سافر محمود بيومي إلى إنجلترا لدراسة الطب، وهناك حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية وشارك ـ كجراح مدني متعاقد ـ في علاج مصابي الحرب العالمية الأولى في أحد المستشفيات العسكرية بمدينة كارديف (Welsh Metropolitan War Hospital)، حيث عمل ـ مع جراح مدني برتغالي ـ مساعدًا لاثنين من الجراحين البريطانيين، وكان مسؤولًا عن جناحين بالمستشفى سعة الواحد منهما خمسون مريضًا. وقد وصفه لاحقًا جراح العظام الأمريكي وينيت أور (1877 ـ 1956) ـ الذي عمل سنة 1917 في ذات المستشفى العسكري ـ بالتميز في عمله،[2]
لم يكن هذا هو إنجازه الوحيد في سنة 1938، التي شهدت وفاته، إذ انتخبته مجلس كلية الجراحين الملكية بإنجلترا زميلًا دون امتحان في جلسته التي عُقدت يوم في 7 أبريل 1938، وذلك بعد أن أمضى أكثر من عشرين عامًا عضوًا بالكلية.[4]
أسرته
في أكتوبر 1915 تزوج بيومي في لندن من سيدة اسكتلندية هي هيلين مكاي (بالإنجليزية: Helen Mackay)،[1] كان قد عرفها أثناء دراسته في إنجلترا،[5][6] وقد غيرت هيلين اسمها لاحقًا إلى هدى،[1] وعملت ـ عقب وفاته ـ مشرفة على طالبات كلية الطب، اللاتي كن يعرفنها باسم «مسز بيومي». أنجب بيومي منها ابناءه حسن وعمر ورمزي. درس حسن الطب كأبيه واستكمل دراسته العليا بإنجلترا ثم استقر بها، والتحق رمزي ـ الذي كان يصغر حسن بنحو عشر سنوات[7] ـ بكلية الطب لثلاث سنوات ثم حول مساره إلى كلية التجارة، ثم صار ممثلًا سينمائيًا وعُرف باسمه الفني «أحمد رمزي»،[5] أما عمر فقد توفي طفلًا.
وفاته
استطاع بيومي أن يدخر من عمله بالطب ثروة طائلة ـ بمقاييس تلك الأيام ـ وصلت إلى 60 ألف جنيه، لكنه ضارب بهذا المبلغ في البورصة إبان الأزمة الاقتصادية في الثلاثينيات، حتى وصل رصيده إلى 250 ألف جنيه، غير أن الأسهم هبطت هبوطًا حادًا فأفلس تمامًا، ومات من جراء سكتة قلبية سنة 1938، وكان رصيده في البنك لا يزيد على جنيهين.[5]
بعد وفاته، وصفه جراح العظام الإنجليزي أرنولد هنري ـ الذي كان أستاذًا للجراحة الإكلينيكية بالجامعة المصرية وشارك بيومي نشر بحث في المجلة البريطانية للجراحة سنة 1934 ـ بأنه «تلميذ مخلص للسير روبرت جونز، ورائد من رواد التفكير السليم في مجال جراحة العظام في مصر».[8]