الورم الحُبيبي المُقيّح[1] (بالإنجليزية: pyogenic granuloma) أو الورم العنقودي (بالإنجليزية: botryomycoma)، يُعرف أيضًا «بالورم الوعائي المُتفجّر»، و«النسيج الحبيبي-ورم وعائيّ النوع»، و«الورم الحُبيبي الحملي»، و«الورم الشعري المُفصص»، و«الورم الحَملي»، و«ورم الحمل»[2][3]). وهو آفة وعائيّة تحدث في المخاطية والجلد، وتظهر كفرط نمو في النسيج نتيجة التهيّج أو رضّ فيزيائي أو عوامل هرمونيّة.[4][5] وغالبًا ما يشمل هذا المرض اللثّة، والجلد، والحاجز الأنفي وأيضًا قد يوجد بعيدًا عن منطقة الرأس، مثل منطقة الفخذ.[6]
الأعراض والعلامات
العرض السريري
يظهر الورم الحُبيبي المُقيّح عادةً بلون متراوح بين الوردي والأحمر إلى البنفسجي أحيانًا، ويمكن أن يكون مُفصص أو مُسطّح، وتميل الآفات الأصغر أكثر لتبدو حمراء؛ بسبب العدد الكبير للأوعية الدمويّة، بينما تكون قابلية الآفات الأقدم من هذا المرض أكبر للتغيّر إلى اللون الوردي. ويتراوح الحجم بين عدّة ميليميترات إلى عدّة سينتيمترات، وهذا لا يعني أنّ الورم الحُبيبي المُقيِّح لا يمكن أن يكون أكبر، ولكن الأكثر شيوعا أن نرى الآفة بهذه القياسات. وممكن أن تكون الآفّة مؤلمة، وبشكلِ خاص عند وجودها في منطقة من الجسم بحيث تكون هذه المنطقة مضطربة دائما «غير مستقرّة». وباستطاعة الورم الحُبيبي المُقيّح النمو بسرعة، وغالبا ما ينزف بإسراف عن طريق رضّ صغير أو حتّى بدونه. وقد تتضمن بعض الحالات الورم «نضح» لمادّة زيتيّة القوام، تسبب جعل سطح الآفّة رطبا، ويحدث ذلك بشكل خاص عندما يتواجد الورم على فروة الرأس.
قد تحدث هذه الآفّة في أيّ عمر، وهناك اختلاف جنسي مُحَدّد للمرض، حيث أنّ الإناث أكثر تأثرا من الذكور. ويمكن أن تظهر الآفّة عند المرأة الحامل في الثلث الأوّل من الحمل حتّى الشهر السابع مع زيادة الوارد الدموي إلى منطقة تشكّل الآفة، وغالبا ما تُشاهَد على الحاجز الأنفي الأمامي كمصدر مألوف للنزف الأنفي، بينما الأورام اللثويّة بشكلها الحُبيبي المُقيّح هي نوع من الورم العنقودي يتشكّل فقط على اللثّة. وغالباً ما تُشاهد مُتشكّلةً في الجيب الحديث الناتج عن عملية خلع الأسنان. ويظهر الورم الحُبيبي المُقيّح على اللثّة بنسبة تصل إلى 75% من الحالات، غالبا في الفك العلوي أكثر من الفك السفلي، والمناطق الأماميّة أكثر تأثراً من المناطق الخلفيّة. ويمكن أن يتواجد هذا المرض على الشفاه، واللسان، وباطن الخدّ. وغالبا ما يؤهب سوء العناية الفموية أو الرض للورم الحبيبي المقيِّح.
وقد اقترحت دراسة ما وجود ارتباط بين الورم الحُبيبي المُقيّح والبرتونيلةإيجابيّة المصل.[7]، ولكن تلك العلاقة مازالت محل تساؤل من قِبَل آخرين.[8]
ويبين المظهر المجهري للأورام الحُبيبيّة المُقيّحة نسيج وعائي مُتحبب، مع وجود التهاب، كما يمكن أن تمتلك الآفّة مظهر ليفي في حال كانت هَرمة وسطحها يحوي تقرّحات. وقد يظهر الورم الحُبيبي المُقيّح نادرا في المُلتحمة، أو القرنيّة، أو النسيج الضّام للعين حتّى بعدَ رضّ موضعي بسيط، وتكون كُتل هذه الآفات مشابهة تلك التي تظهر في الأماكن الأكثر شيوعا.
أمراض مرتبطة بالورم الحبيبي المقيح
تبعًا لظهوره على اللثّة، فغالبا ما يكون المرض مرتبطا بمرضين آخرين، وذلك نظريّا وليس بسبب ظهورهما معا. بدلاً عن ذلك، فهم مرتبطون ببعضهم البعض؛ لأنّهم يظهرون بشكل مُتفرّق على اللثّة، وهما (الورم الحُبيبي الترميمي المحيطي ذو الخلايا العملاقة) و (الورم الليفي المتعظّم المحيطي). وعلى أيّ حال، فيمكن استخدام التحاليل المفُصّلة لتمييز هذه الأمراض.[9]
توقع سير المرض والعلاج
توقع سير المرض عادةً جيّد، وبالرغم من ذلك فإنّ التنكس يمكن أن يحدث بمعدّل يصل إلى 16%، ويمكن اعتبار وجود تراكيب مخاطية الشكل في الورم الحُبيبي المُقيّح السبب الرئيسي للتنكس.[10]
على الرغم من أن الأورام الحبيبية القيحية ليست معدية أو خبيثة، إلا أن اللجوء للعلاج يكون بسبب النزيف أو التقرح. وفي كثير من الأحيان، يتم التعامل مع الأورام الحبيبية القيحية عن طريق الكيّ أو الكحت، وعادة ما يكون العلاج بالليزر باستخدام ليزر صبغي نابض أو ليزر ثاني أكسيد الكربون فعالا.[11][12]
وأثبتت عدة تقارير فعالية التطبيق الموضعي للتيمولول المضاد لمستقبلات بيتا الأدرينالية في علاج الورم الحبيبي القيحي للأطفال.[13]
عادةً لا يوجد علاج في حال ظهور الورم الحُبيبي المُقيّح خلال فترة الحمل، حيث أنّ الآفة يمكن أن تُشفى من تلقاء نفسها بشكل عفوي. وقد يوحي النزف المتكرر في الآفات الفمويّة أو الأنفيّة بحاجة مُلّحة للكحت أو الكيّ العاجل. وعلى أيّ حال، إذا كان المعيار التجميلي مطلوب، فيمكن مُتابعة العلاج أيضا. وقد تكون هناك حاجة عادة لعملية جراحية بسيطة، جنبا إلى جنب مع تنظيف الأسنان من الآفات الفموية لإزالة أي جير أو أي مصدر آخر للتهيج.
تاريخ المرض والمصطلحات
وُصِفَ الورم الحُبيبي المُقيّح للمرة الأولى عام 1897م من قِبَل الجرّاحَين الفرنسيين بونست ودوغ، اللذينِ سميّا هذه الآفة داء العنقوديّة البشريّة.[14]
إنّ اسم الورم الحُبيبي المُقيّح هو اسم مخادع، حيث أنّه ليسَ بورم حقيقي. وفي الحقيقة هو ورم وعائي شعيري من النمط المُفصص، والذي هو السبب في كونهِ عُرضةً للنزف.[5] بالإضافة لذلك فهو ليسَ مولِّدًا حقيقيًا للقيح «ليس منتجا للقيح»، حيث أن سببه هرموني أو رضّي وليسَ له علاقة بالإنتان أو إنتاج القيح.
^Nthumba PM (2008). "Giant pyogenic granuloma of the thigh: a case report". J Med Case Reports 2 (1): 95. doi:10.1186/1752-1947-2-95. PMC 2329656. ببمد: 18377654
^Lee J, Lynde C (2001). "Pyogenic granuloma: pyogenic again? Association between pyogenic granuloma and Bartonella". J Cutan Med Surg 5 (6): 467–70. doi:10.1007/s10227-001-0022-0. ببمد: 11907853.
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.