كندي (كندة) بن ثور بن عفير بن معاوية بن حيده بن معد بن عدنان وهو قول البلاذري[12]
وأم كندة من كهلان، قال ابن الكلبي: « أَسمْاءُ بنت مَالِك بن الحَارِث أبن مُرَّة».[13] ولكن هناك اعتقاد غالب عند علماء العصر الحديث أن سلالات الأنساب العربية إلى قحطان وعدنان مختلقة وخيالية،[14][15] وتعكس صراعا سياسياً أكثر من أي شيء آخر.
أقدم النصوص المسندية التي تشير إلي كندة، أشارت أنهم كانوا ملوكاً في قرية الفاو منذ القرن الثاني الميلادي.[16]يلاحظ في أحد النصوص السبئية وصف ملك كندة أنه من "آل ثور"، وثور هذا هو جد قبيلة كندة في كتابات النسابة والإخباريين. كانت قبيلة مذحج تشارك كندة في مواطنها، ويبدو أنهم كانوا يتداولون الملك فيما بينهم في المرحلة المبكرة باسم قحطان.[16]
أسلمت كندة في العام التاسع للهجرة وكانوا ممن وفد في عام الوفود.[24] وفدت كل قبيلة كِندية على حدة بسبب الانقسامات الحادة التي كانت بينهم والتي استمرت بينهم إلى أيام بني أمية.[25] ورد أن النبي محمد سأل العباس بن عبد المطلب أن يخرجه إلى السوق ليعرض دعوته على قبائل العرب. فقال العباس:[26]
وفقا لهذه الرواية فإن القبيلة كانت تعظم المسجد الحرامبمكة قبيل الإسلام ولكن هناك دلائل أن أجزاء من بني كندة كانوا مسيحيين.[27] ودلائل أثرية تشير إلى أنهم ربما قد كانوا يهوداً. قدم عليهم النبي وبعد أن عرفوا عن أنفسهم بأنهم من بني عمرو بن معاوية، سألهم أن: «تشهدوا أن لا إله إلا الله وتقيمون الصلاة وتؤمنون بما جاء من عند الله» فلم يعترضوا ولكنهم اشترطوا قائلين: «إن ظفرت تجعل لنا الملك من بعدك؟» فرد النبي أن «الملك لله يجعله حيث يشاء» فقالوا له: «الحق بقومك فلا حاجة لنا بك».[26]
فلم يرد عليه الأشعث. فلما علم ابن مخدوج بقول ابن هبيرة الكندي حمل راية الرئاسة وركزها عند الأشعث وقال: «إن هذه الراية عظمت على علي وهي ولله أخف علي من زف النعام» وجُعل الأشعث على ميمنة جيش العراق في موقعة صفين.[43] خلال المعركة أرسل معاوية بن أبي سفيان أخاه عتبة بن أبي سفيان إلى الأشعث بن قيس وقال له: «الق الأشعث بن قيس، فإنه إن رضي رضيت العامة»، فذهب عتبة إلى الأشعث وقال:[44]
«إن معاوية لو كان لاقيا رجلا غير علي للقيك، إنك رأس أهل العراق، وسيد أهل اليمن، وقد سلف من عثمان إليك ما سلف من الصهر والعمل (إبن عثمان بن عفان كان متزوجا من إبنه الأشعث)، ولست كأصحابك. أما مالك الأشتر فقتل عثمان، وأما عدي فحرض عليه، وأما سعيد فقلد عليا ديته، وأما شريح وزحر ابن قيس فلا يعرفان غير الهوى، وإنك حاميت عن أهل العراق تكرما، ثم حاربت أهل الشام حمية، وقد بلغنا والله منك وبلغت منا ما أردت وإنا لا ندعوك إلى ترك علي ونصر معاوية، ولكنا ندعوك إلى البقية التي فيها صلاحك وصلاحنا»
بعد مقتل علي أمر معاوية بن أبي سفيان بقتل حجر بن عدي الكندي ولم تجدي شفاعة مالك بن هبيرة الكندي (أحد قادة جيش الشام في معركة صفين) بحجة أن حُجراً كان رأس المعارضين والمسفهين لمعاوية وقال:[45]
«إن ابن عمك حجراً رأس القوم، وأخاف إن أخليت سبيله أفسد علي مِصري»
«يا أشقائي وأصحابي وخيرتي أنقاتل لقريش في الملك حتى إذا استقام لهم وقعوا يقتلوننا؟ والله لئن أدركتها ثانية بمن أطاعني من اليمانية لأقولن لهم اعتزلوا بنا قريشا ودعوهم يقتل بعضهم بعضا»
«هلم فلنبايع لهذا الغلام الذي نحن ولدنا أباه، وهو ابن أختنا، فقد عرفت منزلتنا التي كانت من أبيه (يقصد يزيد بن معاوية)، إنك إن تبايعه يحملك غدا على رقاب العرب»
«وأنا كما يقول ابن أبي رغال إن لم أحاول أن أزيله عن سلطانه، فأجهد الجهد إذ طال بي وبه البقاء»
خرج عبد الرحمن على رأس أربعين ألف مقاتل سماه الناس بـ«جيش الطواويس»[64] غزا عبد الرحمن بلاد الترك فعرض صاحبهم أن يدفع الخراج للمسلمين فلم يجبه عبد الرحمن حتى ضم من بلادهم جزءًا كبيراً وتوقف بسبب دخول موسم الشتاء[64] بعث الحجاج برسالة إلى عبد الرحمن ينهاه عن التوقف وهدده بعزله وتعيين أخاه إسحق بن محمد الكندي أميراً على الناس[65] فتشاور عبد الرحمن مع جنده وقال أنه لا ينقض رأيا رآه بالأمس ووافقه عامر بن واثلة الكناني ودعوا إلى خلع من سموه بـ«عدو الله» الحجاج [66] كانت تلك بداية واحدة من أعنف الثورات وأشدها على الدولة الأموية. بعث عبد الملك بن مروان بمدد للحجاج فقتل عبد الرحمن بن الأشعث مطهر بن الحر الجذامي وعبد الله بن رميثة الطائي واقتحم البصرة فبايعته البصرة وكل همدان وهم أخواله وانضم إليه القراء والتابعين مثل سعيد بن جبيرومحمد بن سعد بن أبي الوقاص وعظم شأن عبد الرحمن فخشي عبد الملك بن مروان وهلع وعرض على أهل العراق نزع الحجاج وتولية عبد الرحمن عليهم فحز ذلك في نفس الحجاج كثيراً [67] استمر خروج بن الأشعث قرابة الأربع سنين وخاض بضعا وثمانين معركة مع الحجاج وجيوشه كلها كانت لصالح عبد الرحمن إلا أن هُزم في دير الجماجم فهرب عبد الرحمن إلى بلاد الترك هو وعبيد بن أبي سبيع التميمي فأرسل الحجاج عمارة بن تميم اللخمي يطلب عبد الرحمن، فعندما أدرك الكندي أنه سيسلم إلى اللخمي آثر الانتحار على أن يسلم للحجاج وذلك سنة خمس وثمانين للهجرة [68]
كانت كندة جزءاً رئيسيا من جند فلسطينوجند حمص[71] وتشكل إلى جانب قبائل لخموجذاموبنو عاملة أحد الأقسام الرئيسية التي يعود إليها العرب في تلك الديار.[71] في سلسلة الأنساب يظهر أن كندة تلتقي مع هذه القبائل الثلاث رغم أن نصوص المسند تظهر أن كندة أقرب لمذحج منهم، ولكن العلاقة بين كندة ومذحج ضعفت كثيراً في العصور الإسلامية.[72] وقال اليعقوبي عن حمص:
«وأهل حمص جميعا يمن من طيء وكندة وحميروكلبوهمدان وغيرهم من البطون.. وأهل مدينة شيزر قوم من كندة ومدينة كفر طاب والأطميم، وهي مدينة قديمة وأهلها قوم من يمن، من سائر البطون وأكثرهم كندة.. وأهل مدينة انطرطوس قوم من كندة»
في آخر أيام بني أمية، خرج عبد الله بن يحيى الكندي المعروف عند الإباضية باسم طالب الحق وهو أحد بني الشيطان من بني معاوية فهزم إبراهيم بن جبلة الكندي والقاسم بن عمر واستولى على صنعاء وحبسهما يوما وقال لهما: «إنما حبستكم خوفا عليكما من العامة وليس عليكم مكروه فأقيما إن شئتما أو إشخصا» (أي أخرجوا).[73] وفتح خزائن الأموال في صنعاء ووزعها على الفقراء ولم يأخذ منها شيئا وخطب في أهل صنعاء[74]
استولى عبد الله على اليمن وأرسل صاحبه المختار بن عوف الأزدي نحو الحجاز عام 745 للميلاد وأكثر المختار بن عوف في قتل أهل المدينة.[75] في عام 749، وجه مروان قوة استطاعت قتل المختار وتخليص مكة من قبضة الإباضية فخرج عبد الله بنفسه من صنعاء والتقى الجيشان في الطائف وقُتل عبد الله وعاد بقية جيشه.[76] وعبد الله بن يحيى كان من بني معاوية أما السكون والسكاسك فكانوا في جيش مروان بن محمد حتى مقتله.[77] كان أبو جمل بن عمرو بن قيس الكندي عامل قنسرين ونمير بن يزيد الكندي على حمص أيام مروان بن محمد.[78] وعندما أرسل عبد الله بن يحيى الكندي رسله إلى مصر يبلغهم دعوته، تبعته أقوام من تُجيَّب فأخرجهم حسان بن عتاهية التُجيبي وقتلهم.[79] كان حسان بن عتاهية التُجيبي قد تولى ولاية مصر لفترة قصيرة بعد حفص بن الوليد الحضرمي، ولكنه خفض مرتب الجند فثاروا عليه بقيادة ثابت بن نعيم الجذامي الذي دعا لخلع مروان بن محمد. فأخرج الجذامي ابن عتاهية التجيبي وأعاد الوليد بن حفص الحضرمي على ولاية مصر.[80]
بعد مقتل مروان بن محمد ونبش العباسيين لقبور بني أمية وتمثيل الجثث داخلها[81] كان كثير من كندة وبالذات من السكون مع عبد الرحمن الداخل وأقام بنو تجيبوبنو الأفطسوبنو ذي النونوبنو صمادح وكلهم من السكون دويلات بالأندلس من الفترة في ثمان مائة وثمانية وثمانين ميلادية حتى ألف وأربعة وتسعين.[82] استقر بنو تجيب في قلعة أيوبوداروكا في منطقة أراغون في سرقسطة. كانوا طبقة أرستقراطية ولهم نفوذ وتأثير كبير في المنطقة وقاتلوا المولدين الأندلسيين[83] أول حاكم منهم على سرقسطة كان محمد الأنقر كانوا يعترفون بالدولة الأموية في الأندلس ولكنهم كانوا يحكمون بشكل مستقل فعليا.[84] تولى عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديجمصر أيام أبو جعفر المنصور عام 769 ثم خلفه أخوه محمد بن عبد الرحمن عام 773 الذي جعل العباس بن عبد الرحمن التجيبي رئيس شرطة مصر. وقُتل محمد بن عبد الرحمن التجيبي من قبل الأقباط المصريين بعد ثمانية أشهر على ولايته فتوجه عبد الله بن المهاجر التُجيبي إلى منطقة اسمها بلهيب في مصر وقاتل الثوار الأقباط وهزمهم.[85] خلال ثورة دحية بن مصعب الأموي في مصر ضد العباسيين، وقف بعض تُجيَّب إلى جانبه مثل يوسف بن نصير التجيبي.[86] إلا أن الوالي عسامة بن عمرو المعافري تمكن من قتل يوسف بن نصير التجيبي لاحقا عام 758 في الشرقية بمصر. في الوقت ذاته، تعقب إبراهيم بن الأومر التجيبي وبحر بن شراحيل التجيبي المغيرة بن نشر الأزدي وكان قائد جيش دحية بن مصعب الأموي فقتلوه وهو ما أثر على معنويات أنصار دحية كثيراً.[87] ثم تولى محمد بن هبيرة بن خديج التجيبي الإسكندرية ولكنه قُتل عندما خرج لقتال السري بن الحكم. توجه محمد بن هبيرة ودارت معركة بينه وبين أنصار السري بن الحكم في أحد أسواق الفسطاط وثارت غبرة فجأة فسقط ابن هبيرة من فرسه وانكسرت رجله، فقتله أنصار السري وانكسرت معنويات المصريين بمقتل ابن هبيرة.
وتفرعوا إلى (بدَّا – الرائش – وهب – الحارث الأصغر – عمرو بن معاوية – ذُهل)
ومن بني الحارث الأصغر (الطُّمح – الحوت – بنو هند أو بنو مالك – الشيطان – بكر – معاوية الأكرمين)
ومن بني عمرو بن معاوية (السِّمط – آكل المرار – الحارث الولادة)
ومن بني معاوية الأكرمين (العاتك – وهب بن ربيعة – جبلة بن عدي – حجر بن عدي)
ومن آكل المرار (عمرو المقصور – الجون)
ومن حارث الولادة (مقطع النجد – حجر القرد – بنو عبد الله)
بنو أشرس
وتفرعوا إلى (السكون – السكاسك)
ومن بني السكون (بنو ثعلبة بن عقبة – بنو عياض – بنو شُكامة - بنو تجيب)
ومن بني السكاسك (الخداش – الأخدرون – الأنشور – القصاقصة – الجساس)
لهجة بني كندة
اكتشفت عدة نصوص مدونة بخط المسند في قرية الفاو تعود إلى القرون الأولى للميلاد بلغة أسماها المستشرقون «شبه سبئية» وتعد ونقش النمارة من أقدم النقوش القديمة بلغة قريبة من العربية التي دون بها القرآن لإنهم استخدموا أداة التعريف «ال» بدلاً عن النون في آخر الكلمة[98] فاللغة «شبه سبئية» وتختلف إلى حد ما عن اللغة المدونة في النقوش السبئية في مأربوصنعاء وغيرها ولاحظ العلماء اختلاف أسماء زعماء كندة في نصوص المسند عن أسماء همدانوحمير وهي دلالة أن بني كندة كانوا يتحدثون بلهجة مختلفة عنهم[99] نقوش قرية الفاو بالإضافة لنقش هند بنت الحارث في الحيرة والذي يخلد بناء دير هند الكبرى هما الشاهدان الماديان الوحيدان على لهجة كان يتحدثها أبناء كندة، والنقش في الحيرة دون بعربية صريحة في القرن السادس الميلادي ولكن كنقش النمارة، شابته اللغة السريانية[100] علماء اللغة العربية الأولين استشهدوا بلسان بني كندة وشعرائهم كثيراً[101] وقد قال محمد بن أبي نصر الحميدي الأندلسي:[102]
فتح الشعر بكندة وختم بكندة
مصادر
^Albert Jamme, inscription from Mahram Bilqis P.137
^R. Khanam,Encyclopaedic Ethnography of Middle-East and Central Asia: A-I, Volume 1 p.442
^W. Caskel, Entdeckungen In Arabien, Koln, 1954, S. 9
^Ilan Pappé (2013). The Modern Middle East. Routledge. ص. 110. ISBN:1134721862,. {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: حرف غير صالح (مساعدة)صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^ ابRobert G. Hoyland. Arabia and the Arabs: From the Bronze Age to the Coming of Islam. Routledge. ص. 50. ISBN:1134646356.
^Albert Jamme, Inscription from Mahram Bilqis P.318
^Irfan Shahîd,Byzantium and the Arabs in the Sixth Century, Volume 1 1995 p.162
^Albert Jamme. Inscription from Mahram Bilqis p.319
^Jan Retsö,The Arabs in Antiquity: Their History from the Assyrians to the Umayyads p.563
^جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 2 ص 590
^Gunnar Olinder,The Kings of Kinda of the Family of Ākil Al-murār H. Ohlsson, 1927 p.82
^Gunnar Olinder,The Kings of Kinda of the Family of Ākil Al-murār H. Ohlsson, 1927 p.22
^ ابA.P. Watt,Palestine under the Moslems
a description of Syria and the Holy Land from A.D. 650 to 1500. Translated from the works of the mediaeval Arab geographers p.28
^Paul Wheatley,The Places Where Men Pray Together CITIES IN ISLAMIC LANDS, SEVENTH THROUGH THE TENTH CENTURIES p.46
^De la marca superior de Al-Andalus al reino de Aragón, Sobrarbe y Ribagorza,Antonio Durán Gudiol p.59 Caja de Ahorros y Monte de Piedad de Zaragoza, Aragón y Rioja, Jan 1, 1975
^Escrito por Richard A. Fletcher The Quest for El Cid p.29
^Avempace (Ibn Bajja), Book of the soul , translation and publishing of Joaquín Lomba; Trotta : Madrid, 2007. ISBN 978-84-8164-947-5
^Emilie Savage-Smith, The Oriental Institute, University of Oxford, Islamic Medical Manuscripts at the National Library of Medicine [1](retrieved 23-09-2011)date
^Gabirol, Solomon ben Judah ibn ' Encyclopaedia Judaica , vol. VII, col. 235-246, Jerusalem, Keter Publishing House Jerusalem Ltd. Israel, 1971. 72-90254 LCCCN
^الكلبي، هشام بن محمد (1988). نسب معد واليمن الكبير. الرياض، السعودية: عالم الكتب. ص. 136. مؤرشف من الأصل في 2022-11-18.
^A. F. L. Beeston Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London Vol. 42, No. 1 (1979), pp. 1-6 Published by: Cambridge University Press
^A. Avanzini: Le iscrizioni sudarabiche d'Etiopia: un esempio Tues culture e lingue a contatto. in: Oriens antiquus، 26 (1987), page 201-221
^Hikmat Kashouh.The Arabic Versions of the Gospels: The Manuscripts and their Families p.170
^جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 8 ص 591