Share to: share facebook share twitter share wa share telegram print page

عوض عبود بن ثابت السعدي

الشيخ عوض بن عبود بن ثابت السعدي
زعيم قبلي
في المنصب
1358هـ - 1393هـ
معلومات شخصية
الميلاد 1306هـ
البريكة شبام حضرموت
الوفاة 1393هـ
أم الأرباع - وادي بن علي اليمن الجنوبي
سبب الوفاة معركة مع نظام الحزب الأشتراكي
الكنية أبو حبريش
الأولاد
  • حبريش
  • سالم
  • أربع بنات
الأب عبود بن صالح بن ثابت
عائلة من آل ثابت[1] من آل جميل
الحياة العملية
المهنة شيخ قبيلة وفارس قبلي
سبب الشهرة شيخ قبلي ورجل مقدّام في الحروب القبلية ومواجهة قوات الحزب الاشتراكي اليمني

الشيخ عوض بن عبود بن صالح بن ثابت السعدي شيخ قبلي حضرمي. طويل القامة عريض الجسم أحمر اللون يتسم بمسحة بدوية،عُرف بالصلابة والقوة والشجاعة فقد ولد في فترة عصيبة مليئة بالنزاعات القبلية التي زعزعت البريكة[2][3][4] ووادي بن علي بأكمله. وهو واحد من أصحاب الكرم فبيته كان قبلة للزوار والضيوف ، وكثير هم الذين التقوا به وما زالت صورته شامخة في ذاكرتهم. سُأل أحدهم عنه: فردّ سريعا " إنه رجل عقمت بعض النساء أن تلد شجاعا مثله "، أيضاً وُصف الشيخ عوض برجل الرماية والبندقية فقد شهد له الجميع بدقة رمايته حتى خصومه.[5]

نسبه

هو الشيخ عوض بن عبود بن صالح بن ثابت بن عامر بن ثابت بن عمر بن ثابت من آل جميل[6] من بني سعد من بنو حرام[7] من قضاعة [8][9] .

وآل جميل

هم فرع كبير من قبيلة بني سعد من بنوحرام من قضاعه وهم سلاطين  الدولة في شبام آنذاك وامتد حكمهم من تريم شرقاً الى دوعن غرباً من سنة 623هـ الى 854هـ وقد خاضو صراعات كبيره مع الغز والحوارث وبني ثعلبه وبني ضنه ونهد وآخر صراع مع ابناء عمومتهم آل حسن مما جعل الدولة تتفكك وينتهي حكمهم[10][11][12]

توليه المشيخة

في يوم بائس حزين أُطلق الرصاص غدراً على الشيخ سعيد بن صالح بن ثابت السعدي - شيخ طائلة بني سعد وقتها -[13] وهو قائم يصلي، فسقط ميتا ولفظ أنفاسه الأخيرة مودعًا الحياة ومخلفًا للمقدّم عوض إرثاً ثقيلا ، وتاركاً فراغاً في حياة الشيخ عوض، فهو عمّه وزعيم القبيلة.

بعدها أصبحت الزعامة القبلية بيد أخيه عبود بن صالح وانتقلت بعدها إلى الشيخ عوض، واعترف الجميع أنّ الشيخ عوض يستحق هذه الزعامة لما يتّمتع به من صفات الكرم والحكمة والمروءة والندى.

لمحات من حياته

في قرية البريكة وأمام بيوتها المتواضعة عاش الشيخ عوض حياته وخلد فيها ذكراه بمواقفه ونصائحه التي تناقلتها الأجيال من بعده لتكون لهم دروسا يتعلمون منها بالرغم من أن تعليم الشيخ رحمه الله كان تعليماً بسيطا، إبّان فترة قاسية مرّت بها حضرموت في عهد السلطنات ، من جهل ومرض وفقر " ثالوث بائس " [14] فتك بالحضارم ، لم تسلم منه كبريات المدن العامرة ، فضلاً عن المناطق النائية في أقصى الوديان !!

حياة بائسة ونزاعات وفقر وجوع عانت منه حضرموت طويلا . بالرغم من ذلك فقد عرف الشيخ عوض -رحمه الله- بأنه واحد من أصحاب الكرم وبيته قبلة للزوار والضيوف، فهو كريم حتى في ساعة العدم.

استوقفه يوما رجل محتاج طلب منه مالا ولم يكن مع الشيخ عوض إلا ( عضاده ) فانتزعه من يده وأعطاه المحتاج وقال له : بعه وخذ ثمنه. فلم يُعرف عنه أنه ردّ محتاجا أو تجاهل ملهوفا.

معركته مع نظام الحزب الاشتراكي

إثر حملة عسكرية شنّها الحزب الاشتراكي بعد إسقاط السلطنات، لتصفية ما يسمى بالإقطاعيين والخارجين عن النظام. ارتكب فيها جريمة السحل سنة 1973م، أيام سوداء اهتزّت لها حضرموت رعباً فقد سُحل بعض الناس وجرجرتهم السيارات أحياء حتى تفجّرت رؤوسهم وتكّسرت عظامهم وسالت دماؤهم في منظر بشع تقشعر له الجلود ، وفي خوف رهيب سكت الجميع عن المجزرة، وبعض الحضارم سافر على إثر هذه المجزرةولم يعد حتى يومنا هذا.

تحركت بعض العيون تراقب الشيخ عوض- رحمه الله -وتسجل جميع تحركاته ، لعدم استطاعتهم مهاجمة بيته في البريكة لأنهم يعرفون مدى شجاعته وأنه لن يستسلم لهم حتى يفرّغ رصاصه في أجسادهم. أحسّ الشيخ عوض أنه مطلوب لهذه المليشيات وسمع كثيرا عن قوتهم وأسلحتهم التي لن تصمد أمامها مدن كاملة فضلا عن رجل كبير في السن قد جاوز الثمانين، وقد حذّره بعض أصحابه أنه مطلوب في القائمة ونصحوه بالهرب من حضرموت، لكن الشيخ عوض رفض الهروب وفضّل المواجهة والشهادة عزيزا كريما كما رفض تسليم سلاحه للحكومة.

وفي ليلة 11/ رمضان دُعِيَ لتناول وجبة الفطور في بيت ابن أخيه ( عبد الله بن مبارك ) ، وبعد إصرارهم الشديد عليه غادر بيته متوجها إلى منطقة ام الارباع وهناك تمّ رصده من قبل عيون النظام وأنه أصبح بعيدا عن سلاحه وداره، ما هي إلا لحظات حتى تمّ تطويق البيت الصغير بالجنود المدّججة بالسلاح وتمّت الإشارة بتحريك المدفع والتعزيز بالسلاح الثقيل إذا تطلبت المداهمة ذلك. سرية كاملة أحكمت المكان تماما وسيطرت على جميع المنافذ موجهة رشاشاتها نحو البيت الصغير تنتظر ساعة الصفر، أخرجوا جميع النساء من الدار، اما الرجال فجُرجروا إلى غياهب السجون ، وطلبوا من الشيخ عوض الاستسلام فرفض لأنه بطل لم يرفع في حياته ولا مرة واحدة الراية البيضاء، وقف الشيخ عوض رحمه الله جبلا لم يتزحزح وفضّل الموت واقفا على أن يركع لأحد . وفي تلك الليلة لم يمتلك الشيخ إلا مسدسا صغيرامن عيار (7م) لأنه كان في بيت ابن أخيه، ومع ذلك لم يجرؤ أحد من الجنود على اقتحام البيت لأنهم يدركون أنها مخاطرة أمام رجل متمرس في القتال .

أُطلق الرصاص على البيت ونفدت ذخيرة الشيخ عوض من مسدسه، عندها تجرأ أحدهم يلقب بالجوكر واقتحم البيت برشاشه أمام شيخ كبير نفدت ذخيرته، أطلق النار معربدا ويده ترتعش فقدّم المقدّم لها صدراً عارياً مرحبا بالموت على عزٍّ وكرامة.[15][16][17]

قصيدة رثاء في الشيخ

قصيدة إهداء وفخر للبطل: عوض بن عبود بن ثابت السعدي-رحمه الله-

شعري يرّتل للزمان بطولة
وشهامة عن ماجد يحكيها
ليث الشجاعة هل سمعتَ بمثله؟
بطل البريكة دائماً يحميها
وقف الغضنفر في الوغى اسطورة
ورصاصه حممٌ اذا يرميها
قلب له مثل الحديد صلابة
سلْ عنه وادينا غدا يبديها
بطل الشجاعة والمروءة والندى
إنّ الفضآئل حلّة تهديها
اضحيتَ خيلا لايشقُّ غباره
وشجاعة بين الورى اطريها
ورأيتُ انّ النجم رصّع هامة
بمدآئح القاً هنا ارويها
يتسلّق الامجاد مثلك ماجد
صلب المراس وثآئراً يسقيها
ياايها السيف المهّند حدّةً
ياايها المقدام في ناديها
هجموا عليك ولم يراعوا حرمة
شهر الصيام وليلة تحييها
وعدا عليك الظالمون بغدرهم
وسطوا على الامجاد في واديها
وهجمت صلباً لم يهزّك كيدهم
نلتَ الشهادة غاية تبغيها
وعدوك الخوّار يرجف ذلة
لمّا رآءك بسالة تبديها
ياايها المغوار افزعتَ الدجى
بشجاعة جند العدآ تكويها
هل انتَ جيش ام بربك قمّة
شمّآء تستعصي على غازيها
سيخلّد التاريخ ذكرا عاطرا
قد اطرب الدنيا وكم يشجيها!
رمزٍ الإبآء وقفتُ انثر قصة
والدمع هتّان تلاطم فيها
ياحضرموت كتبتُ رمز بسالة
اسطورة شعري اتى يمليها
عاش الحياة كريمة مزدانة
ويموت لم يركع لمن يؤذيها
ومضى.. وتختنق البريكة عبرة
قد كان بالامس هنا حاديها
واليوم تأمل ان يعانق حلمها
ياليته طيفاً غداً يأتيها
اوّآه!..ابكيه واذرف ادمعاً
ابكي المروءة كان من اهليها
وسحآئب الرحمن تسقي لحده
الروح اسلمها الى باريها
هذا سلام الله ياليث الإبآء
وعسى اللقآء بجنة عاليها[18]

قصيدة رثاء من الشعر الشعبي:

عاش حــراً في حياته ومات مرفوع الجبين
ماخضع في يوم للأعداء ولايهوى الخضوع
سطّـر التاريخ له صفحات تحفظها السنين
في الشجاعه والكرم والجود والقلب القنوع
في العزيمه صلب قاسي لا ولايمكن يلين
وفي الكرم يـدّه سخـيّـه مايعلّمها الرجوع
شهم وافي صقر ضرغام وأسد في كل حين
يعجز التعبير او يوصفه وصف بأي نوع
نوع نادر في زمانه معدنه غالي ثمين
ياقلم سجل لبو حبريش في كل الربوع
يعرفه قاصي وداني والعرب به عارفين
من بني سعد الأصاله هم أصيلين الشروع[19]

مراجع

  1. ^ أدوار التاريخ الحضرمي لمحمد بن أحمد الشاطري ص378
  2. ^ إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت ص564 للسقاف
  3. ^ إحلال السلام في حضرموت ص188 للسلطان عبدالعزيز بن صلاح القعيطي
  4. ^ حضرموت للسياسي والمؤلف البريطاني هارولد إنجرامز ص139 ص154
  5. ^ وثائق ومشجّرات نسب قديمة وحديثة لقبائل بني سعد في بلاد حضرموت والمهجر
  6. ^ تاريخ ابن حميد المسمى العدة المفيدة ج1 ص 94-143
  7. ^ كتاب نسب معد واليمن الكبير - هشام الكلبي ص 733
  8. ^ كتاب صفة جزيرة العرب ص253
  9. ^ كتاب جمهرة نسب العرب - ابن الكلبي
  10. ^ طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب ص 139
  11. ^ تاريخ حضرموت الحامد ج2 ص 620
  12. ^ تاريخ شنبل من ص63 إلى ص200
  13. ^ إحلال السلام في حضرموت ص 263 للسلطان عبدالعزيز بن صلاح القعيطي
  14. ^ النازلة -مجاعة حضرموت 1941 https://ambmacpc.com/2014/04/30/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%AD%D8%B6%D8%B1%D9%85%D9%88%D8%AA-1941/ نسخة محفوظة 2024-04-15 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ صحيفة نداء الجنوب
  16. ^ مقال: الشيخ عوض بن عبود بن ثابت السعدي - اسطورة الشجاعة الحضرمية https://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?p=815190 نسخة محفوظة 2024-09-07 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ مقال: من جرائم مليشيات تنظيم "الجبهة القومية" في شبام 1973م https://www.shabwaah-press.info/news/79452 نسخة محفوظة 2024-09-07 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ عبدالله بن نشوان
  19. ^ وليد عبدالكريم بن محفوظ السعدي
Kembali kehalaman sebelumnya