليلة لقاء الشاعر بها في عتمة الليل بين أهلها، إذ لم يستطع مقابلتها لفترة طويلة، وكان أهلها في طريقهم في الصحراء العربية، وفي ليلة ما وسط الظلام وهم نائمون، تسلل عمر حتى قابلها وتحدث معها لساعات، ثم غادر مرتديًا ملابس أختها حتى لا يعلم أحد بوجوده.[2] قال بعض المؤرخين أن القصيدة واقعية ومنطقية لكنها ليست حقيقية فهي من نسج خياله وليست من واقع حياته،[3][4] وقال آخرون أن عمر كان مهتمًا بامرأة سماها نُعم وكتب فيها العديد من قصائد الغزل المليئة بالحب والشوق، كما يقول البعض أن نُعم هو اسم مستعار لزوجته الثانية زينب بنت موسى الجمحية.[5] خلفيةبشكل عام، يدور شعر عمر بن أبي ربيعة حول موضوع واحد وهو الغزل، حتى بات يُعرف في زمنه بشاعر الغزل دون منازع، وهو الشاعر الذي يحب الكثير من الفتيات، ويعلن هذا الحب في شعره. لم يُذكَر أن عمر أحب فتاة واحدة، فهو دائمًا يبحث ويستكشف ويتجول. كتب قصائده للعديد من الفتيات، ولم يقع في حب فتاة وأخلص لها؛ لذلك لا يوجد اسم واحد في قصائده. يصف دائمًا النساء من الخارج، يصف العينين والشكل والوجه والفم والمشية. شيء مميز في شعره هو قدرته على السرد في القصيدة وكتابة شعر الغزل القصصي. معظم قصائده هي تجارب عاطفية داخل القصة.[2] وبحسب كتاب الأغاني للأصفهاني، يُقال أنه قرأ عمر القصيدة أمام عبد الله بن عباس، بينما كان ابن عباس في المسجد الحرام، وعنده نافع بن الأزرق زعيم الخوارج، إذ جلس أمام ابن عباس،[6] وأنشد رائيته الشهيرة حتى أتى على آخرها، فأقبل عليه ابن الأزرق، فقال: "اللَّه يابن عباس، إنا لنضرب إليك أكباد المُطي –الإبل- من أقاصي العراق لنسألك عَنِ الحلال والحرام، فتثاقل علينا، ويأتيك مترف من مترفي قريش فينشدك سفهًا"، فردّ عليه ابن عباس:" تالله ما سمعتُ سفهًا!".[7] تحليلتُعتبَر هذه القصيدة من القصائد الطويلة في الشعر العربي وفي شعر عمر بن أبي ربيعة، وتتكون من ثلاثة أجزاء في أحداثها، أول جزء هو أول 18 بيتاً حيث تحدث فيها الشاعر عن نيته لترك بيت حبيبته نُعْم، كما أوضح في هذا الجزء عن مدى تعلقه بها، والجزء الثاني من الأحداث من البيت رقم 19 إلى 62، إذ يتذكر الشاعر رحلته ومغامراته الشقية وهو صغير، هذه الأحداث من اختراعه وليست حقيقة،[5] كان عمره حينها قرابة السابعة عشرة، ولم يغادر مكة في مثل هذه السن. يتكون الجزء الثالث والأخير من القصيدة من 13 بيتًا، لذا فهو من البيت 63 إلى البيت 75. ينهي عمر في هذا الجزء رائيته المذهلة. خصص عمر هذا الجزء لوصف ناقته ووصفها بعبارات قاسية وصعبة يصعب على الشخص فهمها إلا بعد الشعور بعدم الراحة.[5] نص القصيدة
مراجع
|