الزَّبَرْجَد[1] نوع من أنواع الأحجار الكريمة من أنواع معدن الأوليفين. تركيبته الكيميائية من سيليكات المغنسيوموالحديد المزدوجة Mg, Fe)2SiO4) ووجود الحديد بتركيبته يضفي عليه اللون الأخضر. تكونه المعدني قريب من تركيب حجر الزمرد، يعثر عليه في الصخور النارية القاعدية وفي الصخور الجيرية، وقد سميت جميع الأحجار الكريمة سابقاً ذات اللون المائل للأخضر بالزبرجد، وقد أخطأ علماء اللغة القدماء إذ أطلقوا تسمية واحدة على حجري الزمرد والزبرجد، ووحدهم أهل الفن القدماء الذين فرقوا بين هذين الحجرين.[2] يعرف الزبرجد في عالم المجوهرات بلونه الزيتوني الشفاف وصلابته المرتفعة والتي تصل إلى 6.5 درجة على مقياس موس وللمقارنة فإن صلابة صخر الجرانيت تبلغ 5 درجات وتعد مناجم الزبرجد ذي اللون الزيتوني نادرة التواجد في العالم.
الأصل اللغوي
يأتي (زَبَرْجَد) على الوزن الخُماسي (فَعَلَّل)، وهو وزن خماسي مجرد، وعليه لا يصلح إلا للأسماء.[3]
أنواعه
من أجمل و أرقى أنواع الزبرجد ذي البلورات الكبيرة هو المصريوالبرازيلي. الزبرجد النقي عادة شفاف اللون ولكنه عادة يكون ملونا بسبب الشوائب الموجودة فيه، معظم الزبرجد ذو لون مائل للإصفرار وقد يكون أبيض أو رماديا أو أخضر أو أزرق. عند تسخينها غالباً ما تصبح الزبرجدة ذات لون أصفر محمر. من أسمائه: ماء البحر، الزمرد الريحاني، خرز الثعبان، الأوليفين (الزيتوني)، البريدوت، الزمرد الأخضر.
عرف الزبرجد في مصر القديمة، في عصور ما قبل الأسرات في صناعة الخرز. واستخدم الزبرجد الأصفر عند المصريين القدماء إذ عثر على جعران مصنوع من الزبرجد في مصر وهو يعود إلى عهد الأسرة الثامنة عشر. وذكر أن كرسي النبي سليمان المخصص للجلوس بين الناس كان مرصعا بفصص مؤلفة من الزبرجد واللؤلؤوالياقوت. وللكرسي نخلات أربع من الذهب الخالص، شماريخ كل منها مكونة من الزبرجد الأخضر والياقوت الأحمر.
كما تم اكتشاف الزبرجد في بعض الأحجار النيزكية.[4]
وكان التعدين يتم ليلاً والجزيرة تعج بالثعابين مما جعل تعدين الزبرجد مهنة خطرة إلى حين قيام أحد الفراعنة بطرد جميع الثعابين إلى البحر وقد صنع المصريون القدماء عقوداً من الزبرجد حوالي 1580-1350 سنة قبل الميلاد.
الرومان والإغريق
يعتبر الزبرجد من أقدم الأحجار الكريمة المعروفة أطلق عليه القدماء جوهرة الشمس وأطلق عليه الرومان زمردة المساء نظراً لأن لونه الأخضر لايخفت ليلاً ويمكن رؤيته بضوء المصباح وكان الزبرجد شائع الاستخدام أيضاً عند الإغريق والرومان في النقوش الغائرة والخواتم والزخرفة بالترصيع والثريات كما أستخدم لتزيين الكنائس خلال العصور الوسطى وربما حمله الصليبيون معهم إلى أوروبا.
الخلافة العثمانية
اعتبر الزبرجد من أثمن الأحجار في دولة الخلاقة العثمانية (1300-1918م) وقد جمع منه السلاطين العثمانيون ما يعتقد أنه أكبر مجموعة من الأحجار الكريمة في العالم، فالعرش الذهبي في متحف (توباكابي) بإسطنبول مزخرف بما مجموعة 955 حجراً من نوع الكابوشون بحجم بوصة كاملة كما استخدم الزبرجد في تزيين العمائم وصناديق المجوهرات الموجودة في المتحف.