أصل كلمة الحراش (بالإنجليزية: El Harrach) جاءت من كلمة الأحراش (بالإنجليزية: El Ahrache) (ومفردها حرش) التي هي أماكن تنمو فيها شجيرات متوسطة الطول متباعدة نسبياً (أقل ارتفاعاً وكثافة من الغابة).
وتتواجد الأحراش في المناطق شبه الرطبة وشبه الجافة، أين تتكون بفعل عوامل مناخية ناتجة عن متوسط معين من التساقط المطري أو عن تدخل الإنسان الذي يدمر الغابة من خلال أنشطته المتنوعة محولاً غطاءها النباتي إلى أحراش لا نفع فيها لأحد ولا رغبة اقتصادية فيها.
يصب وادي الحراش في البحر الأبيض المتوسط على مستوى الطريق السريع بالخروبة، على طول الشريط الساحلي الممتد من جامع الجزائر إلى غاية محطة تحلية المياه بالحامة.[5]
وهذا الموقع الرائع في الشريط الساحلي والواجهة البحرية، في إطار مشروع تهيئة خليج الجزائر، يجعل منه موقعا استراتيجيا مقابلا للطريق السريع على مستوى بلديتي حسين دايوالمحمدية.[6]
يقع موقع مصب وادي الحراش على بعد 10 كلم إلى الشرق من مدينة الجزائر العاصمة، ويقع شاطئ الصابلات على ضفته الغربية.[7]
ومع ذلك، فهذه التعرية قد تسببت في سلب الأراضي الزراعية لسهل متيجة بعضا من طبقتها العليا الخصبة والمنتجة، كما أنها حملت موادا كيماوية ضارة إلى مصبوادي الحراش، كما أنها تؤدي إلى سد روافد المجاري المائية الفرعية.[28]
يندرج مشروع تطهير وادي الحراش وتهيئة ضفتيه، الذي انطلق في سنة 2012م، ضمن مخطط وإستراتيجية تهيئة الجزائر العاصمة الممتدة إلى غاية سنة 2029م.[34]
وتسمح الفضاءات الترفيهية الموجودة على امتداد الوادي، بطول كلي قدره 18,2 كلم، بإنقاص الضغط الموجود على أماكن الترفيه العاصمية الأخرى خاصة منها الشواطئ.[35]
ويتألف مخطط تهيئة وادي الحراش' من الشطر الموجود على مستوى بن طلحة ببلدية براقي، بطول 6 كلم، الذي هو بمثابة «قطب ترفيهي» لقاطني البلديات المجاورة حيث تمت تهيئة مساحات كبيرة منه بالعشب الطبيعي على ضفتي الوادي، التي تثبيت صخور كبيرة عليها، ليتم تزويدها بالعديد من مرافق التسلية التي يحتاج إليها المواطن.[36]
وقد تم ترحيل العائلات القاطنة في مجرى الوادي من أجل توسعته عبر العديد من المحاور، ليتكفل بإنجاز التهيئة مجمع أشغال عمومية يضم شركة كوسيدار العمومية الجزائرية وشركة دايو من كوريا الجنوبية[37] · .[38]
يسمح مشروع تهيئة وادي الحراش بإعطاء صورة جديدة للمنطقة الشرقية للجزائر العاصمة وللبلديات المجاورة للوادي الذي يبلغ طوله 67 كلم، منها 182 كلم في ولاية الجزائر في حين أن باقي مجراه واقع في ولايتيالمديةوالبليدة.[39]
ويتمثل تأهيل وادي الحراش في تحسين نوعية مياهه وإنجاز ثلاثة حدائق وأنظمة لمراقبة نوعية الماء وأنظمة إنذار خاصة بالفيضان وإنجاز جسور ومحطات ضخ بسعة 90 000 متر مكعب يوميا.[40]
كما سيتم غرس أشجار وأرضية بالعشب وإنجاز ست مساحات لعب عائلي وتهيئة مسارات للدراجات وأخرى للعدو وخمسة عشر أرضية لمختلف الرياضات ومسبحين في الهواء الطلق، إلى جانب إنجاز حوالي 20 جسرا على طول الوادي لربط ضفتيه، كما سيتم غرس 65 000 شجرة وتوفير الإنارة العمومية به.[41]
وتضمنت دراسة التهيئة إعادة بعث نشاط قوارب الصيد لمختلف أنواع الأسماك التي ستعود إلى الوادي بعد القضاء نهائيا على مشكل التلوث الذي تعرض له طيلة سنوات بسبب تحوله إلى مصب لمختلف النفايات المنزلية والصناعية.[42]
ورغم أن المياه العذبة في وادي الحراش هي بيئة ناقصة التوتر للكائنات المائية، إلا أن أسماك المياه العذبة تستطيع إفراز المياه الزائدة عن طريق الكلى.[44]
وقد كانت بعض الأسماك المهاجرة تنتقل إلى المياه العذبة في وادي الحراش من المياه المالحة في البحر الأبيض المتوسط بسبب قدرتها على الانتقال بين الوسطين بكل سهولة.[44]
وتخضع هذه الأسماك أثناء الهجرة لتغييرات تمكنها من التكيف مع البيئة المحيطة وهذه العملية تكون تحت سيطرة الهرمونات، فعلى سبيل المثال ثعبان الوادي (أنغيلا أنغيلا) يستخدم هرمونالبرولاكتين.[45]
لا يمكن الاستغلال الأمثل لمرافق شاطئ الصابلات دون مراقبة مشكل التلوث البحري المتوسطي الحاصل على مستواه لاسيما الناتج عن تدفق الزيوت المنبعثة من السفن أو المياه التي تصب من وادي الحراش، والتي هي من العراقيل التي يمكن أن تنعكس على مردودية هذا المنتزه ولا تسمح بالتالي بأن يكون الشاطئ المثالي في ولاية الجزائر.[53]
وقد انطلقت منذ سنوات عملية التقليل ومكافحة التلوث الذي يعرفه وادي الحراش كمجال محمي في إطار التنمية المستدامة لولاية الجزائر.[54]
ذلك أن مسؤولية تلوث هذا الوادي لا تقع على عاتق قطاع معين وإنما هي مسؤولية تاريخية حدثت منذ قرن من الزمن، وهو تلوث راجع للمصانع التي أنشئت في هذه المنطقة في أوائل القرن العشرين[55] · .[56]
فجاء مشروع تهيئة شاطئ الصابلات ليساهم في خفض نسبة التلوث وأخطار الفيضانات، خاصة على مناطق الحراشوجسر قسنطينةوبراقيوبابا علي، والتكفل بالقضاء على الروائح الكريهة التي كانت تنبعث من وادي الحراش بسبب فلاحي من استعمال المواد الكيميائية المتعلقة بالمبيدات الحشرية، وبسبب حضري من جراء تصريف المياه القذرة المنزلية، وبسبب صناعي ناجم عن تفريغ الوحدات الصناعية المجاورة للنفايات السامة.[57]
وقد كانت نسبة تلوث مياه هذا الوادي، التي كانت في وقت مضى صالحة لصيد الأسماك والسباحة، تفوق بـ400 مرة المقاييس المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية وتحتوي على نفايات خطيرة مثل الرصاص والكلور والزنك والكروم والزرنيخ وطبعا الزئبق الذي يعد العنصر الكيميائي الذي ينطوي على خطورة كبيرة والتي تتعدى نسبته 30 مرة المقاييس المعتمدة عالميا.[58]
وتهيئة شاطئ الصابلات لا تنفك إذن عن تهيئة وادي الحراش الذي يبلغ طوله 67 كلم متخذا منبعه بالقرب من «حمام ملوان» قاطعا سهل متيجة الذي يشهد نشاطا فلاحيا كبيرا فضلا عن مختلف المناطق الصناعية سواء على مستوى الجزائر العاصمة أو البليدة.[59]
تطهير المياه
محطة تطهير المياه المنزلية ببراقي
تقوم محطة تطهير المياهببراقي بتصفية ما يعادل 900 ألف م3 أسبوعيًا من مياه وادي الحراش الملوثة وذات الرائحة الكريهة، أو 150 ألف م3 يوميا.[60]
وتتم بذلك تصفية جزء كبير من مياه الصرف المنزلي التي كانت تذهب مباشرة إلى وادي الحراش فيما مضى.[61]
وسيتم بذلك ضخ المياه الصافية التي تتسرب عن محطة براقي نحو البحر باتجاه وادي الحراش.[62]
محطات تطهير المياه الصناعية
سيتم إنجاز محطات تطهير المياه الصناعية التي تلوث مياه وادي الحراش بعد اكتمال مشروع التهيئة نهائيا.[63]
ويُضخ في انتظار ذلك مادة هلامية بيئية تحت صخور ضفتي الوادي من أجل إنقاص انبعاث الروائح الكريهة منه.[64]
بمجرد تسوية إشكاليتي الفيضانات والتلوث نهائيا في وادي الحراش ستصبح الملاحة للزوارق الصغيرة مسموحة وستصبح هذه المنطقة التي لطالما ارتبط اسمها بالروائح الكريهة والنفايات أول قطب سياحي بالعاصمة.[66]
^"OpenStreetMap". OpenStreetMap. مؤرشف من الأصل في 2 أبريل 2023. اطلع عليه بتاريخ 27 ابريل 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Flash Earth". flashearth.com. مؤرشف من الأصل في 2023-04-02. اطلع عليه بتاريخ 27 ابريل 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Google Maps". google.dz. مؤرشف من الأصل في 2016-10-09. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-23.