أفونسو الأول (بالبرتغالية: Afonso I de Portugal) أو ألفونسو الأول (25 يوليو 1109 – 6 ديسمبر 1185) الذي يلقّبه البرتغاليون بـالفاتح أو المؤسس أو العظيم ويعرف في الروايات العربية باسم ابن الرَّنك أو ابن الرَنْق[1] أو البرتقالي، والذي كان أول ملك للبرتغال بعدما استقلّ سنة 1139م بالجزء الجنوبي من مملكة جليقية متمردًا على تبعيته لمملكة ليون، وضاعف مساحتها حتى وفاته سنة 1185 م من خلال حروبه مع المسلمين.[2] كما انتزع اعتراف ملك قشتالة بحكمه بعد انتصاره عليه في معركة فالديفيز، بموجب معاهدة زامورا عام 1143 م.
رأى نبلاء البرتغال أن التحالف بين جليقية والبرتغال ليس في مصلحتهم، فالتفوا حول أفونسو الطفل. تخوّف أيضًا كبير أساقفة براغا من هيمنة جليقية، ومن سطوة كبير أساقفة سانتياغو دي كومبوستيلا دييغو غيلميرث الذي زعم اكتشاف آثار للقديس سانتياغو في مدينته. وفي سنة 1122 م، أصبح أفونسو في الرابعة عشر من عمره وهو سن البلوغ في تلك الفترة. منح أفونسو لنفسه لقب فارس في كاتدرائية سمورة، وجمع جيشًا للسيطرة على أراضي أمه.
كونت البرتغال
في سنة 1128م، انتصر أفونسو ومؤيديه على قوات زوج أمه فرناندو بيريز دي ترافا بالقرب من غيمارايس في معركة ساو ماميد، مما مكًنه من السيطرة على البرتغال. نفى أفونسو والدته إلى جليقية، وحكم البرتغال منفردًا.[3] وبالتالي، لم يعد محتملاً توحيد البرتغال وجليقية في كيان واحد. كما هزم أفونسو الأول ابن خالته ألفونسو السابع ملك قشتالة وليون الذي جاء بقواته نجدة لخالته، وبالتالي حرر كونتيته من التبعية السياسية لعرش ليون. وفي 6 أبريل 1129 م، أعلن أفونسو الأول نفسه أميرًا على البرتغال.
سعى أفونسو بعد ذلك للتوسع جنوبًا على حساب المسلمين وحقق نصرًا ساحقًا عليهم في 25 يوليو 1139م في معركة أوريكي، ومن ثمّ أعلن نفسه ملكًا في لاميغو على البرتغال مؤسسًا بذلك مملكة جديدة في شبه الجزيرة الأيبيرية.
الملك
رغم إعلانه من جانب واحد استقلالية البرتغال كمملكة جديدة، كان أفونسو بحاجة لاعتراف الممالك المجاورة والكنيسة الرومانية الكاثوليكيةوالبابا باستقلاليته. تزوج أفونسو من مافالدا السافوية ابنة أماديو الثالث كونت سافوي، وأرسل رسلاً إلى روما لمفاوضة البابا. ونجح سنة 1179 م في انتزاع الاعتراف بتبعيته للبابوية كملك على البرتغال.
بنى أفونسو العديد من الأديرة، ومنح العديد من الامتيازات للشخصيات الدينية في مملكته. وفي سنة 1143 م، كتب أفونسو إلى البابا إنوسنت الثاني معلنًا نفسه ومملكته خدمًا للكنيسه، وأقسم على طرد المسلمين من أيبيريا. فغزا أفونسو شنترينوأشبونة سنة 1147م، كما غزا أراضٍ جنوب نهر تاجة.
على الجانب الآخر، لم يعترف ألفونسو السابع ملك قشتالة وليون باستقلالية البرتغال، واعتبرها مجرد تمرد. لجأ أفونسو في هذا الصراع للتحالف مع ملك أراغون، وعزّز ذلك بالمصاهرة بزواج ابنه سانشو من الأميرة دولسي الأراغونية شقيقة كونت برشلونة، وابنة ملك أراغون. وبعد انتصار أفونسو الأول في معركة فالديفيز، انتزع اعتراف ألفونسو السابع باستقلالية مملكته وفق بنود معاهدة سمورة. وفي سنة 1169 م، سقط أفونسو الأول من صهوة جواده في اشتباك قرب بطليوس، وأسره جنود صهره فرناندو الثاني ملك ليون، واضطر للتنازل عن الأراضي التي ضمها في جليقية من أجل فك أسره.
وفي سنة 1184 م، ورغم كبر سنه، تمكن أفونسو من فك الحصار الذي ضربه المسلمون على ابنه سانشو في شنترين، لكنه توفي بعد فترة قصيرة في 6 ديسمبر 1185 م. يعتبر البرتغاليون أفونسو الأول بطلهم ومؤسس أُمتهم، ونسجوا الأساطير حوله فقالوا أن سيفه اجتاح لعشرة رجال ليحملوه، وأنه تحدّى العديد من الملوك أن يبارزوه لكنهم أبوا.
الأبحاث العلمية
في يوليو 2006 م، فتح قبر أفونسو الأول في دير سانتا كروز في قلمرية لأغراض علمية من قبل باحثين من جامعتي قلمريةوغرناطة. أثار ذلك قلقًا في أوساط المجتمع البرتغالي ووكالة التراث المعماري البرتغالية، مما دفع الحكومة لغلق القبر وطلب بعض الضمانات من فريق الباحثين.[5][6]
^البرتغال الأندلسيةنسخة محفوظة 30 يناير 2016 على موقع واي باك مشين. دراسات في الحضارة الإسلامية وثقافة الغرب الإسلامي، محمد زنيبر، بتصرف، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 2010 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2014-10-15.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)