يعتبر الشريف ناصر بن جميل، صاحب حضور لافت في الأحداث التي شهدها الأردن الحديث خاصة منذ أربعينيات القرن الماضي، فقد ساهم في بناء الأردن وخدمة قيادته بكل أمانة وإخلاص، وهو من بناة الجيش الأردني، ومن رواد الحركة الرياضية الأردنية، وكانت له إسهامات في عدد من المؤسسات والميادين، كما كان متواضعاً، يتصف بالنبل ومكارم الأخلاق، مقرب من الضباط والجنود، وقريب من الناس البسطاء.[2]
حياته
طفولته وتعليمه
ولد الشريف ناصر بن جميل في السابع من أغسطس عام 1927 في مدينة عمان، التحق بمدرسة الفرير في القدس حيث درس فيها المرحلة الابتدائية، ثم انتقل إلى بغداد ، حيث التحق هناك بالمدارس الأعظمية، ودرس فيها المرحلة الثانوية، وكانت بغداد من الحواضر العربية الناشطة في مختلف الميادين السياسية والثقافية والاجتماعية، وقد أخذ الشريف ناصر بن جميل الكثير من هذه المصادر الثقافية.[2] عندما أنهى دراسته في بغداد، سافر إلى بريطانيا والتحق بكلية ساند هيرست العسكرية، وكان طالباً مجتهداً، وتلميذاً عسكرياً ذكياً.
الخدمة العسكرية
بعد التخرج عاد إلى الأردن، والتحق بالجيش العربي – القوات المسلحة الأردنية – عام 1951 برتبة ملازم، تنقل بين قطاعات الجيش المختلفة، وتميز بسرعة تلقيه الخبرات العسكرية، وبعمله المتواصل على نقل معارفه إلى زملائه الجنود والضباط، مما قربه من الجميع.[2]
تولّى عدداً من المناصب والمهام في الجيش العربي والحرس الملكي، عُيّن بمنصب نائب قائد الجيش الأردني، ثم أصبح قائداً للجيش الأردني عام 1969، وكانت له بصماته الخاصة على القوات المسلحة الأردنية، التي عمل على تطويرها، والمساهمة في تحديث قطاعاتها. حيث كان قد تسلم هذا المنصب في فترة صعبة من مراحل الصراع العربي الإسرائيلي، والتي شهدت ضغوطاً إقليمية ودولية على الأردن.[1]
النشاطات الرياضية
أولى الشريف ناصر بن جميل الحركة الرياضية الأردنية عناية خاصة، فعندما كان وزيراً للداخلية أصدر قراراً بالموافقة على ترخيص نادي الحسين إربد، كما شارك في تأسيس نادي البولو، الذي كان له إنجازات إقليمية وعالمية، ونظراً لجهوده الملحوظة في مجال دعم الرياضة والشباب، تم تعيينه رئيساً للجنة الأولمبية الأردنية، فساهم بشكل واسع في تنشيط الرياضة، ودعم الفرق الرياضية والمنتخبات الوطنية الأولمبية من أجل تمكينها من التقدم وتحقيق المنجزات عربياً وعالمياً، فخطت الرياضة خطوات واسعة في مختلف الميادين.[2]
كما تسلم رئاسة النادي الفيصلي، وتمكن من تحقيق نقلة نوعية في مسيرة النادي، وأعاده للإنجازات بعد غياب عن التتويج دام خمسة عشر عاماً، حيث سيطر النادي على لقب الدوري الأردني خلال الفترة 1959 – 1974، فكان بهذا الرقم القياسي الثالث بين أندية العالم، وقد حقق النادي في عهده إنجازات عربية مهمة، فتعادل 1/1 مع الزمالك بطل مصر في عمان عام 1969. وبقي رئيساً للنادي الفيصلي حتى أسندت إليه مهمة قيادة الجيش الأردني.[3]
حياته الشخصية
نسبه
يعود نسب الشريف ناصر بن جميل إلى آل البيت ، فهو ناصر بن جميل بن ناصر بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون، ويمتد نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب.[2]
ووالدته هي وجدان هانم بنت شاكر باشا القبرصي والي مقاطعة أزمير، أما شاكر باشا فكان شقيق الصدر الأعظم كميل باشا وشقيق صادق باشا قائد الأسطول البحري العثماني.[3]