برقة أو قورينائية وباليونانية (Κυρηναϊκή) «كيرينايكي» (بالإنجليزية: Cyrenaica)، إقليم في شرق ليبيا يسمى بركايا Barcaia أو Barcaei، وكان يضم عدة مدن في شمال أفريقيا منها مدينة توكرة ومستوطنات أخرى شبه مستقلة يقطن بها الإغريق قورينا وسوسه والمرج. وقد كان هيرودوت أول من دوّن اسم بركايا، وذكر توكرة وقال أنها تابعةٌ لبركايا. ولا يدلّ استعمال هيرودوت لهذا الاسم بالضرورة على أصول إغريقية، فمن المحتمل أنه أورده بصيغته الإغريقية على هذا النحو عن أصل فينيقي أو ليبي هو بركة أو برقة."[3]
وقد كان الإقليم يسمى باسم «كيرينايكي» (باليونانية: Κυρηναϊκή) لدى البيزنطيين وكان الرومان قد أطلقوا على هذا الإقليم اسم «قورينائية» أو «سيرينيكا» (باللاتينية: Cyrenaica) وفي عهد الفتوحات الإسلاميه قام عمر بن العاص في سنة 22ه/643ه من فتح مناطق بركايه أو برقه ( شحات . سوسه . المرج . توكره )، وأرسل عقبة بن نافع إلى زويلة وتمكن من فتحها، وتم تعيينه واليا عليها ، وبعدها عاد عمرو بن العاص إلى مصر بعد أن عين عقبة بن نافع واليا و أستمرت الفتوحات الآسلامية حتي سقط البيزنطي جرجير وفي عهد الدولة العثمانيه كانت أراضي إقليم بركاية أو برقة (شحات.سوسه.المرج.توكره)، تابعه للإيالة طرابلس الغرب وبعد دخول الإستعمار الإيطالي استمرت المقاومه في برقه بقيادة الأمير إدريس السنوسي ثم تحالف جيش التحرير البرقاوي مع القوات الإنكليزيه لطرد الإطاليين مقابل استقلال برقه ونجحت برقه في طرد الإيطاليين واعلنت استقلالها سنة 1949 م ثم طلبت القيادات في اقليم طرابلس الغرب من الملك ادريس السنوسي إدخال طرابلس في الاستقلال مع برقه مقابل مبايعته ملكا لليبيا وانشاء المملكة الليبية المتحدة و استقلال ليبيا في 24 ديسمبر1951م. وسنة 1969 انقلب مجموعه من العسكريين بقيادة معمر القذافي على الملك ادريس السنوسي ونجحوا في إسقاط الحكم الملكي في ليبيا ووصول معمر القذافي للحكم وقام بعد ذلك بإلغاء النظام الاتحادي وقام بنقل جميع مؤسسات الدوله من إقليم برقه الى طرابلس و قام ايضا بإلغاء الدستور الذي ينص على ان بنغازي عاصمه مشتركه مع طرابلس واختزلها في طرابلس فقط ،ثم قامت ثورة 17 فبراير في برقه ونتقلت منها الى طرابلس وانتهت بسقوط نظام معمر القذافي .
تاريخيا كانت تسكن برقه قبائل الأسبست والأدروماخيد وقبائل أوجلة وهي قبائل منتشرة بين مرتفعات برقه وسفوحها وتمتد إلى الصحراء جنوباً والجانب الغربي من نهر النيل ، وقد شهدت برقه جميع المراحل التاريخية التي عرفها شمال إفريقيا فتعرّضت لمحاولة الاستيطان من قبل الفينيقيين أولاً، ولكن الإغريق نجحوا في توطّنها وتأسيس أول مدنها، ثم انتقلت إلى سلطة الإمبراطورية الرومانية، وأخيراً الفتوحات الإسلامية.
كان هيرودوت أول من دوّن اسم سيرينايكا، يدلّ استعمال هيرودوت لهذا الاسم على أصول إغريقية، ومن المحتمل أنه أورده بصيغته الإغريقية على هذا النحو عن أصل فينيقي أو ليبي، ثم جاءت تسمية برقة من تعريب اسم باركي (بالاتينية:Barci) وهي مدينة رومانية كانت عاصمة لإقليم سيرينايكا الروماني.
كان الرومان قد أطلقوا على برقة اسم سيرنايكا (بالاتينية:Cyrenaica) وقد اشتق من قورينا (Cyrene) شحات حاليا، وهي مدينة دولة أسسها الإغريق في الجبل الأخضر شرق ليبيا على بعد 10 كم شرق مدينة البيضاء، ويعود اسم «برقة» الحالي إلى الفتوحات العربية للمنطقة سنة 709م ليكون اول ظهور لاسم برقة الحالي، ولكن ترجيحات الباحثين تميل به إلى أصل فينيقي تغيّر لاحقاً إلى باركي (Barce) وهي المرج الحالية. كما عرف من قبل عدد من المؤرخين باسم «قورينائية».
تم دمجها من قبل الرومان في العام 78 ق.م. مع جزيرة كريت في مقاطعة واحدة ثم في العام 20 ق.م. أصبحت مقاطعة «سيناتورية» لديها مجلس خاص مثل مقاطعة أفريكا المجاورة لها من ناحية الغرب علي العكس من مصر نفسها والتي تبعت التاج الإمبراطوري الروماني مباشرة، وفي العام 296 م. تم تقسيم برقة إلي قسمين (ليبيا الرئيسية) و (ليبيا السفلي) وكلتاهما ضمتا إلي «بطريركية مصر»، أما إقليم تريبوليتانيا (إقليم طرابلس) فضم إلي بطريركية أفريقيا في قرطاج، وبعد زلزال العام 365 م. تم نقل العاصمة الإقليمية إلي بطولوميس Ptolemais (طلميثة حاليا)، وبقرار إمبراطوري إنضم إقليم قورينائية الي الإمبراطورية البيزنطية، وجاورت من الغرب تريبوليتانيا (إقليم طرابلس) التي ضُمت إلى مملكة الوندال، حتى تم الاستيلاء عليها من قبل البيزنطيين بعد حرب مع الوندال العام 533 م.
العرب
شكلت برقة بعد دخول العرب محطة للجيوش الإسلامية وللمسافرين في الطريق إلى المغرب الكبيروالأندلس، وقد ذكر اليعقوبي في القرن العاشر استقرار بعض أبناء القبائل العربية حول مدينة برقة في الجبلين المطلين عليها من الشرق والغرب، ولكن هذا التواجد لم يكن ذا أهمية على الصعيد الاجتماعي والسياسي، وبقي النفوذ في برقة لقبيلة لواتة من البربر، حتى دخول قبائل بني سليموبني هلال بداية من عام 443 هـ/1051 م وقد استقر منهم ببرقة بنو هيب وأحلافهم ناصرة وعميره ورواحة وفزارة، بينما واصلت بقية بطون بني سليم وبني هلال وأحلافهم تقدمهم نحو المغرب الكبير.
وقد ذكر الإدريسي في سنة 1154 مواطن القبائل المستقرة ببرقة بعد مائة سنة من بداية هجرتها إليها، وقال أن موطن ناصرة وعميرة هو من قصر العطش (غرب العقيلة حوالي 27 كم) إلى قافز (بين بنغازيوقمينس)، أما رواحة فموطنهم من طلميثة إلى أرض برنيق (المنطقة حول بنغازي اليوم) وموطن قبائل هيب من طلميثة إلى (شرق طبرق حوالي 100 كم) ومن العقبة الصغرى إلى سرت مجالات رواحة وهيب.
ويذكر ابن خلدون هجرة قبائل البربر من برقة حين يقول «وأما برقة فدرست معالمها وخربت أمصارها وانقرض أمرها. وعادت مجالات للعرب بعد أن كانت داراً للواتة وهوارة وغيرهم من البربر وكانت بها الأمصار المستبحرة مثل لبدةوزويلةوبرقه وقصر حسان وأمثالها فعادت يباباً ومفاوز كأن لم تكن»[6]
كما ذُكِرَ في كتاب الرتب والوظائف. قام دقلديانوس، حوالي 293 بإعادة هيكلة إدارة المقاطعات وإنشاء الأبرشيات. بعد وفاة قسطنطين الأول أُنشِئَت ولايات إمبراطورية دائمة. انقسمت الإمبراطورية بشكل دائم بعد 395. أُسِّسَت الإكسارخيات (Exarchates) في رافيناوأفريقيا بعد 584. بعد خسارة كبيرة للأراضي في القرن السابع، حل نظام الثيمة محل المقاطعات حوالي 640-660، وفي آسيا الصغرى وأجزاء من اليونان ظل نظام الثيمة سائدا حتى أوائل القرن التاسع.