ناهض منير الريِّس (1356- 1431 هـ / 1937- 2010 م) حقوقي وسياسي وعسكري ومفكِّر فلسطيني، وأديب كاتب وشاعر ومترجم، ووزير عدل سابق في السلطة الوطنية الفلسطينية.[2][3] ولد في غزة ودرس في القاهرة وعاش في دمشق وتوفي في غزة. وهو ابن المناضل الفلسطيني منير محمد الريِّس، ووالد العالمة النحوية المحققة د. سناء ناهض الريِّس.[4]
ولادته وتحصيله
ولد أبو منير، ناهض بن منير الريِّس في مدينة غزة، يوم الخميس 10 شعبان1356هـ الموافق 14 أكتوبر (تشرين الأول) 1937م، لأسرة غَزِّية عريقة عُرفت بالوطنية والثقافة، وهو الابن البِكر لرئيس بلدية غزة منير محمد الريِّس الذي اشتَهَر بالزعامة الوطنية والأدب.
درس ناهض المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة الإمام الشافعي في غزة، وأكمل المرحلة الثانوية في مدرسة فلسطين الثانوية الفرع الأدبي. وفي عام 1954 شارك مع بعض زملائه في قيادة المظاهرات المطالبة بالتجنيد وحمل السلاح، وبدأ الكتابة في الصُّحف المحلية "الجهاد المقدَّس" و"اللواء".
ثم انتقل إلى مصر عام 1956 لدراسة الحقوق، وحصل عام 1959[ا] على الإجازة (بكالوريوس) من كلية الحقوق جامعة القاهرة. وفي تلك المرحلة ألَّف أول كتاب له بعنوان "كلمة في الكِيان الفلسطيني". وشارك في تأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين بالقاهرة عام 1958،[5] وحضر عام 1959 أولَ مؤتمر عام للطلَّاب العرب في القاهرة، شاركت فيه وفودٌ من الأقطار العربية والآسيوية والإفريقية والأوربية والأمريكية، وانبثقَ عن المؤتمر الاتحادُ العامُّ للطلاب العرب، وانتُخب الريِّس نائبًا للرئيس. وفي القاهرة كان يسكن في مِنطقة الأورمان قربَ جامعة القاهرة، في بيت واحد مع كل من محمد أبو ميزر (أبو حاتم)، وسعد الدين الغندور، وفيه شهد اجتماعًا لميشيل عفلق زعيم حزب البعث بالبعثيين العرب من غير المصريين، عام 1959.[6]
وظائفه ونضاله
عقب حصوله على شهادة الحقوق عاد إلى غزة، وشارك في كتابة المقالات في جريدة أخبار فلسطين، ثم عُيِّن عام 1964 وكيلًا للنائب العام في مدينة غزة حتى عام 1965. ثم ترك عمله وتطوَّع ضابطًا في جيش التحرير الفلسطيني في قطاع غزة،[7] بعد أن خضع للدراسة والتدريب عامًا كاملًا في مصر؛ في كلية الضبَّاط الاحتياط في فايد، ثم في مدرسة المشاة في القاهرة، وتخرَّج برتبة ملازم أول. كُلِّف فصيله في حرب عام 1967 الدفاعَ عن (المنطار)، وأصيب بجراح في معركة الدفاع عن الموقع. واضطُرَّ عام 1968 مع بعض مجموعاته بعد المطاردة الشَّرسة من قِبَل قوات الاحتلال إلى مغادرة قطاع غزة إلى صحراء سيناء، ومنها إلى الأردن عبر النقب، وهناك التحقَ من جديد بقوات التحرير الشعبية في جرش. وتبوَّأ عدَّة مناصب في الأردن، منها: نائب قائد قوات التحرير جنوب البحر الميت، وقائد إحدى القواعد في الجبال المشرفة على غور فيفا، والمدَّعي العام في قيادة الكفاح المسلَّح في عمَّان.[8]
وحين وقع الانشقاق الداخلي في حركة فتح بقيادة أبو موسى (سعيد مراغة) وأبو خالد العملة، تنحَّى الريِّس جانبًا ولزم بيته، ثم ترك بيروت ليقيم مع أسرته في دمشق وقد كانت مستقرَّة في الرمثا، وليتفرَّغ للتأليف ونظم الشعر، والمشاركة في نشاطات الاتحاد العام للكتَّاب والصَّحَفيين الفلسطينيين بإلقاء المحاضرات والأمسيَّات الشعرية. وقد كان الريِّس شاعرًا بامتياز، صدرت له مجموعات شعرية عديدة،[10] وشارك في بداية تسعينيات القرن الماضي في تأليف كلمات أغاني سلسلة المدن الفلسطينية.
ومع وقوع الانقسام الفلسطيني وسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة صيف عام 2007، وقف إلى جانب حماس وكان يعبِّر عن آرائه في عدَّة زوايا يكتبها بالصُّحف الفلسطينية.[19] ومما قاله في هذا الصدد: إن حركة حماس بسيطرتها على قطاع غزة استبقَت ضربة كانت ستوجَّه إليها من الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وحمَّل تلك الأجهزة وقاداتها المسؤولية عن المرحلة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون. وأكد أن القطاع بعد سيطرة حماس عليه يعيش حالةً من الأمن والاستقرار لم يشهدها منذ زمن الحكومة المصرية التي كانت في غزة ما بين 1948 و1976، وأصبح بحر غزة شاهدًا على استتباب الأمن بعد أن تحوَّل متنفَّسًا للناس.[20]
ونشر مئات الدراسات والمقالات في مجلات وصُحُف لبنانية وسورية وخليجية، فضلًا عن صحف منظمة التحرير الفلسطينية. منها: مجلة الآداب البيروتية، والأيام، والقدس، وأخبار فلسطين، والقبَس، والبيان، والحرس الوطني، وإلى الأمام، وإبداع، والحياة الجديدة. وفي الصحيفة الأخيرة كان له عمود أسبوعي تحت عنوان "أسبوعيات نائب".[25]
كتب عنه
قدمت الباحثة شيماء عامر دراسة عن شعره بعنوان: "التشكيل الجمالي في شعر ناهض منير الريِّس"، لنيل شهادة ماجستير من الجامعة الإسلامية في غزة، يوم الأربعاء 7 أبريل 2021، وقد منحت الشهادة بمرتبة امتياز.[26]
^ذكر محمد محمد حسن شراب في كتابه "شعراء فلسطين في العصر الحديث" أن تاريخ حصول ناهض الريِّس على الشهادة في الحقوق هو عام 1963، وتابعه على ذلك خليل محمود الصمادي في كتابه "معجم شعراء فلسطين في العصر الحديث والمعاصر"!
^ ورد في موقع الجزيرة نت: أنه مع تشكيل أول حكومة فلسطينية في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1999 التي كانت برئاسة أحمد قريع أُسندت إلى ناهض الريِّس حقيبة وزارة العدل. وهذا غير صحيح! وذكر محمد خير رمضان يوسف في "تتمة الأعلام" 9/ 301، وفي "تكملة معجم المؤلفين" 7/ 20 أن الريِّس عُيِّن وزيرًا في أول حكومة فلسطينية عام 1420هـ. وهذا غير صحيح أيضًا! فإن أول حكومة فلسطينية كانت برئاسة ياسر عرفات بتاريخ 5 مارس 1994 وهو موافق لـ 23 رمضان 1414هـ. والصواب أن ناهض الريِّس تولى الوزارة في الحكومة الفلسطينية الثامنة، وهي حكومة أحمد قريع الثانية، من 11 نوفمبر 2003 حتى 24 فبراير 2005م، وهو موافق لـ 17 رمضان 1424 إلى 15 المحرَّم 1426هـ. فليُتنبَّه فإن كثيرًا من المواقع الشبكية تابعت الجزيرة على خطئها!