انضم إلى قوات الاستعمار البريطاني العسكرية، وبالتحديد في الكتائب الأفريقية (بالإنجليزية: King's African Rifles) التي كانت نشطة في شرق أفريقيا ذلك الوقت. بعد ذلك وصل أمين إلى رتبة لواء وتولى قيادة الجيش الأوغندي في عام 1964. قام عيدي أمين بانقلاب عسكري في يناير 1971[4]، وعزل الرئيس ميلتون أوبوتي. وكان حكم عيدي أمين معروفا بانتهاك حقوق الإنسان والقمع السياسي والتمييز العنصري، والإعدامات غير القانونية وطرد الآسيويين من أوغندا.[5] أعداد القتلى وقت حكمه غير معروفة. لكن تقديرات المراقبين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان هي أن الاعداد ما بين 100.000 إلى 500.000 قتيل.[6]
ملقب بـ«آخر ملوك اسكتلندا» وذلك لإعجابه الشديد بإسكتلندا ومحاولته الاقتداء ببروتوكولات العائلات المالكة، شابت فترة حكمه الصراعات الأهلية الشديدة بين الأعراق المختلفة بأوغندا وشهد عصره عنفاً مستمراً واغتيالاتٍ للمنافسين السياسيين، اتهم من القوى الغربية بالديكتاتورية، يقدر عدد القتلى في فترة حكمه ما بين 80 ألفاً و 500 ألف على حسب تقديرات المنظمات الغربية وتشكك منظمات أخرى بذلك في إطار التسييس «البروباجندا» ضده.[7]
قام عيدي أمين في فترة ما من فترات حكمه بما كان يعتقد أنها سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية وكان منها أن قرر إبعاد الهنود[8] الذين كانوا قد جاؤا إلى البلاد مع البريطانيين وبدؤا يؤسسون مجموعة من الأنشطة التجارية والأعمال والمشروعات المختلفة، وأصبح لديهم باع في الاقتصاد الأوغندي، أبعدهم الجنرال أمين واختار معظمهم بريطانيا كوجهة بديلة عن أوغندا والتي رحّبت بهم ومنحتهم التسهيلات في قضية أصبحت تعرف فيما بعد في بريطانيا بقضية الهنود الأوغنديين.
أُبْعِدَ إلى السعودية بعد سقوط سلطته وعاش في مدينة جدة حيث توفي هناك عام 2003.[9][10]
نشأته
لم يكتب عيدي أمين سيرته الذاتية، ولم يسمح بالكتابة عن حياته أو سرد تفاصيلها بشكل رسمي أو معلن . وهناك اختلافات فيما يتعلق بموعد ومكان ولادته. تذكر معظم مصادر السيرة الذاتية أنه ولد إمّا في شمال أوغندا ببلدة كوبوكو أو كمبالا حوالي عام 1925.[ا] تشير مصادر أخرى غير مؤكدة أنه ولد عام 1923 حتى أواخر عام 1928. ذكر ابنه حسين أن والده ولد في كمبالا في عام 1928.[14]
ذكر الفريد جويدديكو، الباحث في جامعة ماكيريري، والد عيدي أمين هو أندرياس نيابير (1889-1976) وكان والده عضو في جماعة كاكوا العرقية أعتنق الإسلام في عام 1910 بعد أن كان ينتمي للكنيسة الرومانية الكاثوليكية وغيّر اسمه إلى أمين دادا. سمّى ابنه البكر على اسمه. بعدها ترك عيدي أمين والده بسن مبكر، ونشأ مع عائلة والدته في بلدة زراعية ريفية في شمال غرب أوغندا. يقول الباحث جويدديكو أيضاً أن والدة أمين عيدي واسمها آسا آتي (1904–1970) كانت من عرقية لوغبارا وتعمل كأخصائية أعشاب تقليدية عالجت بعض الأعضاء من عائلة أوغندا الملكية الحاكمة.[15] كما وصفت بعض المصادر عيدي أمين بأنه من أصل كاكوا-نوبي مختلط. [16][ب]
التحق أمين بمدرسة إسلامية ببلدة بومبو في المنطقة الوسطى من أوغندا عام 1941 وبعد دراسته لبضع سنوات ترك المدرسة، وعمل بعدة وظائف غريبة ومتعددة قبل أن يُجَنَّدْ في الجيش من قبل ضابط بالجيش الاستعماري البريطاني.[15]
الألقاب
على مدار حياته المهنية ، اكتسب عيدي أمين وأطلق على نفسه العديد من الألقاب ، والعديد من هذه الألقاب وصفت بالمهينة:
"دادا" (Dada): هناك خلاف حول ما إذا كان هذا جزءًا من اسم عائلة عيدي أمين أو مجرد لقب. ادعى بعض الباحثين أنها نشأت ككنية لسلوك أمين "الجبان" ، حيث يمكن ترجمتها على أنها "أخت" وقد اعترض ورفض بشدة هذا التفسير من المؤيدين لعيدي أمين.[22] ذكرت عائلة أمين أن "دادا" كان مجرد اسم بديل لعرقية لوغبارا والذي يستخدم أحيانًا كاسم يطلق غلى شخص ورأى الباحث مارك ليوبولد أن هذا أكثر احتمالا من التفسير الأول.[25]
"دكتور يافا" (Dr. Jaffa):[26] حصل على هذا اللقب في المنفى بالسعودية بسبب استهلاكه اليومي للبرتقال ، خاصة بعد أن زعم انتقاله لحمية غذائية تعتمد فقط على الفواكه والمكسرات والبذور.[27][28]
مع مرور الوقت أصبح سلوك أمين غريباً ولا يمكن التنبؤ به وأكثر حدة. وقطعت المملكة المتحدة جميع العلاقات الدبلوماسية مع نظامه في عام 1977، أعلن عيدي أمين أنه هزم البريطانيين ، ومنح لنفسه وسام CBE (Conqueror of the British Empire) ومعناهُ فاتح أو غازي الإمبراطورية البريطانية.
أصبح لقبه الكامل الذي منحهُ لنفسه : "فخامة الرئيس الأبدي المشير الحاج الدكتور عيدي أمين دادا سيد جميع وحوش الأرض وأسماك البحار وفاتح الإمبراطورية البريطانية في إفريقيا بشكل عام وأوغندا بشكلٍ خاص "، بالإضافة إلى ادعائهِ المعلن رسميًا بأنه ملك إسكتلندا غير المتوّج.[29] منح درجة الدكتوراه في القانون لنفسه من جامعة ماكيريري بالإضافة إلى صليب النصر وهي ميدالية صنعت لمحاكاة صليب فيكتوريا البريطاني.[30][31] أصبح أمين موضع للشائعات مثل الاعتقاد السائد بأنه كان من آكلي لحوم البشر.[32] كما نُشر أنه تفاخر بإحتفاظهِ لرؤوس مقطوعة في الثلاجة تابعة لأعداءهِ السياسيين و قال إن اللحم البشري كان بشكل عام "مالحًا جدًا" بالنسبة لذوقه.[33]
عيدي أمين في الإعلام
أنتجت كثير من الأفلام الوثائقية عن عيدي أمين وأشهرها من عمل المخرج باربرت شرودر، وكان الفيلم بعنوان عيدي أمين يرسم نفسه (بالفرنسية: Général Idi Amin Dada: Autoportrait). أنتج سنة 1974.
^في الرابع من أغسطس عام 1972، أعطى الرئيس عيدي أمين مهلة مدتها تسعين يوما لكل الآسيويين في أوغندا، وكان معظمهم من أصول هندية، لمغادرة البلاد. وكان أمين يدعي أن الله أمره بأن يطردهم.
^Sospeter Okero، Biching'a؛ Nyandoro Obara، George؛ Kebaya، Charles (22 سبتمبر 2019). Mugubi، John؛ Ojwang'، Amos O.؛ Saxena، Monisha؛ Wesonga، Robert؛ Kiptoo، Priscah-Tarus؛ Nyongesa، Andrew؛ Sehrawat، Deepa؛ Mwangi، Evan؛ Eghagha، Hope؛ Odhiambo، Christopher (المحررون). "Representation of the Big Man Typology in The Rise and Fall of Idi Amin". Nairobi Journal of Humanities and Social Sciences. Nairobi, Kenya: Royallite Global (Royallite Publishers). ج. 3 ع. 4: 40–56. ISSN:2520-4009. مؤرشف من الأصل في 2022-04-08.
^Goline, Adam Leith (2013) The Fruit Hunters: A Story of Nature, Adventure, Commerce and Obsession New York: Scribner (ردمك 9781476704999). Quote: "Idi Amin, the tyrannical Ugandan dictator, lived his final years in Saudi Arabia as a fruitarian (his affinity for oranges earned him the nickname "Dr. Jaffa")."