يُشير الاستكشاف النفسي (بالإنجليزية: Psychonautics) إلى منهجية تصف وتشرح التأثيرات الذاتية لحالات الوعي المتغيرة، ومنها تلك التي يتسبب فيها التأمل أو الدواء نفسي المفعول، ويشير أيضًا إلى مجموعة بحثية يقوم الباحث فيها بغمر نفسه بشكل طوعي في حالة عقلية متغيرة لاستكشاف التجارب المصاحبة لها.[1] ويعود أصل المصطلح إلى اللغة الإغريقية حيث تعني ψυχή (psychē) "الروح أو النفس أو العقل" وتشير ναύτης (naútēs) إلى البحّار أو المستكشف).[2]
مصطلح الاستكشاف النفسي مشتق من المصطلح السابق المستكشف النفسي (Psychonaut)، والذي بدأ في الظهور في كتابات في أمريكا الشمالية أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. وظهر المرجع الأول الذي يتوافق مع الاستخدامات المعاصرة للمصطلح في طبعة عام 1965 من مجلة قروب سيكوثيرابي (العلاج النفسي الجماعي). وأشارت مجلة بيوند باروك عام 1968، إلى عالم النفس تيموثي ليري بوصفه مستكشفًا نفسيًا.[بحاجة لمصدر]
يصف المؤلف الألمانيإرنست جونجر الأفكار المتعلقة بالاستكشاف (الملاحة) النفسي - في إشارة إلى آرثر هيفتر[الإنجليزية] - في مقالته عام 1970 عن تجاربه الواسعة في المواد المخدرة بعنوان Annäherungen: Drogen und Rausch (وتعني حرفياً "النهج: المواد المخدرة والتسمم").[2][6] ويرسم جونجر في هذا المقال العديد من أوجه التشابه بين تجربة تعاطي المواد المخدرة والاستكشاف المادي - على سبيل المثال، خطر مواجهة "الشعاب المرجانية" المختبئة.
يعرّف عالم النفس الدكتور إليوت كوهين من جامعة ليدز بيكيت والمعهد البريطاني للاستكشاف الجسدي النفسي الاستشكاف النفسي بأنه "وسيلة لدراسة واستكشاف الوعي (بما في ذلك اللاوعي) والحالات المتغيرة للوعي، ويعتمد على إدراك أن دراسة الوعي تعني تحويله". ويربطه بتقليد طويل في الثقافات التاريخية من جميع أنحاء العالم.[9] ولدى جامعة ليدز بيكيت وحدة في الاستكشاف النفسي[10][11] وقد تكون الجامعة الوحيدة في المملكة المتحدة التي تفعل ذلك.[بحاجة لمصدر]
تمييّز أهداف وأساليب الاستكشاف النفسي في العادة عند تضمين المواد المغيرة للحالة الذهنية، عن استخدام العقاقير الترويحية من قبل مصادر البحث.[2] يمكن أن يحدث الاستكشاف النفسي دون استخدام المواد المخدرة، ويمكن أن يحدث في سياق ديني له تاريخ راسخ. يعتبر كوهين أن الاستكشاف النفسي أقرب إلى ارتباطه بتقاليد الحكمة وغيرها من الحركات عبر الشخصية والتكاملية.[9]
الإيكارو[الإنجليزية]، وهي الأغاني (أي شيء لفظي يُنظر إليه عادةً على أنه إحساس سمعي) يغنيها شاربو الآياهواسكا لتحفيز التمثيلات التصويرية والمنسوجات الغنية من الألوان والأنماط التي يراها المستمع بصريًا. (انظر: الحس المرافق ) كانت مادة الهارمين في الأياواسكا تعرف في السابق باسم "تليباثين" بسبب مجموعة الأنشطة المساعدة التي تتضمن غناء الإيكارو والذي يثير الإدراك المشترك. ويتوقع من الشامان الذين ينتمون إلى شعب الأياواسكيرو أن يتذكروا العديد من الإيكارو.[15]
يشير التصوير الإرشادي والموسيقى[الإنجليزية] إلى جميع أشكال تخيل الصور والأصوات في حالة وعي موسعة، ولا تشمل فقط الأشكال الفردية والجماعية المحددة التي طورها عالم الموسيقى والباحثة هيلين بوني، ولكن أيضًا جميع الاختلافات والتعديلات التي أجراها أتباعها على تلك الأشكال.
قد تستخدم هذه الأساليب بشكل متزامن؛ على سبيل المثال، يمكن للتقاليد مثل الشامانية أن تجمع بين الطقوسوالصيام والمواد المهلوسة.
اثنان من الباحثين والمدافعين عن الاستكشاف النفسي في القرن العشرين.
"تحتوي أعمال مثل "اعترافات متعاطو الأفيون الإنجليز" لتوماس دي كوينسي و"متعاطيّ الحشيش" لفيتز هيو لودلو و"في الحشيش" لوالتر بنيامين على عناصر استكشاف نفسية تستكشف التجارب الإنسانية وتجارب الأدوية المسببة للتأثيرات. ويمكن اعتبارها سابقة لأدب الاستكشاف النفسي، ولكنها ليست أعمالاً استكشاف نفسي بحدّ ذاتها."
من أشهر أعمال علم الاستكشاف النفسي هو عمل ألدوس هكسلي "أبواب الإدراك[الإنجليزية]"، والذي يروي تجربته بعد تناول 400 ملجم من المسكالين.[16][17][18][19] كان الطبيب الأمريكي وعالم الأعصاب والمحلل النفسي والفيلسوف والكاتب والمخترع جون سي ليلي مستكشفًا نفسيًا معروفًا، فقد كان مهتمًا بطبيعة الوعي، ومن بين عدة تقنيات، استخدم خزانات العزل في بحثه.[20]
^ ابNewcombe، Russell (2008). "Ketamine Case Study: The Phenomenology of a Ketamine Experience". Addiction Research & Theory. ج. 16 ع. 3: 209–215. DOI:10.1080/16066350801983707.
^Schifano، Fabrizio؛ Leoni، Mauro؛ Martinotti، Giovanni؛ Rawaf، Salman؛ Rovetto، Francesco (أغسطس 2003). "Importance of Cyberspace for the Assessment of the Drug Abuse Market: Preliminary Results from the Psychonaut 2002 Project". CyberPsychology & Behavior. ج. 6 ع. 4: 405–410. DOI:10.1089/109493103322278790. PMID:14511453.