لخضر بلومي
لخضر بلومي (ولد في 29 ديسمبر 1958 في مدينة معسكر)، لاعب كرة قدم جزائري ومدير سابق. يعتبر على نطاق واسع أحد أفضل اللاعبين في الجزائر وواحد من أفضل اللاعبين في إفريقيا.[2][3] يقال أنه مخترع "ممر المكفوفين".[4] حصل على رابع أفضل لاعب أفريقي في القرن بعد جورج وياه، روجيه ميلا وعبيدي بيليه.[5][6] يحمل الرقم القياسي باعتباره اللاعب الجزائري الأكثر تتويجًا بـ 100 مباراة وطنية[7] (147 مباراة غير معترف بها من قبل الفيفا)[8] وهو أيضًا ثالث أفضل هداف للمنتخب الجزائري برصيد 28 هدفًا[9]( 34 هدفًا لم يعترف بها الفيفا).[10] فازت الجزائر بأول ظهور لها في المونديال عام 1982 بنتيجة 2-1 بفضل هدف بلومي ضد حامل اللقب منتخب ألمانيا الغربية.[11][12] مسيرته الرياضيةيصنفه بعض الأخصائيين في لعبة الكرة كأحسن لاعب إفريقي القرن ما إذا كان قد لعب في الفرق الأوروبية الكبرى التي طال ما كانت تتمناه، حيث يعد أكثر لاعب تلقى اتصالات عديدة من أكبر الأندية، لعلها أكبر عروض تلقاها لاعب عربي في تاريخ الكرة العربية، ومن بين هذه الأندية، نادي برشلونة، ريال مدريد، يوفنتوس تورينو، باريس سان جيرمان، بايرن ميونخ...إلى آخره.[13] سيرة لخضر بلوميالبدايةوُلد لخضر بلومي سنة 1958 م بمعسكر في عائلة بسيطة، وهو الابن الأصغر للسيد سي البشير الذي كان يعمل فلاحا.
ولقد بدأ لخضر بلومي ممارسة الكرة في سن مبكر جدا مع صنف الأشبال في نادي أولمبي سامباك بمعسكر. وبعد عام من ذلك صعد إلى صنف الأواسط، ومن هنا بدأت حكاية الساحر الصغير الذي أبهر مدرب الأكابر، مما جعله سنة بعد ذلك يلعب أول مباراة له مع الفريق الأول الذي كان ينشط في الدرجة الثالثة للدوري الجزائري وهو في سن أصغر من سن الأواسط حيث كان عمره يبلغ 12 سنة فقط. مع الأنديةأما على مستوى النوادي، فما عدى سنتين لعب فيها مع مولودية الجزائر العاصمة ما بين 1979 و1981 عندما أدى خدمته العسكرية، برز مع ناديين هما، غالي معسكر ومولودية وهران. فهو اللاعب الذي استطاع أن يقود وحده نادي غالي معسكر المتواضع إلى الفوز ببطولة الجزائر عام 1984، وأوصله إلى الدور ربع النهائي في كأس أبطال إفريقيا سنة 1985 حيث خسروا ضد نادي بيليما من الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا). ولم يشارك بلومي في هذا الدور بعد الإصابة التي تعرض لها في الدور الأول في طرابلس ضد الاتحاد الليبي.
مع منتخب الجزائرفي المنافسات الإقليميةقاد لخضر بلومي منتخب الجزائر في سبتمبر 1979 في دورة ألعاب البحر المتوسط بسبليت في يوغسلافيا تحت قيادة المدرب محي الدين خالف للفوز بالميدالية البرونزية بعد الفوز على اليونان في اللقاء الترتيبي. وسجل بلومي في الدورة أهداف هامة منها الهدف الذي سجله في المبارة الترتيبية ضد منتخب اليونان. ولقد عُين ثالث أحسن لاعب في هذه البطولة بحصوله على جائزة الذب، رمز هذه الألعاب. في المنافسات الأولمبيةعلى الصعيد الأولمبي، ففي ديسمبر 1979 قاد بلومي الفريق الوطني إلى هزم منتخب المغرب بـ5-1 في الدار البيضاء وبـ3-0 في الجزائر العاصمة ضمن الدور الثاني لتصفيات الألعاب الأولمبية 1980 بموسكو مما فتح للمنتخب باب التأهل بعد اعتذار منتخب ليبيا لملاقاة منتخب الجزائر في الدور الثالث والأخير.
وفي شهر يوليو 1980، أقيمت الألعاب الأولمبية في موسكو، واستطاع بلومي قيادة منتخب الجزائر إلى الدور ربع النهائي، نذكر فقط أنه سجل أهداف هامة، منها هدف التعادل ضد المنتخب الإسباني والذي بفضله تأهلت الجزائر إلى دور ربع النهائي. فقد ساهم بالتالي لصنع اسم للمنتخب على الصعيد الدولي وكان بلومي من بين أحسن اللاعبين في الدورة. في المنافسات الإفريقيةعلى المستوى الإفريقي، شارك بلومي في أربع نهائيات لكأس أمم إفريقيا وكان هذا الإنجاز رقم قياسي إفريقي وعربي في تلك الفترة. في منافسات كأس العالمعلى مستوى كأس العالم، جاءت تصفيات مونديال 1982، ولكنه تعرض لإصابة كبيرة كانت في بطولة الجزائر ذاك العام في مباراة بين غالي معسكر واتحاد الحراش أبعدته عن الملاعب مدة أربعة أشهر. ولكن عودته جاءت قبيل التصفيات، وكان للخضر بلومي الدور الأكبر في تأهل منتخب الجزائر إلى كأس العالم بإسبانيا، حيث سجل هدف واحد ضد منتخب سيراليون في الدور الأول، هدفين ضد منتخب النيجر في الدور الثالث وسجل في الدور الرابع والأخير هدفين ضد منتخب نيجيريا، الأول في لاجوس حيث فازت الجزائر 2-0، والثاني في مباراة العودة بقسنطينة إضافة إلى أنه مرّر كرة الهدف الثاني لرابح ماجر وفازت الجزائر 2-1 وتأهلت لأول مرة إلى كأس العالم. وعُين بلومي أحسن لاعب في تصفيات منطقة إفريقيا للمونديال، وفي أكتوبر 1981 فاز بذلك بالكرة الذهبية الإفريقية من مجلة فرانس فوتبول، وتلقى حينها عروضا من أكبر الأندية الأوروبية مثل نادي برشلونة الذي فضله على النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا، ولكن القانون آنذاك في الجزائر لم يسمح له بالذهاب وفي الأخير قرّر البقاء في بلده حيث أمضى مرة أخرى مع نادي غالي معسكر، وهذا ما أدى بالنادي الإسباني لإمضاء العقد مع مارادونا بعد أن فشل في إقحام بلومي إلى صفوفه. مباريات ودية شهيرةأخيرا للخضر بلومي العديد من اللقاءات الودية التاريخية، أبرزها اللقاء التاريخي بين منتخب نجوم العالم ومنتخب نجوم أوروبا الذي أقيم بنيو يورك في جويلية 1982. وكان اللاعب العربي والإفريقي الوحيد الذي استُدعي فيه، كما كان له الشرف أن يحمل رقم 10 في وجود دييغو مارادونا وزيكو. وسجل بلومي هدف رائع في تلك المباراة ضد بطل العالم الحارس الإيطالي دينو زوف كما أنه مرر كرة الهدف الثاني الذي سجله البرازيلي زيكو. وبعد انتهاء المبارة، توجه إليه الجوهرة السوداء بيليه الذي شاهد اللقاء، وقال له «أنت لاعب كبير». نهاية مسيرته كلاعبدوليا أنهى لخضر بلومي ممارسته الكرة بمشاركته مع منتخب الجزائر داخل الصالة في بطولة العالم داخل الصالة 1989 التي جرت بهولندا واستطاع بلومي تسجيل هدف في المبارة الدور الأول ضد منتخب الدنمارك كانت في الدقيقة 10. أما محليا، فبعد مشوار طويل في الكرة أنهى لخضر بلومي مشواره الكروي مع فريقه الأول غالي معسكر قادما من فريقه الثاني مولودية وهران ولعب مع غالي معسكر من موسم 1994 إلى 1999 حين بلغ السن الـ40، السنة التي اعتزل فيها اللعب نهائيا. كما لا ننسى تتويجه مع منتخب الجزائر بجائزة أحسن منتخب إفريقي في التمانينات بعد النتائج والمستوى العالي الذي قدمه المنتخب طوال العشر سنوات، كان ترتيبه إفريقيا رابعا على الأقل في كل سنة وفاز بالمرتبة الأولى أعوام 1980، 1981 و1982 على التوالي. نذكر أنه سنة 2008 بمناسبة كأس أمم إفريقيا بغانا، حصل بلومي من الكاف على جائزة استحقاق لمشواره الكروي المتميز، وهي جائزة فريدة من نوعها. إتجاهه إلى التدريبإتجه لخضر بلومي بعدها إلى التدريب، حيث حصل على دبلوم في التدريب من الاتحادين الدولي (الفيفا) والألماني بعد أن خضع لدورة لمدة سنتين، ودرب بعدها كل من مولودية وهران، اتحاد بلعباس، نادي أم صلال القطري، وعمل أيضا كمساعد مدرب منتخب الجزائر مع علي فرقاني، وأخيرا كمدرب لغالي معسكر، وهو الآن مستشار فني لنادي مولودية وهران. تسوية قضية 17 نوفمبر 1989 بالقاهرةحينما نغوص في تاريخ المواجهات بين مصر والجزائر، يستوقفنا لقاء القاهرة ليوم 17 نوفمبر 1989 في إطار لقاء الإياب من الدور الأخير لتصفيات مونديال إيطاليا 1990. بداية جرى لقاء الذهاب بقسنطينة بالجزائر وانتهى بالتعادل السلبي للمنتخبين، ثم جاء لقاء العودة بالقاهرة بمصر، ولكن هذه المبارة جرت فيها أحداث سببت أهم خلاف بين البلدين الشقيقين الجزائر ومصر. ومن أهم هذه الأحداث، هي إصابة أحد المناصرين المصريين، السيد أحمد عبد المنعم (طبيب المهنة) بفقى عينه، هذا بعد احتكاكات جرت بين الوفد الجزائري والمناصرين المصريين في نزل الشيراتون بالقاهرة. الصحافة والجهة الرسمية المصرية تكلمت أن الوفد الجزائري بعد هزيمته 1-0 أماما المنتخب المصري، اعتدى على المناصرين المصريين الذين كانو موجودين في النزل الذي كان يقيم فيه، بينما قام أبرز اللاعبين الجزائريين لخضر بلومي بفقئ عين السيد أحمد عبد المنعم. أما الصحافة والجهة الرسمية الجزائرية فكان لها رأي آخر، وقالت أن هذا افتعال من الطرف المصري لتبرير ما جرى من حوادث بما فيها المضايقات التي تعرض لها منتخب الجزائر في القاهرة وكدى انحياز الحكم علي بن ناصر في المبارة. وأن لخضر بلومي اُسْتُهْدِفَ كونه أعظم لاعب جزائري.[15] أما عن تفاصيل حادثة فقئ عين السيد أحمد عبد المنعم، فتكلمت الجهة الجزائرية أنه بعد المبارة، دخل وفد المنتخب الجزائري إلى فندق الشيراطون الذي كان يُقيم فيه، ولكنه وجد مناصرين مصريين عدة في غرفة الاستقبال بينما كان من المفروض أن يكون آمنا، وكان في غرفة الاستقبال السيد أحمد عبد المنعم، فحدثت اشتباكات بين المناصرين المصريين وبعض لاعبي منتخب الجزائر مما أدى بالحارس الثاني لمنتخب الجزائر كمال قادري عن غير قصد إلى فقئ عين السيد أحمد عبد المنعم وإصابته بالتالي بعاهة مستديمة. أما البعض الآخر من اللاعبين بما فيهم الإيطار الفني بزعامة المدرب عبد الحميد كرمالي، فكانو في الطابق الأعلى في غرفهم بما فيهم اللاعب لخضر بلومي.[16] لكن الشرطة عند وصولها أمرت القبض على لخضر بلومي، فطالبت النيابة المصرية إحضاره لاستجوابه في قسم الشرطة، وفي العاشرة ليلا وصل النائب العام للشرطة إلى الفندق لاصطحاب بلومي الي قصر العدالة، لكن رئيس الوفد الجزائري رفض السماح للشرطة بإيقافه من الفندق والذي كان يقيم فيه أيضا السفير الجزائري، وهو ما تم الاستجابة اليه بعد تدخل مدير الفندق. وبعد حضور السفير الجزائري واطلاعه تفاصيل القضية المنسوبة ضد بلومي، اقترحت الشرطة المصرية بضرورة مغادرة بلومي مصر في مدة لا تتجاوز 6 ساعات وإلا سوف تقبض عليه، لكن السفير الجزائري رفض هذا الاقتراح وقال أن بلومي لن يرحل الا بمعية كامل البعثة. وبعد المفاوضات بين النائب العام ورئيس الوفد. اُسْتُمِع إلي أقوال بلومي في المستشفي الفلسطيني. ولكن في صبيحة اليوم الموالي كتبت الصحافة المصرية أنه رُفِّعَت دعوة قضائية ضد بلومي وأن هذا الأخير سيذلي بأقواله أمام النائب العام للشرطة. وبعدها أُصدر حكما بدفع 50 ألف دولار ككفالة ليتمكن بلومي من مغادرة التراب المصري.[17] لكن في مارس 1994، أعاد القضاء المصري فتح القضية، وطلب من الانتربول إحضار بلومي إلقاء القبض وتقديمه للعدالة لمحاكمته، وخرج هذا القرار للتطبيق عام 2006 أدى بمنعه من مغادرة التراب الجزائري. هذا القرار الأخير أدى إلى تدخل السلطات العليا للجزائر لحل هذه القضية، على رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وفي عام 2009، أُصْدِر قرار بإسقاط الحكم والعفو نهائيا عن لخضر بلومي أمام القضاء المصري بعد أن تقدمت دولة الجزائر باعتذار رسمي لفقئ عين السيد عبد المنعم، أدى بتنازل هذا الأخير عن حقوقه وسحب قضيته ضد لخضر بلومي الذي كان في الحقيقة بريئا من هذه التهمة[18]، وإسقاط الحكم أمام الإنتربول خلال الجمعية العامة للمنظمة التي إنعقدت في الفترة من 16 إلى 22 سبتمبر بمدينة ساوباولو البرازيلية بمشاركة 186 دولة.[19] يذكر أن بلومي أصر دوما أنه بريء طيلة الـ20 سنة.[20] وبعد إسقاط هذا القرار، كانت أول خرجة للخضر بلومي خارج الجزائر إلى البقاع المقدسة بالعربية السعودية لأداء العمرة، وهذا ما كان قد وعد ووفى به.[21]
إنجازاتشخصية
مع النوادي
مع منتخب الجزائر
ماذا قال عنه نجوم كرة القدمهذا ما قال عنه بعض نجوم كرة القدم من لاعبين، مدربين وصحفيين.[23][24]
أهداف لخضر بلومي مع منتخب الجزائرأهداف لخضر بلومي الدولية مع منتخب الجزائر عبر مشواره الكبير والطويل. مراجع
مصادر
وصلات خارجية
|