حكمت سلالة الزيديين اليمن لمدة تزيد عن 1100 سنة. وقد بدأ هذا الحكم عندما ذهب اليمنيون إلى المدينة المنورة سنة 284 هـ لمبايعة الهادي يحيى بن الحسين إماماً لليمن بعد أن انتشرت فيه دعوةالقرامطةوالإسماعيلية. وقد تعهد الإمام بتحكيم شرع الله وسنة رسوله والمساواة بين جميع اليمنيين على اختلاف مذاهبهم وأصولهم. ولكن خلفاء الإمام لم يلتزموا بذلك وميزوا أنفسهم عن بقية الشعب على أنهم السلالة الهاشمية الحاكمة. وضمن الأئمة حكم اليمن بإثارة الخلافات والمشاحنات بين القبائل،[2] وكان ذلك من أسباب الانقلابات التي تتابعت على اليمن في منتصف القرن العشرين. وكان من بين هذه الأسباب أيضاً أن اليمن الشمالي كان معزولاً عن التطور والتحديث. فقد قال الدكتور عبد الرحمن البيضاني أنه «كان يوجد في اليمن عام 1950 ثلاثة صحف تصل من عدن بالجنوب الغربي، التي كانت تحت الإدارة البريطانية، ولا توجد كهرباء في صنعاء ويوجد عدد ثلاثة أجهزة راديو بحوزة الإمام أحمد، البدر ولي العهد والقاضي أحمد الحضراني».[2] وقد وقع أول هذه الانقلابات عام 1948 الذي قام به عبد الله الوزير وانتهى بفشله.[3] ويعرف باسم ثورة الدستور.
وفي 31 مارس عام 1955، حدث انقلاب قام به المقدم أحمد يحيى الثلايا. وقد قام المقدم أحمد بقيادة فرقة من الجنود لمحاصرة الإمام في قصره في مدينة تعز. وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهو ما حدث. وقد اختلف قادة الانقلاب فيما بينهم على مصير الإمام. فبعضهم اقترح قتله. والبعض الآخر اقترح أن يستبدل بأخيه الأمير سيف الله عبد الله. وفي أثناء ذلك قام الإمام بفتح خزائن قصره واشترى جنود الثلايا. كما قامت سيدات الأسرة المالكة بقص شعورهن ووضعوها في أظرف وأرسلوها إلى القبائل وكتبوا لهم «يا غارة الله بنات النبي» أي أنهن بنات الرسول من الأسرة الهاشمية. فهجمت القبائل على تعز وفشل الانقلاب.[2]
قام الإمام بإلغاء كل ما قام به البدر من إصلاحات. كما أمر باسترجاع الأموال والسلاح التي أعطاها البدر للقبائل التي أيدته في الإصلاحات. وهرب شيوخ القبائل إلى السعودية ولكن الملك سعود بن عبد العزيز ضمنهم عند الإمام أحمد. ولما رجعوا، أعطاهم الإمام لابنه البدر فقام بذبحهم ترضية لأبيه. وكانت هذه الحادثة دليلاً للذين عقدوا الآمال على البدر أنه لا يختلف كثيراً عمن سبقوه.
الإمام أحمد يحيى حميد الدين يرسل بأكياس فارغة إلى مشايخ القبائل لاسترداد الأموال التي صرفها البدر لهم ويطلب وضعها في الأكياس، بعض المشائخ ترفض والإمام يرسل حملة عسكرية وحشية لقمع القبائل ويأسر بعضهم ويعدم حميد بن حسين الأحمر وابنه وهم من الذين تصدوا للإمام.
أحمد محمد النعمان مرة أخرى في عدن يلقي كلمة في مسجد النور بعد صلاة المغرب، كما يدلي بشهادة في مجلس أقيم على شرفه فيها شكر وعرفان بالجميل وتقدير لما قدمه أبناء عدن للأحرار وقد نشرت في صحيفة «فتاة الجزيرة»، كما وردت كلمته ضمن مقال في صحيفة 62 سبتمبر العدد «8401» ص42.
^تأسيس الجيـش اليمنـي ودوره العسكـري والسياسـي 1337- 1382هـ/ 1918- 1962م ، رسالة ماجستير ، أحمد علي أحمد حسن الزراعي ، جامعة صنعاء ، الباب الثالث الدور العسكري للجيش اليمني ،الفصل الأول: دور الجيش في إخضاع التمردات الداخلية ،ثامناً. أحداث عام 1959م ص231