مليانة
مليانة (بالأمازيغية: ⵎⵉⵍⵉⴰⵏⴰ، بالدارجة: مليانة) مدينة جزائرية ودائر تابعة إداريا لولاية عين الدفلى حيث تقدر مساحتها بـ: 55 كم2 وتضم حوالي 44201 نسمة حسب إحصائيات عام 2008م . تعد مدينة مليانة الواقعة في أحضان جبل زكار المعروف بمناجمه لاٍستخراج الحديد[3]،من أشهر المدن التاريخية في الجزائر إذ عاشت العديد من المحذات التاريخية البارزة والحاسمة في تاريخها وتوالت عليها العديد من الدول من الرومان و الحماديين والزيانيين والعهد العثماني مما جعلها فسيفساء حضارية. تأسست مليانة في القرن العاشر الميلادي على يد الأمير الأمازيغي الزيري بلكين بن زيري على أنقاض المدينة الرومانية زوكابار. فقدت أهميتها خلال الفترة الاستعمارية، وتتميز مدينتها القديمة بآثارها المصنفة كموقع محمي. سكانها ينحدرون من أمازيغ الظهرة، أندلسيين، يهود و كراغلة، بينما توقفت الأمازيغية عن التداول محليًا في أواخر القرن التاسع عشر.[4] تتميز المدينة بأعيادها عيد الكرز «حب الملوك»: عيد سنوي يقام سنويا في شهر ماي علاوة على ذلك يتم الاحتفال بموسم جني الكرز. التسميةتعددت التفسريات لتسمية المدينة ومن أبرزها :[5]
الجغرافياتضاريستم بناء المدينة على ارتفاع 740 مترًا على منصة صخرية ذات معالم مفاجئة بارزة من المنحدر الجنوبي لجبل زكار الذي يغطيها بالكامل إلى الشمال. ويهيمن من الشرق والجنوب على وادي شليف ومن الغرب هضبة كبيرة تمتد حتى سلسلة الونشريس مناختتمتع مليانة بمناخ البحر الأبيض المتوسط. الشتاء معتدل إلى بارد، والصيف حار جدا. يصل هطول الأمطار أو يتجاوز 800 ملم في السنة. يحافظ البرودة النسبية لدرجة الحرارة ووفرة المياه الجارية على نباتات غنية موقعتقع مليانة في سفح جبل زكار على ارتفاع 770 م مما يسمح للناظر رؤية مدينة خميس مليانة أي أنها تطل على الطريق الوطني رقم 4 الرابط بين العاصمة ووهران تقع شرق عين الدفلى بـ 35 كلم الموقع مع عواصم الولايات
الموقع مع البلديات المجاورة
تاريخهاالحقبة القديمةكانت مليانة لفترة طويلة ملجأً لعاصمة الملوك النوميديين في 105 ق م كان من الممكن أن يتم الاستيلاء عليها من قبل يوغرطاو في مكان ليس بعيدًا عن المنطقة، تأسست حامية رومانية في زوكبار من قبل الإمبراطور أوكتافيان بين 27 و 25 قبل الميلاد [6] تم ذكر المدينة أثناء تمرد زعيم البربرفي 375 وقام الجنرالالروماني ثيودوسيوس بإخلاء قيصرية (شرشال) لاحتلال زوكابار. كانت من أعظم مدن مقاطعة موريتانيا القيصرية وتملك أسقفية وفي القرن الخامس مع قدوم الفاندال اختفت المدينة الرومانية بمعظم آثارها القديمة. الحقبة الإسلاميةلما دخل الإسلام المغرب الأوسط (الجزائر) ومع تأسيس الدولة الرستمية لم يكن لها ذكر أو شأن إلى أن أعاد تأسيسها الملك الصنهاجي بولوغين بن زيري [7] مؤسس الدولة الزيرية في عاصمته آشير (المدية)، ثم دخلت تحت حكم الدولة الحمادية، وامتدت إليها دولة المرابطين خلال توسعها لكنها سرعان ماعادت لربوع الدولة الحمادية، ونشوء قوة جديدة وهي الدولة الموحدية التي وحدت كل أقاليم المغرب العربي، أصبحت مدينة مليانة موحدية. إلى أن تم تأسيس الدولة الزيانية في 1236 - على يد يغمراسن بن زيان وباتت جزءا منها، وفي مرحلة الضعف التي مر عليها الزيانيون وانقسام مملكتهم انفصلت مليانة كإمارة مستقلة إلى أن جاء الأتراك وصارت آنذاك تابعة لبايلك الغرب أو ولاية الغرب والذي عاصمته مازونة (معسكر) ثم وهران والذي كان بدوره تابعا لدار السلطان وعاصمته المركزية الجزائر وسمي هذا العهد بالعثماني وتأسيس أيالة الجزائر ثم في 1671 إلى 1830. العهد العثمانيأدرك الأتراك أهمية مليانة الإستراتيجية وذلك لكونها تشرف على الطريق الواصل بين الجزائر والغرب، وكان المسافرون ينزلون إليها طلبا للراحة والاستجمام وأسكنوا بها قبائل المخزن وجعلوا منها قناق أي نهاية مرحلة ولكن سكان ضواحي مليانة من ريغة أعلنوا عام 1544م ثورة ضدهم حاكم الترك بالمدينة والذي قتل إلى أن اتى الدعم من الجزائر وقضى على هذه الإنتفاضة[8] ، هاجر إليها الأندلسيون نظرا لموقعها الذي يعد ملتقى التجار والصناع والحرفيين وقربها من عاصمة بايلك الغرب. الحقبة الإستعماريةالمقاومة الشعبيةاتخذ الأمير عبد القادر مليانة حصنا وذلك سنة 1835 وعين عليها خليفته محي الدين الصغير، وبعد وفاته عين مكانه محمد بن علال حاكما لمدينة مليانة، وكان الأمير يعين العسكريين بالمساجد لتنظيم المقاومة ومواجهة العدوو تمّ تعيين امحمد بن عيسى البركاني خليفة الأمير عبد القادر على منطقة التيطري، وهذه الطريقة إحدى مميزات للأمير. وأنشأ الأمير منشآت حربية بها، منها مصنع الأسلحة والبنادق والرماح، وكانت المادة تستخرج من منجم زكار، وظلت مليانة منطقة مستقلة ولم يتم غزوها إلا في 08 جوان 1840.
شاركت قبائل المنطقة تحت قيادة محمد بن علال وبني مناصر بمقاومة جبارة، وألحقت بالعدو خسائر لا مثيل لها وهذا باعتراف ضابط فرنسي. وفي سنة 1841 قاد الجنرال ‘’بيجو’’ حملة عسكرية على منطقة مليانة، وأعدّ الأمير العدة لصد الهجوم وألحق هزيمة نكراء بـ ‘’بيجو ‘’ وعساكره، ووصف أحد ضباط العدو أنّ هذه الحادثة الأولى من نوعها لـ “بيجو” منذ تولّيه على الجزائر. وظلّت الأجيال تتوارث هذه القيم النبيلة، فامتهنوا المقاومة والكفاح ضد العدو، فسجّل الشعب الجزائري صفحات خالدة لم تتوقف المقاومة بمنطقة مليانة وضواحيها، فشهدت انتفاضات عارمة ضد العدو الفرنسي بشمال مليانة بثورة بني مناصر التي كانت تحت لواء الأمير 1835، وكانت انتفاضة أخرى 1871 تحت قيادة محمد البركاني واستعمل فيها العدو أبشع الوسائل لقمعها، وانتفاضة عين التركي بمنطقة حمام ريغة سنة 1901 بقيادة الشيخ يعقوب، والتمرد كرد فعل ضد قانون التجنيد الإجباري سنة 1912 م أين رفض شباب المنطقة الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي رغم المسخ والفسح وعملية التنصير والتمسيح، إلا أن سكان المنطقة حاربوا محاربة شاملة لهذه الوضعية. الثورة التحريريةكان التحضير للثورة قد انطلق منذ أمد بعيد بالوحدة الوطنية والتماسك التام بين الشعب الجزائري والثورة قائمة في الجزائر يتوقّف نجاحها على استقلال الجزائر. حيث بدأ شباب المنطقة يستعد لخوض غمار الثورة، منهم سي أمحمد بوقرة، سي بلكبير عبد القادر، الشيخ العربي، امحمد رايس، بوركايب نور الدين، الزنداري، علي لبوانت، سي موسى بوراشد، سي حمدان، عمر بلمحجوب، عبد القادر بسكري والبغدادي وأمثال أحمد بن بلة، رابح بيطاط، بن يوسف بن خدة، محمد بلوزداد، أحمد محساس ومحمد خيثر وغيرهم. لم يكن هذا التحريك إلا دليلا على أهميتها، حيث كان مناضلوها يتمتعون بالوعي السياسي، وبروح وطنية استعداد للثورة ضد العدو المحتل وأعوانه كانت معارك كبرى في جبل زكار وضواحيه منها معركة ازراولة ومعركة جبل سي علي وجبل سي حمدان وبوحرب وجبل مليانة. لقد عانت المنطقة من ويلات الاستعمار، ووقعت فيها معارك كبرى، منها معركة جرت أحداثها في 23 أفريل 1958 في بل بورب شمال مليانة. وعرفت المنطقة منذ اندلاع الثورة بانضمام شبابها إلى صفوفها، وهي منطقة العمليات فهي أرض جبلية شاهقة وصخور وعرة، شعابها ملتوية وغابات كثيفة وأحراش، كانت قوة جيش التحرير الوطني بكتائب الحمدانية بقيادة السي حمدان، اليوسفية والكموندوس قد اصطدمت منذ الصباح الباكر مع قوات الاستعمار التي حاولت تمشيط المنطقة، وانتشر العدو في المنطقة كالجراد. توجّهت الكتيبة الحمدانية استعدادا للمعركة بهدف حراسة المجتمعين تحت قيادة العقيد سي امحمد بوقرة، قائد المنطقة الرابعة التاريخية، وكانت الطائرات تمزق حجب السماء وهي تقذف حممها بالنبالم في كل مكان، ودامت يوما كامل كما شهدت المنطقة عشرات المعارك الطاحنة، ودامت هذه الحرب حوالي 08 سنوات تقريبا، وقد تم خلال هذه المدة جمع 2.350.000 جزائري في 2000 محتشد، أي حوالي 20 % من السكان لعزله عن ينابيع جيش التحرير الوطني. وما جرى في هذه المحتشدات من اضطهاد يشيب منها الرأس، من أجل عزل الشعب عن جيش التحرير الوطني.[9] الإدارةفي العهد الإستعماري تأسست مليانة كبلدية كاملة الصلاحيات عام 1854م[10] تابعة لعمالة الجزائر وفي عام 1956م أصبحت تابعة لعمالة أورليون فيل[11] الشلف حاليا وبحلول عام 1984م أصبحت تابعة لولاية عين الدفلى . أحياء المدينة*وادي الريحان
الإقتصادمنجم زكارمنجم زكار اليوم عبارة عن مغارات كبيرة محاطة ببناءات وهياكل إدارية ومعهد متخصص تم إنشاؤه للتكوين بداية خمسينيات القرن الماضي، وفق شهادات المنجمين، فقد أصبح عبارة عن أطلال تؤرخ لفترة استعمارية، استغلت هذا المورد الطبيعي الذي ساهم في بناء برج ايفيل، وتشير المعطيات التاريخية أن هذا الأخير استنفذ أزيد من 10 آلاف طن من الحديد نهبت من منجمي زكار و الروينة وعلى أساسهما تم مد خط للسكة الحديدية، حتى يتسنى شحن الحمولات بشكل عادي، و اعتبر في ذلك المبنى الذي إستكمل بتاريخ 31 مارس 1889 أطول مبنى صناعي في العالم .[12] المواصلات
الرياضة
الثقافةتضم مليانة عدة مجموعات موسيقية متخصصة في الأنماط الموسيقية المختلفة لسكان المدن الجزائريين: الموسيقى الأندلسية والشعبي والزرنة. وهو تستضيف حدثًا للموسيقى الأندلسية، ويجمع هذا المهرجان موسيقيين من المدارس الجزائرية الثلاث للموسيقى الأندلسية، الصنعة الجزائر، والغرناطي تلمساني والمالوف القسنطيني. يتميز الاحتفال بالمولد النبوي في مليانة بصناعة المناريت وأنواع النماذج المصنوعة من الخشب والقصب على شكل مساجد وأبراج وقوارب. عشية المولد، يسلك الموكب مضاء بالشموع ومليء بالحلويات والفواكه الطريق من مسجد سيدي أحمد بن يوسف. يعتبر منارة المنطقة شيرغوا الأفضل، تصميمه مستوحى من الأسطول التركي: قارب شراعي بطول مترين، مزين ومزين بخمس مدافع برونزية وخشبية. ركب بني فرح هو تقليد لقبيلة بربرية في بني فرح والمنطقة، وهو إحتفال سنوي يقام في ضريح سيدي أحمد بن يوسف.و يبدأ المئات من الناس عدة مناطق من البلاد مسيرتهم من مدينة مسلمون (ولاية تيبازة) إلى الضريح ويخصوص مهرجان مليانة للكرز هو حدث اجتماعي ثقافي سنوي أقيم خلال فترة الاستعمار. ويقام خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو، وقد تم الحفاظ عليه مع استقلال البلاد. سمحت لمليانا بالاحتفال بصفات كرز مليانا وللزوار لاكتشاف عادات وعادات المدينة وتذوق الحلوى المختلفة المصنوعة من الكرز. التراث
التعليمثانويات
مراكز مهنية
الشؤون الدينيةالمساجدتحتوي هذه البلدية على العديد من المساجد التي تشرف عليها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية عين الدفلى تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
الزواياشخصيات من المدينةمعرض صورطالع أيضاوصلة خارجيةمراجع
|