مستخدم:Samermusharbash/ملعبد. اميل حداد اول عازف على آلة القانون الموسيقية في الاردن حياتهإميل يوسف صالح حداد من مواليد بيسان عام 1946م، ظهر حبه وميوله لتعلم الموسيقى منذ الصغر، فقد كان يصنع لنفسه من (جالون الزيت وعصا وبعض الخيوط والأسلاك) آلة موسيقية شبيهة بآلة العود ليعزف عليها، وأول آلة عود حقيقية عزف عليها كان العود الذي حصل عليه شقيقه فيليب (فريد) من ممرضة اسمها (أميرة) كانت تعمل في مستشفى الأميرة بسمة في مدينة إربد وكانت تعشق الفن كمعظم الناس في الخمسينيات، ، لكن أخاه لم يكن يرغب في تعلم العزف لعدم وجود الوقت الكافي، ما أتاح المجال أمام إميل للانفراد بالتدرب على هذه الآلة، كان ذلك في عام1957، وبعد فترة ليست بالطويلة أتقن إميل العزف على آلة العود، وكانت أول أغنية يعزفها (طيارة يمه بتدور فوق حارتنا) من ألحان الفنان توفيق النمري، وبعد إتقانه العزف على هذه الآلة أصبح يطلب في كثير من الحفلات والمناسبات الخاصة والعامة في مدينة إربد، ومن خلال هذه الحفلات تعرف إلى العديد من العازفين المعروفين في مدينة إربد في تلك الحقبة أمثال: المرحوم منير عكاوي و يونس الخطيب (رفيق الصبا وصديقه، وفيما بعد أصبح زميله في الإذاعة) وحلاق إربد الشهير فتحي الطشلي الذي جعل من صالونه وسط البلد استوديو مصغرا للعزف والتدريب المجاني للزبائن، وشقيقه عازف الناي زهدي الطشلي، والمرحومين عدنان زعبلاوي، وذياب الخطيب ابو حمدو، كما تعرَّف إلى المرحوم ألفرد سماوي الذي كان أشهر وأمهر عازف للعود في مدينة إربد آنذاك.وبالرغم من تلك المرحلة المبكرة من حياة إميل حداد، فقد كان يعطي بعض أصدقائه دروسا على آلة العود ومنهم: عبد المنعم جرار، وناجي الزعبي، والمرحوم خالد الطوباسي، ومحمد خير سريحين من الرمثا والشهير بـ (الاشتح) وغيرهم. سافر إميل إلى القاهرة عام 1963م، قاصداً المعهد العالي للموسيقى.وكان وقتها في السابعة عشرة من عمره، فدرس الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى العربية على يد كبار الموسيقيين في القاهرة، حيث درس آلة القانون على يد أستاذ القانون في المعهد لويس ناشد، ودرس النظريات الشرقية على يد أمين فهمي عازف القانون، بالإضافة إلى تلقيه بعض الدروس التطبيقية على يد العازف الكبير محمد عبده صالح، والمايستروأحمد فؤاد حسن. تعرف إميل إلى المطرب عبد الحليم حافظ أثناء دراسته في المعهد العالي للموسيقى العربية عن طريق شقيقه (إسماعيل شبانه) أستاذ إميل في المعهد والذي كان يشجعه، بل ويعرفه على الموسيقيين ويقول لهم (ده أول أردني يدرس مزيكه شرقي وقانون)، وقد دعاه في إحدى المرات (بعد إلحاح من إميل) إلى بيت عبد الحليم حافظ المطل على نهر النيل، حيث رافقه في العزف على آلة القانون في تلك الامسية التي لا ينساها، بعدد من أغانيه التي كانت قد ظهرت قبل وقت قريب من ذلك الزمان، فكان عبد الحليم يشجعه بالكلمات الطيبة ودعاه لزيارته عدة مرات. اعمالهأول لحن أذيع لإميل كان من إذاعة فلسطين في القاهرة عام (1966) إثناء دراسته في المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة أغنية وطنية غنتها الطفلة (في ذلك الوقت) صفاء أبو السعود التي أصبحت فيما بعد من أشهر الفنانات العربيات، حيث كان عمرها آنذاك لا يزيد على الأربعة عشر عاما ، ومن كلمات تلك الاغنية: توت توت توت توت فوت ياقطار العودة فوت وصَّلني لحيفا وعكا وانا عارفة وحدي السكة بدِّي ارجع وارقص دبكة بكروم العنب والتوت عاد إميل إلى الأردن وعمل في الإذاعة الأردنية كعازف على آلة القانون ما بين عامي (1967- 1971م)، وكان يعتبر هذه الفترة من أجمل أيام حياته لأنه كان محل تقدير واحترام بين جميع زملائه الذين عمل معهم، كونه أول موسيقي أردني يحصل على شهادة في تخصص الموسيقى العربية، ,وأول أردني يعزف على آلة القانون، وفي تلك الفترة لحَّن الكثير من الأغاني لأشهر الفنانين الأردنيين أمثال: إسماعيل خضر، و سهام الصفدي، وجميل النمري, صبري محمود، وغيرهم. كما فازت اغنية المطربة سميرة العسلي (كتبنا اسمك) من كلمات توفيق الفارس والحان إميل حداد، في ذات المهرجان، بجائزة تصويت الجمهور. وقد حصل إميل حداد عام (2001) على المرتبة الثانية في مهرجان الأغنية العربية في تونس الذي أقامه اتحاد إذاعات الدول العربية بمشاركة أحدى عشرة دولة عربية،عن أغنية (احتراق) للشاعر (عمر أبوسالم) بصوت الفنان الأردني ناصر عقل، أما المركز الأول فكان حينها من نصيب المطرب التونسي لطفي بشناق. إلى جانب عمله في الإذاعة الأردنية، عمل إميل حداد محاضرا في جامعة اليرموك في مدينة إربد كمحاضر غير متفرغ لآلة القانون والعود خلال الفترة (1985 م- 2006م)، وتخرج على يديه خلالها عدة من الطلبة المتميزين ومنهم: د. وائل حداد، ود.أيمن تيسير، ونسيم ملكاوي، ورائدة علوان، ورلى جرادات، ومنال مساعدة، وجوني حداد. في عام 1987م التحق إميل للعمل في المعهد الوطني للموسيقى الذي أنشئ في عمان سنة 1986
أسهم إميل حداد خلال تدريسه في المعهد الوطني للموسيقى منذ عام 1987 وحتى هذا الوقت، بتخريج العديد من الموسيقيين الموهوبين الذين أسهموا إسهامًا فعالاً في تطوير الحركة الموسيقة الأردنية ونشرها، نذكر منهم: صلاح مرقة، أسامة خوري، عبد الحليم الخطيب، ظافر يونس، طارق البشير، نور اليونس وغيرهم. في عام 1991 أصبح إميل حداد رئيسا لقسم الموسيقى وقائدا للفرقة الموسيقية في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في الأردن، وفي عام 1995، قام بتشكيل أكبر فرقة موسيقية في تاريخ مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني، فقد وصل عدد أفراد الفرقة الموسيقية آنذاك إلى ما يزيد على سبعين عازفا، منهم أكثر من ثلاثين عازفا من الحاصلين على درجة البكالوريوس في الموسيقى، في وقت كان فيه القليل من الأردنيين يحصلون على شهادات جامعية في الموسيقى العربية، ومن هنا يعود الفضل إلى جهود إميل حداد في تكوين هذه الفرقة التي ظل قائدا لها وعازفا فيها على آلة القانون في معظم الأحيان. حصل إميل حداد على جائزة الدولة التقديرية في حقل الموسيقى في (مجال التلحين) عام 2011 م، وهي أرفع جائزة تمنحها وزارة الثقافة الأردنية. |