تسرد هذه المقالة الخطّ الزمني لعملية طوفان الأقصى أو الحرب الفلسطينية الإسرائيلية خلال الفترة بين 28 أكتوبر و 23 نوفمبر وهي العمليّة التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس عبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام ضد المستوطنات والمستعمَرات الإسرائيليّة منذ صبيحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كما تسردُ الخطّ الزمني العملية الإسرائيليّة التي سمَّتها إسرائيل عملية السّيوف الحديديّة فضلًا عمّا جرى من تدخلاتٍ من أطراف فاعلة أخرى على غرار حزب الله والدعم الغربي لإسرائيل وردود الفعل الدوليّة وغير ذلك.
المقالة مقسّمة حسبَ الأيام، وتضمّ عناوين فرعيّة لأبرز ما جرى خلال اليوم مع تفاصيل إضافيّة أخرى.
أكتوبر
اليوم الثاني والعشرون (28 أكتوبر)
واصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف على قطاع غزة من البر والبحر والجو، وكان هذا اليوم من أشد الأيام قسوة وعنف من ناحية القصف منذ السابع من أكتوبر، والذي أدى بدوره إلى دمار العديد من الأبنية واستشهاد وجرح العديد من المدنين، كما واصل الجيش الإسرائيلي توغله البري في مناطق عدة من القطاع، وواصلت المقاومة الفلسطينية من جانبها، التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة في بيت حانون وشرق البريج[1] ومن جانب آخر حثت الخارجية الأمريكية مواطنيها المتواجدون بلبنان ضرورة مغادرة البلاد في ظل الأوضاع السيئة التي تمر بها المنطقة، كما شهد هذا اليوم العديد من التصريحات العالمية علي هامش هذه الحرب، والتي من بينها:[2]
تصريح لافروف بأن تدمير قطاع غزة وطرد سكانها سيخلقان كارثة طويلة الأمد.
التصريح الخاص بوزير خارجية [[النرويج]]، الذي صرح بأن الوضع في غزة كارثي وخطير جدا.
وصرح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بقوله: أننا لن نتردد في التحرك لأنهاء معاناة أهلنا في قطاع غزة.
صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، أن هذه الحرب طويلة، وإما نحن أو هم.
كما صرح أبوعبيدة قائلاً: أننا سنذيق العدو هزيمة أكبر مما يتوقع، وزمن انكسار الصهاينة قد بدأ.
وصرح ماسك بأنه سيزفر خدمة الاتصالات لمؤسسات الإغاثة بقطاع غزة.
كما صرحت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان بأن ما يجري في غزة لم يحدث مثله في التاريخ الحديث.
اليوم الثالث والعشرون (29 أكتوبر)
واصل الجيش الإسرائيلي قصفه للمدنيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، مع تهديده بقصف مستشفي القدس مباشرة بعدما قام بقصف محيطه، وذلك في حالة عدم إخلاء المستشفي، وهو الأمر الذي رفضه الهلال الأحمر الفلسطيني. وشهد هذا اليوم أشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في شمال قطاع غزة، وأعلن وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 8005 شهيداً، منهم 3342 طفل، و 2062 سيدة، كما تم استهداف العديد من سيارات الإسعاف والمؤسسات الصحية بالقطاع.[3] ويمكن عرض أبرز تطورات الحرب في هذا اليوم من خلال النقاط الأتية:[3]
سماع انفجارات في قاعدتين أمريكيتين في سوريا.
إسرائيل استدعت سفير روسيا للاحتجاج رسميًا علي استقبال روسيا لوفد حماس.
المقاومة الفلسطينية تطلق دفعة من الصواريخ باتجاه عدة بلدات اسرائيلة، كما قامت بعملية إنزال بالقرب من معبر إيريز.
المجلس النرويجي للاجئين يصرح بأنه علي الولايات المتحدة وأوربا أن تقول لإسرائل "أوقفي القصف".
الرئيس الفلسطيني يدعو لعقد قمة عربية طارئة لوقف العدوان على غزة.
اليوم الرابع والعشرون (30 أكتوبر)
توغلت القوات الإسرائيلية في جنوب شرق مدينة غزة ووصلت إلى شارع صلاح الدين، وأجبرتها المقاومة الفلسطينية على التراجع، وبثت كتائب القسام تسجيلاً لأسيرات إسرائيليات يوجهن رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ويطالبنه بالعمل على إطلاق سراحهن. وأعلن وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة الشهداء إلي 8306 منهم 3457 طفلاً، و 2136 سيدة، بينما وصل عدد الجرحي إلي أكثر من 21 الف جريح.[4]
وتتلخص تطورات الحرب وتداعياتها داخلياً وخارجياً في هذا اليوم، في الآتي:[5][6]
عدم دعم البيت الأبيض لعملية وقف إطلاق النار في الوقت الراهن بدعوى أن حماس هي المستفيدة من ذلك.
إقالة مسؤول بريطاني كبير بسبب تأييده لوقف إطلاق النار في غزة.
جنوب أفريقيا تدعو إلى نشر قوات دولية لحماية المدنيين في غزة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلق على فيديو الأسيرات أنه حرب ودعاية نفسية من قبل حماس.
الجيش الإسرائيلي يدعى أنه قام بتحرير مجندة أسيرة من أيدي حماس، والمقاومة تكذب ذلك وترى أنه تغطية على فيديو الأسيرات.
اليوم الخامس والعشرون (31 أكتوبر)
القوات الإسرائيلية تواصل قذفها وتوغلها في قطاع غزة، وترتكب مجزرة جديدة بالقرب من المستشفى الأندونيسي، وقوات المقاومة تتصدي لتوغل الجيش الإسرائيلي وتلحق به خسائر في العدة والعتاد، ولعل أبرز تطورات هذا اليوم من الحرب الإسرائيلية على غزة يمكن ايجازه في:[7]
مندوب الصين في مجلس الأمن يدعو إسرائيل رفع الحصار عن غزة.
اقتحام قوات الأحتلال لمناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وزير خارجية عمان يدعو إلى إجراء تحقيق ومحاكمة لإسرائيل على ما تفعله من جرائم في قطاع غزة.
كتائب المقاومة تجهز على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى في بيت حانون.
سلاح الجو الإسرائيلي يعترض صاروخ أرض أرض أطلق من منطقة البحر الأحمر.
إطلاق الحوثيين مسيرات على أهداف بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
مسؤول البعثة الطبية النرويجية إلى غزة يصرح أنه على العالم التحرك الآن.
صرحت رويترز أن بوليفيا قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
قصف كتائب القسام للعديد من المدن الإسرائيلية برشقة صاروخية رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة.
استشهاد 18 من أسرة مهندس البث لدى قناة الجزيرة محمد أبو القمصان بعد قصف اسرائيلي لمنزل العائلة.
نوفمبر
اليوم السادس والعشرون (1 نوفمبر)
تفاعل الدول اللاتينية
وسطَ صمتٍ شبه مطبق من الدول العربية والإسلامية، قرّرت عددٌ من الدول اللاتينية ترجمة قراراتها الشفويّة سابقًا لأفعال، والبداية كانت من بوليفيا التي أدلى مندوبها في الأمم المتحدة ببيانٍ قويّ حمَّل فيه إسرائيل كلّ المسؤولية عن الجرائم ضد الإنسانية التي تحصلُ في قطاع غزة مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عنها فردًا فردًا قبل أن يُؤكّد للعالَم قرار بلاده قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل احترامًا للقانون الدولي.[8] ما هي إلّا سويعاتٌ قليلةٌ حتى انضمّت دولة لاتينية أخرى وهي تشيلي التي أصدرت بيانًا صريحًا أدانت فيه العملية الإسرائيلية في غزة وقتل المدنيين والأطفال والنساء واصفةً كل ما حصل ويحصل بالعقاب الجماعي، ثمّ استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور ردًا على انتهاكات القانون الدولي أيضًا.[9] انضمَّت كولومبيا هي الأخرى لقائمة الدول التي اتخذت قرارًا فعليًا ضد إسرائيل فأعلنَ الرئيس الكولومبي استدعاء سفير بلاده لدى إسرائيل للتشاور احتجاجًا على الانتهاكات الإسرائيلية بحقِّ الفلسطينيين كما ورد في البيانِ الرسمي.[10] على الجانب المقابل فقد استمرَّت واشنطن في تقديمِ دعمها الكامل لإسرائيل، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية أن بلينكن سيتوجه إلى إسرائيل يوم الجمعة 3 نوفمبر وسيزور محطات أخرى في المنطقة بعد ذلك.[11]
اقتحام الضفة مجددًا
لم تتوقف عمليات اقتحام مدن وبلدات الضفة الغربية منذُ السابع من أكتوبر، حيث شنّت إسرائيل عمليات متكررة ضد جنين ونابلس وطولكرم وخاصة في ساعات الفجر من كل يوم. الاقتحام الإسرائيلي الجديد يوم الأول من نوفمبر تركّز في مدينة جنين التي شهدت اشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال التي نفذت حملة مداهمات واسعة طالت عددًا من الفلسطينيين. لجأت إسرائيل – وكما فعلت في قطاع غزة – إلى قطعِ الكهرباء والاتصالات والإنترنت في مناطق بمخيم جنين قبل أن تستعمل الصواريخ في قصفِ منطقةٍ داخل المخيّم وهو ما تسبب في مقتلِ 3 مقاومين وجرحِ آخرين.[12]
لجأت إسرائيل مجددًا للقصفِ الجوي بعد عدّة محاولات على المحاور الشماليّة للتوغل بريًا، حيث استهدفت غارة جوية بُعيد الواحدة صباحًا منزلًا في مخيم جباليا ما أسفر عن وقوعِ قتلى وجرحى في صفوفِ الفلسطينيين، ثم عاودت القصف الجوي بُعيد دقائق من الغارة الأولى عبر غارة ثانية استهدفت منزلًا مأهولًا في النصيرات وسط قطاع غزة وهو ما أسفر عن وقوع 7 قتلى على الأقل وعددٍ آخر من الجرحى في ظلّ صعوبة تحديث البيانات بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع والذي تسببت في انقطاعٍ شبه كلّي للتيار الكهربائي.[13] الاستهدافات الإسرائيلية لم تتوقف تقريبًا خاصة الغارات الجوية التي تهبطُ على مختلف مناطق القطاع بين كل ساعة وأخرى. ومع الصباح، كررت إسرائيل محاولات التوغل في الشمال حيث سُمعت أصوات اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومين وخاصّة جنوب حي الزيتون الذي شهد تبادلًا للقصفِ بين الطرفين وعمليات كر وفر من هنا وهناك.[14]
اعترفَ الجيش الإسرائيلي خلال مؤتمرٍ صحفي بمقتل 9 من جنوده في اليوم الماضي (31 أكتوبر) بعدما تعرضت عربتهم المصفحة للقصفِ بصاروخٍ مضاد للدبابات في مكانٍ ما شمالي غزة. اعتبرَ وزير الدفاع الإسرائيلي مقتل جنوده في المعارك ضد حماس «ضربة قاسية ومؤلمة» لكنّه أكد استمرار العمليات حتى تحقيقِ كامل الأهداف.[15] أفصحَ الجيش الإسرائيلي كذلك عن نجاحه في اعتراض هدف جوي في منطقة البحر الأحمر جنوب مدينة إيلات دون وقوع إصابات وذلك في الساعات الأولى من هذا اليوم. والهدف الجوي الذي تحدث عنه الجيش هو صاروخٌ أطلقه الحوثيون من اليمن كما أكّدت ذلك عددٌ من التقارير.[16]
استمرّت الاشتباكات في المناطق الرخوة داخل قطاع غزة، حيث أعلنت كتائب القسام تمكّنها من إسقاطِ قذيفة مضادة للأفراد على من وصفتهم بالقوة الصهيونية الراجلة في بيت حانون وتحدثت إسرائيل عن خوض مجنّديها لقتالٍ عنيفٍ جنوب مدينة غزة. رغم مرور شهرٍ كاملٍ على الحرب، فقد استمرَّت المقاومة في توجيهِ ضربات صاروخيّة للمستعمَرات الإسرائيلية في الغلاف حيث قصفت بعد انتصافِ النهار كيبوتس نير إسحاق وكيبوتس صوفا واللذان عملت إسرائيل على إخلائهما ومستعمَرات أخرى قريبة من القطاع تفاديًا لمثل هذه الهجمات.[17] شهد مساء هذا اليوم مجزرة جديدة ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي بعد مجزرة اليوم الماضي والتي راحَ ضحيتها 400 فلسطيني ما بين قتيل وجريح.[18] المجزرة الجديدة حصلت في مخيم جباليا بعدما أقدمت إسرائيل على قصفِ مربع سكني مأهول ما تسبب في وقوعِ عشرات الضحايا أغلبهم من المدنيين كما تكشَّف حين نقلهم للمستشفى الإندونيسي. خرجَ المتحدث باسم الدفاع المدني دقائق بعد المجزرة ليُطلع العالَم على تفاصيلها حيثُ أعلن أنّ عائلات بأكملها قد مُسحت من السجل المدني في مجزرة جباليا الثانية.[19]
عاشت غزة انقطاعًا كاملًا للاتصالات من جديد بعد تعرض خطوط التزويد لقصفٍ إسرائيلي ما جعل القطاع مفصولًا ومنقطعًا عن بقيّة العالَم مع استمرار الحصار الشامل وإغلاق جميع المعابر، فارتفعت وتيرة الاشتباكات بعدما كثف جيش الاحتلال من قصفه المدفعي بينما اعتمدت المقاومة على قذائف الهاون بشكل أكبر في قصفها للتجمعات والحشود الإسرائيلية شمال القطاع وشرقه. عاودت الفصائل الفلسطينية رشقاتها الصاروخية وهذه المرة عبر رشقة طويلة استهدفت تل أبيب حيث سُمعَ دوي 5 انفجارات عنيفة هزَّت سماء المدينة ناجمة عن اعتراض صواريخ القبة لصواريخ المقاومة.[20]
أعلنَت وسائل إعلام عبرية نقلًا عن مصادر رسمية في الجيش الإسرائيلي ارتفاع قتلى الأخير إلى 15 جنديًا خلال يومٍ ونصف من محاولات التوغل البري لداخل القطاع، ومع ذلك فقد أعلنَ وزير الدفاع الإسرائيلي خلال خرجة صحفيّة أنّ الجيش يحقق إنجازاتٍ على الأرض في العملية البرية ويكشف الأنفاق الهجومية، ثم عاود التشديد على مواصلة التقدم في العمليّة معترفًا بحدوث خسائر كما يحدث في أي قتال كما قال.[21] تحدثت غالانت عن حزب الله وكيف هو «مرتدعٌ الآن وهو لا يرغب في تحويل بيروت إلى غزة» كما اقترحَ نقل الأموال للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس قائلًا إنّ هذه الخطوة ستُفيد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي «تُساعد في منع الإرهاب والأحداث الجماهيرية» مع أنّ اقتراحه هذا لقي معارضةً من وزير الماليّة الإسرائيلي سموتريتش.[22]
معبر رفح
فُتح معبر رفح لأول مرة منذ 26 يوم من الحرب والحصار الشامل على القطاع وذلك للسماحِ بمرور حملة الجوازات الأجنبية بعدما كان قد فُتح من قبل ولدقائق معدودة للسماحِ بمرور بعضٍ من شاحنات المساعدات الإنسانيّة. خلال بيانٍ للصحافة قالَه مدير هيئة المعابر في غزة إنهم قد استلموا كشفًا من مصر يحتوي على أكثر من 500 اسم لأجانب سيُغادرون القطاع، كما سُمح لـ 76 جريحًا فلسطينيًا فقط بالمغادرة صوبَ مصر لتلقي العلاج.[23] ظهر المتحدث العسكري الإسرائيلي سويعات بعد هذه الأخبار وهو يطمئن الجانب الإسرائيلي بأنّ كل من يخرج ويدخل من رفح يجري فحصه من طرفِ إسرائيل وذلك بالتعاونِ الذي وصفهُ بـ «الكبير» مع مصر، أما بايدن فقد نسب فضل ما سمّاه تأمين ممر آمن للجرحى الفلسطينيين والرعايا الأجانب للخروج من غزة للقيادة الأمريكية.[24]
استمرّت الغارات الإسرائيلية الصباحيّة على قطاع غزة، حيث ألقت القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من هذا اليوم قنَابل مضيئة على مَناطق متفرقة لشمال قطاع غزة وقام بالاستهداف بأحزمة نارية مكثفة على تل الهوا غربّي مدينة غزة.[25] وقام جيش الإحتلال بإرتكاب مجزرة حينَ استهدف منزلاً في منطقة عسقولة وسط غزة ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.[26]
وفي الشمال تزامناً مع المناوشات مع إسرائيل أعلن حزب الله اللبناني مهاجمةَ 19 موقعًا إسرائيلياً في الوقت نفسه على طول الحدود مع لبنان من رأس الناقورة غربا على شاطئ البحر المتوسط إلى حتى مزارع شبعا شرقًا.[27] واستهدف ثكنة «زبدين» في مزارع شبعا بمسيّرتين انقضاضيتين هجوميتين.[28] ورد الجيش الاسرائيلي بقصف أطراف بلدتا عيتا الشعب ورامية.[29] وأوقف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني للسرطان في غزة عمله بشكلٍ كامل نتيجة نفاد الوقود[30] وشُهد اشتباكات بين سرايا القدس مع قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة بمنطقة أبو أبسل في خان يونس.[31] وأسفرت غارة إسرائيلية على محيط مدرسة للأونروا في مخيم الشاطئ عن سقوط عشرات الشهداء وجرحى.[32] وفي استمرار قصف المستشفيات شن جيش الإحتلال الإسرائيلي سلسلة غاراتٍ عنيفة في محيط مستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة بالتزامن مع شح الوقود بالمستشفى حيث أعلن مدير المستشفى أنه إن لم يتوفَر الوقود سيكون عشرات المرضى حياتهم بخطر[33] وشن طيران الاحتلال الإسرائيلي قصفاً على منزلٍ لعائلة عنبر في شارع الهوجا في مخيم جباليا شمال القطاع ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى[34][35] وأعلن الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل اثنين من جنوده من بينهم ضابط كبير وإرتفاع حصيلة القتلى إلى 335.[36][37] وفي كلمة صوتية لأبو عبيّدة المتحَدث العسكري لكتائب القسام قال أن خسَّائر جيش الإحتلال الإسرائيلي أعلى مِن ما يعلن.[38]
هاجمت كتائب القسام قوات الجيش الإسرائيلي بينما قدمت سرايا القدس دعما مدفعيا شمال غرب غزة، وشنت هجمات مضادة للدبابات على مواقع للجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا وبيت حانون. كما أطلقت صواريخ على تل أبيب.[42]
ذكرت الوزارة أن 800 مريض مصاب بجروح خطيرة بحاجة إلى مغادرة غزة لتلقي الرعاية، مشيرة إلى أن العديد من المرضى المصابين بجروح خطيرة توفوا في الأيام القليلة الماضية بسبب انهيار نظام الرعاية الصحية.[51]
تدمير قافلة طبية أمام مستشفى الشفاء بصاروخ طائرة مسيرة إسرائيلية.[52]
نشرت جريدةُ نيويورك تايمز نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تقديرهم لعدد الذين بقوا في شمال غزة بـ 400 ألف فلسطيني رغم المحاولات الإسرائيليّة في تهجيرهم قسريًا والانفراد بالشمال. نقل مسؤول أمريكي كبير للجريدة أنّ واشنطن حددت عدة خطوات لإسرائيل للحد من «الخسائر المدنية» فيما وصفه بالحملة العسكريّة على غزة، بما في ذلك استخدام قنابل أصغر عند استهداف قادة حماس وبنيتها التحتية خاصة وأنّ إسرائيل استعملت أسلحة قوية جدًا من حيث القدرة التدميريّة في ضربِ كل القطاع وهو ما تسبب في دمار هائل وسقوط ضحايا بالآلاف أغلبهم من المدنيين.[63] استمرَّت الرواية الإسرائيلية في التآكل، فبعدَ عشرات المظاهرات في المدن الغربية والتي شهدت بعضها حضور عشرات الآلاف من الحشود البشرية التي طالبت بوقفِ الحرب على غزة وبوقفِ المجازر الإسرائيلية في حقِّ سكان غزة نشر السيناتور الأمريكي المشهور بيرني ساندرز – والذي كان قد أعلن تأييده ودعمه لإسرائيل في بداية المعارك – بيانًا وصفَ فيهِ القصف الإسرائيلي بالعشوائي والذي يقتلُ آلاف الأبرياء في غزة، مضيفًا أنّ هذا القصف طالَ مخيمات اللاجئين ويجبُ أن يتوقف الآن.[64] في ظلِّ استمرار الدعم الشعبي لفلسطين من كل بقاع الأرض، ووسط الحديث عن التعمّد الإسرائيلي في قصفِ المشافي وباقي المنشآت المدنية خرجَ كبير مستشاري نتنياهو في حديثٍ لصالحِ سي إن إن ليُعلن بشكل صريح وواضح أنّه «إذا استخدمت حماس المستشفيات والمدارس لأغراض عسكرية فلنا الحق لاستهدافها»، وحين السؤال عن قصفِ مدرسةٍ في جباليا ردَّ كيير المستشارين أنّ الموضوع ما زال قيد التحقيق ثم استدركَ من جديدٍ بالقولِ أنّ إسرائيل لا تستهدفُ من وصفهم بـ «المدنيين الأبرياء» وهو الذي هدّد بقصفِ كل المنشآت التي يتواجدُ بها عناصر حماس بغض النظر عمّا إذا كان فيها مدنيين.[65]
مجزرة مخيم المغازي
استمرَّت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة بدون توقّف، حيث أغارت طائرة حربية على موقعٍ قريبٍ جدًا من محيط المستشفى الإندونيسي، فيما استهدفت غارة ثانيّة وبشكل متعمَّد خزان المياه في منطقة تل الزعتر في جباليا. أعلنت بلدية بيت لاهيا أنّ الاحتلال دمر بئرًا وخزان ماء رئيسيًا يخدمُ أكثر من 70 ألف نسمة في منطقة تل الزعتر، مضيفةً أن المحتل الصهيوني يتعمّد قصف آبار وخزانات الماء ويُلحق الضرر بالخدمات التي تُحاول البلدية تقديمها.[66] قُبيل الواحدة صباحًا أغارت طائرات الاحتلال على مجموعةٍ من المنازل السكنية في مخيم المغازي ما تسبب في انهيارها على من فيها من سكّان غزة. بسببِ الحصار الشامل المفروض على القطاع والانقطاع المستمر في خدمات الاتصال والتواصل بسببِ الاستهدافات الإسرائيلية المتعمّدة فقد كان من الصعبِ معرفة مكان القصف بالتحديد والوصول له لا من طرفِ الدفاع المدني ولا وسائل الإعلام. تبيّن مع مرور الوقت أنّ القصف كان عنيفًا واستهدفَ منطقة مكتظة ما تسبَّب في وقوعِ مجزرة حقيقيّة.[67] أعلنَ المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في حوارٍ مع قناة الجزيرة أنّ عدد من وصلوا للمستشفى من ضحايا المجزرة الصهيونية في المغازي هو «33 شهيدًا بينهم 12 طفلًا و100 إصابة» مرجحًا أن العدد مرشحٌ للارتفاع بسبب بقاء آخرين تحتَ الركام والأنقاض وبسبب الإصابات الحرجة والتي يصعبُ التعامل مع جميعها في ظلِّ انقطاع الكهرباء المستمر انعدام الوقود وتجاوز المستشفى لقدرته القصوى على العمل.[68] نشرت وزارة الصحة تقريرًا أوليًا عن المجزرة أكدت فيه هي الأخرى أن غالبية الضحايا من الأطفال والنساء، أما مدير عام المستشفيات في القطاع فقد أعلنَ أنّ ما يستهدفه الاحتلال هو مربعات سكنية بأكملها.[69] وصفت حماس ما حصل في المخيم بالمجزرة الحقيقية من خلال القصفِ المباشر لمنازل المدنيين، وقالت في بيانها إنّ الاحتلال ارتكب المجزرة أثناء وجود بلينكن في تل أبيب والمنطقة ما يؤكّد مسؤولية الإدارة الأمريكية.[70]
اقتحام الضفة المتواصل
تزامنًا مع القصف الجوي والبري والبحري على قطاع غزة ومن كل الجوانب، استمرَّت إسرائيل منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في اقتحامِ الضفة واعتقال عشرات الفلسطينيين مقابل اغتيال آخرين. أقدمت إسرائيل خلال هذا اليوم ومع ساعات الفجر على اقتحامِ جنين ونابلس وأبو ديس وقلقيلية وطولكرم بالإضافة لعدّة بلدات فلسطينية أخرى. تحولت محاولات الاقتحام هذه لاشتباكاتٍ بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال وخاصّة في جنين التي تبرزُ فيها حاضنة شعبية للمقاوَمة.[71] ارتفعت حدّة الاشتباكات بعدما نشر جيش الاحتلال فُرق قناصة فوق عددٍ من المباني، ثم حاصرت منزلين: واحدٌ في جنين والثاني في أبو ديس. دفع الاحتلال بالمزيدِ من التعزيزات لكل المناطق في ظلِّ الاشتباكات المسلحة وبعدما تعرض جيب عسكري للتفجيرِ بعبوة ناسفة محلية الصنع في بلدة عزون شرقي قلقيلية وفي جنين التي أُصيبت فيها مجنَّدة إسرائيلية بجروح طفيفة.[72] استمرّت الاشتباكات في بلدة أبو ديس الواقعةِ شرق مدينة القدس المحتلَّة نحو سبع ساعات بعدما تحصَّن المقاوِم الفلسطيني نبيل جوهر حلبية داخل منزلٍ ورفض تسليم نفسه للاحتلال فقامت الأخيرة بقصفِ المنزل عن بكرة أبيه بقذائف الأنيرجا شديدة الانفجار والمخصصة كقذائف أو صواريخ مضادة للدبابات الكبيرة، كما اغتالت القوات الإسرائيلية قُبيل انسحابها شابًا آخر في نفس البلدة أما الثالث فقد اغتالته في قرية نوبا بالخليل فضلًا عن اعتقال العشرات.[73]
التلويح بالنووي
اقترحَ عميحاي إلياهو وزير التراث بالحكومة الإسرائيلية في تصريحٍ وُصف بالصادم وأثار الكثير من الجدل حين قال إنّ «إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حلٌّ ممكن وبالنسبة للمختطفين فالحرب لها أثمان» مضيفًا أن قطاع غزة يجبُ ألا يبقى على وجه الأرض ومحرّضًا الحكومة على إعادة إقامة وبناء المستوطنات داخله.[74] بدأت ردود الفعل في التوالي عقبَ تصريح وزير التراث حيث وصفَ يائير لبيد التصريح بـ «الصادم والمجنون والذي يُسيئ لعائلات المختطَفين»، أما نتنياهو فوصفَ ما جاء به وزير التراث بالقولِ إنّ هذه التصريحات منفصلة عن الواقع. شنَّ وزير الدفاع الإسرائيلي هو الآخر هجومًا على عميحاي إلياهو واصفًا تصريحاته بـ «عديمة المسؤولية» مضيفًا أنّه «من الجيد أن عميحاي ليس من المكلفين بأمنِ إسرائيل».[75] تفاعلت حركة حماس هي الأخرى مع هذا التلويح بعدما نشرت بيانًا قالت فيه إنّ تصريحات أحد وزراء الاحتلال عن إمكانية إلقاء قنبلة نووية على غزة تعكسُ إرهاب حكومة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، أما حركة الجهاد الإسلامي فقد اعتبرت أنّ إسرائيل تفعلُ أصلًا ما قاله الوزير إلياهو بالتدريج مؤكّدة أن كل الشواهد تكشفُ حجم الجريمة والمحرقة التي تنفذها. أمام وطأة التصريحات المنددة وكلّ الجدل الذي خلقه الوزير الإسرائيلي، أوقفَ نتنياهو الوزير عميحاي إلياهو عن اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر.[76]
الاشتباكات على الأرض وفي الجو
أعلنت كتائب القسام أنّ مقاتليها أوقعوا في ساعات مبكرة من اليوم قوات إسرائيلية حاولت التوغّل شرق خانيونس في كمينٍ محكمٍ بعد استهدافها بقذائف الياسين 105 ودمّروا دبابتين فضلًا عن تحقيق إصابات في صفوفِ جيش الاحتلال.[77] رغم مرور شهر كامل على الحرب ورغم آلاف الصواريخ التي أطلقتها فصائل المقاومة على إسرائيل فقد كانت قادرة على مواصلة القصف حيث أطلقت رشقة صاروخيّة خلال هذا اليوم استهدفت مستوطنة رعيم الواقعة على مقربةٍ من قطاع غزة وردّت إسرائيل من خلال غارة جوية استهدفت حي تل الهوى الواقعِ في الجنوب الغربي لمدينة غزة.[78] كثف الجيش الإسرائيلي من غاراته مع مرور الساعات حيث قصف مع انتصافِ النهار مسجدًا يؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ثم أغار على منزل سكني ممتلء بالسكان قرب ميناء غزة ما تسبب في سقوطِ عشرات الضحايا بين قتيل وجريح وأغلبهم من أسرة واحدة.[79] استمرَّ تبادل الاشتباكات بين الطرفين حيث ركّزت فصائل المقاومة بقيادة القسّام على استهدافِ القوات الإسرائيليّة المتوغلة شرق منطقة جحر الديك، فيما لجأت إسرائيل للغارات الجوية على مختلفِ مناطق القطاع وخصوصًا مناطق الشمال والوسط بما في ذلك مخيم الشاطئ.[68]
أعلنَ المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أنّ الاحتلال الإسرائيلي يُمارس حرب إبادة وتطهير عرقي منذ 30 يومًا مؤكّدا أن نحو 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال، كما نقل لوسائل الإعلام المأساة الإنسانية التي تُواجه القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي الشامل والذي جعلَ مستشفيات كل المحافظات عاجزةٌ تمامًا عن تقديم المزيدِ من الخدمات الصحيّة.[80] كثفت إسرائيل بعد السابعة مساءً من هجماتها وعمليات قصفها وهو ما تسبب في الانقطاع التام والكامل للاتصالات وخدمات الإنترنت في كل مناطق الشمال. وصفَ مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح هذه الغارات الإسرائيلية المسائية بغير المسبوقة والتي تزامنت مع قصفِ الزوارق الحربية لعشرات المواقع في الشمال أيضًا.[68]
استقبلَ مستشفى الشفاء خلال هذا اليوم وحده أكثر من 100 قتيلاً والذين سقطوا جميعًا خلال الغارات الإسرائيلية العنيفة والتي طالت كل مناطق الشمال، بل استهدفت بعضُ الغارات الإسرائيليّة محيط المجمع الطبي أساسًا وهو ما عقَّد من عمل المشفى الذي يُعاني أصلًا وتعمّقت الأزمة في ظلِّ نزوح سكان المنازل التي تعرضت للقصف لداخلِ المشفى بحثًا عن المبيت.[81] ردّت كتائب القسام على الغارات الإسرائيلية من خلال توجيه رشقة صاروخية صوبَ منطقة تل أبيب في نحو التاسعة مساءً وذلك ردًا على ما قالت إنها «المجازر الصهيونية بحق المدنيين». سُمع دوي انفجارات عنيفة في المدينة الإسرائيليّة ورغم نجاح منظومة القبة الحديدية في اعتراضِ أغلب الصواريخ إلا أن بعضها مرّ وسقطَ في مناطق مختلفة بما في ذلك في مستعمَرة رمات غان وبتاح تيكفا متسببة في خسائر مادية دون أن تُوقع خسائر في الأرواح.[82] أعلنَ دانيال هجاري الناطق العسكري الإسرائيلي خلال هذا اليوم أنّ الفرقة 36 مدرعات وصلت إلى ساحل البحر في مدينة غزة وهو ما يُمثل قطعًا عرضيًا للقطاع وذلك في محاولة إسرائيلية لتطويقِ مدينة غزة بالكامل.[83]
قالت كتائب القسام أنها دمرت دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي جنوب تل الهوى وهاجمت القوات الإسرائيلية التي كانت تتقدم إلى الداخل من ساحل غزة. كما أطلقت موجتين من الصواريخ على تل أبيب لليوم الثاني على التوالي، كما أطلقت صواريخ على قاعدة الريم العسكرية في المنطقة الجنوبية.[87]
اشتبك المسلحون الفلسطينيون في الضفة الغربية مع قوات الأمن الإسرائيلية في 12 اشتباكًا بالأسلحة الصغيرة.[87]
قصفت إسرائيل الألواح الشمسية في مستشفى الشفاء [88]
اليوم الثاني والثلاثون (7 نوفمبر)
اشتبكت كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس مع الجيش الإسرائيلي في اشتباك بالأسلحة الصغيرة استمر لساعات وفجرتا عبوات ناسفة في مخيم طولكرم بالضفة الغربية.[89]
وشُنت ثماني هجمات على إسرائيل، استهدفت خمس منها منشآت عسكرية.[89]
تم شراء سندات إسرائيلية قياسية بقيمة مليار دولار في الولايات المتحدة منذ بداية الحرب.[90][91]
تباطؤ التوغل البري
تواصلت الاشتباكات على الأرض مع استمرار استعانة فصائل المقاومة الفلسطينية بالأنفاق والتعويل على الاشتباكات من مسافات قريبة تكادُ تكون صفرية حتى، مقابل اعتماد إسرائيل على القصفِ الجوي من خلال طائراتها الحربية والقصفِ البحري عبر البوارج والزوارق الحربية والقصفِ الأرضي من خلال المدافع والدبابات المتوغّلة داخل القطاع وتلك المستقرة في الغلاف.[92] طالَ القصف الإسرائيلي في الساعات الأولى من هذا اليوم أكثر من محور في قطاع غزة، لكنّ التركيز الأكبر كان على مخيم النصيرات وسط القطاع والذي سُويّت عددٌ من مبانيه بالأرض جراء غارات عنيفة، فضلًا عن القصف المستمر على مخيم جباليا الواقعِ شمالًا والذي تدمّر الجزء الأكبر منه بسببِ تركّز الاشتباكات فيه منذ الساعات الأولى للاقتحامِ البري.[92] حاولت فصائل المقاومة مباغتة إسرائيل خلال هذه الاشتباكات حينما وجَّهت بُعيد السابعة صباحًا رشقة صاروخية نحو منطقة كيسوفيم التي تتمركزُ فيها الدبابات الإسرائيليّة وجنود المشاة.[93]
نشرت وزارة الصحة بغزة بيانًا تحديثيًا قالت فيه إنّ «عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة بلغَ 10569 شهيداً بينهم 4324 طفلًا و2823 امرأة».[94] خلال هذا اليوم أيضًا أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعرّض قافلة مساعدات إنسانية تابعة لها لإطلاق نار في غزة في وقتٍ ما من يوم السابع من تشرين الثاني/نوفمبر دون أن تُشير بوضوح للمستهدِف، لكنّ الهلال الأحمر الفلسطيني فعل حينما نشر بيانًا أعلنَ فيه وبوضوح أنّ قوات الاحتلال استهدفت قافلة المساعدات الإنسانية للصليب الأحمر الدولي في ظلِّ صمتٍ إسرائيلي مطبق.[93]
التحركات السياسية المحدودة
قالَ الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي أعرب عشرات المرات عن دعمه الكامل لإسرائيل ورفضت إدارته وقفًا لإطلاق النار بدعوى أنّ الوقف سيخدمُ حماس إنه طلب خلال اتصالٍ هاتفي مع نتنياهو يوم الإثنين 6 نوفمبر وقفًا مؤقتًا للقتال في غزة،[95] ومع ذلك فقد استمرت الإدارة الأمريكية في الحديث عن القضاء كليًا على حماس حيث أشار وزير الخارجية بلينكن وبكل وضوح إلى أنّ حماس لا يُمكن أن تبقى مسيطرة على غزة ملمّحًا لما سمَّاها «مرحلة انتقالية» بعد «الصراع» كما وصف. حاول بلينكن تهدئة الشارع الغربي والعربي حينما قال إنّ إسرائيل لن تُدير غزة وأن لا نية لديها لفعل ذلك.[96] تصريحات الإدارة الأمريكية خلال هذا اليوم تماشت نسبيًا مع ما جاء به كبير مستشاري نتنياهو والذي عاود التشديد على ضرورة «وجود أمني إسرائيلي في غزة» نافيًا فكرة الاحتلال الكلّي، ثم فصّل في كيف ترغبُ إسرائيل في وضعٍ وصفه بـ «الأكثر مرونة» يسمحُ بالدخول والخروج من غزة حسب الحاجة الأمنية وهو ما ترفضه كل فصائل المقاومة جملة وتفصيلًا.[97]
اليوم الرابع والثلاثون (9 نوفمبر)
استهدفت غارة جوية إسرائيلية مدرسة البراق الواقعة في شارع اللبابيدي بحي النصر شمال مدينة غزة، والتي كانت تستخدمها الأونروا كملجأ.
ووافقت إسرائيل على وقف العمليات العسكرية يوميا لمدة أربع ساعات للسماح بدخول المساعدات إلى مناطق معينة في شمال غزة والسماح للمدنيين بالإخلاء.[99]
واشتبكت كتائب شهداء الأقصى مع قوات الاحتلال وفجرت عبوات ناسفة في مخيم بلاطة. واشتبكت كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام وسرايا القدس مع القوات الإسرائيلية في اشتباكات بالأسلحة الخفيفة وقامت بتفجير عبوات ناسفة في جنين.[100]
أسقطت إسرائيل صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون جنوب مدينة إيلات.[100]
وذكر المكتب الإعلامي لحكومة غزة أن إسرائيل قصفت ثمانية مستشفيات في الأيام الثلاثة الماضية.[101][102]
تزعم إسرائيل أن طائرة بدون طيار من سوريا ضربت إيلات، مما تسبب في أضرار لمدرسة.[103]
في 9 نوفمبر، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل قصفت ثمانية مستشفيات في الأيام الثلاثة الماضية.[101][102]
اليوم الخامس والثلاثون (10 نوفمبر)
تقدم الجيش الإسرائيلي بالقرب من مستشفى الشفاء بينما وردت أنباء عن اشتباكات في تل الهوى.[89]
شنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هجومها الأول على إسرائيل منذ 31 أكتوبر، بينما شن مسلحون فلسطينيون سبع هجمات أخرى بقذائف الهاون والصواريخ على إسرائيل.[89]
تبنت كتائب شهداء الأقصى مسؤوليتها عن هجوم آخر بعبوة ناسفة قرب جنين.[89]
أصابت الغارات الإسرائيلية شارعًا خارج المستشفى الإندونيسي في غزة، حيث كان العديد من الفلسطينيين يتلقون العلاج.[104] وذكرت وزارة الصحة في غزة أن إسرائيل قطعت الكهرباء والمياه والاتصالات عن المستشفى.[105]
حاصرت الدبابات الإسرائيلية بشكل كامل أربعة مستشفيات، هي مستشفى الرنتيسي، ومستشفى ناصر، ومستشفى العيون والصحة النفسية.[106]
اشتعلت النيران في مستشفى ناصر الرنتيسي لسرطان الأطفال بعد تعرضه لغارة جوية إسرائيلية وبدأت عمليات الإخلاء.[107][108]
تعرضت ثلاث مستشفيات على الأقل للقصف الجوي الإسرائيلي، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.[109]
وكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن القناصة الإسرائيليين فتحوا النار على أطفال في مستشفى القدس، مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 28 آخرين.[110]
تم قصف مستشفى الشفاء خمس مرات خلال 24 ساعة.[111][112]
وحاصرت دبابات الاحتلال أربعة مستشفيات، هي مستشفى الرنتيسي ، ومستشفى ناصر، ومستشفى العيون والصحة النفسية، من كافة الاتجاهات.[114]
اشتعلت النيران في مستشفى ناصر الرنتيسي لسرطان الأطفال بعد تعرضه لغارة جوية إسرائيلية وبدأت عمليات الإخلاء.[107][108]
ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن القناصة الإسرائيليين فتحوا النار على أطفال في مستشفى القدس، مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 28 آخرين.[110]
قالت وزارة الصحة إن إسرائيل قطعت الكهرباء والمياه والاتصالات عن مستشفى الإندونيسي.[105]
حصار مجمع الشفاء
قصفت إسرائيل قُبيل الواحدة صباحًا بالتوقيت الفلسطيني (جرينتش + 03) بوابة مجمع الشفاء ثم عاودت في الدقائق اللاحقة سلسلة غارات جويّة طالت المباني والمنازل المحيطة بنفس المجمع الطبي فضلًا عن قصفٍ بالصواريخ طالَ منزلًا خلف مستشفى القدس وهو ما أثر على مباني المشفى.[115] غارات إسرائيل الصباحية هذه طالت مشافي الشمال والوسط فبعد القصفِ المتزامن على محيط مستشفيي الشفاء والقُدس، تعرض محيط المستشفى الإندونيسي هو الآخر لغارات جوية سببت هلعًا كبيرًا عدى عن تأثر مرافق المشفى بسبب الغارات الجويّة وما يُرافقها من انكسارات في الزجاج وغبار كثيف وحرائق. تنوّع القصفُ الإسرائيلي ما بين غارات جويّة من الطائرات الحربيّة أو المسيرات وقصفٍ مدفعي من الدبابات المتوغلة على الأرض في ظلِّ الانقطاع الكلي للكهرباء.[116] تسبب الحصار الإسرائيلي للمرافق الحيوية والمدنية في عشرات المآسي للدرجة التي أعلن فيها مدير عام وزارة الصحة في غزة إقامة مقبرة جماعية بمجمع الشفاء لدفن الضحايا بسببِ عدم المقدرة على الخروج لدفنهم في المقابر المخصصة لذلك بسببِ الاستهداف والقصف الإسرائيلي لكل من يتحرك بغض النظر عمّا إذا كان من الأطقم الطبيّة أو مدنيًا أو غيره.[117]
العالم الحر يتفرج علينا والعالم العربي والإسلامي يتفرج والأطفال والنساء والجرحى يموتون.
— مدير مجمع الشفاء الطبي خلال حديثٍ مع قناة الجزيرة.[118]
بسببِ استمرار القصف الإسرائيلي على المواقع القريبة والمحيطة بمجمّع الشفاء، فقد عجزت سيارات الإسعاف عن التدخل لنقل الجرحى وجثامين الضحايا خاصة وأن إسرائيل استهدفت خلال هذه المعركة وفي أكثر من مرة المسعفين وسياراتهم عمدًا وقتلت العشرات من الأطقم الطبية خلال مزاولة عملهم. أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في نحو التاسعة صباحًا أنها فقدت الاتصال بموظفيها داخل مستشفى الشفاء، معربةً عن قلقها على سلامة المرضى والطاقم الطبي. اعترفت المنظمة الدولية أن المشفى تعرض لهجمات كثيفة والمرضى لا يزالون بداخله وبعضهم غير قادرٍ على الحركة حتى، موجهةً دعوى بشكل عاجل لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق والطواقم الطبية والمرضى.[119]
رغم كل هذا فلم يهدأ القصف الإسرائيلي ومحاولة القوات البرية فرض طوقٍ على مشفى الشفاء حيث بدأت إسرائيل في تسوية جميع البنايات المحيطة بالمجمع الطبي مع استهدافِ أي شخص يتحرك داخل ساحاته. القصفُ الإسرائيلي طال بعضًا من مرافق المشفى وخاصة مبنى الجراحة كما تسبب الحصار في انقطاع التواصل بين الأقسام بما في ذلك الاتصال الداخلي الذي حاولت الأطقم الطبية استرجاعه. أعلنَ المدير العام للمستشفيات إجراء محادثات مع منظمة الصليب الأحمر لإدخال بعض الوقود للمستشفيات لكنهم المنظمة فشلت في ذلك بسببِ رفض إسرائيل ونفس الشيء تكرر مع الأونروا ومنظمة الصحة العالمية اللتان اعتذرتا عن تقديم أي شيء في غزة وفي منطقة الشمال.[120]
استمرار الاشتباكات
استمرّت الاشتباكات على الأرض وعلى مشارف مدينة غزة تحديدًا، في حين ظلّت الطائرات الحربية تملأ سماء القطاع وتشنّ غارات جوية من حينٍ لآخر وخاصة على مخيم النصيرات في الوسط وعلى مخيم الشاطئ الذي ركّزت القوات البرية الإسرائيلية عليه في محاولةٍ منها لفرض سيطرة تامّة هناك. نفى الجيش الإسرائيلي حصاره لمستشفى الشفاء واصفًا هذه الأنباء بـ «الكاذبة»، لكنّه أعلن أنّ الاشتباكات تجري في محيطه كما أعلن عن سيطرته على قاعدة بدر والتي قال إنها المعقل العسكري المركزي لكتائب القسام في منطقة مخيم الشاطئ.[121] أعلنَ الهلال الأحمر الفلسطيني من جهته أنّ الدبابات والآليات العسكرية بدأت فرض حصارٍ على مستشفى القدس من جميع الجهات، وما هي إلا ساعاتٌ حتى صوَّرت مقاطع فيديو الاستهداف الإسرائيلي لمحيط المستشفى الإندونيسي.[122]
تغيّر النبرة الغربية
بدأت النبرة الغربية الرسمية في التغيّر شيئًا فشيئًا، فبعد الدعم اللامطق الذي حظيت به إسرائيل من قادة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ثم ألمانيا مقابل ضغطٍ شعبي غربي كبير ومتزايد من أجلِ وقفِ الإبادة الجماعية للشعبِ الغزّي ووقفِ المجازر الإسرائيلية في حقّ الفلسطينيين، نشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيانًا طالبَ فيه إسرائيل بالتوقّف عن قتل النساء والأطفال في غزة، ثم وجّه الدعوة إلى قادة الولايات المتحدة وبريطانيا للمطالبة بوقف إطلاق النار.[123] تصريحاتُ الرئيس الفرنسي لم تُعجب نتنياهو الذي سارع للرد عليها في أقل من ساعة حينما قال إنّ مسؤولية استهداف المدنيين تقعُ على عاتق حماس وليس على إسرائيل.[124]
القمة العربية الطارئة
عُقدت قمة عربية طارئة في العاصمة السعودية الرياض بعد أزيد من شهر من بداية الحرب الفلسطينية الإسرائيليّة، وحضرتها أغلبُ الدول العربية والإسلامية ممثلةً في قادتها مع غياب بعض القادة وتعويضهم بمن ينوب عنهم. خرجت القمة العربية الإسلامية المشتركة بعديدِ المخرجات لعل أبرزها التأكيد مجددًا على مركزية القضية الفلسطينية والمطالبة بكسرِ الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية وعربية وإسلامية ودولية مع دعوة المدعي العام للجنائية الدولية إلى استكمال التحقيق في جرائم حرب إسرائيل وضرورة اتخاذ خطوات فورية لوقف قتل المدنيين الفلسطينيين.[125] تعرضت هذه القمة لانتقادات شعبية كبيرة ومتزايدة خاصة أن كل ما جاءت به هو مجرد مطالب لا تحركات على أرض الواقع، بل إنّ هناك من طالب بفتح معبر رفح مثلًا رغم أن المعبر يربطُ بين بلدين عربيين ومن يُغلقه هو النظام المصري بطلبٍ من إسرائيل، وهناك من طالب من المشاركين بوقفِ العلاقات مع تل أبيب رغم أنّ خمسة من الدول العربية المشاركة في المؤتمر مطبعة ولم تقطع علاقاتها بشكل كلّي أو جزئي باستثناء الأردن التي طلبت من السفير الإسرائيلي المغادرة ولم تصل لحد قطعِ العلاقات. اعتُبرت مخرجات هذه القمة باختصار بمثابة توصيف لما يجري عوض اتخاذ قرارات حقيقية على أرض الواقع.[126]
كان لافتًا مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد والمتهم بارتكابِ عشرات المجازر في حقّ الشعب السوري فضلًا عن العقوبات المفروضة عليه من عددٍ من الدول بالإضافة للمقاطعة العربية التي طالته لعدّة سنين قبل أن تبدأ بعض الأنظمة وعلى رأسها أبو ظبي والرياض في رفعِ المقاطعة نسبيًا وتعويمه داخل النظام العربي الرسمي.[127] لقي حضور الأسد هو الآخر انتقادًا وسخريّة شعبية عربية عارمة بل وصل الأمر حدّ السخرية الرسمية منه ومن مشاركته من قِبل قادة إسرائيليين مثلما فعل وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وعضو مجلس الحرب الحالي بيني غانتس والذي قال إنّ إسرائيل لن تقبلَ وعظًا أخلاقيًا من الأسد الذي قتل الأطفال والنساء أو من الجلاد من طهران،[128] أما وزير الثقافة الإسرائيلي فقد سخر من مشاركة الرئيس السوري بالقمّة العربية بالقول إنّ «بشار الأسد الذي يُعرف باسم جزار دمشق يعظُ الجيش الأسرائيلي الأكثر أخلاقية في العالم، حول كيفية الدفاع عن نفسه ضد حماس» واصفًا حضور بشار وكلمته بـ«النفاق اللامحدود».[129]
كلمة أبو عبيدة
خرجَ أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام في كلمة مسجّلة ليُعلن فيها عن آخر تحديثات المعركة، حيث أشار إلى أن الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة وصفها بالعنيفة واشتباكات ضارية أجبرتها وتُجبرها على التراجع وتغيير مسار التوغل، ثم فصّل في كيف أن المقاومون يخرجون من تحت الأرض وفوقها ومن تحت الركام ويدمرون المدرعات والدبابات وباقي الآليات العسكريّة. اعتبر أبو عبيدة المجازر التي ترتكبها إسرائيل أمام العالم هي الإنجاز الوحيد لهم في الحرب، ووصفَ ما قال إنها التضحية العظيمة التي يقدمها المقاومين الفلسطينيين بمقدمة النصر.[130] خرجَ المتحدث العسكري الإسرائيلي في وقتٍ لاحقٍ ليُعلن مقتل 5 جنود وإصابة 6 آخرين بجروح خطرة ليرتفعَ عدد القتلى في صفوف الجيش لـ 43 قتيلًا منذ بدء العملية البرية، وأكّد هجاري أن القتلى الخمسة بينهم ضابط كبير وقُتلوا جميعًا بانفجار فتحة نفق ملغمة في بيت حانون. زعم المتحدث أنّ حماس فقدت سيطرتها على شمال قطاع غزة والفلسطينيون يتوجهون إلى الجنوب، وكرّر النفي الإسرائيلي بخصوصِ تطويق مستشفى الشفاء.[131]
من جهته كرر نتنياهو أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية وهي القضاء على حماس كليًا واستعادة المخطوفين، ثم طالبَ الزعماء العرب بالوقوف ضد الحركة العربية أصلًا. قدّم رئيس الوزراء معلومات عن شكل الحكم الذي يطمحون له في غزة حينما قال إن تل أبيب تسعى لسيطرة تُتيح للجيش الإسرائيلي الدخول للقطاع متى ما أراد مثلما هو الحال في الضفة الغربية ملمحًا إلى أنه لن تكون هناك سلطة تدفعُ رواتب لعائلات من سمَّاهم «قتلة الأطفال» في محاولة منه للتأكيد على الدعاية المضللة بخصوص ذبحِ الأطفال.[132] شنّ نتنياهو هجومًا غير مباشر على السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس الذي يرى الكثير من الفلسطينيين أنه أساسًا رئيس منحاز للجانب الإسرائيلي طالما يستمر في التنسيق أمنيًا مع الاحتلال رغم كل ما حصل ويحصل، وقال إنّ غزة لن تُسيطر عليها سلطة رئيسها لم يدن «المجزرة» بعد شهر في إشارة لعملية طوفان الأقصى والتي حاولت الحكومة الإسرائيلية الضغط على عباس وباقي الإدارة الفلسطينية للتنديدِ بها.[132]
استمرار قصف محيط المستشفيات
مع استمرار تقدم القوات البرية الإسرائيلية ومحاولتها إحكام حصار مطبقٍ على مدينة غزة، تعرضت عددٌ من المشافي في الشمال لقصفٍ مباشر طال محيطها والمباني القريبة منها بل طال القصف في بعض المرات مرافق تابعة للمستشفيات مثلما حصل مع مستشفى الشفاء قبل أيام قليلة.[133] خرجت الفصائل الفلسطينية في أول ساعات هذا اليوم ببيانٍ ردَّت فيه على المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي متهمةً إيّاه ببث أكاذيب وادعاءات باطلة لتبرئة جيشه من قتل الأطفال، وأكّدت ما نشرته وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية من المتواجدة داخل القطاع عن القصفِ الإسرائيلي للمشافي حيث ذكرت الفصائل الفلسطينية أنّ جيش الاحتلال هاجم وقصف وارتكب مجازر في 5 مستشفيات، واقترحت على الأمم المتحدة زيارة المشافي لكشفِ الحقائق وتحمل المسؤولية ومنع التزييف الحاصل في ظلِّ الدعاية الإسرائيلية.[134] لم تكد تمر ساعة واحدة على بيان الفصائل الفلسطينية حتى وثقت قناة الجزيرة وعلى المباشر قصفًا إسرائيليًا استهدفَ بئرًا وخزاناتِ مياه في مجمع الشفاء الطبي.[133]
ركّزت إسرائيل على المشافي في منطقة الشمال خاصة بعدما نزحَ لها مئات المدنيين الفلسطينيين إن لم يكن آلاف هربًا من القصفِ الإسرائيلي المركّز على المنازل والشقق السكنية، ومع ذلك فقد استمرَّت إسرائيل في استهداف المشافي هي الأخرى حيث تعرض هذا اليوم مستشفى مهدي للولادة الواقعِ غرب مدينة غزة لقصفٍ إسرائيلي بالصواريخ ما تسبب في مقتل طبيبين اثنيين وإصابة آخرين وسط حالة هلع عمّت صفوف النازحين والمصابين وغيرهم ممن هم داخل المشفى والذين ناشدوا الصليب الأحمر التدخل لإجلائهم وإنقاذ الجرحى.[135] لم يكن مجمع الشفاء الطبي أفضل حالًا حيث تعرض هو الآخر لهجمات متكررة فجرًا حين تعمّدت طائرات مسيرة إسرائيلية فتح النار على محيطه، وساءت الأمور أكثر فأكثر حينما انقطعَ التيار الكهربائي كليًا عن المشفى وهو ما تسبب في وفاة عددٍ من الجرحى، كما تحدثت مصادر طبية فلسطينية عن وفاة عددٍ من مرضى السرطان في مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني نتيجة عدم تلقيهم العلاج اللازم في ظلِّ الحصار الإسرائيلي الخانق والمستمر منذ 40 يومًا تقريبًا.[136]
صعَّد الاحتلال الإسرائيلي من هجاماته ضد مجمع الشفاء فبعدما كان يقصفُ في الأيام القليلة السابقة المباني المحيطة به انتقل لقصف مساحات تتبعُ للمشفى ثمّ قصف بنايات مشكّلة للمجمع قبل أن يقصف في وقتٍ ما من اليوم مركز تجميع الأوكسجين. لقد تسبب القصفُ الإسرائيلي المكثف والحصار الخانق في فقدان جميع مقومات الحياة في المجمع وهو ما أثر بشكل كبيرٍ على المرضى وعلى باقي النازحين له، ثم تعقد الأمر أكثر حين أقدمَ الاحتلال بحسبِ المتحدث باسم وزارة الصحة على قصفِ عددٍ من الأشخاص خلال محاولتهم مغادرة مجمع الشفاء فيما بدا انتقامًا منهم على رفضهم المغادرة في الأيام السابقة.[137] أكّد مدير مستشفى النصر بغزة في حوارٍ مع جريدة واشنطن بوست إخلاء مستشفى الرنتيسي هذا اليوم تحت تهديد الأسلحة والدبابات الإسرائيلية، وهو نفس ما أكّده مدير منظمة الصحة العالمية بخصوص مستشفى الشفاء الذي قال إنه لم يعد يعمل كمستشفى بعد الآن معترفًا أنّ عدد الوفيات بالمشفى قد ارتفعَ بصورة ملحوظة بعد بداية الحصار الإسرائيلي حتى ولو لم يُشر له علانية، مطالبًا العالَم بالتحرّك في ظلِّ تحول مستشفيات غزة إلى مشاهد موت ودمار ويأس.[138]
المعارك على الأرض
على الرغمِ من القصف الإسرائيلي الجوي والبري والبحري فقد استمرّت المعارك الضارية على الأرض بين فصائل المقاومة والقوات الإسرائيلية المتوغلة بريًا حيث ظلَّت أصواتُ الاشتباكات بالرصاص والانفجارات العنيفة تهزُّ عددًا من المحاور غرب مدينة غزة رغم الظلام الدامس في ظلّ القطع الإسرائيلي المتعمّد لكل مقومات الحياة من ماء وكهرباء وطعام.[139] تركّزت الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال في كلٍ من بيت حانون ومنطقة أبراج العودة وشمال جباليا وفي محاور من بيت لاهيا. أعلنَ مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعرض مكتب البرنامج بغزة للقصف قبل ساعات وأنباء عن مقتل وإصابة مدنيين كانوا يحتمون فيه، مشددًا على أنّ استهداف مرافق الأمم المتحدة خطأٌ جسيمٌ ويجب حماية المدنيين، لكنه تفادى الإشارة للجهة التي تقفُ خلف القصف ولم يُدنها.[139]
أسر الأسير طارق الشامي
بعد استمرار المعارك الضارية على الأرض بين فصائل المقاومة والقوات الإسرائيلية، تقدم أحد المواطنين السوريين (طارق الشامي)، وقال: "نريد حقوق للمثليين!" وتمت إصابته بقذيفة من نوع 14 إنش وأسره في أحد الخنادق بشمال قطاع غزة.[140]
الأسير طارق الشامي ما زال يعاني من إصابته بقيذفة من نوع «BBC» بعرض 14 إنش وطول 25 إنش باللون الأسود. المتحدث الرسمي باسم حزب الله طالب بحقوق طارق الشامي وإيصال الأدوية اللازمة للأسير (الهرمونات).[141]
نقلت وكالة أخبار الBBC على سحب القذيفة من طارق الشامي بعد عدة عمليات جراحية من قبل جراحي المستشفى الميداني الأردني والدكتور عبد الله الحربي من المستشفى الميداني السعودي لمعالجة مرضى السرطان بمركز الأمير نايف. وما زال يعاني طارق الشامي من مضاعفات بسبب العملية الجراحية تحديدًا بالورك والفخوذ.[142]
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا أعده فريق التحقيقات المرئية التابع لها يتناقض مع ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن الوفيات والأضرار التي لحقت بالمدنيين في مستشفى الشفاء في 10 نوفمبر كانت ناجمة عن مقذوفات فلسطينية طائشة.[149] وخلص التقرير إلى أن "بعض الذخائر أطلقت على الأرجح من قبل القوات الإسرائيلية"، استنادا إلى أدلة الفيديو والأقمار الصناعية وتحليل الخبراء لشظايا الأسلحة التي تم جمعها.[149]
أسقطت قوات الحوثيين طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-1 بريداتور فوق اليمن.[151]
شنت إسرائيل غارة على مستشفى الشفاء، حيث كان الآلاف، من بينهم ثلاثون طفلاً، ما زالوا يحتمون به [152]
أفاد الأطباء أن 40 مريضاً في مستشفى الشفاء توفوا.[153]
اليوم الأربعون (15 نوفمبر)
دخلت شاحنة وقود إلى غزة عبر معبر رفح للمرة الأولى منذ بدء الحرب.[154]
قُتل ما لا يقل عن 50 شخصًا في الغارة الجوية على مسجد صبرا.[155][156][157]
اشتبكت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس مع قوات الاحتلال بأربعة اشتباكات بالأسلحة الخفيفة، وفجرت عبوات ناسفة في عدة مناطق بمدينة طولكرم.[158]
أفاد معهد دراسات الحرب عن مظاهرة مناهضة لإسرائيل في رام الله.[158]
أسقطت سفينة حربية أمريكية طائرة مسيرة تابعة للحوثيين في البحر الأحمر.[158]
هدم الجيش الإسرائيلي مبنى البرلمان التابع لحركة حماس.[159]
قال أحد موظفي مجمع الشفاء الذين قابلتهم قناة الجزيرة إن إسرائيل لم تقدم أي مساعدات أو إمدادات، لكنها "احتجزت واعتدت بوحشية" على الرجال الذين كانوا يحتمون بالمستشفى.
اليوم الواحد والأربعون (16 نوفمبر)
تم العثور على جثة يهوديت فايس، 65 عاما، الذي أسري من كيبوتس بئيري، بالقرب من مستشفى الشفاء.[160][161]
اشتبك الجيش الإسرائيلي مع مقاتلي كتائب شهداء الأقصى في جنين على مدى عدة ساعات.[89]
انتشرت أعداد كبيرة من الدبابات الأردنية باتجاه الحدود مع إسرائيل.[163]
في خطاب رئيسي في حوار المنامة في البحرين، أدان ولي العهد ورئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة علناً هجوم حماس على إسرائيل، وهو أول زعيم عربي يفعل ذلك.[164]
قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن فرق الطوارئ الطبية التابعة له محاصرة في المستشفى الأهلي.[165]
قام مقاتلون فلسطينيون بإلقاء عبوات ناسفة باتجاه قوات الاحتلال العاملة في طوباس.[167]
شنت إسرائيل غارة بطائرة بدون طيار في مخيم بلاطة للاجئين وسط اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين.[167]
قال أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني خلال حوار المنامة في البحرين، إنه "لن يتم إرسال أي قوات عربية إلى غزة" بعد العدوان الإسرائيلي، مؤكدا الرغبة في عدم اعتبار الأردن عدوا.[168]
وسقط الجيش الإسرائيلي منشورات في جنوب قطاع غزة تأمر السكان بالإخلاء.[169]
أفادت كتيبة سلفيت، أنها هاجمت مركبتين مدنيتين يقودهما مستوطنون قرب مدينة الزاوية بالضفة الغربية.[89]
قال الجهاد الإسلامي في فلسطين أن مقاتليه اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية بالقرب من أريحا .[175]
شنت إسرائيل هجوما على المستشفى الإندونيسي بغارة جوية أسفرت عن مقتل 12 شخصا.[176]
في أعقاب الغارة، حاصرت الدبابات الإسرائيلية المستشفى.[177][178] أفاد العاملون في المستشفى أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار داخل المستشفى بشكل عشوائي.[179][180] ولجأ العديد منهم إلى المستشفى، لأنه كان آخر مستشفى يعمل في شمال غزة.[181][182]
أفاد العاملون في المستشفى بأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار داخل المستشفى بشكل عشوائي.[179][180]
ذكرت وزارة الصحة في غزة أنه تم إجلاء 200 مريض من المستشفى، في حين بقي ما يقدر بنحو 500 مريض.[183][184]
اليوم السادس والأربعون (21 نوفمبر)
صوتت الحكومة الإسرائيلية لصالح الموافقة على صفقة (بوساطة قطر،[185] مصر، والولايات المتحدة) مع حماس لتبادل 150 أسيرًا فلسطينيًا مقابل 50 رهينة.[186][187] كما وافق على اتفاق وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام في غزة. وأوضح نتنياهو أن حرب إسرائيل ضد حماس ستستمر بعد وقف إطلاق النار.[188][189]
أطلق مقاتلون مجهولون من الفصائل الفلسطينية النار من أسلحة خفيفة وفجروا عبوة واحدة على الأقل باتجاه القوات الإسرائيلية ردًا على غارة إسرائيلية في مخيم بلاطة.[89]
^إسرائيل، بقلم طاقم تايمز أوف؛ شنايدر، بقلم أفنير هوفشتاين و طال؛ فابيان، بقلم إيمانويل؛ وكالات، طاقم تايمز أوف إسرائيل و؛ فابيان، بقلم إيمانويل؛ إسرائيل، بقلم طاقم تايمز أوف؛ ماغيد، بقلم جيكوب؛ إسرائيل، بقلم وكالات و طاقم تايمز أوف (11 نوفمبر 2023). "نتنياهو: سنتحدى العالم إذا لزم الأمر لهزيمة حماس؛ والسلطة الفلسطينية لا تستطيع إدارة غزة بعد الحرب". تايمز أوف إسرائيل. مؤرشف من الأصل في 2023-11-14. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-15.