يمكن إرجاع تاريخ اليهود في الأردن إلى الأزمنة التوراتية. حالياً بالرغم من عدم وجود قيود قانونية على اليهود في الأردن، حيث تعترف السلطات الأردنية بالديانة اليهودية وتسمح لهم بالتملك وممارسة الأعمال داخل الأراضي الأردنية، إلا أنه في 2006 أفادت تقارير بعدم وجود مواطن يهودي واحد يحمل الجنسية الأردنية أو أي معابد أو مؤسسات يهودية في البلاد.[1]
القبائل الإسرائيلية
وفقاً للكتاب العبري فإن 3 قبائل من بني إسرائيل استوطنت الجانب الشرقي من وادي نهر الأردن، المنطقة الداخلة حدود في الأردن اليوم، وهي قبائل رئوبن وجاد ومنشيه.[2] كانت هذه القبائل جزءا من مملكة إسرائيل الشمالية حتى غزاها الآشوريون في ج. 723 قبل الميلاد وارتحلت القبائل من المنطقة.
بدأ الحكم الروماني للمنطقة في 63 ق. م.، عندما أعلن بومبيوس الكبير منطقة يهودا تحت الحماية الرومانية. ومع مرور السنوات ازدادت القوة الرومانية في المنطقة على حساب المملكة اليهودية. كان من أبرز أصوات المعارضة وقتها يوحنا المعمدان، الذي قيل إن رأسه قدمت لهيرودس الأول على طبق فضة في قلعة مكاور. سيطر الثوار أثناء الثورة اليهودية الكبرى على قلعة مكاور وبيت نمرة وبيت حرام في 66 م. وظلت مكاور تحت سيطرة اليهود حتى 72 م بعدما وقعت الهزيمة بالقوات اليهودية المتمردة نتيجة الحصار.
بنهاية ثورة بار كوخبا بين عامي 132-135 م ضم الرومان مقاطعة يهودا إلى مقاطعة الجليل لتكوين مقاطعة جديدة تحت اسم سوريا فلسطين. [4] وبعد الغزو الروماني صارت الأراضي على ضفتي نهر الأردن تحت حكم الولاة الرومانيين، ثم من بعدهم الولاة المسلمون.
كشفت مجموعة حفريات في منطقة غور الصافي في الفترة من 1986-1996 عن شواهد قبور عليها نقوش بالآرامية، مما يرجح أن أصحاب هذه الشواهد من اليهود. يكشف بعض هذه النقوش عن أصول متوفى بأنه يهودي انحدر من حمير (اليمن حالياً) وكتابات جنائزية ترجع إلى الفترة 470-477 م مكتوبة بمزيج من حروف آراميةوعبريةوسبئية. [5] ترجع هذه المقابر إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين، حيث كانت منطقة تسؤار (قرب غور الصافي اليوم) مركزاً يهودياً. وعلى غير المعتاد دفن اليهود والمسيحيون في نفس المقبرة. [6]
"إن سهول شرق الأردن الخصبة، منذ العصور التوراتية الأولى، مرتبطة اقتصادياً وسياسياً بالأراضي الواقعة غرب الأردن. البلد الذي هو اليوم منخفض السكان، في العصر الروماني احتوى سكاناً كثيرين. قد تصلح الآن بشكل بارز للاستعمار على نطاق واسع. إن النظرة العادلة للاحتياجات الاقتصادية لفلسطين والعرب يتطلب منح الحكومتين حرية الوصول لسكة حديد الحجاز بطول مسارها." [7]
وبشكل لا يتفق مع ترشيحات المنظمة الصهيونية العالمية، تعاملت الإدارة البريطانية منذ 1917 مع منطقة شرق الأردن بشكل منفصل، وكانت تنظر إليها باعتبارها دولة مستقلة مستقبلية.[8] أعلن الحصر الرسمي للوطن القومي لليهود لمنطقة غرب الأردن فقط في مؤتمر القاهرة في مارس 1921، وأضيف مقال جديد لمسودة نص الانتداب يتيح للحكومة البريطانية إدارة منطقة شرق الأردن بشكل منفصل.[8] وافقت عصبة الأمم على الانتدابفي يوليو 1922، وفي سبتمبر 1922 أيدت العصبة مذكرة شرق الأردن التي ذكرت بالتفصيل فصل شرق الأردن عن إدارة الوطن القومي الجديد لليهود.[8]
كان الحضور الرسمي الوحيد المقبول لليهود في منطقة شرق الأردن في أواخر عشرينات القرن العشرين. ففي 1927، وقع بنحاس روتنبرغ مؤسس شركة فلسطين للكهرباء اتفاقاً مع أمير شرق الأردنعبد الله الأول لبناء محطة طاقة كهرمائية في منطقة شرق الأردن. وبدأ إنشاء محطة ناحارايم/الباقورة الكهرمائية في العام التالي.[9] وأنشئت قرية تل أور في 1930 قرب المحطة لضمان الإقامة الدائمة للموظفين وأسرهم، وكانت القرية الوحيدة التي يقطنها يهود في شرق الأردن في ذلك الوقت. وقد مارس سكانها النشاط الزراعي، حيث زرعوا آلاف الدونمات وباعوا بعض منتجاتهم في مجمع تجاري لعمال الشركة في حيفا. استمرت هذه القرية حتى إخلائها في 1948 خلال الحرب العربية الإسرائيلية، حيث دخلتها قوات العراق وإمارة شرق الأردن وخربتها. كذلك كانت بعض العائلات اليهودية تسكن السلط، ثم نزحت عنها مع بداية الثورة العربية الكبرى عام 1936.
في 1950 ضمت الأردن الضفة الغربية وشرق القدس إليها، وفي 1954 منحت الجنسية الأردنية لقاطنيها من غير اليهود والذين كانوا يحملون الجنسية الفلسطينية قبل 15 مايو 1948.[12][13] خلال التسعة عشر عاماً من الحكم الأردني للضفة الغربية تم تدمير ثلث مباني الحي اليهودي بالقدس. [14] وفقاً لشكوى قدمتها إسرائيل لدى الأمم المتحدة، تم تدمير 34 من 35 من دور العبادة اليهودية في البلدة القديمة، وتم تخريب أو نهب الهياكل واستعملت أفنيتها كحظائر دواجن أو اسطبلات خيول. [15]
فقدت الأردن السيطرة على الضفة الغربية نتيجة حرب 1967، إلا أنها لم تتنازل عن أحقيتها في الضفة الغربية حتى عام 1988، وفي عام 1994 تم توقيع معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل. لم تغير المعاهدة من حالة اليهود في الأردن، وأشارت تقارير في 2006 بعدم وجود مواطن يهودي أردني واحد أو أي معابد أو معاهد يهودية. على الرغم من ذلك، فإن الدولة لا تحظر ممارسة الدين اليهودي ولا تفرض قيوداً على اليهود، حيث يسمح لهم بالتملك ومباشرة الأعمال في البلاد.[1] على الرغم من أن ذلك قد يخضع لمتطلبات الجنسية الأردنية.
التجارة والسياحة
وقد رحب الأردن بعدد من الشركات الإسرائيلية لفتح مصانع في الأردن. كما يزور السياح الإسرائيليون واليهود من الدول الأخرى الأردن. في العام التالي لمعاهدة السلام بين الدولتين، زار حوالي 40 ألف إلى 60 ألف سائح إسرائيلي الأردن. توقعات تقارب العلاقات بين الدولتين أثمرت محاولة فتح مطعم كوشر في عمان، إلا أن انعدام الزبائن العرب وعدم التمكن من ضمان شهادة كوشر ونقص الاهتمام بين السياح أدى لفشل الفكرة.[16]
انخفضت السياحة الإسرائيلية بشكل ملحوظ بعد الانتفاضة الثانية كنتيجة من حالة الاهتياج الشعبي ضد إسرائيل بين قطاع واسع من الأردنيين. في أغسطس 2008، أعاد حرس حدود أردنيون مجموعة من السياح الإسرائيليين الذين اصطحبوا معهم تيفيلين، وهي تمائم يهودية. وبحسب الحرس فإن هذه التمائم تشكل خطراً أمنياً حتى لو كانت تستخدم بخصوصية في الفنادق، ولا يسمح بدخولها البلاد. وفي المقابل اختارت المجموعة السياحية عدم دخول الأردن.[17] حدث موقف مشابه في أغسطس 2019، حيث شارك مجموعة سياح إسرائيليين مقطع فيديو لأنفسهم وهم يرقصون ومعهم لفائف من التوراة عند مقام النبي هارونوجبل هور قرب البتراء. صادرت السلطات الأردنية مقتنيات دينية يهودية من المجموعة ومنعت زيارة المجموعات السياحية الأجنبية للمكان بدون تصريح من وزارة الأوقاف.[18]
^Lotter, Tobias Conrad, 1717-1777. Terra Sancta sive Palæstina exhibens... [The Holy Land or Palestine Showing not only the Old Kingdoms of Judea and Israel but also the 12 Tribes Distinctly, Confirming their Locations Diversely in their Ancient Condition and Doing So as the Holy Scriptures Indicate].{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Naveh، Joseph (1995). "Aramaic Tombstones from Zoar". Tarbiẕ (Hebrew) ع. 64: 477–497. JSTOR:23599945.; Naveh، Joseph (2000). "Seven New Epitaphs from Zoar". Tarbiẕ (Hebrew) ع. 69: 619–636. JSTOR:23600873.; Joseph Naveh, A Bi-Lingual Tomb Inscription from Sheba, Journal: Leshonenu (issue 65), 2003, pp. 117–120 (Hebrew); G.W. Nebe and A. Sima, Die aramäisch/hebräisch-sabäische Grabinschrift der Lea, Arabian Archaeology and Epigraphy 15, 2004, pp. 76–83.
^Yael Wilfand (2009). "Aramaic Tombstones from Zoar and Jewish Conceptions of the Afterlife". Journal for the Study of Judaism. ج. 40 ع. 4–5: 510–539. DOI:10.1163/157006309X443521.
^Avraham Zilka (1992). "1.Background:History of the Israeli-Palestinian Conflict". في Elizabeth Warnock Fernea and Mary Evelyn Hocking (المحرر). The Struggle for Peace: Israelis and Palestinians. University of Texas Press. ص. 53. ISBN:978-0-292-76541-2. مؤرشف من الأصل في 2023-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2013-05-23. Abdullah al-Tal, who was in charge of the Jordanian assault, justifies the destruction of the Jewish quarter by claiming that had he not destroyed the homes, he would have lost half his men. He adds that "the systematic demolition inflicted merciless terror in the hearts of the Jews, killing both fighters and civilians."
^Law No 6 of 1954 on Nationality classifies as Jordanian nationals "any person who, not being Jewish, possessed Palestinian nationality before 15 May 1948 and was a regular resident in [Jordan] between 20 December 1949 and 16 February 1954".