مستخدم:ذو سواد ملكي مكروبي بنطي/محمد عبد الله الصومالي
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي. نسبه و نشأتهالشيخ المحدِّث محمد بن عبد الله بن أحمد الصُّومالي ينتسب إلى امادن بطن من بطون قبيلة اجادين احدى قبائل بني دارود و يمتد نسبه إلى (امادن بن "الـ أوجاس" خَلَف بن حَسَن بن خَلَف بن يو̃سُف بن محاد بن عَبدُللَه بن محاد بن موسى بن مَحَمِد بن باهَليِ بن سعيد بن موسى بن يو̃سُف بن تقال واق بن كان تِ بن مييير وَلال بن بَر واق بن عَبدالرَحمن "أجادين" بن اب سَمِ بن كو̃مَدِ بن مَحَمِد "كَبلَلَح" بن دارود "داود" بن "الشيخ الفقيه العلامة الشريف جمال الدين أبي المعروف" إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن عبدالله بن إسماعيل ابن علي بن عبدالله بن محمد بن حامد بن عبدالله بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن الصحابي الجليل عقيل بن أبي طالب - رضي الله عنه -. الصومالي . الدارودي . الجبرتي . الزبيدي . الشافعي . العقيلي . الهاشمي . القرشي . القبيلة التي تقطن في الصومال الغربي المحتل من قبل الحبشة. [1] [2] [3] ولد الشيخ محمد بن عبد الله الصومالي في بداية القرن التاسع عشر الميلادي -في العاشر، أو قريبًا منه-؛ لأن الشيخ قد رأى المجاهِد الثائر الصومالي المعروف بـ سيد محمد بن عبد الله حسن وهو يعقل، وقد توفي السيد محمد في (1919م). طلب العلم من صغره -وهو في السابعة، أو في الثامنة من عمره- ، وبدأ حفظ القرآن، وقرأ على الشيخ حسن. شيوخهشيوخه هم
رحلته للعلمطلب العلم من صغره -وهو في السابعة، أو في الثامنة من عمره-، وبدأ حفظ القرآن، وقرأ على الشيخ حسن، ثم قرأ كتاب "سفينة النجاة" في فقه الشافعي على الشيخ عبد الرحمن عول، ثم قرأ على الشيخ حاج علي تمعسي في "المنهاج" في فقه الشافعي، ثم قرأ بعده على الشيخ محمد نور حرسي في النحو "متن الآجرومية"، ثم "شرحها" للعشماوي، ثم "ملحة الإعراب"، ثم "لامية الأفعال" في الصرف والمنهاج. وبعد أن أتم الشيخ الدراسة على علماء بلده آثر الرحلة في طلب العلم اقتداءً بسلفهِ الصالح، وكانت رحلته الأولى إلى منطقة (جكجكا) ومنطقة (فافن) في مسيرة عشرة أيام من بلده، وكان آنذاك في العشرين من عمره، ودرس "نظم العمريطي" على الشيخ محمد معلم حسين، ودرس "لامية الأفعال" و"ملحة الإعراب" على الشيخ عبد النور، و"قطر الندى" و"ألفية ابن مالك" على الشيخ أروبو، ثم قرأ علم البيان على الشيخ علي جوهر، ثم قرأ علم البيان على الشيخ حسن ابن الشيخ حسن، ودامت رحلته تلك حوالي عامين. وأثناء رحلته؛ مرض الشيخ مرضًا شديدًا بسبب اختلاف الأغذية بين بلدته والمناطق الاخرى ، ومرَّضته عمتُه، و عندما تماثل للشفاء عزم على الرحلة، وأعطته عمتُه ثورًا؛ فباعه وواصل رحلته إلى جيبوتي؛ فقرأ على الشيخ علي جوهر كتاب "سفينة النجاة" ولم يكمله، ولم تَطل إقامته أكثر من شهرين، فركب البحر صوب اليمن، فلعب بهم الموج حتى يئسوا من الحياة حتى حلف الشيخ ألا يركب البحر، فوصلوا إلى (زبيد) في اليمن، فمكثوا فيها ثلاثة أشهر، فقرأ فيها كتاب "السفينة" في فقه الشافعية، ثم سافر إلى بلاد (قطيع) فجلسوا هناك شهرًا يستمعون "المنهاج" في فقه الشافعية عند الشيخ يحيى مفتي بلاد (قطيع)، ثم انتقلوا إلى صنعاء؛ فكانت دراستهم في العلوم العربية؛ فقرؤوا "قواعد الإعراب" و"قطر الندى" و"الجوهر المكنون"، و""الألفية"، و"الأشموني"، ورفضوا مذهبهم (الزيدي)، وقالوا لهم: نحن شافعيون، فلم يلزموهم بقراءة مذهبهم، ثم نصحه أحد المشائخ -وهو الأستاذ يحيى العيسى- بقراءة علم الحديث. فبدأ الشيخ محمد حفظ "بلوغ المرام" وحفظ منه خمسمائة حديثًا، ثم بدأ بقراءة كتاب "سبل السلام" على أحد المشائخ المشهورين، وكان من شيوخه في العربية في اليمن الشيخ لطفي والشيخ علي فضة، والشيخ الكبسي. ثم أراد الشيخ الرحلة إلى أرض مصر لطلب العلم، ولكن جاءت الحرب العالمية الثانية، فأقفلت الطرق البحرية. ثم قابل الشيخ محمد رجلاً جاء من مكة فسأله عن مكة المكرمة فأجاب هذا الرجل بقول: (يا محمد! إن في مكة مدرسة يدرس فيها الحديث تسمى "دار الحديث")؛ فأعجبه ذلك؛ فسافر من صنعاء في آخر عام (1359هـ) مع الحُجاج، وقد أوصى الإمامُ يحيى حميد الدين أميرَ الحج به، فأعطاه راحلة، فكانت الرحلة شهرًا من صنعاء إلى مكة، فوصل إلى مكة عام (1360هـ)، وسجل في دار الحديث. وفي دار الحديث قابل الشيخ محمد حامد الفقي الشيخ محمد عبد الله، وسأله: من أين أتيتَ يا محمد؟ فقال: أتيتُ من الصومال لطلب الحديث الشريف. فتأثر كثيرًا، وقال: الخرافيون وأصحاب الطرق يأكلون ويشبعون وطلبة الحديث لا يجدون شيئًا!! فأتى به إلى التكية المصرية وكان متوليها من الأشراف، فقال: (هذا يطلب حديث جدك)؛ فقرر له كل يوم رغيفين كبيرين من الخبز الأبيض (الفينو). واصل الشيخ طلب العلم في "الحرم" وفي "دار الحديث"؛ فقرأ على الشيخ عبد الرزاق حمزة المصري، والشيخ أبي السمح -إمام الحرم-، والشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان -مدرس التوحيد والحديث في المسجد الحرام-، والشيخ أبي سعيد الباكستاني، والشيخ محمد سلطان المعصومي، والشيخ أبي محمد عبد الحق الهاشمي، وعلى الشيخ ابن مانع، وكان من أخص شيوخه: الشيخ عبد الرزاق حمزة؛ فدرس عليه الأمهات الستة، و"تفسير ابن كثير"، و"البداية والنهاية"، ولكن لم يكمل، وكان الشيخ عبد الرزاق حمزة عندما رأى حرص الشيخ في طلب العلم كان يحترمه ويحبه أكثر من أولاده. وكانت طريقة الشيخ عبد الرزاق في تدريسه للحديث: أنه كان يقرأ السند، ثم يسأل طلابه عن اسم الراوي وكنيته ولقبه، فإذا لم يعرف؛ بحثوا عنه في الكتب. وبعد عامين من دراسته في "دار الحديث" عيِّن مدرسًا في تدريس اللغة العربية ومواصلًا الطلب في الحديث، وقد تخرج الشيخ من دار الحديث عام (1965م)، ونال الإجازة العالية ودرجة مجتهد في العلوم المقرَّرة، ثم عُين مدرسًا في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وتتلمذ على يديه عددٌ من طلبة العلم. ثم عين مدرسًا في الحرم المكي حتى عام (1406هـ) عندما انكسرت رجله، ولكن بقي معينًا كمدرس، وسمح له بالتدريس في بيته، وكان يدرس في بيتِه إلى حين وفاتِه.
زهده و ورعهكان الشيخ زاهدًا ورعًا متعففًا، لم يكن يعلم من الدنيا شيئًا، وترك الدنيا بعد أن أقبلت عليه، ومن الأمثلة: أنه كان يسكن في غرفة واحدة، وعندما قيل له: ألا نطلب لك غرفة أخرى؟! قال: أتريدون أن يُقال الشيخ محمد طماع ! القائد اللذي تمكن وقواته من صد هجوم الامبراطورية اللتي لا تغيب عنها الشمس الإمبراطورية البريطانية أربع مرات متتالية وأجبرها على الانسحاب نحو الساحل [4] و الإمبراطورية الإثيوبية و إيطاليا، قائد الثورة الصومالية ضد المستعمرين، قائد دولة الدراويش المشاركة في الحرب العالمية الأولى كقوة مستقلة الشهيد المجاهد السيد محمد بن عبدالله حسن و الشيخ يلتقيان في قبيلة اجادين و مع ذلك لم يسمع عن الشيخ تفاخره بذلك. عندما كسرت رجله وعجز عن الذهاب للتدريس في الحرم؛ رفض أن يأخذ المكافأة التي كان يأخذها، فقال له الشيخ محمد بن عبد الله السبيل -رئيس شؤون الحرمين-حفظه الله-: "إن هذا المال يأخذه البَر والفاجر، وأنت أحق به، فمن جاءك؛ فدرِّسه في بيتك". ومما ذكر عنه ايضا انه كان يكره المدح.[5]
تلاميذهدرس على الشيخ عدد لا يحصى - سواءً كان ذلك في الدار، أو في الحرم المكي، أو في الجامعة الإسلامية-. وكان يواظب على حلقاته العلمية ويحضرها نخبة من العلماء الأفاضل؛ مثل:
و وصفه ايضا بـ: "أعلم الناس بعلم الحديث في منطقة الحجاز ".
اللذين اخذوا منه الإجازةهم خلق كثير ومن أشهرهم:
إنجازاتهكان للشيخ محمد عبدالله الصومالي إنجاز عظيم في وضع قواعد مهمة لمعرفة أسماء رجال البخاري رحمه الله المذكورين قي كتابه الجامع الصحيح. أحد طلابه وهو فهد بن علي الكشي اللذي ألف كتابا يوثق تلك القواعد ذكر في مقدمة الكتاب : فهذه قواعد مهمة في معرفة أسماء رجال الحديث المذكورين في جامع الإمام-البخاري رحمه الله وذلك من حيث اشتباه الأسماء بعضها ببعض سواء كان الشبه في الكنية أو النسب أو في الإسم نفسه.فهذه القواعد تجعل الطالب على معرفة تامة لما اشتبه من الأسماء, هذا وقد كتبتها من خلال دراستي على الشيخ محمد بن عبدالله الصومالي حفظه الله وأطال الله في عمره على طاعته وفي خدمة نشر العلم بين أهله. هذا وبعد كتابتي هذه القواعد قرأتها غلى فضيلة الشيخ محمد الصومالي حتى يقر ما كان بها من صحيح, ويزيل منها ما كان مني عن خطأ صريح. فهذه القواعد لا يتمكن الإنسان إلى معرفتها من بين بطون الكتب ولكن تناقلها العلماء بعضهم عن بعض ولشيخنا في خدمة الحديث ما يقارب أربعين سنة قضاها في التدريس ونشر العلم, وهذه القواعد لا يتحصل عليها إلا من كان له نفس طويل في التدريس والممارسة. هذا ونسأل الله أن يعيننا على معرفة نقلة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نعرف الحديث وصحة رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإني أكتب هذه الورقات في زمن ابتعد طلاب العلم فيه عن معرفة نقلة أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم ,فأخذوا يصولون ويجولون في بث الأحاديث الضعيفة ونشرها من دون معرفة أسانيدها والكشف عن ناقليها بل فضلا عن طلاب العلم العلماء, فأخذوا يسردون الأحاديث في كتبهم وفي حلق مجالسهم وينسبونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو برئ منها؛ فلذلك لاغرابة في هذا الزمن من أن نكتب هذه القواعد في معرفة حملة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومن مارس دراسة الصحيحين عرف عظم قدر هذه القواعد. هذا وأسأل الله أن يجزى شيخنا خير الجزاء أن يجمعنا به في دار كرامته فوالله لولا معرفتي به من عدم حبه المدح لقلت فيه ما شاء الله أن أقول. [7] بداية مرض موته و وفاتهكانت بداية مرضه الأخير في بداية شهر شعبان؛ فشعر بثقل كبير، وفي يوم السبت دعا الله كثيرًا، ومن دعائه: "اللهم! أحيني إن كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إن كانت الوفاة خيرًا لي". عبدالله بن عباس الظاهري كان برفقة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي في زيارته للمحدث الشيخ المحدث محمد بن عبدالله الصومالي وكان معهم كل من الشيخ خالد الظفيري و هاني الحارثي . وكانت زيارة الشيخ ربيع له قريباً - من منتصف رجب- لعام عشرين وأربعمائة وألف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم . بمنزلة بمكة بحي محبس الجن الذي هو بالقرب من مسجد الإمام ابن باز -رحمه الله- بالششة. فعندما دخل الشيخ ربيع على الشيخ محمد بن عبدالله وسلم عليه وكان وقتها طريح الفراش فلما أبصر شيخنا ربيعاً أراد أن يقوم من مكانه فما استطاع لمرضه. فدنا منه الشيخ ربيع وقال له: أتعرفني؟! فقال الشيخ محمد : كيف؟! ربيع أهل السنة ! ربيع أهل السنة! ربيع أهل السنة! ثم بعد إن أطمأن الشيخ ربيع على صحته استأذنه في الذهاب. وبعدها بثلاثة أيام – تقريباً- كتب الشيخ محمد بن عبدالله الصومالي للشيخ ربيع الإجازة بمروياته عن شيخيه : 1-الشيخ العلامة سليمان بن عبدالرحمن بن محمد حمدان المتوفى سنة 1397هـ وهو صاحب كتاب الدر النضيد في شرح كتاب التوحيد والمدرس بالمسجد الحرام. 2-الشيخ أبي محمد عبدالحق الهاشمي العمري – المدرس بالمسجد الحرام. وكذلك أجاز الشيخ محمد بن عبد الله الإخوة المرافقين لشيخنا ربيع – حفظه الله-
وتوفي الشيخ محمد ليلة الأحد 3 رمضان (1420هـ)، و صلي عليه ليلة الاثنين بالمسجد الحرام بعد العشاء، ودفن بمقبرة العدل بجوار أخيه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمهما الله رحمةً واسعة-.
المصادر"مجلة الأصالة"، السنة الخامسة، العدد السابع والعشرون، ص 79-82 المراجع |