أَبُو عِمْرَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ (47 هـ - 96 هـ) تابعي وفقيه وقارئكوفي،[1] وأحد رواة الحديث النبوي.
سيرته
إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك النخعي، الفقيه، الكوفي ولد سنة 47 هـ وقيل سنة 39 هـ، وهو ابن أخي علقمة بن قيس النخعي، وأمه هي مليكة بنت يزيد النخعية أخت الأسودوعبد الرحمن ابني يزيد النخعي وهم من كبار تابعي أهل الكوفة. وقد أدرك عددًا من أصحاب النبي محمدﷺ، ولم يحدث عن أحد منهم.[2] كما رأى عائشة بنت أبي بكر لما صحب عمه وخاله وهو صغير في رحلة الحج، حيث كان بين عائشة وأهله إخاء وود.[3]
ونسبته إلى النَّخعِ - بفتح النون والخاء المعجمة وبعدها عين مهملة، وهي قبيلة كبيرة من مَذحج باليمن، واسم النَّخع هو جَسر بن عمرو بن عُلَه بن خالد بن مالك بن أُدَد، وإنما قيل له النخع لأنهُ انتخع من قومه : أي بعد عنهم، وخرج منهم خلق كثير.[4]
ولما كان مُقام أهله بالكوفة، فقد ألمّ إبراهيم النخعي بعلم عبد الله بن مسعود، حتى صار هو وعامر الشعبي مفتيين لأهل الكوفة في زمانهما.[2] وقد عرف له معاصريه علمه بالفُتيا، حيث قال سعيد بن جبير مستنكرًا طلب أهل الكوفة منه إفتاءهم، فقال: «أتستفتوني وفيكم إبراهيم؟».[5] كما كان إبراهيم ممن حفظ القرآن، وقد أخذه عن عمه علقمة وخاله الأسود، وقرأ عليه سليمان بن مهران الأعمشوطلحة بن مصرف.[2] وكان إبراهيم زاهدًا في الدُنيا، فقد رُوي عن امرأته هُنيدة أنه كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا.[6] كما كان يبغض المرجئة.[7]
الجرح والتعديل: روى شعيب بن الحبحاب أن عامر الشعبي سأله يوم توفي إبراهيم النخعي: «أدفنتم صاحبكم؟»، فقال: «نعم». قال: «أما إنه ما ترك أحدًا أعلم منه، أو أفقه منه». قال شعيب: «ولا الحسن ولا ابن سيرين؟»، قال: «نعم، ولا من أهل البصرة، ولا من أهل الكوفة، ولا من أهل الحجاز. وفي رواية: ولا من أهل الشام». كما قال أحمد بن حنبل عنه: «كان إبراهيم ذكيًا، حافظًا، صاحب سُنّة».[2] أما عن روايته للحديث، فقد قال عبد الله بن عون أنه كان يُحدّث بالحديث بالمعاني.
[3] كما كان يُرسل في الحديث، إلا أن يحيى بن معين كان يقول: «مراسيل إبراهيم أحب إلي من مراسيل الشعبي». كما قال عنه العجلي: «لم يحدث عن أحد من أصحاب النبي ﷺ، وقد أدرك منهم جماعة، ورأى عائشة رؤيا، وكان مفتي أهل الكوفة، هو والشعبي في زمانهما، وكان رجلاً صالحًا فقيهًا متوقيًا، قليل التكلف، ومات وهو مختف من الحجاج».[11] وقد روت له الجماعة في كتبهم.[9]