المؤمل بن أميل المحاربي
المؤمل بن أميل بن أسيد المحاربي، من بنو محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر.[1] نبذةشاعر كوفي من مخضرمي شعراء الدولتين الأموية والعباسية، وكانت شهرته في الدولة العباسية أكثر؛ لأنه كان من الجند المرتزقة معهم، ومن يخصهم، ويخدمهم من أوليائهم، وانقطع إلى الخليفة المهدي في حياة أبيه، وبعده وهو صالح المذهب في شعره ليس من المبرزين الفحول ولا المرذولين، وفي شعره لين وله طبع صالح ، وكان يهوى امرأة من أهل الحيرة يقال لها: هند، وفيها يقول قصيدته المشهورة: شف المؤمل يوم الحيرة النظر ليت المؤمل لم يخلق له بصر ويقال إنه رأى في منامه رجلا أدخل أصبعيه في عينيه ، وقال: هذا ما تمنيت، فأصبح أعمى. أخباره
هو المهديّ إلاّ أنّ فيه مشابه صورة القمر المنير تشابه ذا وذا فهما إذا ما أنارا يشكلان على البصير فهذا في الضياء سراج عدلٍ وهذا في الظلام سراج نور ولكن فضّل الرحمن هذا على ذا بالمنابر والسرير وبالملك العزيز فذا أميرٌ وما ذا بالأمير ولا الوزير فقال والله لقد أحسنت ولكن هذا لا يساوي عشرين ألف درهم ، فأين المال ؟ قلت: هو هذا قال: يا ربيع امض معه فأعطه أربعة آلاف درهم، وخذ الباقي ، قال المؤمل: فخرج معي الربيع وحط ثقلي ووزن لي من المال أربعة آلاف درهم، وأخذ الباقي ، فلما ولي المهدي الخلافة ولي ابن ثوبان المظالم ، فكان يجلس للناس بالرصافة ، فإذا ملأ كساءه رقاعا رفعها إلى المهدي، فرفعت إليه رقعة، فلما دخل بها ابن ثوبان جعل المهدي ينظر في الرقاع حتى إذا وصل إلى رقعتي ضحك فقال له ابن ثوبان: أصلح الله أمير المؤمنين ما رأيتك ضحكت من شيء من هذه الرقاع إلا الرقعة، فقال: هذه رقعة أعرف سببها ردوا إليه عشرين ألف درهم ، فردوها إلي، وانصرفت .
وقد زعموا لي أنها نذرت دمي ومالي بحمد الله لحـم ولا دم فقال: نعم – فديتك – وما كنت أقول إلا حقاً .
يكفي المحبين في الدنيا عذابهم والله لا عذبتهم بعدها سقـر فقال له: نعم، فقال: كذبت يا عدو الله، ثم أدخل إصبعيه في عينيه وقال له: أنت القائل: شف المؤمل يوم الحيرة النظر ليت المؤمل لم يخلق له بصر هذا ما تمنيت، فانتبه فزعاً، فإذا هو قد عمي .
قتلت شاعر هذا الحي من مضر والله يعلم ما ترضى بذا مضر فضحك، وقال: لو علمنا أنها فعلت ما رضينا، ولغضبنا له وأنكرنا . وفاتهتوفي عام 190 هـ شيخا كبيرا وقد أصيب بالعمى وكانت وفاته في خلافة هارون الرشيد . المرجعمراجع
|