تُشكل المسيحية في سنغافورة ثاني أكثر الديانات إنتشاراً بين السكان بعد البوذيَّة،[2] وتبلغ نسبة المسيحيين حسب التعداد السكاني لعام 2015 حوالي 18.8% من السكان.[3] المسيحية هي من الأديان الناميَّة في سنغافورة إذ ارتفعت نسبة المسيحيين من 12.7% سنة 1990 إلى 17.5% سنة 2010، وهي إلى جانب اللادينية تحظى بأعلى معدل نمو في سنغافورة.[4] وتشير دراسات إلى نمو المسيحية في سنغافورة ما بعد الحقبة الإستعمارية، خاصةً من خلال اجتذاب المتحولين من الشباب، والحضريين والمثقفين الصينيين الناطقين باللغة الإنجليزية.[5]
يتم تصوير المسيحيين في سنغافورة كمجتمع ورع وكأثرياء ومتعلمين نسبياً،[5] وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يتصدر مسيحيي سنغافورة المرتبة الأولى كأكثر المجتمعات المسيحيَّة تعليمًا حيث أن حوالي 67% من المسيحيين في سنغافورة من الحاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة.[10] وبحسب معطيات التعداد السكاني بين السنوات 2010و2010 كانت المسيحيَّة أكبر مجموعة دينيَّة بين خريجي الجامعات في البلاد، حيث شكَّل المسيحيين حوالي 32.2% بين حملة الشهادات الجامعيَّة في سنغافورة.[11]
يعود جذور المذهب الرومانية الكاثوليكي في سنغافورة مع تأسيس أبرشية ملقا بعد فترة وجيزة من وصول المستكشف البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيرك إلى ملقا في عام 1511. وشجعّت الحكومة البرتغالية المستكشفين على إحضار زوجاتهم الهنديات للواتي تحولّن إلى المسيحية الكاثوليكية، وذلك بموجب سياسة وضعها كل من ألفونسو دي ألبوكيرك ونائب الملك في الهند. وكان هؤلاء بالغالب من كاثوليك غواوهنود الشرق (الكاثوليك من أصول مراثيَّة). الاختلاط بين السكان المحليين والبرتغاليينوالهنولنديين في ملقا وسنغافورة أدى إلى نشأة شعب الكريستانج وهم من شعوب الكريول. وتعني شعب الكريستانج الشعب المسيحي. وقام الرجال البرتغاليين بالزواج من النساء المحليات من أجل تكوين عائلات ومجتمعات أكثر استقرارًا، مع أسر يكون أولادها كاثوليك وموالين للتاج البرتغالي. وبعدما فقدت الإمبراطورية البرتغالية سلطتها على ملقا في عام 1641، حافظ مجتمع كريستانج على تقاليده إلى حد كبير، حيث مارس المجتمع التقاليد الكاثوليكية واستخدم اللغة البرتغالية على نطاق واسع. كما تم استيعاب بعض الكاثوليك الهولنديين في المجتمع خلال هذا الوقت.
في عام 1606 أنشئ الحي الأرمني نيو جلفة بواسطة مرسوم من الشاه عباس الأول، وهو شاه بارز من السلالة الصفوية. قدم إلى الحي أكثر من 150,000 من الأرمن إلى جولفا من ناخيتشيفان. وقد جاء الأرمن إلى بلاد فارس فارين من الاضطهادات في الدولة العثمانية؛ في أواخر القرن السابع عشر، سيطر الأرمن تقريبًا على كل التجارة الفارسيَّة.[17] وأنشأ الأرمن شبكات تجارية واسعة في مدن مثل بورصة، وحلب، والبندقية، وليفورنو، ومرسيليا، وأمستردام.[18] وهكذا أصبح الأرمن المسيحيين النخبة التجاريَّة في المجتمع الصفوي من خلال وجود رأس مال كبير أتاح للمسيحيين حرية دينية كبيرة فضلًا عن ثراء وسطوة.[19] وهاجر بعض هؤلاء الأرمن إلى الهند، وبحلول القرن الثامن عشر، أقامت المجتمعات الأرمنية في الهند ولا سيما في كلكتاوميانمار وشبه جزيرة الملايو وجزيرة جاوة. بعد فترة وجيزة من تأسيس السير ستامفورد رافلس سنغافورة كميناء تجاري في عام 1819، وصل التجار الأرمن إلى سنغافورة.[20]
الحقبة الإستعمارية
كان الوجود الحقيقي للمسيحية لأول مرة على شواطئ سنغافورة بعد فترة وجيزة من تأسيس سنغافورة الحديثة وذلك في عام 1819. في غضون عام ونصف العام، وصلت أولى الارساليات البروتستانتية التبشيريَّة. وتلاها وصول أول قس كاثوليكي في ديسمبر1821 وهو التاريخ الذي تم فيه الاحتفال بالقداس الكاثوليكي لأول مرة في البلاد لتلبية احتياجات المجتمع المتنامي المتألف إلى حد كبير من الأوروبيين وبعض الصينيين؛ ومع ذلك، فمن المحتمل أن يكون هناك بعض المبشرين البرتغاليين العاملين من ملقا في سنغافورة خلال الفترة البرتغالية بين عام 1511 حتى عام 1641 قبل الغزو البريطاني.
على الرغم من صغر عددها كان الأرمن المسيحيين نشطين في النشاط التجاري لسنغافورة في وقت مبكر.[21] وكانت الشركات التجارية الأرمنية مثل سركيس وموسيس (1840-1914) وأبكار وستيفنز (1826-1845) وماكريتش إم موسيس (1820-1839) بارزة في اقتصاد سنغافورة. وبحلول عقد 1830، بدأ التجار الأرمن في الاستثمار في الأراضي. وتعتبر الكنيسة الأرمنية في سنغافورة أقدم كنيسة وتعود لعام 1836 وهي أول بناء تم تزويده بالكهرباء في المدينة.[22] وكانت مساهمات المجتمع الأرمني في الكنيسة الأرمنية كبيرة نسبياً، مما يدل على ازدهار الأرمن وتفانيهم الديني.[23]
في عام 1888 أقامت الجماعة التاميلية الكاثوليكية كنيسة سيدة لورد، وهي أقدم كنيسة كاثوليكية للشعب التامِلي في سنغافورة. واعتمدت الحكومات الإستعمارية سياسة الحياد وعدم التدخل بشأن الدين. وأنشئت الكنائس ووصل عدد من المبشرين المسيحيين إلى الجزيرة. كما أنشأوا منظمات الرعاية الاجتماعية والعديد من المدارس التبشيرية التي تعتبر بشكل جيد مدارس النخبة وذات مستوى تعليمي عال. خلال الحرب العالمية الثانية، في محاولة لإدارة الاحتياجات المتزايدة للسكان المحليين في سنغافورة، تم ترحيل العديد من الرومان الكاثوليك من الأوراسيين والصينيين إلى باهاو.
في ديسمبر من عام 1950 شهدت مستعمرة سنغافورة أعمال شغب بين المسلمين والمسيحيين دُعيت باسم أعمال شغب ماريا هيرتوخ، وذلك بعدما قضت محكمة بأن طفلة تربّت في كنف مسلمين يجب أن تعود إلى والديها البيولوجيين الكاثوليك. تصاعد احتجاج من قبل مسلمين غاضبين إلى أعمال شغب حين نشرت صور تظهر ماريا هيرتوخ البالغة من العمر 13 عامًا (أو بيرثا هيرتوخ) راكعًة أمام تمثال لمريم العذراء، وقد المسلمين بالإهانة الشديدة من هذه الصور، ناهيك عن انتشار التقارير المثيرة، التي وصف بعضها صراحة بأنها قضية دينية بين الإسلام والمسيحية. استمرّت أعمال الشغب في سنغافورة من قبل المسلمين حتى مساء يوم 13 ديسمبر عام 1950. قُتِل ثمانية عشر شخصًا، وأصيب مئة وثلاثة وسبعون. وتضررت العديد من الممتلكات. وكانت هيرتوخ (تُعرف أيضًا بنادرا) في عناية تشي أمينة بنت محمد قبل إعادتها إلى والديها البيولوجيين الهولنديين الكاثوليك.[24][25][26]
العصور الحديثة
بعد استقلال سنغافورة كان الرئيس السابق لسنغافورة بنيامين شيريس وتوني تان مسيحيين تابعين للكنيسة الأنجليكانية، في حين أن رئيس وزراء سنغافورة الحالي لي هسين لونغ فهو مسيحي يتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. في عام 1972 حظرت الحكومة طائفة شهود يهوه بسبب رفض معتنقيها أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، ويُغرم من يعتنقها بحوالي 4000 دولار أمريكي، وسجن 12 شهرًا في حال رفضه أداء الخدمة العسكرية. في الآونة الأخيرة أنشئت كليات لاهوتية وأقيمت العديد من الكنائس والمنظمات المسيحية مما أدى إلى زيادة في نسبة المسيحيين في سنغافورة اليوم. أرتفعت النسبة المئوية للمسيحيين من بين السنغافوريين من 9.9% في سنة 1980 إلى 12.7% سنة 1990 إلى 17.5% سنة 2010، وهي إلى جانب اللادينية تحظى باعلى معدل نمو في سنغافورة.[4] وفي عام 2012 وصلت نسبة المسيحيين إلى 18.3% من السكان.[3] وحوالي 61.5% من مسيحيي البلاد من البروتستانت، وحوالي 38.5% من الكاثوليك.[27]
زار سنغافورة كلاً من الأم تريزا عام 1985والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1986، وفي عام 2008 تم تأسس المتروبوليتات الأرثوذكسية في سنغافورة وجنوب آسيا والتي تم إنشاؤها بقرار من المجمع المقدس لبطريركية القسطنطينية المسكونية. وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يتصدر مسيحيي سنغافورة المرتبة الأولى كأكثر المجتمعات المسيحيَّة تعليمًا حيث أن حوالي 67% من المسيحيين في سنغافورة من الحاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة. وبحسب معطيات التعداد السكاني بين السنوات 2010و2010 كانت المسيحيَّة أكبر مجموعة دينيَّة بين خريجي الجامعات في البلاد، حيث شكَّل المسيحيين حوالي 32.2% بين حملة الشهادات الجامعيَّة في سنغافورة. وتتألف الطائفة المسيحية البروتستانتية في سنغافورة اليوم، بشكل كبير من الناس من «خلفيات تعليمية واقتصادية أكثر تنظيماً وأكثر تميزًا»، والمسيحية أكثر انتشاراً بين الشرائح السكانية الثرية والمتعلمة.[28][29][30] ويعد روبرت نج تشي سيونغ أثرى أثرياء سنغافورة وفقاً لمجلة فوربس عام 2017، ويعتنق روبرت نج تشي سيونغ الديانة المسيحية.[31]
بحسب تقرير لجامعة سنغافورة للإدارة «يتحول المزيد والمزيد من الناس في جنوب شرق آسيا إلى المسيحية. ولكن هؤلاء المتحولين الجدد - ومعظمهم من الصينيين العرقيين - ينجذبون بشكل خاص إلى المسيحية الكاريزمية». ويشير التقرير إلى دراسة الباحثة جولييت كونينغ وهايدي داهلس من الجامعة الحرة بأمستردام حيث وفقاً لهم «هناك توسعاً سريعاً للمسيحية الكاريزمية منذ الثمانينات فصاعداً. ويقال إن سنغافورة والصين وهونغ كونغ وتايوان وإندونيسيا وماليزيا لديها أسرع المجتمعات المسيحية نمواً، وأن غالبية المؤمنين الجدد هم صاعدون متحركون، وحضريون، وشباب من الطبقة المتوسطة».[32] وذكرت صحيفة «إيرث تايمز» في عام 2008 «إن المسيحية تجتذب بشكل متزايد أتباع الديانة الصينيةوالطاوية، حيث وجد المسيحيون المتحولون من الشباب أسراً موسعاً في الكنيسة وموسيقى راقية وفرصاً للتواصل الاجتماعي»، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في عام 2009 أنه «شهدت سنغافورة طفرة في السنوات الأخيرة في الحركات المسيحية الولادة من جديد»، وتنمو المسيحية بين الشريحة السكانية الثرية والمتعلمة حيث تصل نسبة المسيحيين بين الحاصلين على شهادة جامعية إلى حوالي 32.2%.[33] وازدادت نسبة المسيحيين بين الصينيين في سنغافورة من 16.5% في عام 2000 إلى 20.9% في عام 2015.[34][35] وكان معظم المتحولين إلى المسيحية من الشباب، والمتعلمون جيداً والعاملين في وظائف آمنة ومهنية. وإنضم معظم المتحولين إلى الكنائس البروتستانتية الإنجيلية الناطقة في اللغة الإنجليزية.
أنشأ الهنود ضمن المجتمعات الإسلامية والمسيحية على نطاق أوسع أماكن عبادة خاصة بهم، حيث تُجرى الخطب والخدمات والصلاة باللغات الهندية. واحتفظت بعض العائلات المسيحية التاميلية بأسماء هندية (كأسماء شخصيَّة أو أسماء العائلة) عمومًا بجانب أو بدلاً من الأسماء الغربية أو المسيحية. تضم البلاد حوالي 1,600 مسيحي من عرقية الملايو ومعظمهم من خلفية مسلمة.[36] ومع ذلك، فقد عارضت الحكومة بشدة نشر الكتاب المقدس المسيحي بين شعب الملايو، عارضت بشدة محاولات المبشرين لتحويل الملايو إلى المسيحية، وقد تم اتباع هذه السياسة حتى لا تتسبب في توترات عنصرية ودينية في المجتمع الذي تقطنه أغلبية مسلمة، وبسبب الهوية الإسلامية الملاوية. وهناك طائفة مسيحية بين الباتاقيين، والذين قدموا إلى سنغافورة لمواصلة تعليمهم في المدارس الخاصة والمسيحية. وبعد تلقي تعليمهم في سنغافورة، كان الباتاقيين يعودون إلى وطنهم في إندونيسيا. ويجلب من يتزوج منهم زوجاتهم إلى سنغافورة للعمل كعمال الياقات البيضاء.
الطوائف المسيحية
البروتستانتية
وفقاً لتعداد السكان عام 2015 يُشكل البروتستانت حوالي 12% من سكان سنغافورة أو حوالي ثلثي المسيحيين في البلاد،[37] وتنضوي غالبيَّة الكنائس البروتستانتية تحت مظلة المجلس الوطني للكنائس في سنغافورة.[38] وتنتمي الطوائف البروتستانتيَّة إلى مختلف تقاليد الكنائس البروتستانتية وتشمل هذه الكنائس الكنيسة الانجليكانية، والانجيلية، والأخوة بليموث، واللوثرية، والميثودية والكنائس المشيخية. وتملك الكنائس البروتستانتية شبكة واسعة من المؤسسات من المدارس والكليّات والمستشفيات وملاجئ الأيتام وبيوت المسنين والمعاقين في سنغافورة. وتلعب الكنائس البروتستانتيَّة دورًا ثقافيًا وسياسيًا هامًا في البلاد، حيث تنتمي العديد من العائلات السياسيّة العريقة في البلاد للمذهب البروتستانتي.
يُعد مذهب الأنجليكانية من أكبر المذاهب البروتستانتية في البلاد، ويعود حضور الكنيسة إلى عام 1881، مع بناء كاتدرائية القديس أندراوس لتصبح أبرشية سنغافورة الأنجليكانية لاحقًا، وفي عام 1909 أصبحت سنغافورة أبرشية منفصلة، مع تنصيب المطران تشارلز ج. فيرغسون دافي كأول مطران للأبرشية. وفي 6 فبراير من عام 1960، اندمجت مع أبرشية أخرى لتشكيل أبرشية سنغافورة ومالايا. في 8 أبريل من عام 1970، تم حل الأبرشية وتقسيمها إلى أبرشية سنغافورة وأبرشية غرب ماليزيا. وتضم الكنيسة الأنجليكانيَّة حوالي ستة وعشرين أبرشية داخل سنغافورة.
وتملك الكنيسة الميثودية في سنغافورة حوالي ستة وأربعين جماعة محلية، وتدير ستة عشرة مدرسة. ومنذ عقد 1970 أصبحت للكنائس الخمسينية تأثير أكبر بين سكان البلاد، وتجذب هذه الكنائس العديد من السكان المحليين القادمين من خلفيات دينية مغايرة. بحسب التعداد السكاني تعد البروتستانتية من المذاهب الناميَّة في سنغافورة إذ ارتفعت نسبة البروتستانت من 9.8% سنة 2000 إلى 12.0% سنة 2015.[11] ويعتبر المجتمع البروتستانتي المحلي مهني ومتعلم، حيث وفقاً لتعداد السكان عام 2010 يحمل 40% من البروتستانت في البلاد شهادات جامعيَّة.[39]
وفقاً لتعداد السكان عام 2015 يُشكل الكاثوليك حوالي 6.7% من مجمل سكان سنغافورة أو حوالي ثلث المسيحيين في البلاد،[11] وتتكون الجماعة الكاثوليكية عمومًا من الصينيين، والأوروآسيويين والفلبينيين والهنود. هناك واحد وثلاثين أبرشية رومانية الكاثوليكية في سنغافورة. هناك تجمعات أيضًا من الموارنة وأتباع الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية في الجزيرة. يرأس الكنيسة الكاثوليكية في البلاد المطران نيكولاس شيا والذي يرأسها في كاتدرائية الراعي الصالح. يحتفل بالقداس الإلهي في سنغافورة في اللغات العامية عديدة، بما في ذلك الإنجليزية، والمانداريَّة، والهوكين، والتاميلية، والمالايالامية، والمالطيةوالكورية ونادرًا ما تُستخدم لغة الملايو. وتشارك بنشاط مختلف الأبرشيات الرومانية الكاثوليكية في سنغافورة في الخدمات الاجتماعية مثل دور الرعاية، والمدارسوالجامعات، والمستشفيات، والفنادق، وفتح مطابخ الحساء وكذلك الرحلات التبشيريه إلى دول آخرى مثل اندونيسياوالفلبين. هناك أيضًا النقابة الطبية الكاثوليكية، وغيرها من الجماعات الكاثوليكية. تم إنشاء حاليًا مؤسسة (NCC) من أجل تنظيم وجمع المجتمعات الكاثوليكية داخل أحيائهم.
تاريخيًا انقسمت المجتمعات الكاثوليكية في سنغافورة على أسس اثنيَّة وتمحورت معظم كنائسهم في شارع الملكة؛ في السنوات الأولى من الحقبة الإستعمارية كان معظم أبناء المجتمع الكاثوليكي من الأورو-آسيويين وقد تعبدوا في كنيسة البعثة البرتغالية بالإضافة إلى امتلاكهم لمدرستين، حين كانت كنيسة القديس يوسف الواقعة على طول شارع فيكتوريا القاعدة الثقافيَّة للبرتغاليين الأورو-أسيويين (شعب كريستانغ). في حين تعبد السكان من ذوي الأصول الأوروبيّّة في كاتدرائية الراعي الصالح، وتعبَّد التاميليين الكاثوليك في كنيسة سيدة لورد على شارع أوفير. تعبد الكاثوليك الصينيين في كنيسة القديس بطرس بولس وكنيسة القلب المقدس، في حين تعبّد البيراناكان (خليط من الصينيين والمالايو) في كنيسة العائلة المقدسة في كاتونج. وسبَّب التحول إلى المذهب الروماني الكاثوليكي بين المجتمع الصيني في القرن التاسع عشر حالة من الازدراء بين المجتمعات الصينية المُهاجرة في سنغافورة.
في عام 1972 قامت حكومة سنغافورة بسحب وحظر أنشطة شهود يهوهاللاثالوثية في سنغافورة على أساس أن أعضائها يرفضون أداء الخدمة العسكرية (وهو إلزامي لجميع المواطنين الذُكور)، أو تحية العلم، أو يمين الولاء للدولة.[41] وقامت سنغافورة بحظر جميع المواد المكتوبة التي تنشرها الرابطة الدولية لطلاب الكتاب المقدس وجمعية برج المراقبة للكتاب، وكلاهما مؤسسات أدبية لشهود يهوه. ويُمكن تغريم الشخص الذي يمتلك منشورًا محظورًا ما يصل إلى 1,500 دولار (2,000 دولار سنغافوري) والسجن لمدة تصل إلى 12 شهرًا في حال رفضه أداء الخدمة العسكرية. هناك العديد من التجمعات المسيحيَّة اللاثالوثيَّة الأخرى في سنغافورة، مثل كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وكنيسة يسوع الحقيقية، والتي تخضع بعضها لدرجات متفاوتة من التقييد.
وفقاً للبروفيسور إدي كو والبروفيسور تونغ تشي كيونغ من جامعة سنغافورة الوطنية للمسيحيَّة تأثير اجتماعي سياسي قوي في سنغافورة، إذ اكتسبت المسيحية قوة وزيادة في أعداد ونسبة الأتباع منذ عقد 1920.[43] ويشير إدي كو نه وتونغ تشي كيونغ أن المسيحية «ديانة مرتبطة بدين يتمتع بمكانة اجتماعية واقتصادية عالية، وأنها ديانة لها تأثير اجتماعي وسياسي كبير لا يتناسب مع عددها».[43] وقال الباحثين إنه نظرًا لأنه يُنظر إلى المسيحية على أنها «دين الحداثة والعظمة»، فيجب عليها «الاستمرار في جذب المتحولين، خاصةً بين الشباب والأكثر تعليماً».[43] وأصدروا عام 1995 تقريرًا مؤلفًا من 74 صفحة حول الدين في سنغافورة استنادًا إلى بيانات من تعداد السكان لعام 1990، ووجدوا أنَّ حوالي 88% من مجمل المسيحيين السنغافوريين من الصينيين وحوالي 6.7% من الهنود وحوالي 0.2% من الملايو، ووجدوا أن المسيحيين أو الأشخاص الذين ليس لديهم دين يميلون إلى التمتع بوضع اجتماعي واقتصادي أفضل من حيث التعليم والدخل والمهنة بالمقارنة مع البوذيينوالمُسلمينوالهندوس.[43] وبحسب التقرير من بين الحاصلين على شهادات جامعية أو مؤهلات أكاديميَّة أعلى، قال 39.4% أنهم مسيحيون وقال حوالي 31.1% أنهم ليس لديهم دين، وكان حوالي 60% من المسيحيين الجامعيين من المتحولين إلى المسيحية.[44] وأشار التقرير إلى أن السنغافوريين الأكثر تعليماً، وخاصةً الصينيين، يميلون إلى التخلي عن المعتقدات التقليدية التي تربوا عليها ويصبحون مسيحيين أو «غير متدينين».[43] وقد لوحظت نفس الأنماط بين الطلاب الذين شملهم المسح، مع وجود المزيد من المسيحيين أو أولئك الذين ليس لديهم دين في الكليات الإعدادية ومؤسسات التعليم العالي. وإجمالاً، قال 31.2% الطلاب الجامعيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم مسيحيون وادعى 28.5% أنهم لادينيين.[43] أشار التقرير إلى أن التعليم كان عاملاً مساهماً في التخلي عن المعتقدات التقليدية، وخاصةً الطاوية، والتي كان يُنظر إليها عمومًا على أنها خرافية وعتيقة.[43] ووجد التقرير أن المزيد من المسيحيين و«اللادينيين» يعيشون في الممتلكات الخاصة الأكثر تكلفة والوحدات السكنية وشقق مجالس الإسكان الحكومية الراقية.[43]
في المقابل، كان هناك عدد أكبر من الطاويين الذين يعيشون في وحدات سكنية أصغر حجماً، في حين أن البوذيين كانوا أكثر انتشارًا في جميع أنواع المساكن المختلفة. وأشار التقرير نفسه إلى أن الإسلاموالهندوسية تمكنوا من مقاومة ضغوط التحديث ولم يجدوا دليلاً على تخلي أعداد كبيرة من المسلمينوالهندوس عن تقاليدهم، على الرغم من انخفاض نسبة الإسلام على مدار السنين، بينما بقيت نسبة الهندوس ثابتة.[43]
بحسب الباحث روبي ب. غوه للمسيحية في سنغافورة خصوصية مميزة، بسبب مزيج من الخصائص الجغرافية الثقافية، والارتباط التاريخي والهيكلي مع الحداثة الأوروبية، والكوسموبوليتية، والثروة والفصل عن التقليدية الثقافية الدينية.[42] وفقاً للباحث تشي كيونغ تونغ يميل المسيحيون في سنغافورة إلى أن يكونوا أصغر سناً وأكثر تعليماً ويتمتعون بوضع اجتماعي واقتصادي عالي.[45] وبحسب الباحث دانيال غوه من جامعة سنغافورة الوطنية تتكون المسيحيةالبروتستانتيَّة في سنغافورة اليوم إلى حد كبير من الأشخاص «الأفضل تعليماً، وذات الامتياز الإجتماعيّ والإقتصادي، ومن خلفيَّة ناطقة بالإنجليزية»،[46][47] كما وساهم المسيحيون وشاركوا في إعادة التعمير والعولمة في سنغافورة،[47] ويشير الباحث دانيال غوه إلى أنَّ الهوية المسيحية في هونغ كونغ وأوضاعها الإجتماعية والإقتصادية تتشابه مع تلك في سنغافورة.[47] وفقاً للباحث مايكل ناي تشيو بون يتخطى التأثير الإجتماعي للمسيحية في البلاد أعدادها، خاصةً في مجال التعليم، مما أعطى المسيحية هوية الطبقة الوسطى.[48] ويتزايد التحول إلى المسيحية خاصةً بين الصينيين السنغافوريين.[49]
وفقاً للباحث روبي ب. غوه ترتبط صورة المسيحية في سنغافورة بالكوسموبوليتية، والتي من خصائصها ارتفاع نسبة استخدام اللغة الإنجليزية، وارتفاع معدل التعليم الجامعي، والإقامة في الممتلكات الخاصة باهظة الثمن نسبيًا، وحضور النخبة بينها بشكل غير متناسب مع نسبتها السكانيَّة.[42] ويشير الباحث روبي ب. غوه أنه على الرغم من أنَّه ليس كل المسيحيين في سنغافورة حاصلين على شهادة جامعية أو يعيشون في مساكن خاصة أو متواجدون في أعلى مستوايات السلم الإجتماعي والإقتصادي، الأ أنَّ الصورة النمطية عن المسيحيين في سنغافورة تصورهم كأثرياء ومتعلمين. يعود ذلك إلى كون المسيحية هي الدين الرئيسي بين قطاعات السكان الناطقين باللغة الإنجليزية، والحاصلين على شهادة جامعية، والأثرياء، بحسب الإحصائيات الرسميَّة.[42]
وتحتل المسيحية في الوعي العام في سنغافورة موقعًا مشابهًا للكوسموبوليتية في منطق ثنائي (المسيحية مقابل الديانات التقليدية؛ الكوموبوليتانية مقابل النظرة غير العالميَّة؛ النجاح مقابل الكفاح) والتي أصبحت تُهيمن بشكل متزايد على الوعي الاجتماعي والخطاب السياسي والعام.[42] على سبيل المثال صورت رواية وفيلم أغنياء آسيويون مجانين عائلة يونغ فاحشة الثراء كعائلة مسيحيةميثودية ورعة، حيث ترتبط صورة المسيحية في البلاد بالإمتياز والسلطة.[50] كما وترتبط صورة المسيحية بالحداثة (بما في ذلك التعليم الناطق باللغة الإنجليزية، والثقافة العالمية، والرأسمالية العالميَّة).[42]
وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يتصدر مسيحيي سنغافورة المرتبة الأولى كأكثر المجتمعات المسيحيَّة تعليمًا حيث أن حوالي 67% من المسيحيين في سنغافورة من الحاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة.[10] وبحسب معطيات التعداد السكاني بين السنوات 2010و2010 كانت المسيحيَّة أكبر مجموعة دينيَّة بين خريجي الجامعات في البلاد، حيث شكَّل المسيحيين حوالي 32.2% بين حملة الشهادات الجامعيَّة في سنغافورة، على الرغم من أنهم يُشّكلون 18.8% من مجمل السكان.[11] ويعد الأخوان روبرت وفيليب نج ثاني أثرى أثرياء سنغافورة وفقاً لمجلة فوربس عام 2020،[51] ووفقاً لمجلة فوربس الإخوة نج هم مسيحيون أتقياء ويشيرون إلى الشرق الأقصى على أنه مشروع مسيحي.[51][52] وعلى الرغم من كونهم أقلية ينشط المسيحيين سياسياُ حيث كان الرئيس السابق لسنغافورة بنيامين شيريس وتوني تان مسيحيين تابعين للكنيسة الأنجليكانية، في حين أن رئيس وزراء سنغافورة الحالي لي هسين لونغ فهو مسيحي يتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وكان حوالي ثلث أعضاء البرلمان من المسيحيين.
تلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية أيضًا دورًا في تعزيز الهويات العرقية والدينية: ترتبط المسيحية ارتباطاً وثيقاً بالأسر التي تعيش في الممتلكات الخاصة الأكثر تكلفة (على عكس الشقق الحكوميَّة) والذين حصلوا على تعليم جامعي (والذين بدورهم يُميلون إلى التحدث باللغة الإنجليزية في المنزل في الغالب).[42] هذه العوامل الاجتماعية والاقتصادية هي أكثر أهمية بين الصينيين السنغافوريين، والذين يظهرون أكبر درجة من التباين في الممارسة الدينية. بشكل عام، يُشكل المسيحيون الصينيون مجموعة متميزة بين الصينيين السنغافوريين، ويُبدون ما يُمكن أن يسمى «بالنخبة» التي تميل إلى الإنعزال عن الصينيين الآخرين الذين يتحدثون باللهجات الصينية أو الماندراين الصينية، والذين يعيشون في شقق حكوميَّة مشتركة مع غالبية السنغافوريين (حوالي 80%)، وبالتالي يٌمارسون «الديانات الصينية التقليدية» مثل البوذية أو الطاوية إلى جانب الممارسات الصينية التقليدية مثل تبجيل الأسلاف.[42]
جادل بعض الباحثين أسباب أنماط الانتماء الديني والوضع الطبقي، حيث وفقاً للباحث دانيال غوه من جامعة سنغافورة الوطنية شهدت الحقبة الإستعمارية وما تلاها انجذاب الشباب المتعلمين والناطقين باللغة الإنجليزية إلى الديانة المسيحية،[53] كما وتعمل المؤسسات التعليمية المرموقة على تعزيز العلاقة بين المسيحية البروتستانتية والمكانة الاجتماعية العالية. حيث تُفّضل العائلات الثرية والمتعلمة الالتحاق بالمدارس التبشيريَّة وقضاء عطلات نهاية الأسبوع في ممارسة الأنشطة التي تقوم بها منظمات الشباب المسيحية.[53] أولئك الذين لديهم طموحات اجتماعية ولكنهم لم يولدوا في عائلات النخبة الراسخة يسعون إلى وضع أطفالهم في هذه المؤسسات المسيحية، حتى لو لم يكونوا هم أنفسهم مسيحيين؛ حيث تعتبر المسيحيَّة طريقة للحراك الإجتماعي.[53] وفقاً لعالم الاجتماع تيرينس تشونغ تميل الكنائس الإنجيلية الصغيرة (بالإنجليزية: Megachurch) إلى استهداف الطبقات المتوسطة والعاملة في المنطقة، كما توفر هذه الكنائس أيضًا «إحساسًا بالمجتمع وحساسية خاصة تجاه الاستهلاك والرأسمالية».[54]
القائمة التالية تستعرض تعداد ونسب السكان المسجلين كمسيحيين من عمر 15 وما فوق حسب المجموعات الإثنيَّة المقيمة في البلاد؛ وفقًا للتعداد السكاني عام 2015:[56]
^Singapore Census of Population 2015: Statistical Release 1: Demographic Characteristics, Education, Language and Religion. Singapore: Department of Statistics, Ministry of Trade and Industry, Singapore. يناير 2011. Table 59 ("Resident Population Aged 15 Years and Over by Religion, Ethnic Group and Sex"). ISBN:978-981-08-7808-5.
^"Biz Notes"، The Oklahoma City Journal Record، 15 يوليو 1997، مؤرشف من الأصل في 2019-12-12، اطلع عليه بتاريخ 2009-06-05{{استشهاد}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
^Political Risk Yearbook: Asia & the Pacific. University of Michigan Press. 1997. ص. 5. ISBN:9781414448916. Nearly 40% of those with a higher education are Christians, 60% of them converts..
^Kiong Tong، Chee (2007). Rationalizing Religion: Religious Conversion, Revivalism and Competition in Singapore Society. BRILL. ISBN:9789004156944. For example, Christians in Singapore tend to be younger, more educated and have a higher socioeconomic status..
^Nai-Chiu Poon، Michael (2010). Christian Movements in Southeast Asia: A Theological Exploration. Armour Publishing Pte Ltd. ص. 60. ISBN:9789814305150. .. especially in the sphere of education, giving Christianity a middle class identity..
^Nai-Chiu Poon، Michael (2010). Christian Movements in Southeast Asia: A Theological Exploration. Armour Publishing Pte Ltd. ص. 61. ISBN:9789814305150. .. Conversion is increasing especially among the Chinese, both into Christianity and Buddishim..
British businessman and politician The Right HonourableThe Viscount WatkinsonCH PCMinister of Transport and Civil AviationIn office20 December 1955 – 14 October 1959MonarchElizabeth IIPrime MinisterSir Anthony Eden Harold MacmillanPreceded byJohn Boyd-CarpenterSucceeded byErnest MarplesMinister of DefenceIn office14 October 1959 – 13 July 1962MonarchElizabeth IIPrime MinisterHarold MacmillanPreceded byDuncan SandysSucceeded byPeter ThorneycroftMember of Parliament for W…
Misi Nasa-Isro Synthetic Aperture Radar (Nisar) adalah proyek bersama antara NASA dan ISRO untuk bekerja sama mengembangkan dan meluncurkan satelit radar sintetis dual frekuensi aperture. Satelit akan menjadi satelit radar yang pertama menggunakan pencitraan dual frekuensi dan direncanakan akan digunakan untuk penginderaan jauh untuk mengamati dan memahami proses alami Bumi. Referensi
Professional American football team in Baltimore, Maryland, from 1953 to 1983 For other uses, see Baltimore Colts (disambiguation). Baltimore ColtsEstablished 1953Ended 1983Played in Baltimore, Maryland Baltimore Colts logoBaltimore Colts wordmarkLogoWordmarkLeague/conference affiliations National Football League (1953–1983) Western Conference (1953–1969) Coastal Division (1967–1969) American Football Conference (1970–1983) AFC East (1970–1983) UniformTeam colorsRoyal blue, white…
Interstate Highway in the U.S. state of Nevada I-11 redirects here. For the former Nevada highway, see Nevada State Route 11. For other uses, see I11. Interstate 11Purple Heart HighwayI-11 highlighted in redRoute informationMaintained by NDOTLength22.6 mi[1] (36.4 km)ExistedAugust 16, 2017[2]–presentNHSEntire routeMajor junctionsSouth end US 93 at Arizona state lineMajor intersections US 95 / SR 173 in Boulder City North end I-215…
Supreme Court of the United States38°53′26″N 77°00′16″W / 38.89056°N 77.00444°W / 38.89056; -77.00444EstablishedMarch 4, 1789; 235 years ago (1789-03-04)LocationWashington, D.C.Coordinates38°53′26″N 77°00′16″W / 38.89056°N 77.00444°W / 38.89056; -77.00444Composition methodPresidential nomination with Senate confirmationAuthorized byConstitution of the United States, Art. III, § 1Judge term lengthlife …
Foley, AlabamakotaNegaraAmerika SerikatNegara bagianAlabamacountyBaldwinLuas • Total14,3 sq mi (37 km2) • Luas daratan14,3 sq mi (37 km2) • Luas perairan0 sq mi (0 km2)Ketinggian79 ft (24 m)Populasi (2000) • Total7.590 • Kepadatan530,8/sq mi (205,1/km2)Zona waktuUTC-6 (Central (CST)) • Musim panas (DST)UTC-5 (CDT)Kode pos36535-36536Kode area telepon251Situs web…
Questa voce o sezione sull'argomento premi musicali non cita le fonti necessarie o quelle presenti sono insufficienti. Puoi migliorare questa voce aggiungendo citazioni da fonti attendibili secondo le linee guida sull'uso delle fonti. Grammy AwardsUn esemplare del premio LuogoLos Angeles Anni1959-in corso Frequenzaannuale Fondato daNational Academy of Recording Arts and Sciences Dategennaio-febbraio-marzo-aprile-maggio-novembre Generefestival musicale OrganizzazioneNational Academy of Recor…
Barbara GittingsBarbara Gittings berdemonstrasi di Balai Kemerdekaan sebagai bagian dari Peringatan Tahunan pada tanggal 4 Juli 1966. Foto diabadikan oleh Kay Lahusen.Lahir(1932-07-31)31 Juli 1932Wina, AustriaMeninggal18 Februari 2007(2007-02-18) (umur 74)Kennett Square, Pennsylvania, U.S.MakamCongressional Cemetery[1]PendidikanUniversitas NorthwesternOrganisasiDaughters of Bilitis, Asosiasi Perpustakaan AmerikaGerakan politikGerakan hak gayPenghargaanPenghargaan GLAAD Barbara Gitti…
American botanist (1919-1992) Arthur John CronquistBornMarch 19, 1919San Jose, CaliforniaDiedMarch 22, 1992 (1992-03-23) (aged 73)Provo, UtahNationalityAmericanAlma materIdaho State UniversityUtah State UniversityUniversity of MinnesotaKnown forCronquist systemAwardsLinnean Medal (1986)Leidy Award (1970)[1]Scientific careerFieldsBotanyInstitutionsNew York Botanical Garden Arthur John Cronquist (March 19, 1919 – March 22, 1992) was an American biologist, botanist…
American actor (1925-1983) For other people named Michael Conrad, see Michael Conrad (disambiguation). Michael ConradConrad in The Twilight Zone, 1964Born(1925-10-16)October 16, 1925New York City, U.S.[1]DiedNovember 22, 1983(1983-11-22) (aged 58)Los Angeles, California, U.S.OccupationActorYears active1937–1983Spouses Denise McCluggage (m. 1953; div. 1954) Emilie Demille (m. 1963; div.…
United Nations mediation of the India–Pakistan dispute in Kashmir United Nations blue beret with UN badge worn by UN Military Observer Richard Cooper in India and Kashmir, c. 1973–1974 The United Nations has played an advisory role in maintaining peace and order in the Kashmir region soon after the independence and partition of British India into the dominions of Pakistan and India in 1947, when a dispute erupted between the two new States on the question of accession over the princely state…
Voce principale: UEFA Champions League 2022-2023. UEFA Champions League 2022-2023 - Fase a gironiUEFA Champions League 2022-2023 - Group stage Competizione UEFA Champions League Sport Calcio Edizione Organizzatore UEFA Date dal 6 settembre 2022al 2 novembre 2022 Partecipanti 32 Statistiche Incontri disputati 96 Gol segnati 304 (3,17 per incontro) Pubblico 4 465 194 (46 512 per incontro) Cronologia della competizione UCL 2021-2022 GS UCL 2023-2024 GS Manuale La fase a …
The Delicious Little DevilSutradaraRobert Z. LeonardDitulis olehHarvey F. Thew (skenario)CeritaJohn B. ClymerHarvey F. ThewPemeranMae MurrayRudolph ValentinoWilliam V. MongSinematograferAllen SieglerDistributorUniversal Film Manufacturing CompanyTanggal rilis 20 Mei 1919 (1919-05-20) Durasi53 menitNegaraAmerika SerikatBahasaAntarjudul Inggris The Delicious Little Devil adalah sebuah film komedi-drama bisu Amerika 1919 yang dibintangi oleh Mae Murray dan Rudolph Valentino. Sebuah cetakan 35&…
1959 novel by Vaikom Muhammad Basheer This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Pathummayude Aadu – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (September 2018) (Learn how and when to remove this message) Pathumma's Goat First Edition CoverAuthorVaikom Muhammad BasheerOriginal titlePathummayude AaduC…
Location of Hardy County in West Virginia This is a list of the National Register of Historic Places listings in Hardy County, West Virginia. This is intended to be a complete list of the properties and districts on the National Register of Historic Places in Hardy County, West Virginia, United States. The locations of National Register properties and districts for which the latitude and longitude coordinates are included below, may be seen in a Google map.[1] There are 25 properties and…
2012 soundtrack album by Various ArtistsStep Up Revolution: Music from the Motion PictureSoundtrack album by Various ArtistsReleasedJuly 17, 2012Recorded2011–2012GenreDancehip hopR&BdancehalldubstepLength54:00LabelInterscopeStep Up soundtracks chronology Step Up 3D(2010) Step Up Revolution: Music from the Motion Picture(2012) Step Up: All In(2014) Singles from Step Up Revolution: Music from the Motion Picture Goin' InReleased: June 8, 2012 Hands in the AirReleased: July 6, 2012…
Karakter utama School Rumble dan juga karakter minornya Serial manga dan anime School Rumble menampilkan serangkaian karakter yang dirancang oleh Jin Kobayashi. Ceritanya sebagian besar terjadi di sekolah menengah Jepang dan berkisar pada berbagai cinta segitiga dan poligon. Serial manga ini diikuti oleh cerita pendek dunia paralel, School Rumble Z. Manga ini memiliki pergamtian antara beberapa protagonis utama. Dalam bab alur cerita utama, protagonisnya adalah Tenma Tsukamoto dan Kenji Harima. …
Stadium This article is about the soccer stadium near Chicago, Illinois, formerly known as Toyota Park. For the two soccer stadiums in Texas see Toyota Stadium and Toyota Field. For other uses, see Toyota Park (disambiguation). SeatGeek StadiumSeatGeek Stadium (then Toyota Park) in 2013SeatGeek StadiumLocation in the Chicago areaShow map of Chicago metropolitan areaSeatGeek StadiumLocation in IllinoisShow map of IllinoisSeatGeek StadiumLocation in the United StatesShow map of the United StatesFo…