كان رجل من بني سلول يقال له مزاحم بن عمرو يذكر امرأة ابن الدمينة في اشعاره ويصف جسدهاومما جاء في مطلع قصيدته:
يا ابن الدُّمينة والأخبار يرفعها
وخد النَّجائب، والمحقور ينميها
يا ابن الدُّمينة إن تغضبْ لما فعلتْ
حمَّادُ بالخزْيِ أو تغضَبْ مواليها
و حمَّادُ أو حمادة هو اسم زوجة ابن الدمينة، فلما سمع ابن الدمينة قول مزاحم أتى امرأته فقال: إن مزاحماً قد قال فيك ما قال. قالت: والله ما رأى منِّي ذلك الموضع قط. قال: فما علمه بالعلامات التي وصف؟ قالت: النساء أخبرنه. فلم يصدقها وقال: ابعثي إلى مزاحم يأتيك في موضع كذا وكذا، فأرسلت إلى مزاحم: أنك قد سمعت بي، وأنا أحبّ أن تأتيني - وواعدته موضعاً - فقعد ابن الدمينة وصاحب له، وأقبل مزاحم وهو يظن أنها في الموضع الذي واعدته. فخرج عليه ابن الدمينة وصاحبه، فأوثقاه وصرا صرة رملٍ فضرباه بها حتى مات، وأتى امرأته فقتلها، وقتل ابنة له منها، وطلبه السلوليون فلم يجدوه.
فخرج أخو مزاحم ويدعى مصعب في طلب ابن الدمينة، فأتى العبلاء وهي في عكاظ ووجد عندها ابن الدمينة ينشد شعراً عند جماعة من الناس فطعنه وجرحه وقبض على الاثنين وأودعا بالسجن ونظر السلطان في أمرهما فلم يثبت لمصعب عليه حقٌ فأطلقهما. فبينا ابن الدمينة بعد ذلك بسوق العبلاء رآه مصعب مرة آخرى فقتله.[6]
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجدا على وجد
أ إن هتفت ورقاء في رونق الضحى
على فنن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم تكن
جليدا وأبديت التي لم تكن تبدي
وقد زعموا ان المحب إذا دنا
يمل وأن النأي يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف مابنا
ألا أن قرب الدار خير من البعد
ألا أن قرب الدار ليس بنافع ٍ
إذا كنت من تهواه ليس بذي عهد