«استقبل الرجل بحفاوة بالغة في البلاط ومنحه السلطان لقب وزير. ثم ركب البحر إلى طنجة وما إن حط رجله فيها حتى هتف قائلا: الآن ضمنت بقاءك يا راسي“. ثم احتقر الهدايا التي خلعها عليه السلطان ورفض لقب وزير وخاطب أول من ناداه بهذا اللقب قائال: أصلحك الله، أنا أمير ابن أمير ولست وزيرا.[2]»
أثناء غيباه انتهز يدو بن يعلى اليفرني زعيم قبيلة يفرن، واستولى على فاس فعاد زيري إلى المغرب واسترد المدينة بعد حرب ضارية، وقتل زيري يدو وأرسل رأسه إلى المنصور.[3]
بنى مدينة وجدة سنة 384 هـ لتكون ثغرا للمغرب الأقصى والأوسط وجعلها قاعدة ملكه. في سنة 386 هـ خرج على المنصور بن أبي عامر ونادى بالبراءة منه، حيث كان زيري بن عطية من أولياء بني أمية ومن أشد المخلصين لهم، وكان غاضباً من أبن أبي عامر وناقماً عليه بسبب سياسته في الحجر على الخليفة الفتى هشام واستلاب سلطته، فأرسل المنصور لقتاله جيشا ضخما بقيادة مولاه واضح وولده عبد المالك المظفر واصطحب المنصور بنفسه ابنه من قرطبة إلى الجزيرة الخضراء. فالتقا الجمعان بأحواز طنجة فانهزم الأمير زيري بن عطية وانكسر ما كان معه من الجيش وانتهى أمره بالفرار إلى فاس فأغلق أهلها أبواب المدينة في وجهه،
في الأخير، كتب إلى المنصور بن أبي عامر يسترضيه ويشترط عليه أن يعيده إلى ولاية المغرب الأقصى، وقبل أن يتلقى الإجابة، مات متأثرا من جراحات كانت أصابته، وتزعم من بعده ابنه المعز بن زيري.[3]