لاثنائية
تطورت الأفكار الآسيوية عن اللاثنائية من الفلسفات الفيدية والأبانيشادية التابعة للفيدية، ومن التقاليد البوذية كذلك.[3] أقدم ما يدل على اللاثنائية في الفكر الهندي موجود في الأبانيشادات المبكرة مثل بريهاداراناياكا أبانيشاد، وفي أبانيشادات أخرى سابقة للبوذية مثل تشاندوغيا أبانيشاد، الذي يركز على وحدة الروح المفردة المسماة أتمان والكائن الأعلى المسمى براهمان. شاع في الهندوسية ارتباط اللاقنائية بتقليد أدفايتا فيدانتا الذي أسسه آدي شانكارا.[4] في التقليد البوذي ترتبط اللاثنائية بتعاليم الخلاء (سونياتا) وعقيدة الحقيقتين، ولا سيما تعليم مادياماكا القاضي بوحدة الحقيقة المطلقة والنسبية،[5][6] وفكرة يوغاشارا «لا شيء إلا العقل (أو الفكر)» (سيتا ماترا) أو «لا شيء إلا التمثيل» (فيجنابتيماترا).[4] هذه التعاليم مجموعةً إلى عقيدة طبيعة بوذا كانت مفاهيم مؤثرة في تطور بوذية الماهايانا اللاحق، لا في الهند وحدها، بل وفي بوذية شرق آسيا والتبت، لا سيما بوذية التشان (أو الزن) والفاجرايانا. الأفلاطونية المحدثة الغربية عنصر أساسي في التصوف المسيحي والروحانية المسيحية، وفي الباطنية الغربية والروحانية الحديثة، لا سيما التوحيدية والفلسفة المتعالية والكونية والفلسفة الخالدة. التأثيلعند التعبير عن اللاثنائية، تستعمل الهندوسية المصطلح السنسكريتي أدفايتا، أما البوذية فتستعمل أدفايا (بالتبتية: غنيس ميد، بالصينية: بو إره، باليابانية: فو ني). «أدفايتا» (अद्वैत) مشتقة من الجذور السنسكريتية: «أ» الذي يدل على النفي، و«دفايتا» الذي يدل على الثنائية، لذا يترجم عادة إلى اللاثنائية. كلا المصطلحين «اللاثنائية»، وأصله «أدفايتا»، يدل على معاني متعددة. أصل الكلمة الإنكليزية "nondualism" هو اللاتينية duo التي تعني «اثنين»، مسبوقة بالسابقة "non-" التي تدل على النفي. أدفايا (अद्वय) كلمة سنسكريتية أخرى تعني «التطابق والفرادة، ونفي الثنائية»، وتشير عادة إلى عقيدة الحقيقتين في بوذية الماهايانا، لا سيما مادياماكا. من أوائل استعمالات كلمة أدفايتا ما نجده في الآية 4.3.32 من بريهاداراناياكا أبانيشاد (800 قبل الميلاد تقريبًا) وفي الآية 7 والآية 12 من ماندوكيا أبانيشاد (اختلف تأريخها بين 500 قبل الميلاد و200 بعد الميلاد). يظهر المصطلح في بريهادارانايكا أبانيشاد في المقطع الذي فيه نقاش عن وحدة أتمان (الروح المفردة) وبراهمان (الوعي الكوني)، كما يلي:
جاء مصطلح "nondual" الإنكليزي من الترجمات المبكرة للأبانيشادات من اللغات الغربية الأخرى عام 1775. دخلت هذه المصطلحات إلى الإنكليزية من الترجمات الإنكليزية الحرفية لكلمة «أدفايتا» التي تَلَتْ أول موجة من الترجمات الإنكليزية للأبانيشادات. بدأت الترجمات بعمل مولر (1823–1900) في كتابه الضخم كتب الشرق المقدسة (1879). ترجم ماكس مولر كلمة «أدفايتا» إلى «أحادية (Monism)»، كما يترجمها علماء معاصرون كثيرون.[7] ولكن بعض العلماء يقول إن «أدفايتا» ليست هي الأحادية.[8] تعريفاتاللاثنائية مصطلح غامض، يمكن أن يوجد له عدة تعريفات. في رأي إسبن ونيكولوف، اللاثنائية هي الفكرة الموجودة في بعض المدارس الهندوسية والبوذية والطاوية التي تقضي، بشكل عام:
ولكن لوجود أفكار مشابهة ومصطلحات مشابهة في روحانيات وأديان كثيرة أخرى، قديمًا وحديثًا، لم يكن أي تعريف للكلمة الإنكليزية كافيًا لجمعها كلها، وربما كان الأفضل الحديث عن «لاثنائيات» عديدة، أو نظريات في اللاثنائية.[9] يرى ديفيد لوي الذي يرى أن اللاثنائية بين الذاتي (أو الفاعل) والخارجي (أو المفعول) موضوعًا مشتركًا بين الطاوية وبوذية الماهايانا والأدفايتا فيدانتا، يفرق بين «خمسة أنواع للاثنائية»:
يقابل فكرة اللاثنائية عادةً فكرة الثنائية، التي ترى أن الكون والطبيعة مؤلفان من حقيقتين، الله والعالم، أو الله والشيطان، أو العقل والمادة، وهكذا.[10][11] توجد أفكار اللاثنائية أيضًا في الأديان والفلسفات الغربية، وقد اكتسبت شهرة وانجذابًا إليها في الروحانية الغربية الحديثة وتفكير العصر الجديد.[12] تظهر نظريات مختلفة ومفاهيم مختلفة يمكن ربطها باللاثنائية في تقاليد دينية كثيرة. منها:
المراجع
|