سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung cancer) هو أحد أمراضالرئة التي تتميز بحدوث انقسامات خلوية غير مضبوطة للخلايا الحية، وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو النسج الأخرى للرئة والانتشار فيها، إما عن طريق نمو مباشر باتجاه نسيج مجاور أو الانتقال وغزو أنسجة بعيدة في عملية يطلق عليها اسم النقيلة.[5] معظم أنواع السرطان التي تبدأ في الرئة والمعروفه باسم سرطان الرئة الأولي هي التي تستمد من سرطان الخلايا الظهارية وتسمى أيضاً سرطان خلية الشوفان، والسبب الرئيسي هو التعرض لدخان التبغ وهو السبب الرئيسي في 90% من حالات سرطان الرئة وهذه الحالات تنتسب غالبا إلى العوامل الوراثية أو غاز الرادون أو الاسبستوس (Asbestos).[6][7][8]
يعدّ التدخين هو السبب الأول لحالات سرطان الرئة حيث يشكل حوالي 85% كسبب رئيسي للإصابة بذلك السرطان وفقط حوالي 10-15٪ من حالات السرطان تحدث عند الأشخاص الذين لم يدخنوا أبدًا.[9][10][11][12] غالبًا ما تنتج هذه الحالات عن مجموعة من العوامل الوراثية مثل التعرض لغاز الرادون، أو الأسبستوس، أو التدخين غير المباشر، أو أشكال أخرى من تلوث الهواء. يمكن رؤية سرطان الرئة على الصور الشعاعية للصدر والتصوير المقطعي المحوسب (CT). يتم تأكيد التشخيص عن طريق الخزعة.[13]
يعدّ تجنب عوامل الخطر بما في ذلك التدخين وتلوث الهواء، هو الطريقة الأساسية للوقاية. يعتمد العلاج والنتائج طويلة المدى على نوع السرطان وعلى مرحلة السرطان (درجة الانتشار)، والصحة العامة للشخص. معظم الحالات للأسف غير قابلة للعلاج. تشمل العلاجات الشائعة: الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.[14][15][16]
في عام 2012 كان تعداد المصابين بسرطان الرئة حوالي 1.8 مليون شخص وأسفر عن 1.6 مليون حالة وفاة. وهذا يجعله السبب الأكثر شيوعًا للوفاة المرتبطة بالسرطان لدى الرجال والثاني الأكثر شيوعًا بين النساء بعد سرطان الثدي. يعدّ السن الأكثر شيوعًا عند التشخيص هو سن السبعين عامًا. وعموما، فإن 17.4 ٪ من الأشخاص في الولايات المتحدة الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة يبقون على قيد الحياة بعد خمس سنوات من تشخيصهم بالسرطان ولكن هذه النتائج مختلفة في العالم النامي.[17][18]
سرطان الرئة هو من أكثر السرطانات شيوعاً في العالم بعد سرطان الجلد، وسرطان الثدي عند النساء، وسرطان البروستات عند الرجال[19] وهو المسبّب الأكثر للوفاة بأمراض السرطان الشهر العالمي لسرطان الرئة هو نوفمبر وقد وضع هذا الشهر للتوعية بمدى خطورة المرض وضرورة علاجه عند المصابين وضرورة تجنب التدخين للحفاظ على سلامة الرئتين[20]
الأسباب
يقوم السرطان بإحداث تغيير وراثي على الحمض النووي وهذه التغييرات تؤثر على وظائف الخلية الطبيعية، بما في ذلك تكاثر الخلايا، وموت الخلايا المبرمج وفشل إصلاح الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين.[21]
أهم أسباب الإصابة بسرطان الرئة (والسرطان عموما) تشمل المسرطنات (مثل تلك الموجودة في دخان التبغ)، تلوث الهواء، الاشعاعات المؤينة، والعدوى الفيروسية. وهذا التعرض التراكمي لأسباب التغيرات إلى الحامض النووي في أنسجه بطانة القصبات من الرئتين (الظهارة الشعب الهوائية). كما يصبح أكثر الأنسجة التّالفة، في نهاية المطاف يتطور سرطان الرئة.[5]
من أهم تلك الاسباب ما يلي:
التدخين
يعدّ التّدخين، وخاصّة السّجائر، المساهم الرّئيسي في الإصابة بسرطان الرئة إلى حدّ بعيد. في الولايات المتحدة، تشير التقديرات إلى أنّ التّدخين يتسبّب في 87 ٪ من حالات سرطان الرئة (90 ٪ عند الرجال و 85 ٪ عند النساء). خطر الإصابة بسرطان الرئة عند الذّكور المدخّنين يمثّل 17,2 ٪، أمّا عند الإناث المدخّنات، فالخطر هو 11,6 ٪.[22][23]
هذا الخطر أقلّ من ذلك بكثير عند غير المدخّنين: 1,3 ٪ عند الرجال و1،4 ٪ عند النساء.[9][24]
دخان السّجائر يحتوى على أكثر من 60 مسرطنات معروفة مثل النظائر المشعّة من الرادون سلسلة الاضمحلال، والبنزوبيرين.. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن النّيكوتين يؤدّي إلى كساد الاستجابة المناعيّة للتطوّرات الخبيثة في النسيج. طول وقت تدخين الشّخص وكذلك الكمّيّة المدخّنة تزيد من فرص الإصابة بسرطان الرئة. إذا توقّف الشّخص عن التّدخين، هذه الفرص تتناقص باطراد إذ أنّ الضّرر بالرّئتين يتصلّح كما أنّ الجسيمات الملوّثة تبدأ بالزّوال تدريجيا.[25][26][27]
في العالم المتقدّم، ما يقرب من 90 ٪ من الوفيات بسرطان الرئة تنجم عن التّدخين. إضافة إلى ذلك، هناك دلائل على أنّه يمكن توقّع أسهل وأدقّ للإصابة بسرطان الرّئة عند غير المدخّنين ممّا هو عليه عند المدخنين كما أنّ المرضى الّذين يدخّنون في وقت التّشخيص يكون لديهم فرص أقلّ للبقاء على قيد الحياة من الّذين يقلعون عن التّدخين.[28][29][30]
التدخين السلبي هو استنشاق الدخان من شخص آخر بالتدخين هو سبب للإصابة بسرطان الرئة لدى غير المدخنين. ويمكن تصنيف المدخن السلبي كالأشخاص الذين يعيشون أو يعملون مع المدخن. الدراسات من الولايات المتحدة، أوروبا، المملكة المتحدة، وأستراليا قد أظهرت باستمرار خطر زيادة كبيرة بين أولئك الذين يتعرضون للتدخين السلبي.[31][32] أولئك الذين يعيشون مع شخص يدخن لديهم زيادة في الخطر 20-30٪ في حين أن أولئك الذين يعملون في بيئة مع دخان من جهة ثانية يكون 16-19٪ زيادة في الخطر.التحقيقات تشير إلى أن الدخان الجانبي أكثر خطورة من التدخين المباشر. التدخين السلبي يسبب حوالي 3,400 حالة وفاة كل عام في الولايات المتحدة.[33][34][35]
غاز الرادون
غاز الرادون هو هو غاز خامل عديم اللون والطعم والرائحة، كما أنه من العناصر المشعة. الرادون خامل كيميائيا وغير قابل للاشتعال وسام جدا وهو ثاني أكثر أسباب سرطان الرئة بعد التدخين. وهو منتج طبيعى من اليورانيوم، وهو سبب معروف لسرطان الرئة، مع ما يقدر بنحو 12٪ من وفيات سرطان الرئة التعرض إلى غاز الرادون.[36][37][38][39]
الأسبست
خطورة الأسبست تكمن في نوع المواد المعدنية الموجودة فيه وتعتمد تأثيراته الصحية على المدة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان عن طريق الإشعاع وكذلك على عدد الألياف وطولها ومتانتها، وتبين وجود علاقة وثيقة بين المدة الزمنية للتعرض لألياف الأسبست وشدة التعرض وبين التأثيرات السلبية على صحة الإنسان، إذ تظهر أعراض المرض بعد التعرض المزمن لألياف الأسبست الذي قد يصل إلى أكثر من 20 سنة. أما بالنسبة للتعرض الحاد توجد دراسات تظهر تأثيراته على الإنسان.
وداء الأسبست مرض رئوي مزمن يصيب الرئتين نتيجة استنشاق ألياف الأسبست التي تتميز بدقتها الشديدة، والتي تعمل على خفض كفاءة الرئتين والجهاز التنفسي بشكل عام حيث يحدث اتصال مباشر بين الألياف والخلايا في الرئة ما يؤدي إلى تحول خبيث لهذه الخلايا، وبالتالي ينتج عن ذلك سرطان الرئة، ولوحظ أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الذي تكمن خطورته في أن أعراضه تظهر بعد مرور 15 إلى 20 سنة.
وقد أصدرت منظمة العمل الدولية الاتفاقية رقم 162 لسنة 1986 في دورتها رقم 92 التي تعرف باسم «الحرير الصخري» وتضمنت حظر استخدام هذه المادة بجميع أشكالها والاستعاضة عنها بمواد أخرى ومنتجات أخرى عديمة الضرر أو أقل ضررا كما وضعت هذه الاتفاقية استثناءات من الحظر في حالات معينة حددتها بشروط اتخاذ إجراءات وتدابير صارمة تضمن عدم تعرض العمال للخطر.[11][40][41]
تلوث الهواء
يُعَرّف ملوث الهواء بأنه أي مادة في الهواء يمكن أن تسبب الضرر للإنسان والبيئة وخاصة الجسيمات المادية والتي يُشار إليها باسم الدقائق المادية Particulate Matter (PM) أو الجسيمات المادية الناعمة. وهذه المواد عبارة عن جسيمات بالغة الصغر قد تكون صلبة أو سائلة أو عالقة في الغاز. وفي المقابل، نجد أن مصطلح الأيروسول (دقائق فوق مجهرية من سائل أو صلب معلقة في الغاز) يشير إلى الجسيمات المادية والغاز معًا. ومصادر هذه الجسيمات قد تكون ناتجة عن النشاط البشري أو طبيعية. فبعض الجسيمات المادية توجد بشكل طبيعي، حيث تنشأ من البراكين أو العواصف الترابية أو حرائق الغابات والمراعي أو الحياة النباتية أو رذاذ البحر. أما الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الحفري في السيارات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والعمليات الصناعية المختلفة، فقد تساعد أيضًا في تكوين كميات كبيرة من الرذاذ المحتوي على الجسيمات المادية. وعلى مستوى الكرة الأرضية، نجد أن كميات الأيروسول الناتج عن الأنشطة البشرية يمثل حاليًا ما يقرب من 10 في المائة من الكمية الكلية للأيروسول الموجود في غلافنا الجوي. وجدير بالذكر، أن زيادة نسبة الجسيمات المادية الناعمة العالقة في الهواء عادة ما تكون مصحوبة بمخاطر صحية مثل الإصابة بأمراض القلب وتعطيل وظائف الرئة، بالإضافة إلى سرطان الرئة.[9][42][43][44][45]
الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، مثل: سرطان الغدد الليمفاوية، وانتقاله للرئتين.
وجود عامل وراثي، يكون فيه تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرئة.
تناول المشروبات الكحولية.
التعرّض المستمر للمواد المسرطنة، مثل: دخان الفحم، والغازات الناتجة عن احتراق الأخشاب، وغازات الأفران، وغازات التدفئة.
الإصابة بمرض متلازمة نقص المناعة المكتسبة «الإيدز».
الأعراض
يُعد سرطان الرئة أحد أكثر الأورام عدوانية وغدرًا في علم الأورام.[47] لسوء الحظ فإن ما يقرب من ٥٠٪ من الأشخاص المصابين بسرطان الرئة يُشَخَص لديهم المرض في مرحلة مُتقدمة إما على مستوى نُموه واستفحَاله في الرئة أو انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم.[48]
الأعراض الناتجة عن انتشار الورم إلى الأجزاء المجاورة المحيطة بالرئة قد تسبب أعراض لا تتعلق بالجهاز التنفسي، على سبيل المثال يمكن أن يضغط الورم على المريء_ الأنبوب المسؤول عن نقل الطعام إلى المعدة_ مُؤدِيّا ذالك إلى صعوبة في البلع.[48] يمكن أن يُضِرَ الورم بالعصب المسؤول عن تغذية الحنجرة والحبال الصوتية مُتسبِبًا بـ بَحَة في الصوت،[50] أو قد يغزو الورم الأعصاب الودية في الصدر متسببًا بِما يُعرف بمتلازمة هورنر التي تتميز بِتَضَيُّق حدقة العين وانسدال الجفن العلوي وقِلة التعرّق الذي يحدث في نفس الجانب _الأيمن أو الأيسر_ الذي أصاب فيه الورم الأعصاب الودية.[51] متلازمة هورنر شائعة أيضًا في الأورام الموجودة في الجزء العلوي من الرئة، والتي تسبب أيضًا ألمًا في الكتف يمتد إلى أسفل ناحية الإصبع الصغير من الذراع بالإضافة إلى تدمير الأضلاع العلوية.[52]
ما يقارب ٣٠٪ من المصابين يحدث لهم أعراض ناتجة عن انتشار السرطان.[48] يمكن أن ينتشر سرطان الرئة إلى أي مكان في الجسم مع ظهور أعراض مختلفة حسب المكان الذي انتشر إليه.[48] على سبيل المثال لا الحصر يمكن أن ينتشر سرطان الرئة إلى:
١- العقد الليمفاوية
العقد الليمفاوية هي جزء من الجهاز الليمفي وتعمل كمحطات تنقية لسائل الليمف الذي يحمل معه ناتج امتصاص الدهون وكذالك يعمل كقنوات تصريف مهمة لـكنس بقايا الالتهاب و العدوى الذي تجلبه الأوعية الليمفاوية من أجزاء الجسم المختلفة.
الأعراض الأكثر شيوعا إذا انتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية هي أنها عادة ما تكون أكبر من المعتاد. لكن العقد الليمفاوية يمكن أن تزداد في الحجم أيضًا في كثير من حالات الالتهابات.
٢- الدماغ
قد يسبب السرطان الذي انتشر إلى الدماغ مشاكل في الذاكرة، تغيرات في المزاج أو الشخصية، النوبات ،ارتباك ،صداع شديد، ضعف الذراع أو الساق.[48]
٣- العظام'
يمكن أن يسبب انتشار الورم إلى العظام إلى آلام، ففي حال كان الانتشار إلى العمود الفقري يمكن أن يُسبب ألمًا في الظهر أو قد يسبب يضغط على الحبل الشوكي. قد يُسبب هشاشة وضعف في العظام يجعلها عرضة للكسور. أيضًا من الأعراض المهمة جدًا في تشخيص أحد أنواع سرطان الرئة هو ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم نتيجة زيادة تسكير وحَلّ الكاليسوم الموجود في العظام. إذا استولى السرطان على نخاع العظم_ المكان المسؤول عن صناعة خلايا الدم_ يسبب انخفاض في أعداد خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية على السواء.[48]
٤- أعراض أخرى'
يعاني بعض الأشخاص من تحدب في الأضافر من الأعلى . أيضًا قد يعاني نسبة ضئيلة من المرضى من التهاب وتورم في المفاصل مثل الرسغين أو الكاحلين مما يسبب الكثير من الألم وصعوبة في الحركة تُسمى هذه الحالة 'بالاعتلال المفصلي العظمي الرئوي الضخامي (HPOA). قد يعاني البعض من ضعف في العظلات خصوصًا عظلات الساقين نتيجة تَكون أجسام مضادة ضدّ قنوات الكالسيوم في العظلات، تُسمى هذي الحالة بـ متلازمة إيتون لامبرت.[48]
التشخيص
يعتمد تشخيص الإصابة بسرطان الرئة على قيام الطبيب المختص بمجموعة من الفحوصات، ومن هذه الفحوصات والاختبارات ما يأتي:
اختبار وظائف الرئة (Pulmonary Function Tests).[57]
التصنيف
يقسم سرطان الرئة إلى قسمين وهما:
سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (Non Small Cell Lung Cancer - NSCLC).[54][59][60]
سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (Small Cell Lung Cancer).[61]
يقسم سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة إلى أربعة مراحل وهم:
المرحلة الأولى - عندما يكون متواجد ومحدود فقط داخل الرئة أو الرئتين وغير منتشر إلى غدد ليمفاوية أو إلى أعضاء أخرى، وتعتبر هذه المرحلة ذات أفضل نسبة شفاء من بين المراحل.
المرحلة الثانية - عندما ينتشر الورم عبر النقائل (metastasis) إلى غدد لمفاوية مجاورة.
المرحلة الثالثة - عند انتشار الورم إلى غدد لمفاوية بعيدة.
المرحلة الرابعة والأخيرة - تعتبر أخطر مرحلة وهي عند انتشار الورم إلى أعضاء أخرى مثل الدماغ، العظام، والكبد.
يتم تصنيف سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة إلى مرحلتين:
سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة المحدود (Limited): المحدود في جانب واحد من الصدر.
سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة الواسع (Extensive): حيث ينتشر سرطان الرئة إلى جانبي الصدر أو إلى أعضاء بعيدة بالنقائل.
العمر المعدل لسرطان الرئة حسب النوع النسيجي
النوع النسيجي
النسبة
جميع الأنواع
66.9
سرطان الخلايا الغدية
22.1
سرطان الخلايا الحرشفية
14.4
سرطان الخلايا الصغيرة
9.8
التصنيف المرحلي الدولي لسرطان الرئة (TNM)
تصنيف الورم والعقد والنقائل TNM (بالإنجليزية: TNM Classification) نظام طبي يصنف الورم أو السرطان على حسب حجمه وانتشاره في أعضاء الجسم. يعتمد النظام على قياس حجم الورم والبحث عن الطريق الفحوصات المختبرية والتصويرية على انتشار المرض في العقد الليمفاوية وأعضاء الجسم.
والاحرف TNM ترمز للتالي
T: الورم بالأنكليزية.و يعبر عن حجم الورم ويختلف تقسيم القياس حسب نوع ومكان الورم.
ويضع الحرف x عندما يصعب وضع الورم في أي من التقسيمات السابقة.
يصنف سرطان الرئة في أربع مراحل سريرة وفقاً لحالة الورم البدئي primary tumor - T وحالة العقد اللمفاوية regional lymphnodes - N وحالة الأجهزة المختلفة distant metastasis، كما يعدّ هذا التصنيف أساساً ضرورياً لاختيار الطريقة العلاجية المناسبة والإنذار المستقبلي:
ورم من أي حجم كان يغزو عناصر المنصف كالقلب أو الأوعية الكبيرة أو الرغامى أو مهمازها أو المري أو جسم الفقرات أو يترافق مع انصباب جنب خبيث أو مع عقدة إضافية خبيثة مستقلة في نفس الفص المصاب Satellite Nodule.
N: العقد اللمفاوية
NX
لا يمكن تقييم العقد الليمفاوية
N0
العقد اللمفاوية غير مصابة
N1
إصابة العقد اللمفاوية داخل الرئة أو حول القصبات أو في سرة الرئة من جهة الإصابة.
N1a
الانبثاث إلى عقدة واحدة N1
N1b
الانبثاث إلى اثنين أو أكثر من العقد اللمفاوية N1
N2
إصابة العقد المنصفية في جهة الإصابة
N2a1
انتقال الورم إلى N2 العقدية مع عدم تورط N1 من العقد الليمفاوية
N2a2
انتقال الورم إلى N2 العقدية مع تورط N1 من العقد الليمفاوية
N2b
الانبثاث إلى اثنين أو أكثر من N2
N3
الإنتشار وصل إلى عدد كبير من العقد اللمفاوية البعيدة عن الورم.
M: انتشار الورم
MX
لا يمكن تحديد ما إذا انتشر الورم ام لا
M0
لا يوجد انبثاث للورم
M1a
أى من:
أجزاء منفصلة في الورم انتقلت إلى الرئة المجاورة غير المصابة.
انتقال الورم إلى العقيدات الجنبية أو التامور
الانصباب الجنبي الخبيث أو التامور الخبيث
M1b
انتقال جزء صغير من الورم خارج منطقة الصدر
M1c
انتقال جزء كبير من الورم خارج منطقة الصدر
التصنيف المرحلي الدولي لسرطان الرئة (TNM)
TNM
المجموعة
T1a–T1b N0 M0
IA
T2a N0 M0
IB
T1a–T2a N1 M0
IIA
T2b N0 M0
T2b N1 M0
IIB
T3 N0 M0
T1a–T3 N2 M0
IIIA
T3 N1 M0
T4 N0–N1 M0
N3 M0
IIIB
T4 N2 M0
M1
IV
المراحل المختلفه لسرطان الرئة
مرحلة IA و IB من سرطان الرئة
المرحلة AII من سرطان الرئة
المرحلة IIB من سرطان الرئة
المرحلة AIII من سرطان الرئة
المرحلة IIIA من سرطان الرئة
المرحلة IIIA من سرطان الرئة
المرحلة IIIB من سرطان الرئة
المرحلة IIIB من سرطان الرئة
المرحلة الرابعة من سرطان الرئة
العلاج
علاج سرطان الرئة يعتمد على نوع الخلية السرطانية، مدى انتشاره وآداء المريض. العلاجات الشائعة تتضمّن الرعاية لتخفيف الألم، الجراحة، العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.[64]
ليس كل سرطانات الرئة مناسبة للجراحة. حيث تعتبر (مرحلة السرطان وموقعه ونوع الخلية) من العوامل الهامة المحددة.[65][66][67]
استئصال الجزء (إزالة تقسيم تشريحي لفص معين من الرئة)
استئصال الرئتين (إزالة الرئة بأكملها)
استئصال القصبات (إزالة مقطع أنبوبي المرتبط بالشعب الهوائية الرئيسية أثناء استئصال الفصوص)[69][70]
المآل
من بين جميع المصابين بسرطان الرئة في الولايات المتحدة يعيش حوالي 16.8 ٪ لمدة لا تقل عن خمس سنوات بعد التشخيص.[71] في إنجلترا وويلز، بين عامي 2010 و 2011، قدر معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الرئة لمدة خمس سنوات بنسبة 9.5 ٪. ولكن النتائج تعتبر أسوأ بشكل عام في العالم النامي.[72] غالباً ما يكون السرطان في مرحلة متأخرة عند التشخيص. حوالي 30-40 ٪ من حالات سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة - NSCLC تكون في المرحلة الرابعة، و 60 ٪ من سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة - SCLC تكون في المرحلة الرابعة.[73] تشير البيانات الإنجليزية إلى أن حوالي 70٪ من المرضى يبقون على قيد الحياة في السنة الأولى عند تشخيصهم في المرحلة الأولى من السرطان، لكن هذا لا يتعدى 14٪ فقط بالنسبة للمصابين في المراحل المتأخرة من السرطان.[74][75]
تشمل الأعراض بالنسبة لحالات سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة NSCLC وجود أعراض رئوية، وحجم الورم يكون كبيراً (> 3 سم)، ودرجة الانتشار (المرحلة) والانبثاث إلى عدة الغدد الليمفاوية تكون أكبر من النوع الأخر. كما يحدث انخفاض الوزن بنسبة تزيد عن 10٪. بينما تشمل الأعراض بالنسبة لحالات سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة - SCLC ضعف الأداء والجنس ومشاكل الجهاز العصبي المركزي ومشاكل الكبد في وقت التشخيص.[76][77]
نتائج سرطان الرئة وفقاً للمرحلة السريرية
المرحلة السريرية
البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد التشخيص (٪)
سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة
سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة
IA
50
38
IB
47
21
IIA
36
38
IIB
26
18
IIIA
19
13
IIIB
7
9
IV
2
1
بالنسبة لحالات سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة NSCLC، يتم تحقيق أفضل تشخيص بالاستئصال الجراحي الكامل للمرحلة IA، وتصل نسبة البقاء على قيد الحياة إلى 70٪ لمدة خمس سنوات. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة SCLC لديهم معدل بقاء 1% لمدة خمس سنوات.[78][79]
علم الأوبئة
يُعدّ سرطان الرئة في جميع أنحاء العالم هو السرطان الأكثر شيوعاً بين الرجال من حيث الإصابة والوفيات على حد سواء، وبين النساء يعدّ هو ثالث أعلى نسبة وهو الثاني بعد سرطان الثدي في معدل الوفيات. في عام 2012، كان هناك 1.82 مليون حالة جديدة في جميع أنحاء العالم، و 1.56 مليون حالة وفاة بسبب سرطان الرئة وهو ما يمثل 19.4 ٪ من جميع الوفيات الناجمة عن السرطان. أعلى المعدلات كانت في أمريكا الشماليةوأوروبا وشرق آسيا، مع أكثر من ثلث الحالات الجديدة في الصين في ذلك العام. بينما كانت معدلات أفريقيا وجنوب آسيا أقل بكثير.[80]
الشريحة السكانية الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة هي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا والذين لديهم تاريخ من التدخين.[81] على عكس معدل وفيات الرجال - الذي بدأ يتراجع منذ أكثر من 20 عامًا، ارتفعت معدلات وفيات سرطان الرئة للنساء خلال العقود الماضية. في الولايات المتحدة، يبلغ خطر الإصابة بسرطان الرئة على مدار العمر 8٪ لدى الرجال و 6٪ عند النساء.[82]
لكل 3 إلى 4 ملايين سيجارة مدخنة يمكن أن تسبب الوفاة بسبب سرطان الرئة.[83] يتزايد دور التدخين السلبي كعامل خطر لسرطان الرئة مما أدى إلى تدخلات سياسية لتقليل التعرض غير المرغوب فيه لغير المدخنين لدخان التبغ لدى الآخرين.[84][85]
في الولايات المتحدة، تعتبر نسبة الإصابة بسرطان الرئة أعلى لدى كل من الرجال السود والنساء السود. معدلات سرطان الرئة هي حاليا أقل في البلدان النامية. ولكن مع زيادة التدخين في البلدان النامية، من المتوقع أن ترتفع المعدلات في السنوات القليلة المقبلة، لا سيما في الصين والهند.[86][87]
في الولايات المتحدة، تعتبر نسبة قدامى المحاربين العسكريين هي أعلى نسبة لسرطان الرئة بحوالي 25-50 ٪ في المقام الأول بسبب ارتفاع معدلات التدخين. خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، لعب الأسبستوس دورًا هاماً أيضًا في زيادة نسبة الإصابة بالسرطان.[88][89][90]
سرطان الرئة هو ثالث أكثر السرطانات شيوعا في المملكة المتحدة[91] (حوالي 46,400 شخص تم تشخيص إصابتهم بالمرض في عام 2014)[92] وهو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة المرتبطة بالسرطان (حوالي 35,900 ماتوا في عام 2014).[93][94][95]
تاريخ
كان سرطان الرئة غير شائع قبل ظهور تدخين السجائر.[96] لم يعترف حتى كمرض متميز حتى عام 1761.[96][97] تم وصف الجوانب المختلفة لسرطان الرئة أكثر في عام 1810 حيث شكلت أورام الرئة الخبيثة فقط 1 ٪ من جميع السرطانات التي شوهدت في تشريح الجثة في عام 1878، لكنها ارتفعت إلى 10-15 ٪ بحلول أوائل 1900. بلغ عدد الحالات في الأدبيات الطبية حوالي 374 حالة فقط في جميع أنحاء العالم في عام 1912 ولكن عند مراجعة عمليات التشريح أظهرت أن الإصابة بسرطان الرئة قد ارتفعت من 0.3٪ في عام 1852 إلى 5.66٪ في عام 1952.[98][99] في ألمانيا في عام 1929، أدرك الطبيب فريتز ليكيت العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة.[100] كانت دراسة الأطباء البريطانيين، التي نُشرت في الخمسينات من القرن العشرين أول دليل وبائي صلب للصلة بين سرطان الرئة والتدخين.[101] ونتيجة لذلك، في عام 1964، أوصى الجراحين في الولايات المتحدة المدخنين بإيقاف التدخين.[102][103]
تم التعرف على أخطار غاز الرادون لأول مرة بين عمال المناجم في الجبال في ساكسونيا.[104][105] كانت هذه المناجم غنية باليورانيوم مع الراديوم. أُصيب عمال المناجم بأمراض الرئة، وتم التعرف عليها في نهاية المطاف على أنها سرطان الرئة في سبعينيات القرن التاسع عشر. على الرغم من هذا الاكتشاف، استمر التعدين في الخمسينيات، بسبب طلب اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية على اليورانيوم. تم تأكيد الرادون كسبب لسرطان الرئة في الستينات.[104][106]
تم إجراء أول استئصال رئوي ناجح لسرطان الرئة في عام 1933. تم استخدام العلاج الإشعاعي منذ أربعينيات القرن العشرين.[107][108] كان العلاج الإشعاعي الجذري، المستخدم في البداية في الخمسينات من القرن العشرين، محاولة لاستخدام جرعات إشعاعية أكبر لدى المرضى المصابين بسرطان الرئة في مرحلة مبكرة نسبيا، ولكنهم كانوا غير مؤهلين لإجراء الجراحة.[109] في عام 1997، شوهد العلاج الإشعاعي المتسارع المستمر كشئ أكثر فعالية مقارنة بالعلاج الإشعاعي الراديكالي التقليدي.[110] مع سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، كانت المحاولات الأولية في الستينيات عند الاستئصال الجراحي والعلاج الإشعاعي الراديكالي غير ناجحة. في السبعينات، تم تطوير أنظمة العلاج الكيميائي الناجحة.[111][112][113]
^"Tobacco Smoke and Involuntary Smoking"(PDF). IARC Monographs on the Evaluation of Carcinogenic Risks to Humans. WHO International Agency for Research on Cancer. ج. 83. 2004. مؤرشف(PDF) من الأصل في 13 أغسطس 2015. There is sufficient evidence that involuntary smoking (exposure to secondhand or 'environmental' tobacco smoke) causes lung cancer in humans. ... Involuntary smoking (exposure to secondhand or 'environmental' tobacco smoke) is carcinogenic to humans (Group 1).
^Chen H، Goldberg MS، Villeneuve PJ (أكتوبر–ديسمبر 2008). "A systematic review of the relation between long-term exposure to ambient air pollution and chronic diseases". Reviews on Environmental Health. ج. 23 ع. 4: 243–97. DOI:10.1515/reveh.2008.23.4.243. PMID:19235364.
^Subramanian J، Govindan R (فبراير 2007). "Lung cancer in never smokers: a review". Journal of Clinical Oncology. American Society of Clinical Oncology. ج. 25 ع. 5: 561–70. DOI:10.1200/JCO.2006.06.8015. PMID:17290066.
^"Small Cell Lung Cancer Treatment". PDQ for Health Professionals. National Cancer Institute. 2012. مؤرشف من الأصل في 13 مايو 2012. اطلع عليه بتاريخ 16 مايو 2012.
^Proctor RN (مارس 2012). "The history of the discovery of the cigarette-lung cancer link: evidentiary traditions, corporate denial, global toll". Tobacco Control. ج. 21 ع. 2: 87–91. DOI:10.1136/tobaccocontrol-2011-050338. PMID:22345227.
^Lovato C، Watts A، Stead LF (أكتوبر 2011). "Impact of tobacco advertising and promotion on increasing adolescent smoking behaviours". The Cochrane Database of Systematic Reviews ع. 10: CD003439. DOI:10.1002/14651858.CD003439.pub2. PMID:21975739.
^National Cancer Institute; SEER stat fact sheets: Lung and Bronchus. Surveillance Epidemiology and End Results. 2010 [1]نسخة محفوظة 6 July 2014 على موقع واي باك مشين.
^Zhang J، Ou JX، Bai CX (نوفمبر 2011). "Tobacco smoking in China: prevalence, disease burden, challenges and future strategies". Respirology. ج. 16 ع. 8: 1165–72. DOI:10.1111/j.1440-1843.2011.02062.x. PMID:21910781.
^Behera D، Balamugesh T (2004). "Lung cancer in India"(PDF). The Indian Journal of Chest Diseases & Allied Sciences. ج. 46 ع. 4: 269–81. PMID:15515828. مؤرشف(PDF) من الأصل في 17 ديسمبر 2008.
^Morgagni، Giovanni Battista (1761). De sedibus et causis morborum per anatomen indagatis. OL:24830495M. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
^Bayle, Gaspard-Laurent (1810). Recherches sur la phthisie pulmonaire (بالفرنسية). Paris. OL:15355651W. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (help)
^Miller AB، Fox W، Tall R (سبتمبر 1969). "Five-year follow-up of the Medical Research Council comparative trial of surgery and radiotherapy for the primary treatment of small-celled or oat-celled carcinoma of the bronchus". Lancet. Elsevier. ج. 2 ع. 7619: 501–5. DOI:10.1016/S0140-6736(69)90212-8. PMID:4184834.
^Cohen MH، Creaven PJ، Fossieck BE، Broder LE، Selawry OS، Johnston AV، Williams CL، Minna JD (1977). "Intensive chemotherapy of small cell bronchogenic carcinoma". Cancer Treatment Reports. ج. 61 ع. 3: 349–54. PMID:194691.
^Kabela M (1956). "[Experience with radical irradiation of bronchial cancer]" [Experience with radical irradiation of bronchial cancer]. Ceskoslovenska Onkologia (بالألمانية). 3 (2): 109–15. PMID:13383622.
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.