طوال العصور الوسطى، تحوّل بعض اليهود والمسلمين في بعض الأحيان إلى المسيحية، وغالبًا نتيجة لضغوط مادية واقتصادية واجتماعية أو الإكراه. في القرن الرابع عشر كان هناك ضغط متزايدة ضد اليهود والتي بلغت ذروتها في أعمال الشغب عام 1391 في مدينة إشبيلية وغيرها من المدن. تسبب هذه الاضطرابات تدمير المحاكم اليهودية وأعقبها تحول عدد كبير من اليهود للمسيحية، وهو اتجاه استمر حتى القرن الخامس عشر. وخلافًا للممالك الإيبيرية الأخرى، لم تتأثر كثيرًا البرتغال من موجات الشغب. هناك، في عام 1497 أزدادت أعداد المسيحيين الجدد مع اجبار المسلمون واليهود التحول للمسيحية أو مواجهة الطرد. وتشير احصائيات إلى تحول أكثر من 200,000 يهودي للمسيحية في القرن الخامس عشر، في حين تعرض للطرد بين 40,000 إلى 100,000 يهودي.[4] في الوقت نفسه وعلى الرغم من إصدار أوامر بطرد اليهود من البرتغال في عام 1496، الا أنه لم يسمح إلا لعدد قليل منهم بالرحيل، وأجبر الباقي على التحول للمسيحية.[1]
على الرغم من أن التحويلات القسرية كانت أقل شيوعًا في القرن العشرين، إلا أن النشاط التبشيري ظل قوياً بين اليهود، واختارت العديد من العائلات اليهودية التحول إلى المسيحية من أجل الاندماج في المجتمع العلماني. وتبعت فترة في المملكة المتحدة عندما انضمت العديد من العائلات السفاردية الرئيسية بما في ذلك آل بيرنالز، وفرتادوس، وريكاردوس، وديسرايليس، ولوبيز وأوتزيليس إلى الكنيسة المسيحية.[7][8]
كان لألمانيا ثلاث فترات رئيسية للتحول اليهودي إلى المسيحية، وهي البداية الأولى خلال عصر موسى مندلسون، وحدثت موجة ثانية خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقام ديفيد فريدلاندر بإعداد قائمة تضم 32 عائلة يهودية وحوالي 18 يهوديًا غير متزوج تم تحولهم إلى المسيحية مؤخرًا إلى المستشار البروسي لولاية هاردنبرغ في عام 1811.[9] في المقاطعات البروسية الثمانية القديمة بين عام 1816 وعام 1843، في عهد فريدرش فيلهلم الثالث ملك بروسيا، تحول حوالي 3,984 يهوديًا إلى المسيحية، وكان من بينهم العديد من أغنى اليهوج والأكثر ثقافة،[10] في حين وفقًا الموسوعة اليهودية كانت أعدادهم حوالي 2,200 من عام 1822 إلى عام 1840. وكانت الفترة الثالثة والأطول من الانفصال عن اليهودية بسبب اللاسامية، وبدأت في عام 1880. حيث في جميع أنحاء الولايات الألمانية، بإستثناء النمساوفرنسا، حصل العديد من اليهود على مناصب عالية وعائدات كبيرة مقابل التخلي عن اليهودية.[7]
بحسب مصادر تحول 40,000 روسي يهود إلى المسيحية بين عام 1836 وعام 1875.[11] وخلال نفس الحقبة تم تقدير عدد اليهود المتحولين إلى المسيحية في بريطانيا العظمى بحوالي 50,000.[12] وتشير تقديرات مختلفة بخصوص إجمالي عدد التحويلات خلال القرن التاسع عشر. كتبت إحدى الموسوعات المسيحية أن العدد تجاوز 100,000؛[13] بينما تقدر الموسوعة اليهودية الأعداد بحوالي 190,000.[14] وقدرت مصادر معاصرة أخرى العدد بحوالي 130,000،[15] أو حتى ما يصل إلى 250,000.[16]
بحلول عام 1941، كان أكثر من 17% من يهود بودابست (كما تم تعريفهم من قبل القانون) ينتمون إلى طائفة من الطوائف المسيحية. وكان عدد المتحولين إلى هذا الحد عظيمًا، وكان تأثير بعضهم كبيرًا جدًا حتى أن الأسقفية الكاثوليكية أسست جمعية الصليب المقدس في أكتوبر من عام 1938، وهي رابطة لحماية حقوقهم القانونية والاجتماعية. وحارب المسؤولون إصدار القوانين العنصرية بحق اليهود، وقاموا بحملة ضد المزيد من التشريعات، وحاولوا فيما بعد مساعدة المتحولين اليهود إلى المسيحية.[19]
العصر الحديث
نتيجة لارتفاع معدل تحول اليهود إلى المسيحية، يمكن العثور على العديد من المسيحيين من أصول يهودية. في عام 1930، اكتشف المسؤولون النازيون أن السكان المسيحيين الألمان الذين لديهم أصول يهودية يساوي تقريباً عدد الجالية اليهودية البالغ عددها خمسمائة ألف تقريباً.[20] تشير الدراسات أن حوالي 19.3% من الإسبان والبرتغاليين الكاثوليك هم سليلي ذريَّة وأسر يهودية سفاردية في شبه الجزيرة الإيبيرية الذين اعتنقوا الكاثوليكية طوعًا أو قسرًا في القرن الرابع عشروالقرن الخامس عشر.[21] وتشير التقديرات إلى ما لا يقل عن 10% من سكان أمريكا اللاتينية ممن تنحدر أصولهم إلى شبه الجزيرة الإيبيرية هم من أصول يهودية سفاردية.
نتج عن الجهود التبشيرية المسيحية بين اليهود جماعات من اليهود المسيحيين وهم يهود عرقيًا وإثنيًّا ممن تحولوا إلى الديانة المسيحية. وهم في الغالب أعضاء في الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية، وتم استيعابهم ثقافيًا بشكل عام في صلب التيار المسيحي المركزي، على الرغم من أنّ بعض هذه الجماعات المسيحية اليهودية التوفيقية تحتفظ بشعور قوي تجاه هويتها اليهودية أبرزها الكاثوليك العبرانيين (بالعبرية: עִבְרִים קָתוֹלִים)، واليهود المسيانيين (بالعبريّة: יְהוּדִים מָשִׁיחַיים) وهي حركة إنجيلية بروتستانتية تؤكد على العنصر «اليهودي» في الإيمان المسيحي ويتكون أتباعها من اليهود المؤمنين بالمسيح ويعتبر اليهود المسيانيين حركة يهودية عرقيًا مسيحية دينيًا.[56][57][58][59]
^Endelman, Todd (22 فبراير 2015). Leaving the Jewish Fold: Conversion and Radical Assimilation in Modern Jewish History. Princeton University Press. ص. 152. ISBN:9781400866380. "By 1941, over 17 percent of Budapest's Jews (as defined by law) belonged to Christian denominations. The number of converts was so great and the influence of some of them so weighty that the Catholic episcopate created an association for their legal and social protection --- the Holy Cross Society -- in October 1938. It battled officials over enforcement of the racial laws, campaigned against further legislation, and, later, tried to help converts who were drafted into labor battalions.
^تعداد اليهود السكانيّ لعام 2013، الجامعة العبرية في القدس صفحة 49، 9 نوفمبر 2013. (بالإنجليزية)"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-07-23. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Sime, Ruth Lewin (1996) Lise Meitner: A Life in Physics (Series: California studies in the history of science volume 13) University of California Press, Berkeley, California, page 1, ISBN 0-520-08906-5
^Francisco Solano Constancio, Paul Henri Alcide Fonteyraud. 1847. Œuvres complètes de David Ricardo, Guillaumin, (pp. v-xlviii): A part sa conversion au Christianisme et son mariage avec une femme qu'il eut l'audace grande d'aimer malgré les ordres de son père"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-01-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-22.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Abram Ioffe article in Electronic Jewish Encyclopedia (بالروسية)"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-11-15. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-30.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Stoltzenberg، Dietrich (2004). Fritz Haber : Chemist, Nobel laureate, German, Jew. Philadelphia: Chemical Heritage Foundation. ISBN:0-941901-24-6. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
^Anna L. Staudacher: "… meldet den Austritt aus dem mosaischen Glauben". 18000 Austritte aus dem Judentum in Wien, 1868–1914: Namen – Quellen – Daten. Peter Lang, Frankfurt, 2009, ISBN 978-3-631-55832-4, p. 349