المجريون أو الهنغاريون هما مصطلحات استخدمت بشكل رئيسي في سياق تاريخي (وخاصة لفترات قبل القرن العاشر ميلادي) و من قبل اللغويين. ويمكن تصنيف المجريين إلى عدة مجموعات فرعية وفقاً للخصائص اللغوية والثقافية المحلية؛ تتضمن المجموعات الفرعية ذات الهويات المتميزة.
خلال الألفية الرابعة قبل الميلاد، انقسمت الشعوب المتحدثة باللغة الأورالية والتي كانت تعيش في المناطق الجنوبية والوسطى من منطقة جبال الأورال. توزع بعضهم باتجاه الغرب والشمال الغربي وتعاملوا مع المتحدثين باللغة الإيرانية الذين كانوا ينتشرون باتجاه الشمال. على الأقل منذ عام 2000 قبل الميلاد وما بعد، أصبح المتحدثون باللغات الأوغرية مميزين عن بقية المجتمع المتحدث باللغة الأورالية، وكانت أغلبيتهم من أحفاد المجريين الذين يسكنون أقصى الجنوب. بالنظر إلى الدليل الآتي من أكوام المدافن ومواقع الاستيطان، فقد تفاعلوا مع الثقافة الأندرونوفية الهندية الإيرانية.[24]
من القرن الرابع الميلادي إلى نحو عام 830
في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، كان المجريون "شعبًا مختلطًا عرقيًا" انتقلوا من غرب جبال الأورال إلى المنطقة الواقعة بين جبال الأورال الجنوبية ونهر الفولغا والمعروفة باسم باشكيريا (باشكورتوستان) وبيرم كراي. في أوائل القرن الثامن الميلادي، انتقل بعض المجريون إلى محيط نهر الدون وهي منطقة بين أنهار الفولغا والدون وسيفيرسكي دونيتس.[25] في الوقت نفسه، ظل نسل هؤلاء المجريون، الذين مكثوا في باشكيريا، هناك حتى أواخر عام 1241م.
كان المجريون الموجودون حول نهر الدون خاضعين لخاقانية (إمبراطورية) الخزر. كان جيرانهم من حضارة السالتوف الأثرية، منهم البلغار (البلغار البدو، الأونوغور) والألانيين، الذين تعلموا منهم البستنة وقواعد تربية الماشية والزراعة. يقول التقليد أن المجريين كانوا في الأصل عبارة عن اتحاد قبلي يتكون من سبعة قبائلأوغرية هي يينو (Jenő) وكير (Kér) وكيسي (Keszi) وكورت-ديارمات (Kürt-Gyarmat) وميديير (Megyer) ونييك (Nyék) وتاريان (Tarján).
من نحو عام 830 إلى نحو عام 895
نحو عام 830، انفجرت ثورة في خاقانية الخزر. كنتيجة لذلك، انضمت ثلاثة من قبائل الكابار الخزرية[26] إلى المجريين وانتقلوا إلى ما يسميه الهنغاريون الإيتلكوز، وهي أرض بين جبال الكارباتونهر الدنيبر. واجه المجريون أول اعتداء عليهم من قِبل البجناك (البجانكة) نحو عام 854، لكن تقول مصادر أخرى أن هجوم البجناك كان السبب وراء رحيلهم إلى الإيتلكوز. كان الجيران الجدد للمجريين هم الفارانجيونوالسلافيون الشرقيون. من عام 862 وما بعد، بدأ المجريون (المشار إليهم أساسًا بالأونغري) إلى جانب حلفائهم، الكابار، سلسلة من غارات النهب من الإيلكتوز إلى حوض الكاربات، كانت في غالبها ضد الإمبراطورية الفرنجية الشرقية (ألمانيا) ومورافيا العظمى، وأيضًا ضد إمارة البالاتون وبلغاريا.[27]
الدخول إلى حوض الكاربات ابتداءً من نحو 895
في عام 895 / 896، تحت قيادة أرباد، عبر بعض المجريين جبال الكاربات ودخلوا حوض الكاربات. كانت القبيلة التي تدعى المجر هي القبيلة القائدة للتحالف الهنغاري الذي احتل وسط الحوض. في نفس الوقت (نحو عام 895)، بسبب انخراطهم في الحرب البيزنطية البلغارية 894 - 896، هوجم المجريون في إيتلكوز من قِبل بلغاريا وبعدها من قِبل أعدائهم القدماء البجناك. فاز البلغاريون بمعركة نهر بوه الجنوبي الحاسمة. من غير المؤكد فيما إذا كانت هذه النزاعات هي السبب وراء الخروج المجري من إتيلكوز أم لا.
من منطقة تيسا العلوية لحوض الكاربات، كثّف الهنغاريون غارات النهب عبر القارة الأوروبية. في عام 900، انتقلوا من المنطقة العلوية لنهر تيسا إلى ترانسدانوبيا (بانونيا)، التي أصبحت لاحقًا مركز الدولة المجرية الناشئة. في فترة الهجرة المجرية، كانت الأرض مأهولة بتعداد سكاني ضئيل من السلافيين، عددهم نحو 200,000، الذين كانوا إما مُتشبّهين بالمجريين أو مستعبدين من قِبلهم.[25]
تشير الاكتشافات الأثرية (كتلك في المدينة البولندية برزيميسل) إلى أن العديد من المجريين ظلوا إلى شمال جبال الكاربات بعد 896/895. هناك أيضًا تعداد سكاني مجري ثابت في ترانسيلفانيا، وهم السيكليسيين الذين يشكلون 40% من المجريين في رومانيا. أصل شعب السيكلي، وعلى وجه الخصوص وقت استيطانهم في ترانسلفانيا، هو موضوع جدل تاريخي.[28][29]
بعد عام 900
في عام 907، دمر الهنغاريون جيشًا بافاريًا في معركة بريسبورغ وجعلوا الأراضي التي هي اليوم ألمانياوفرنساوإيطاليا مفتوحة أمام الغارات المجرية، التي كانت سريعة ومدمرة. هزم المجريون الجيش الإمبراطوري للودفيش الطفل، ابن أرنولف من كارينثيا وآخر سليل شرعي للفرع الألماني من أسرة شارلمان، قرب أوغوسبورغ عام 910. من عام 917 إلى 925، أغار الهنغاريون على بازل وألزاس وبورغوندي وساكسونيا وبروفنس. صُدّ التوسع المجري في معركة ليشفيلد عام 955، ووُضع حد لغاراتهم على أوروبا الغربية، لكن استمرت الغارات على شبه جزيرة البلقان حتى عام 970، أقر البابا الاستيطان المجري في المنطقة حين تحول قادتهم إلى الدين المسيحي، وتُوّج القديس ستيفين الأولملكًا على المجر عام 1001. هيمنت على الفترة الممتدة بين وصول المجريين من سهول أوروبا الشرقية وتوحيد مملكة المجر عام 1001، حملات النهب عبر أوروبا، من دانيا (الدنمارك) إلى شبه الجزيرة الإيبيرية (حاليًا إسبانيا والبرتغال). بعد قبول الأمة المجرية ضمن أوروبا المسيحية تحت حكم ستيفين الأول، أصبحت المجر بمثابة حصن ضد غزوات أخرى من الشرق والجنوب، خصوصًا من قبل الأتراك لاحقاً.[30][31][32]
في ذلك الوقت، بلغ عدد أفراد الأمة المجرية نحو 400,000 شخص.
الفترة الحديثة الأولى حتى الحاضر
أُجريت القياسات الدقيقة الأولى للتعداد السكاني لمملكة المجر بما فيها من تركيبات اثنية عام 1850 – 1851. هناك جدال بين المؤرخين المجريين وغير المجريين (خصوصًا السلوفاكيين والرومانيين) حول التغييرات المحتملة في البنية الاثنية للمنطقة عبر التاريخ. يدعم بعض المؤرخون النظرية التي تقول إن نسبة المجريين في حوض الكاربات كانت ثابتة تقريبًا 80% خلال العصور الوسطى. بالكاد بلغ عدد غير المجريين 20% إلى 25% من تعداد السكان الكلي. لم يبدأ التعداد السكاني المجري بالتناقص إلا عند الغزو العثماني، إذ انخفض إلى أقل من 39% تقريبًا بنهاية القرن الثامن عشر. تراجع عدد المجريين بسبب الحروب المستمرة والغارات العثمانية والمجاعات والأوبئة خلال الحكم العثماني الذي استمر لمئة وخمسين عامًا. كانت مناطق الحرب الرئيسية هي الأراضي المأهولة من قِبل المجريين، لذا استنفذهم عدد الوفيات بمعدل أعلى بكثير من الأمم الأخرى. في القرن الثامن عشر، انخفضت نسبتهم أكثر بسبب توافد مستوطنين جدد من أوروبا، خصوصًا السلوفاكيين والصرب والألمان. كنتيجة للاحتلال التركي وسياسات هابسبرغ الاستعمارية، شهدت البلاد تغييرًا كبيرًا في البنية الاثنية إذ تضاعف عدد سكانها أكثر من ثلاث مرات ووصل إلى 8 مليون بين عام 1720 وعام 1787، بينما كان 39% فقط من شعبها مجريًا، وعاش بشكل أساسي في وسط البلاد.[33]
يجادل مؤرخون آخرون، سلوفاكيونن ورومانيون تحديدًا، بأن التغير الجذري في البنية الاثنية المفترضة من قِبل المؤرخين المجريين لم يحدث في الواقع. يقول المؤرخون أن المجريين مثلوا نحو 30 – 40% فقط من التعداد السكاني للمملكة منذ تأسيسها. هناك نقاش حاد بين المؤرخين المجريين والرومانيين حول التركيب الإثني لترانسلفانيا خلال هذه الأوقات.
في القرن التاسع عشر، زادت نسبة المجريين في مملكة المجر بشكل تدريجي، إذ بلغت 50% بحلول عام 1900 بسبب تزايد النمو السكاني الطبيعي وحصول عملية اكتساب واستيعاب ثقافي مجري. بين عام 1787 وعام 1910 ازداد تعداد الاثنية المجرية من 2.3 مليون إلى 10.2 مليون، وترافقت هذه الزيادة مع إعادة توطين السهل المجري الكبير وفويفودينا بشكل أساسي من المستوطنين المجريين الروم الكاثوليك من المقاطعات الشمالية والغربية من مملكة المجر. في عام 1715 (بعد الاحتلال العثماني)، كان السهل الجنوبي الكبير غير مأهول تقريبًا لكن يملك اليوم 1.3 مليون ساكن، كلهم مجريون تقريبًا.[34]
كان الاستيعاب الثقافي التلقائي عاملًا مهمًا، خصوصًا بين الأقليات الألمانية واليهودية ومواطني المدن الكبيرة. في المقابل، غادر نحو 1.5 مليون شخص (حوالي ثلثين من غير المجريين) مملكة المجر بين 1890 و1910 هربًا من الفقر.[35]
مصادر
^Though the number is based on the recent 2011 census data, it is a lower estimate, as both in Hungary and in Slovakia census participants had the option to opt out and not declare their ethnicity, hence about 2 million people decided to do so.[1]نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
^This number is a lower estimate, as 1.44 million people opted out declaring ethnicity in 2011.
^Discrimination in the EU in 2012(PDF). يوروباروميتر (Report). 383. المفوضية الأوروبية. نوفمبر 2012. ص. 233. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2 ديسمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 14 أغسطس 2013. The question asked was "Do you consider yourself to be...?" With a card showing: Catholic, Orthodox, Protestant, Other Christian, Jewish, Muslim, Sikh, Buddhist, Hindu, Atheist, and Non-believer/Agnostic. Space was given for Other (SPONTANEOUS) and DK. Jewish, Sikh, Buddhist, Hindu did not reach the 1% threshold.
^ اب"Early History". A Country Study: Hungary. Federal Research Division, مكتبة الكونغرس. مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2004. اطلع عليه بتاريخ 6 مارس 2009.