عادةً عند تشخيص سرطانة الأقنية الصفراوية تكون قد وصلت لمرحلةٍ غيرِ قابلةٍ للشفاء،[3] وفي هذه الحالات فإنَّ الرعاية التلطيفية قد تتضمن إجراء قطعٍ جراحيوالعلاج الكيميائيوالعلاج بالأشعةوالدعامات.[3] في حوالي ثلث الحالات التي تكون فيها السرطانة في القناة الصفراوية المشتركة فإنهُ يُمكن إزالة الورم كاملًا عن طريق الجراحة مما يمنح الشخص فرصةً في الشفاء، وهذا الإجراء أقل شيوعًا في مواقع السرطانة الأُخرى.[3] حتى لو كانت الإزالة الجراحية ناجحةً إلا أنهُ يُوصى بإجراء العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة.[3] في بعض الحالات قد تُجرى زراعةٌ للكبد.[2] عادةً ما يكون معدل النجاة لخمس سنواتٍ أقل من 50% حتى لو كانت الجراحة ناجحةً.[6]
من النادر حدوث سرطانة الأقنية الصفراوية في العالم الغربي، ويكون مُعدل حدوثها 0.5-2 حالة لكل 100,00 شخص سنويًا،[3][6] وتكون المُعدلات أعلى في جنوب شرق آسيا حيثُ تنتشر هُناك مثقبيات الكبد.[5] تصلُ مُعدلات السرطانة في مناطق من تايلاند إلى 60 حالة لكل 100,000 شخص سنويًا،[5] وتُعتبر من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في تايلاند خاصةً في الجزء الشمالي الشرقي.[9] عادةً ما تحدث سرطانة الأقنية الصفراوية في العقد الثامن من حياة الأفراد، ولكن عادةً ما تحدث في العقد الخامس في الأشخاص المُصابين بالتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي.[2] تزداد مُعدلات حدوث سرطانة الأقنية الصفراوية في الكبد في العالم الغربي.[6]
التسمية
1سَرَطانَة الأَقْنِيَة الصَّفْراوِيَّة[10][11][12] (بالإنجليزية: Cholangiocarcinoma) (اختصارًا CCA) وتسمى أيضًا:
من الشائع حدوث بعض الأعراض مع سرطانة الأقنية الصفراوية والتي تتضمن اضطرابًا في اختبارات وظائف الكبد، ويرقان (اصفرارٌ في العيون والجلد، يحدث بسبب انسداد الأقنية الصفراوية بالورم)، وألم بطني (30–50%)، وحكةٌ عامة (66%)، وفقدان الوزن (30–50%)، وحمى (حوالي 20%)، وتغيراتٍ في لون البول أو البراز البشري بسبب قلةِ طرح العصارة الصفراوية في القناة الهضمية.[16][17]
عادةً ما تعتمدُ أعراض السرطانة على موقعها التشريحي، فالأشخاص المُصابون بالسرطانة في الأقنية الصفراوية خارج الكبد يكونون أكثر عرضةً لحدوث اليرقان، أما المُصابون بالسرطانة في الأقنية الصفراوية داخل الكبد فهم أكثرُ عرضةً للألم في الجانب الأيمن من البطن دون حدوث اليرقان أو تغير لونِ البراز.[18]
حُددت العديد من عوامل خطر حدوث سرطانة الأقنية الصفراوية، وذلك على الرغم أنَّ مُعظم الأشخاص يُصابون دون وجود أي عوامل خطر. يُعتبر التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي (PSC) أكثر عوامل الخطر شيوعًا في العالم الغربي، وهو مرضٌ التهابي يُصيب الأقنية الصفراوية، ويرتبط عادةً مع التهاب القولون التقرحي (UC).[21] أشارت دراساتٌ وبائية أنَّ خطر الإصابة بسرطانة الأقنية الصفراوية طوال حياة شخصٍ مُصابٍ بالتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي يتراوح ما بين 10-15%،[22] وذلك على الرغم أنَّ عدة دراساتٍ تشريحية أظهرت معدلاتٍ تصل إلى 30% لدى هذه الفئة من الأشخاص.[23]
تُعتبر بعضُ أمراض الكبد الطفيلية من عوامل الخطر أيضًا، فقد وُجدَ أنَّ بعض الأمراض الطفيلية ترتبطُ بحدوث سرطانة الأقنية الصفراوية وتتضمن مثقبيات الكبدمتأخرة الخصية الزبادي (تُوجد في تايلاند ولاوس والفيتنام)[24][25][26]ومتفرع الخصية الصيني (يُوجد في الصين وتايوان وشرق روسيا وكوريا والفيتنام)[27][28]، حيثُ في عام 2009 سُلطَ الضوءُ على التأثير السرطاني لهذه الطفيليات، وكان ذلك عند اكتشاف Ov-GRN-1 غرانيولن، وهو عامل نمو تُنتجه هذه الطفيليات ولديه القُدرة على تحفيز تكاثر خلايا المُضيف.[29] وجدَ أنَّ برامجُ المكافحة التي تهدفُ إلى عدم تشجيع استهلاك الأطعمة النيئة وغير المطهية جيدًا قد نجحت في الحدِ من الإصابة بسرطانة الأقنية الصفراوية في بعض البلدان.[30] تزدادُ احتمالية الإصابة بسرطانة الأقنية الصفراوية بشكلٍ ملحوظ في الأشخاص المُصابين بأمراضٍ كبديةٍ مُزمنة، سواءً كانت فيروسية (مثل التهاب الكبد ب أو التهاب الكبد سي)،[31][32][33] أو مرض الكبد الكحولي أو تشمع الكبد بسبب أسبابٍ أُخرى.[34][35] وضعت دراسةٌ واحدةٌ العدوى بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) كعاملِ خطرٍ مُحتمل لحدوث السرطانة، ولكنهُ من غير المعروف فيما إذا كان الفيروس نفسه يُسبب السرطانة أو عوامل أُخرى مُرتبطة (مثل العدوى بالتهاب الكبد سي).[34] قد تؤدي العدوى بالبكتيريا الملوية الصفراءوالملوية الكبدية إلى حدوثِ سرطان الأقنية الصفراوية.[36]
ترتبطُ بعض اضطرابات الكبد الخلقية مع خطرٍ بحوالي 15% لحدوث سرطانة الأقنية الصفراوية في حياة الشخص، ومنها متلازمة كارولي (نوعٌ خاص من الخمسةِ أنواعٍ المعروفة من كيسات الأقنية الصفراوية).[37][38] وجد أيضًا ارتباطٌ بعض الاضطرابات الوراثية النادرة مع سرطانة الأقنية الصفراوية، خصوصًا النوع الثاني من متلازمة لينش والورام الحليمي الصفراوي.[39][40] من غير الواضح فيما إذا كان وجود الحصوات الصفراوية يرتبطٌ مع السرطانة، ولكن الحصوات داخل الكبد (تُعرف بتحصِ الكبد، وهي نادرةٌ في العالم الغربي ولكن شائعةٌ في أجزاءٍ من آسيا) ترتبط بشدةٍ مع سرطانة الأقنية الصفراوية.[41][42][43] يرتبط التعرض للديوكسين[44]وللثوروتراست (شكلٌ من ثاني أكسيد الثوريوم، يُستعمل كمادةٍ مُظللة) مع حدوث سرطانة الأقنية الصفراوية في مرحلةٍ مُتاخرةٍ تصلُ إلى 30-40 عامًا بعد التعرض لها، ويُذكر أن الثوروتراست حُظرت في الولايات المتحدة الأمريكية في عقد 1950 لاعتباره مادة مُسرطنة.[45][46][47]
الفيزيولوجيا المرضية
قد تُؤثر سرطانة الأقنية الصفراوية على أي جزءٍ من الأقنية الصفراوية، سواءً كانت داخل أو خارج الكبد، وتُقسم السرطانة عمومًا إلى داخل الكبد (intrahepatic) أو خارج الكبد (extrahepatic) أو محيطٌ بالنقير (perihilar)، أما سرطانة الأقنية الصفراوية التي تحدث في نقطة التقاء الأقنية الكبدية اليُمنى واليسرى لتكوين القناة الكبدية المشتركة فتُعرف باسم ورم كلاتسكين.[48]
يُؤَكَد تشخيص سرطانة الأقنية الصفراوية فقط بالفحص النسيجي، حيثُ تؤخذ خزعةٌ ورمية خلال أو بعد الإجراء الجراحي، كما أنه يُمكن الاشتباه بحدوث السرطانة في المرضى الذين يظهر لديهم يرقانُ بيليروبين مقترن يَسُدُ الأقنية الصفراوية، ولكن يصعُب استعماله كأداةٍ تشخيصية في المرضى المُصابين بالتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي، كونهم مُعرضون لخطرٍ عالٍ لحدوث سرطانة الأقنية الصفراوية، كما أنه يصعب التمييز بين الأعراض في مثل هذه الحالات، وأيضًا قد لا يكون التصوير التشخصيي الطبي واضحًا. قد تُساعد بروتيومياتالأنسجةوالمصل الدموي، بالإضافة إلى تقنية التفاظ الليزر بمساعدة المطرس (MALDI) على تحديد واسماتٍ حيوية مُحتملة خاصة بسرطانة الأقنية الصفراوية، مما يُحسن من تشخيصها.[60]
على الرغم من أنَّ التصوير البطني قد يكون كافيًا في تشخيص سرطانة الأقنية الصفراوية، إلا أنَّ التصوير المُباشر للأقنية الصفراوية يكون عادةً ضروريًا، ويعتبر تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP) من أكثر الإجراءات استعمالًا لهذا الغرض، وهو إجراءٌ تنظيري داخلي، يُجريه أخصائيُ الجهاز الهضمي أو جراحٌ خاصٌ مُتمَرس. على الرغم من أنَّ تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع يُعتبر إجراءًا جراحيًا مُتوغل يتضمن أخطارًا مُصاحبة، إلا أنَّ مزاياهُ متعددة وتشمل القُدرة على الحصول خزعاتٍ، بالإضافة إلى وضع دعاماتٍ أو إجراء تدخلاتٍ أُخرى للتخفيف من انسداد الأقنية الصفراوية.[19]
يُمكن إجراءُ تنظيرٍ بالموجات فوق الصوتية في نفس وقت تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع، مما قد يزيدُ من دقةِ الخزعة، وإعطاء معلوماتٍ حول مدى الانتشار إلى العقد اللمفاوية ومدى قابلية السرطانة للجراحة.[70] يُمكن استخدام تصوير الأقنية الصفراوية عبر الكبد عن طريق الجلد (PTC) بدلًا من تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع. يُعتبر تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP) البديل غير المُتوغل لتصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع.[71][72][73] اقترح البعض أنَّ تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي يجب أن يحل مَحل تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع في تشخيص السرطانات الصفراوية؛ وذلك لأنهُ قد يحدد الورم بدقةٍ أكبر مع تجنب المخاطر المصاحبة لتصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع.[74][75][76]
الجراحة
قد يكون إجراءُ جراحةٍ استكشافية ضروريًا للحصول على خزعة مُناسبة، ومن ثُم تحديد مرحلة التطور الدقيقة في الشخص المُصاب بسرطانة الأقنية الصفراوية. يُمكن أيضًا استعمال تنظير البطن لأغراض تحديد مرحلة السرطانة، مما يُساعد في تجنب استعمال الإجراءات الجراحية المتوغلة مثل فتح البطن في بعض الأشخاص.[77][78]
علم الأمراض النسيجي
حسب علم الأمراض النسيجي، فإنَّ سرطانات الأقنية الصفراوية هي سرطاناتٌ غدية جيدةٌ إلى متوسطةِ التمايز. الكيمياء النسيجية المناعية مفيدةٌ في التشخيص، وقد تستخدم لتفرقة سرطانة الأقنية الصفراوية عن سرطانة الخلية الكبديةوالانبثاثات الناتجة عن الأورام المَعِدية المعوية الأُخرى.[79] عادةً لا تُساعد العينات الخلوية في التشخيص؛[80] وذلك لأنَّ هذه الأورام تمتلك لٌحمةً مثاليةً مكونةً للنسيج الليفي، وبالتالي لا تُظهر أيَّ خلايًا ورمية مميزة في العينات، ولكن على الرغم من هذا إلا أنَّ إنتغرين Αvβ6 يُعتبر واسمًا جيدًا (النوعية 100%، الحساسية 86%، وأفضل من CK7 وCK20 وHepPar1) لتشخيص سرطانة الأقنية الصفراوية، مقارنةً مع سرطانة الخلية الكبدية والسرطانات الأُخرى.[81]
مراحل التطور
على الرغم من وجود ثلاثة أنظمةٍ على الأقل لتصنيف مراحل تطور السرطانة (مثل أنظمة بزموث، وبلومجارت، واللجنة الأمريكية المشتركة للسرطان)، إلا أنَّ جميعها غير مُفيدةٍ في التنبؤ بمدة البقاء على قيد الحياة.[82] إنَّ أهمَ مشكلةٍ تواجه أنظمة تصنيف المراحل، هي تحديد فيما إذا كان الورم قابلًا للاستئصال الجراحي أو فيما إذا كان قد وصل إلى مرحلةٍ مُتقدمةٍ جدًا، وبالتالي لن ينجح العلاج الجراحي. عادةً لا يُمكن تحديد ذلك إلا أثناء الجراحة.[19]
تُوجد إرشاداتٌ عامة حول الأورام القابلة للجراحة، حيثُ تتضمن:[83][84]
وجدت عدة دراساتٌ في عام 2009، أنَّ نسبة النجاة لمدة خمس سنواتٍ بلغت حوالي 20% في المرضى المُعالجين جراحيًا،[85] أما في دراسةٍ أُخرى عام 2007 فكانت النسبة 32%.[86]
العلاج
تُعتبر سرطانة الأقنية الصفراوية مرضًا غيرُ قابلٍ للشفاء وتُسبب الوفاة سريعًا إذا لم تستئصل جراحيًا وبشكلٍ كُلي. لا يُمكن تحديد قابلية السرطانة للاستئصال إلا أثناء العملية الجراحية في مُعظم الحالات،[87] لذلك يخضعُ غالبية الأشخاص إلى جراحةٍ استكشافية مالم يكن هُنالك دليلٌ واضحٌ على أنَّ السرطانة غير قابلةٍ للاستئصال.[19] سجلت مايو كلينك نجاحًا كبيرًا في علاج سرطانة الأقنية الصفراوية المُبكرة عبر زراعة الكبد باستخدام نهجٍ مُنظم مع معايير اختيارٍ صارمة.[88]
العلاج الكيميائي والإشعاعي المساند
إذا كان الورم قابلًا للإزالة جراحيًا، فإنَّ الأشخاص قد يتلقون علاجًا كيميائيًاوإشعاعيًامساندًا بعد العملية؛ وذلك بهدف تحسين فُرص الشفاء. لا تُوجد فائدةٌ للعلاجِ المُساند إذا استُئصِل الورم كُليًا (تكون الحواف النسيجية للورم سلبيةً)، كما وُثقت نتائجُ إيجابية[89][90] وسلبية[18][91][92] مع العلاج الإشعاعي المساند في سرطانة الأقنية الصفراوية، ولم تُجرَ أيُ تجارب منضبطة معشاة منذ مارس 2007. يُعتبر العلاج الكيميائي المُساند غير فعالٍ في الأشخاص الذين قطع الورم لديهم كليًا،[93] كما أنَّ دور العلاج الكيميائي الإشعاعي في هذه الحالات لا يزال غير واضحٍ. إذا كانت الحواف النسيجية للورم إيجابيةً، فهذا يُشير إلى أنَّ الورم لم يُستئصل كليًا في الجراحة، وبالتالي يُوصى عمومًا واستنادًا إلى البيانات المتاحة، باستعمال العلاج الإشعاعي المساند وُربما أيضًا استعمال العلاج الكيميائي المُساند.[94]
بقيت زراعة الكبد خلافيةً لفترةٍ طويلةٍ من الزمن، وذلك لأنَّ الدراسات الأولية أظهرت إعادة حدوث سرطانة الأقنية الصفراوية بنسبة 100% بعد زراعة الكبد، ولكن أظهرت تقاريرٌ مُتعددة من فرقٍ جراحية بأنَّ معدل النجاة لخمس سنواتٍ بعد زراعة الكبد يبلغُ ما بين 30-40% في سرطانة الأقنية الصفراوية المحيطة بالنقير،[102] ولكن اعتبر البعض بأنَّ هذا المُعدل قليلٌ جدًا مقارنةً بنقص عينات الكبد المُستعملة في الزراعة، وبالتالي لا يُمكن استعماله كحلٍ علاجي.[103] ولكن رُبما تلعب زراعة الكبد بعد العلاج المساند دورًا في علاج بعض الحالات غير القابلة للجراحة القطعية.[104]
علاجات تجريبية
اقترحت دراسةٌ تجريبية صغيرة وجود فائدةٍ مُحتملة لإرلوتينيب (مثبط لكيناز التيروزين) في الأشخاص المُصابين بمرحلةٍ مُتقدمةٍ من سرطانة الأقنية الصفراوية.[105] كما وُجد أنَّ العلاج الإشعاعي يُطيل من فترة البقاء على قيد الحياة في الأشخاص المُصابين بسرطانة الأقنية الصفراوية خارج الكبد غير القابلة للقطع الجراحي،[106][107] ولكن أظهر العلاج الكيميائي الإشعاعي المُتزامن نتائج تشخيصية أفضل من العلاج الإشعاعي لوحده في حالات سرطانة الأقنية الصفراوية خارج الكبد.[108] لم تُظهر زيادة الجرعة في العلاج الإشعاعي أي نتائج أفضل من الجرعات القياسية المُستعملة في العلاج الإشعاعي لسرطانة الأقنية الصفراوية خارج الكبد، وذلك على عكس سرطانة الأقنية الصفراوية داخل الكبد،[109][110] ورُبما يرجع ذلك إلى قربُ القناة خارج الكبد من الأمعاء، مما يقلل من منطقة الورم التي تُغطيها الجرعة القصوى من الإشعاع.[109]
المآل
يُعتبر القطعُ الجراحي الفرصة الوحيدة المُحتملة للشفاء من سرطانة الأقنية الصفراوية. أما الحالات التي لا يُمكن استعمال القطع الجراحي فيها، فيكون معدل النجاة لخمس سنواتٍ أقل من 5% بشكلٍ عام،[111] و0% إذا بلغ انتشار السرطانة إلى العُقد اللمفاوية البعيدة.[112] بالإجمال، يكون مُتوسط مدة البقاء على قيد الحياة أقل من 6 أشهرٍ في حالة انتشار السرطانة.[113]
تختلف احتماليةُ الشفاء في الحالات القابلة للجراحة اعتمادًا على موقع الورم وفيما إذا كان الورم قد أُزيل كليًا أو جزئيًا. عادةً ما تُعالج سرطانات الأقنية الصفراوية القاصيةُ (تنشأ من القناة الصفراوية المشتركة) جراحيًا بإجراء ويبيل، حيث تتراوح مُعدلات البقاء لأطول مدة ما بين 15-25%، ولكن أشارت دراسةٌ إلى أنَّ معدل النجاة لخمس سنواتٍ يكون 54% في الأشخاص الذين لا يُوجد لديهم انتشارٍ إلى العقد اللمفاوية.[114] أما سرطانات الأقنية الصفراوية داخل الكبد، فعادةً ما تُعالج باستئصال الكبد جزئيًا، وأشارت دراساتٌ مُتعددة أنَّ معدلات البقاء بعد الجراحة تتراوح ما بين 22-66%، كما أنَّ النتائج قد تعتمد على اكتمال العملية الجراحية ومدى انتشار السرطانة إلى العقد اللمفاوية.[115] تُعتبر سرطانات الأقنية الصفراوية المحيطة بالنقير (بالقرب من مخرج الأقنية الصفراوية من الكبد) أقل الأنواع قابليةً للجراحة، وإذا كانت الجراحةُ مُمكنةً، فإنها عمومًا تُعالج بأسلوبٍ شديدٍ يتضمن عادةً استئصال المرارة ورُبما استئصالُ جزءٍ من الكبد، وفي هذه الحالات القابلة للجراحة، يتراوج معدل النجاة لخمس سنواتٍ ما بين 20-50%.[116]
قد يكونُ مآل السرطانة سيئًا في المرضى المُصابين أيضًا بالتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي، وذلك لأنَّ اكتشاف السرطانة عادةً يكون بعد بلوغها مرحلةً مُتقدمة.[23][117] اقترحت بعض الدراسات أنَّ النتائج الجراحية قد تُصبح أفضل باستعمال أساليبٍ جراحيةٍ شديدة ومعالجةٍ مُساندة.[118] قد تكون هُناك عواملٌ تُدلل على سوء مآل السرطانة القابلة للجراحة، وتتضمن انخفاض مستويات الألبيومين قبل الجراحة، ووجود بقايًا سرطانية (أي أنَّ السرطانة أُزيلت جزئيًا)، بالإضافة إلى مرحلة TNM (مرحلة T، والتي تُعبر عن حجم السرطانة الأساسية).[119] اقتُرح وجود علاقةٍ بين ظهور المستضد CD44وEpCAM على النسيج الليفي ولُحمَة السرطانة، مع سلامة الآفات المُحيطة بالكبد وخطر تكرار حدوث السرطانة.[120]
الانتشار
تُعتبر سرطانة الأقنية الصفراوية نادرةً نسبيًا، حيثُ تُشخص حوالي 2000 إلى 3000 حالة جديدة سنويًا في الولايات المتحدة، وهذا يُفسر وبائيًا بأنَّ نسبة وقوع سرطانة الأقنية الصفراوية هي 1-2 حالة لكل 100,000 شخص سنويًا.[121] أظهرت سلسلةٌ تشريحية بأنَّ انتشار سرطانة الأقنية الصفراوية ما بين 0.01% إلى 0.46%.[95][122] هناك ارتفاعٌ في معدلاتُ انتشار سرطانة الأقنية الصفراوية في آسيا، ويعود ذلك إلى توطن العداوى الطفيلية المُزمنة هناك. تزداد نسبةُ الإصابة بسرطانة الأقنية الصفراوية مع تقدم العمر، كما يشيعُ حدوث السرطانة في الرجال أكثر من النساء؛ ورُبما ذلك بسبب ارتفاع معدل التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي في الرجال.[59] حسب دراساتٍ تشريحية، فإنَّ انتشار سرطانة الأقنية الصفراوية في الأشخاص المُصابين بالتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي قد يصل إلى 30%.[23]
وثقت عدةُ دراساتٍ وجود زيادةٍ ثابتة في معدل حدوث سرطانة الأقنية الصفراوية داخل الكبد على مدى العقود القليلة الماضية، وكانت الزيادة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأستراليا.[123] ما زالت أسباب زيادة حدوث سرطانة الأقنية الصفراوية غيرُ واضحةٍ، ولكن قد يكون تحُسن طرق التشخيص مسؤولًا بشكلٍ جزئي عن زيادة تشخيص السرطانة، وأيضًا هُناك زيادةٌ في حدوث عوامل الخطر المُحتملة لحدوث السرطانة مثل العدوى بفيروس العوز المناعي البشري.[34]
^ ابجBosman، Frank T. (2014). "Chapter Chapter 5.6: Liver cancer". في Stewart، Bernard W.؛ Wild، Christopher P (المحررون). World Cancer Report. the International Agency for Research on Cancer, World Health Organization. ص. Chapter 5.6. ISBN:978-92-832-0443-5.
^ ابجدBridgewater، JA؛ Goodman، KA؛ Kalyan، A؛ Mulcahy، MF (2016). "Biliary Tract Cancer: Epidemiology, Radiotherapy, and Molecular Profiling". American Society of Clinical Oncology Educational Book. American Society of Clinical Oncology. Annual Meeting. ج. 35 ع. 36: e194–203. DOI:10.1200/EDBK_160831. PMID:27249723.
^Benavides، M؛ Antón، A؛ Gallego، J؛ Gómez، MA؛ Jiménez-Gordo، A؛ La Casta، A؛ Laquente، B؛ Macarulla، T؛ Rodríguez-Mowbray، JR؛ Maurel، J (ديسمبر 2015). "Biliary tract cancers: SEOM clinical guidelines". Clinical & Translational Oncology : Official Publication of the Federation of Spanish Oncology Societies and of the National Cancer Institute of Mexico. ج. 17 ع. 12: 982–7. DOI:10.1007/s12094-015-1436-2. PMC:4689747. PMID:26607930.
^ ابمن الدراسات حول استعمال الواسمات المصلية في سرطانة الأقنية الصفراوية (مثل المستضد السرطاني المضغي وCA19-9) في المرضى الذين لا يعانون من التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي:
^Rustagi T، Dasanu CA (يونيو 2012). "Risk factors for gallbladder cancer and cholangiocarcinoma: similarities, differences and updates". Journal of Gastrointestinal Cancer. ج. 43 ع. 2: 137–47. DOI:10.1007/s12029-011-9284-y. PMID:21597894.
^Hong ST، Fang Y (مارس 2012). "Clonorchis sinensis and clonorchiasis, an update". Parasitology International. ج. 61 ع. 1: 17–24. DOI:10.1016/j.parint.2011.06.007. PMID:21741496.
^Lu H، Ye MQ، Thung SN، Dash S، Gerber MA (ديسمبر 2000). "Detection of hepatitis C virus RNA sequences in cholangiocarcinomas in Chinese and American patients". Chinese Medical Journal. ج. 113 ع. 12: 1138–41. PMID:11776153.
^Dayton MT، Longmire WP، Tompkins RK (يناير 1983). "Caroli's Disease: a premalignant condition?". American Journal of Surgery. ج. 145 ع. 1: 41–8. DOI:10.1016/0002-9610(83)90164-2. PMID:6295196.
^Mecklin JP، Järvinen HJ، Virolainen M (مارس 1992). "The association between cholangiocarcinoma and hereditary nonpolyposis colorectal carcinoma". Cancer. ج. 69 ع. 5: 1112–4. DOI:10.1002/cncr.2820690508. PMID:1310886.
^Lee SS، Kim MH، Lee SK، Jang SJ، Song MH، Kim KP، Kim HJ، Seo DW، Song DE، Yu E، Lee SG، Min YI (فبراير 2004). "Clinicopathologic review of 58 patients with biliary papillomatosis". Cancer. ج. 100 ع. 4: 783–93. DOI:10.1002/cncr.20031. PMID:14770435.
^Lee CC، Wu CY، Chen GH (سبتمبر 2002). "What is the impact of coexistence of hepatolithiasis on cholangiocarcinoma?". Journal of Gastroenterology and Hepatology. ج. 17 ع. 9: 1015–20. DOI:10.1046/j.1440-1746.2002.02779.x. PMID:12167124.
^Zhu AX، Lauwers GY، Tanabe KK (2004). "Cholangiocarcinoma in association with Thorotrast exposure". Journal of Hepato-Biliary-Pancreatic Surgery. ج. 11 ع. 6: 430–3. DOI:10.1007/s00534-004-0924-5. PMID:15619021.
^Roskams T (يونيو 2006). "Liver stem cells and their implication in hepatocellular and cholangiocarcinoma". Oncogene. ج. 25 ع. 27: 3818–22. DOI:10.1038/sj.onc.1209558. PMID:16799623.
^C JS، A JS، A QN، C Bell، J SS، T Hugh، R CB، R CS (2006). "Proteomic profiling of cholangiocarcinoma: Diagnostic potential of SELDI-TOF MS in malignant bile duct structure". Hepatology. ج. 44 ع. 3: 658-66. DOI:10.1002/hep.21294. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Vancouver style error: لاحقة in name 1 (مساعدة) والوسيط غير المعروف |langue= تم تجاهله يقترح استخدام |language= (مساعدة)
^Sharma MP، Ahuja V (1999). "Aetiological spectrum of obstructive jaundice and diagnostic ability of ultrasonography: a clinician's perspective". Tropical Gastroenterology. ج. 20 ع. 4: 167–9. PMID:10769604.
^Bloom CM، Langer B، Wilson SR (1999). "Role of US in the detection, characterization, and staging of cholangiocarcinoma". Radiographics. ج. 19 ع. 5: 1199–218. DOI:10.1148/radiographics.19.5.g99se081199. PMID:10489176.
^Länger F, von Wasielewski R, Kreipe HH (Jul 2006). "[The importance of immunohistochemistry for the diagnosis of cholangiocarcinomas]". Der Pathologe (بالألمانية). 27 (4): 244–50. DOI:10.1007/s00292-006-0836-z. PMID:16758167.
^Patsenker، Wilkens، Banz، Österreicher، Weimann، Eisele، Keogh، Stroka، Zimmermann، Stickel (2010). "The αvβ6 integrin is a highly specific immunohistochemical marker for cholangiocarcinoma". Journal of Hepatology. DOI:10.1016/j.jhep.2009.12.006. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |langue= تم تجاهله يقترح استخدام |language= (مساعدة)
^Todoroki T، Ohara K، Kawamoto T، Koike N، Yoshida S، Kashiwagi H، Otsuka M، Fukao K (فبراير 2000). "Benefits of adjuvant radiotherapy after radical resection of locally advanced main hepatic duct carcinoma". International Journal of Radiation Oncology, Biology, Physics. ج. 46 ع. 3: 581–7. DOI:10.1016/S0360-3016(99)00472-1. PMID:10701737.
^Alden ME، Mohiuddin M (مارس 1994). "The impact of radiation dose in combined external beam and intraluminal Ir-192 brachytherapy for bile duct cancer". International Journal of Radiation Oncology, Biology, Physics. ج. 28 ع. 4: 945–51. DOI:10.1016/0360-3016(94)90115-5. PMID:8138448.
^González González D، Gouma DJ، Rauws EA، van Gulik TM، Bosma A، Koedooder C (1999). "Role of radiotherapy, in particular intraluminal brachytherapy, in the treatment of proximal bile duct carcinoma". Annals of Oncology. 10 Suppl 4 ع. Suppl 4: 215–20. DOI:10.1023/A:1008339709327. PMID:10436826.
^Choi CW، Choi IK، Seo JH، Kim BS، Kim JS، Kim CD، Um SH، Kim JS، Kim YH (أغسطس 2000). "Effects of 5-fluorouracil and leucovorin in the treatment of pancreatic-biliary tract adenocarcinomas". American Journal of Clinical Oncology. ج. 23 ع. 4: 425–8. DOI:10.1097/00000421-200008000-00023. PMID:10955877.
^Park JS، Oh SY، Kim SH، Kwon HC، Kim JS، Jin-Kim H، Kim YH (فبراير 2005). "Single-agent gemcitabine in the treatment of advanced biliary tract cancers: a phase II study". Japanese Journal of Clinical Oncology. ج. 35 ع. 2: 68–73. DOI:10.1093/jjco/hyi021. PMID:15709089.
^Giuliani F، Gebbia V، Maiello E، Borsellino N، Bajardi E، Colucci G (يونيو 2006). "Gemcitabine and cisplatin for inoperable and/or metastatic biliary tree carcinomas: a multicenter phase II study of the Gruppo Oncologico dell'Italia Meridionale (GOIM)". Annals of Oncology. 17 Suppl 7 ع. Suppl 7: vii73–7. DOI:10.1093/annonc/mdl956. PMID:16760299.
^Bhargava P، Jani CR، Savarese DM، O'Donnell JL، Stuart KE، Rocha Lima CM (سبتمبر 2003). "Gemcitabine and irinotecan in locally advanced or metastatic biliary cancer: preliminary report". Oncology. ج. 17 ع. 9 Suppl 8: 23–6. PMID:14569844.
^Knox JJ، Hedley D، Oza A، Feld R، Siu LL، Chen E، Nematollahi M، Pond GR، Zhang J، Moore MJ (أبريل 2005). "Combining gemcitabine and capecitabine in patients with advanced biliary cancer: a phase II trial". Journal of Clinical Oncology. ج. 23 ع. 10: 2332–8. DOI:10.1200/JCO.2005.51.008. PMID:15800324.
^Philip PA، Mahoney MR، Allmer C، Thomas J، Pitot HC، Kim G، Donehower RC، Fitch T، Picus J، Erlichman C (يوليو 2006). "Phase II study of erlotinib in patients with advanced biliary cancer". Journal of Clinical Oncology. ج. 24 ع. 19: 3069–74. DOI:10.1200/JCO.2005.05.3579. PMID:16809731.
^Shinohara ET، Mitra N، Guo M، Metz JM (يوليو 2009). "Radiotherapy is associated with improved survival in adjuvant and palliative treatment of extrahepatic cholangiocarcinomas". International Journal of Radiation Oncology, Biology, Physics. ج. 74 ع. 4: 1191–8. DOI:10.1016/j.ijrobp.2008.09.017. PMID:19201549.
^Brunner TB، Schwab D، Meyer T، Sauer R (ديسمبر 2004). "Chemoradiation may prolong survival of patients with non-bulky unresectable extrahepatic biliary carcinoma. A retrospective analysis". Strahlentherapie Und Onkologie : Organ Der Deutschen Rontgengesellschaft... [Et Al]. ج. 180 ع. 12: 751–7. DOI:10.1007/s00066-004-1315-1. PMID:15592694.
^Torgeson A، Lloyd S، Boothe D، Cannon G، Garrido-Laguna I، Whisenant J، Lewis M، Kim R، Scaife C، Tao R (ديسمبر 2017). "Chemoradiation Therapy for Unresected Extrahepatic Cholangiocarcinoma: A Propensity Score-Matched Analysis". Annals of Surgical Oncology. ج. 24 ع. 13: 4001–4008. DOI:10.1245/s10434-017-6131-9. PMID:29043526.
^Ramacciato G (2006). "Facteurs pronostiques après résection pour cholangiocarcinome hilaire". Annales de Chirurgie. ج. 131 ع. 6–7: 379-85. DOI:10.1016/j.anchir.2006.03.006.
^Sulpice, L. (2014). Rôle du microenvironnement dans la progression du cholangiocarcinome intrahépatique: mécanismes moléculaires impliqués et recherche de biomarqueurs pronostiques (Doctoral dissertation, Rennes 1).
Khan SA، Taylor-Robinson SD، Toledano MB، Beck A، Elliott P، Thomas HC (ديسمبر 2002). "Changing international trends in mortality rates for liver, biliary and pancreatic tumours". Journal of Hepatology. ج. 37 ع. 6: 806–13. DOI:10.1016/S0168-8278(02)00297-0. PMID:12445422.
Welzel TM، McGlynn KA، Hsing AW، O'Brien TR، Pfeiffer RM (يونيو 2006). "Impact of classification of hilar cholangiocarcinomas (Klatskin tumors) on the incidence of intra- and extrahepatic cholangiocarcinoma in the United States". Journal of the National Cancer Institute. ج. 98 ع. 12: 873–5. DOI:10.1093/jnci/djj234. PMID:16788161.
^Khan SA، Taylor-Robinson SD، Toledano MB، Beck A، Elliott P، Thomas HC (ديسمبر 2002). "Changing international trends in mortality rates for liver, biliary and pancreatic tumours". Journal of Hepatology. ج. 37 ع. 6: 806–13. DOI:10.1016/S0168-8278(02)00297-0. PMID:12445422.
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.