بحسب التقاليد الكنسية المتوارثة فإن القديس مرقس هو مؤسس الكنيسة القبطية ولذلك تسمى «الكنيسة المرقسية». القديس مرقس هو أحد الرسل السبعين الذين اختارهم يسوع وأطلقهم لنقل البشارة. وقد ورد ذكره في سفر أعمال الرسل كأحد مرافقي القديس بولس في أنطاكيةوقبرص، وأحد أتباع القديس بطرس وتلامذته، ومن ثم هو أيضًا كاتب الإنجيل الثاني في العهد الجديد والمنسوب لشخصه عن ذكريات نقلها إليه بطرس. أصل القديس مرقس غير معروف، وإن كانت بعض التقاليد وبعض كتابات آباء الكنيسة تعيده إلى مدينة برقة في ليبيا.[4] وصل القديس مرقس إلى الإسكندرية حسب ما يتفق عليه المؤرخون الأقباط حوالي عام 61 ويرجع البعض الآخر ذلك لعام 55،[5] قادمًا من ليبيا حيث بشّر هناك أولاً بعد أن عاد من روما على ما يذكر ساويرس بن المقفع في كتابه «تاريخ البطاركة».[6] وفيها كانت أولى أعماله اجتراح أعجوبة شفاء إنيانوس الذي كان يعمل إسكافيًا، ومن ثم اعتنق إنيانوس المسيحية وغدا أسقفًا ومن ثم البابا الثاني في الإسكندرية. وفق معتقدات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فإن عجائب القديس مرقس قد تعددت، ما ساهم في انتشار المسيحية في المدينة، ومن ثم حوّل إحدى المنازل لأول كنيسة فيها، عرفت فيما بعد باسم بوكاليّا، على ما ذكر المؤرخ يوسابيوس.[6] وأقام أيضًا مدرسة لاهوتية صغيرة كان القديس يسطس أول مدرسيها، وهو غدا يسطس فيما بعد بابا للإسكندرية، وينسب للقديس مرقس في الإسكندرية أيضًا القدّاس المعروف باسم «القدّاس الكيرلسي» الذي لا يزال معمولاً به إلى اليوم.
وجدت المسيحية في إثيوبيا قبل عصر عيزانا الملك حاكم مملكة أكسوم، وأعلنت المسيحية على أنها دين الدولة في سنة 330 لتصبح واحدة من الدول المسيحية الأولى في العالم.[7] أقرب ذكر لمرجع معروف في كيفية دخول المسيحية إلى أفريقيا في أعمال الكتاب المقدس المسيحي من الرسل، وتنتمي إلى تحويل وفيليب المبشر للمسافر الإثيوبية في القرن الميلادي الأول. على الرغم من أن الكتاب هو الكتاب المقدس.
كان أغلب المصريين قبل الفتح الإسلامي يُدينون بالمسيحيَّة، ومنهم قلَّة ضئيلة تُدينُ باليهوديَّة. في عام 639 ميلادية، قاد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب جيشًا إسلاميًا قدِمَ من الشام واستطاع هزيمة الرومان الشرقيين في مصر والاستيلاء عليها عام 641 م، وقام بإنشاء مدينة الفسطاط وأصبحت ولاية إسلامية تابعة للخلافة وقاعدة لانطلاق الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا.[18] تبايُن أُسلوب التعاطي مع المسيحيينواليهود في الدولة الفاطمية من خليفةٍ إلى آخر، فبعضُ الخُلفاء كان مُتسامحًا لأبعد الحُدود مع أهل السُنَّة ومع النصارى واليهود، فأطلق لهم الحُريَّة الدينيَّة والمذهبيَّة، واستوزر منهم ورفع شأنهم، وبعضهم الآخر اضطهدهم اضطهادًا شديدًا. فعلى سبيل المِثال، اشتهر الخليفة المنصور ومن بعده المُعز لدين الله بتسامُحه الكبير مع أقباط مصر، وباستمالتهم إليه ومُولاتهم له بعد أن اتصل بقيادتهم الدينيَّة وأعلمهم بأنَّهُ سيمنحهم الحُريَّة الدينيَّة بعد أن نالهم الضيم جرَّاء المُمارسات القمعيَّة التي انتهجها الأخشيديين ضدَّهم أواخر عهد دولتهم.[19] تغيَّر وضعُ اليهود والنصارى مع تولّي الحاكم بأمر الله شؤون الخِلافة، فقسا عليهم في المُعاملة، ويُحتمل أن يكون ذلك بسبب ضغط المُسلمين بعامَّةً الذين ساءهم أن يتقرَّب الخُلفاء من غير المُسلمين ويُعينوهم في المناصب العُليا، فأصدر الحاكم أمرًا ألزم أهل الذمَّة بلبس الغيار، وبوضع زنانير مُلوَّنة مُعظمها أسود، حول أوساطهم، ولبس العمائم السود على رؤوسهم، وتلفيعات سوداء،[20] وذلك لتمييزهم على المُسلمين. وفي وقتٍ لاحق منعهم من الاحتفال بأعيادهم، وأمر بهدم بعض كنائس القاهرة، كما صدر سجل بهدم كنيسة القيامة في بيت المقدس.[21]
أخذت المسيحيَّة بالانتشار أولًا بين الأفارقة في برقة وطرابُلس وإفريقية ابتداءً من القرن الثاني الميلادي، وكان أوَّل أقاليم المغرب دُخولًا في المسيحيَّة إقليمُ برقة، وكان للمسيحيَّة فيها تاريخٌ طويل هو جُزءٌ من تاريخ المسيحيَّة في مصر، ثُمَّ انتشرت في إفريقية، وأصبحت هذه الأخيرة من مراكزها الرئيسيَّة، وقامت فيها الكنائس وامتدَّت بِصُورةٍ سطحيَّةٍ على طول الشريط الساحلي في المغربين الأوسط والأقصى حتَّى طنجة.[22] وتُظهر واحدة من أوائل الوثائق التي تسمح لنا فهم تاريخية المسيحية في شمال أفريقيا والتي تعود إلى العام 180 ميلادي: أعمال شهداء قرطاج. وهو يسجل حضور عشرات من المسيحيين الأمازيغ في قرية من مقاطعة أفريكا أمام الوالي.[23]
أتى المبشرون بالمسيحية إلى المغرب خلال القرن الثاني، ولاقت هذه الديانة قبولا بين سكان البلدات والعبيد وبعض الفلاحين. يتجه الرأي المُعاصر، بالاستناد إلى بعض الأدلَّة، إلى القول بأنَّ المسيحيَّة الإفريقيَّة صمدت في المنطقة المُمتدَّة من طرابُلس إلى المغرب الأقصى طيلة قُرونٍ بعد الفتح الإسلاميّ، وأنَّ المُسلمون والمسيحيّون عاشوا جنبًا إلى جنب في المغرب طيلة تلك الفترة، إذ اكُتشفت بعض الآثار المسيحيَّة التي تعود إلى سنة 1114م بِوسط الجزائر، وتبيَّن أنَّ قُبور بعض القديسين الكائنة على أطراف قرطاج كان الناس يحجُّون إليها ويزورونها طيلة السنوات اللاحقة على سنة 850م، ويبدو أنَّ المسيحيَّة استمرَّت في إفريقية على الأقل حتَّى العصرين المُرابطيوالمُوحدي. واختفت الجماعات المسيحيّة الأمازيغية في تونسوالمغربوالجزائر في القرن الخامس عشر.
أدى اعتناق نزينغا مبمبا افونسو المسيحية، والذي حكم مملكة الكونغو من عام 1506 حتى 1542 ودعي باسم الملك ألفونسو الأول، إلى حملة تحديث واسعة في البلاد وكانت من نتائجها تحول سكان المملكة إلى المسيحية. دخلت المسيحية في دول أفريقيا جنوب الصحراء من خلال مبشرّين ومبعوثين ورهبان والذين قاموا في بناء ورش عمل[26] 1820، ولتعليم صناعة الطوب وحرفة النجارة الأوروبية، وبعض المهارات العملية الآخرى، كما أنشأوا شبكة مدارس عامة حيث كان يُدرّس علم الحساب واللغات الأوروبية، بالإضافة إلى تعليم القراءة والكتابة باستخدام أجزاء من إنجيل في اللغات الأفريقية المحلية.[27] كما وقامت المؤسسات المسيحية التبشرية في إنشاء شبكات واسعة من الجامعات والمستشفيات والمرافق الصحيّة.[28]
حظرت الملكة رانافالونا الأولى ممارسة المسيحية رسميًا في مدغشقر من خلال خطاب يوم 26 فبراير 1835، وحرصت في حديثها على التمييز بين شعبها الذي حظرت عليه اعتناق الديانة الجديدة واعتبرت ممارستها جناية، وبين الأجانب الذين سمحت لهم بالحرية الدينية وحرية الإرادة. اعترفت الملكة بالمساهمات الفكرية والتكنولوجية الهامة التي قام بها التبشيريون الأوروبيون من أجل تقدم بلدها، ودعتهم للإستمرار في العمل من أجل ذات الهدف بشرط أن يكفوا عن تحويل الأشخاص عن عقيدتهم:[29] في حين كانت سياسة راداما الثاني، أكثر تساهلًا من سياسة رانافالونا الأولى الدينيّة، في عهده انتشرت البروتستانتية بين الطبقات العليا في منتصف 1800، بما في ذلك الملكة رانافالونا الثاني نفسها، أدى ذلك إلى نفوذ سياسي متزايد من المبشرين البريطانيين، والتي قادها رئيس الوزراء آنذاك لتشريع تحويل الديوان الملكي. دفع هذا التحويل إلى ازدياد شعبية البروتستانيتّة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد في أواخر 1800.
ساهمت الكنيسة الميثوديةوالأنجليكانيةوالإنجيلية في إسقاط نظام الفصل العنصري وقد لعب العديد من رجال الكنيسة أدورًا هامًا في إسقاط نظام الفصل العنصري، أبرزهم ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 1984 دور هام في إسقاط نظام الفصل العنصري.[30] بعد استقلال الدول الأفريقية سيطرت على علم التبشير الكنسي صياغة لاهوت أفريقي يحقق تطلعات الاندماج الثقافي والتأقلم، وبدأت عمليّة أفرقة القيادات الكنسيّة والفلسفة وحركية التبشير الكنسي في أفريقيا، ولاسيما خلال مرحلة ما بعد الأستعمار. وينتمي العديد من المسيحيين في أفريقيا جنوب الصحراء إلى النخبة الاجتماعية والسياسيّة والتي كان لها صلات قوية من القوى الإستعمارية الأوروبية.[31]
التأثير في القارة
شارك الإنجيليين المسيحيين بشكل وثيق في العملية الإستعمارية في أفريقيا الجنوبية.[33] وفي منتصف القرن التاسع عشر، انخرطت البعثات البروتستانتية في أعمال تبشيرية نشطة على ساحل غينيا، وفي جنوب أفريقيا وفي أراضي زنجبار. وزار المبشرون مناطق وشعوب غير معروفة، وفي كثير من الحالات أصبح المستكشفون رواد التجارة.[34][35]ديفيد ليفينغستون مبشر اسكتلندي، لعب دوراً منذ عام 1840 في العمل الإستكشافي شمال نهر أورانج. وفقاً لهيذر شاركي، لا يزال التأثير الحقيقي لأنشطة المبشرين موضوعًا مفتوحًا للنقاش في الأوساط الأكاديمية اليوم. وأكدت شاركي أن «المبشرين لعبوا أدوارًا متعددة في إفريقيا الاستعمارية وحفزوا أشكالًا من التغيير الثقافي والسياسي والديني»، «وما زال المؤرخون يناقشون طبيعة تأثيرهم ويشككون في علاقتهم بنظام الاستعمار الأوروبي في القارة.»[36]
وفقاً للباحث ريان جونسون ساهم المبشرون المسيحيون بالعديد من المساهمات الإيجابية في جميع أنحاء العالم.[37][38] بحسب دراسة حديثة، نشرت في مجلة العلوم السياسية الأمريكية (مطبعة جامعة كامبريدج)، حيث تم التركيز على دور المبشرين البروتستانت، وجدت الدارسة أنهم كثيرًا ما تركوا أثرًا اجتماعيًا إيجابيًا للغاية في المناطق التي كانوا يعملون فيها. «من خلال التحليل الإحصائي ارتبطت البعثات البروتستانتية بشكل كبير وبقوة مع نشر الطباعة، والتعليم، والتنمية الاقتصادية، وتنظيم المجتمع المدني، وحماية الملكية الخاصة، وسيادة القانون، ومستويات أقل من الفساد».[39] وبحسب العالم السياسي روبرت ودبيري وجد من خلال الإحصاءات إلى القول بأن البعثات البروتستانتية كانت عاملاً مساعدًا هامًا في نشر الحرية الدينية، والتعليم، والديمقراطية.[40] ووفقاً لهيذر شاركي «يعتقد بعض المراقبين أن المبشرين حققوا فائدة كبيرة في أفريقيا، حيث قدموا خدمات اجتماعية مهمة مثل التعليم والرعاية الصحية التي لم تكن متاحة للأفارقة». وقالت شاركي إنه «في المجتمعات التي كانت تهيمن عليها الذكور تقليدياً، زودت المبشرات الإناث النساء في أفريقيا المعرفة بالرعاية الصحية والتعليم الأساسي».[36] وفقاً لدراسة بيو يتفوق المسيحيون تعليميًا في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء على المسلمين، وبحسب الدراسة يتفق الباحثون وعلماء الاجتماع عمومًا على أن النشاط التبشيري المسيحي في إفريقيا خلال الحقبة الاستعمارية هو عامل أساسي.[41] حيث نشط المبشرون البروتستانت بشكل خاص في إنشاء المدارس وتثقيف السكان المحليين، بدافع من إيمانهم بأن الجميع يجب أن يكونوا قادرين على قراءة الكتاب المقدس بلغتهم الأم. ويشير روبرت د. ودبيري عالم اجتماع في جامعة بايلور أن للمُبشرين البروتستانت في أفريقيا «كان لهم دور فريد في نشر التعليم الشامل» بسبب الأهمية الدينية لدراسة وقراءة الكتاب المقدس، حيث قام المُبشرين في ترجمة الكتاب المقدس للغات المحليَّة وفي إنشاء المدارس لتعزيز معرفة القراءة والكتابة.[42]
يشير ناثان نان أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد أنَّ التعليم «هو المكافأة الرئيسية قبل المبشرين لجذب الأفارقة للمسيحية». كما وشجع المبشرين البروتستانت على تعليم المرأة ومحو الأمية بين النساء.[43] وبحسب الدراسة قد تلعب مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية المعاصرة دورًا أيضًا في الفجوة. ووفقاً لأستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد ناثان نان «تبين أن وجود المبشرين المسيحيين، وخاصةً المبشرين البروتستانت، يرتبط ارتباطًا وثيقًا وإيجابياً بزيادة التحصيل العلمي، ويبدو أن التأثيرات تستمر لأجيال عديدة». كما ويشير بينما للبعثات الكاثوليكية والبروتستانتية تأثير إيجابي طويل المدى على التحصيل العلمي في أفريقيا، الا أن التأثيرات حسب الجنس كانت مختلفة تمامًا. كان للبعثات البروتستانتية تأثير إيجابي كبير على تعليم الإناث على المدى الطويل وتأثير صغير للغاية على تعليم الذكور على المدى الطويل. في المقابل، لم يكن للبعثات الكاثوليكية أي تأثير على تعليم الإناث على المدى الطويل، ولكن كان لها تأثير إيجابي كبير على تعليم الذكور. هذه النتائج تتسق مع الأهمية الكبرى لتعليم النساء من قبل البروتستانت بالمقارنة مع الكاثوليك.[44] وتوصل ناثان نان عن طريق الجمع بين المعلومات التاريخية عن مواقع البعثات التبشيرية الكاثوليكية والبروتستانتية في المستعمرات الأفريقية، وبحث الأثر طويل الأجل للنشاط التبشيري البروتستانت والكاثوليك خلال الفترة الاستعمارية على التحول الديني والتعليم والمشاركة المدنية والمواقف تجاه الديمقراطية اليوم، إلى وجود أدلة متوافقة مع الاعتقاد بأن البعثات البروتستانتية كان لها تأثير قوي على التحويل الديني، وعلى زيادة التحصيل العلمي.[45] وفقاً للباحثة فييرا باوليكوفا-فيلاهانوفا من عهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية السلوفاكية للعلوم أدت المرحلة الثالثة من الحركة التبشيرية في أفريقيا، والتي بدأت منذ نهاية القرن الثامن عشر واستمرت طوال القرن التاسع عشر، في القرن العشرين أفريقيا إلى توسع كبير في الانتشار المسيحي أو ما يسمى «العصر الرابع العظيم من التوسع المسيحي». وفي محاولتهم لنشر العقيدة المسيحية، وكسب المتحولين وتحويل المجتمعات الأفريقية، فتحت البعثات المسيحية من جميع الطوائف مدارس ونشرت التعليم. وكان من المهم جدًا من الناحية العلمية التعليم في اللغات الأفريقية، من خلال إنتاج قواعد النحو والقواميس والكتب المدرسية وترجمة النصوص الدينية، كما ووضع المبشرون الأسس الأولى للأدب في اللغات الأفريقية. وبحسب الباحثة «لا شك في أن مشروع التبشير المسيحي له أهمية قصوى في التغريب في أفريقيا». لكنها تضيف أنه «الأفارقة لم يكونوا متلقين سلبيين للتأثيرات والأنماط الثقافية الجديدة». حيث مع اعتماد المسيحية كدين إلى جانب عملية التبادل الثقافي تشكلت من خلال الخيارات الأفريقية، من الاحتياجات والجهود المبذولة لإضفاء الطابع الأفريقي على التجربة المسيحية في أفريقيا من خلال تأمين الجذور المسيحية في السياق الأفريقي.[46]
وفقاً لتاكودزوا هيلاري تشيوانزا عمل المبشرون المسيحيون الأوائل يداً بيد مع المستعمرين. في معظم الأوقات، تم إرسال المبشرين للتفاوض على المعاهدات التي من شأنها أن «تخضغ الأفارقة». ويرى تاكودزوا هيلاري تشيوانزا أن تأثير المسيحية في عملية الاستعمار كان سلبياً على الأفارقة،[47][هل المصدر موثوق به؟] ويرى الباحث جاريكاي تشينج أن مجئ المسيحية الاستعمارية لأفريقيا جاء معه نظام أبوي قمعي للنساء.[48] ووفقاً لإتيم أكون، أستاذ الدراسات الدينية بجامعة كالابار في نيجيريا: «لقد أصبح الاستعمار وصمة للمسيحية في أفريقيا المعاصرة. إنها حقيقة تاريخية أن تنصير أفريقيا كان من خلال الآلات الاستعمارية.» ويضيف أن «أصبحت الديانة المسيحية، التي تم فرضها من خلال القوة العسكرية الاستعمارية، الديانة المهيمنة ذات السلالات المختلفة والمظاهر المتنوعة»، و«أصبحت المسيحية دين الحضارة والتنمية، وحتى مع التأثير المسيطر للمسيحية، رفض الأفارقة المتعلمين تأجيل ذكرى البعد الاستعماري للمشروع التبشيري»، إلا أنه يرى مع ذلك أن البعثات التبشيرية المسيحية في القرن التاسع عشر ساعدت في تعويض الاستغلال الاستعماري، وكان لها إنجازات إيجابية عديدة.[49] ووفقاً لجون مبيتي، الفيلسوف المسيحي، فإن الصورة التي رسمها الأفارقة، وإلى حد كبير لا يزالون متمسكين بها، نحو بالمسيحية مرتبطة كثيراً بالحكم الاستعماري.[49] وبحسب الدراسة يناقش المؤرخون الأفارقة بحدة العلاقة بين البعثات والاحتلال الاستعماري في أفريقيا في القرن التاسع عشر. حيث ينقسم العلماء حول دور ووضع المبشرين في التأريخ القومي.[49] وفقا للباحث الإسلامي علي مزروعي،[50] في القرن التاسع عشر كانت الجماعات التبشيرية أحيانا هي التي تحرض حكومات بلدانها الأوروبية على استعمار أفريقيا، خصوصا شرق أفريقيا، وأن المبرر الأخلاقي الذي كان يسوقه المبشرون لذلك كان منع اتجار الرقيق من قبل العرب ونشر المسيحية، حيث كانت معارضة الإمبريالية في أوروبا تتلاشى أحيانا أمام «التعصب التبشيري والحماس الأخلاقي».[51]
ديموغرافيا وانتشار
ازداد عدد المسيحيون في أفريقيا من 10 ملايين إلى 482 مليون أي 47% من سكان أفريقيا، إذ تشهد المسيحية نمو دراميكي في القارة الأفريقية ويتوقع الخبراء أن تصل أعداد المسيحيين في سنة 2025 إلى 633 مليون مسيحي."[52] خاصًة مع نمو المسيحية وازدهارها في أفريقياوآسيا، وانتقال الثقل المسيحي إلى جنوب الكرة الارضية.[53] بحسب فيليب جنكنز أستاذ التاريخ في جامعة بايلور خلال القرن العشرين، نمت كل من المسيحية والإسلام بشكل كبير في أفريقيا، وجزئياً بسبب التوسع الديموغرافي، وأيضاً من خلال التبشير والتحول الديني. وانضم حوالي نصف الأفارقة السود إلى واحدة من الديانات الإبراهيمية، وكانوا يفضلون المسيحية على الإسلام بمعدل 4 إلى 1. ويضيف الباحث أنه خلال القرن العشرين، ازدادت أعداد الكاثوليك في أفريقيا جنوب الصحراء من 1.9 مليون إلى أكثر من 130 مليون نسمة أي بمعدل نمو يبلغ 6708 في المائة. ومن المتوقع أن تضم البلدان العشرة التي تضم أكبر عدد من السكان المسيحيين في عام 2050 عدة دول أفريقية، بما في ذلك إثيوبياونيجيرياوجمهورية الكونغو الديمقراطية، وربما أوغندا.[54] ووفقاً لبعض المصادر ارتفع معدل النمو المسيحي في أفريقيا، حيث تحول 16,000 من الأفارقة إلى المسيحية يومياً أي 5.8 مليون سنوياً بحلول عام 1985 ليرتفع إلى 6 ملايين سنوياً بحلول عام 2005،[55][56] في حين يشير مصدر أن حوالي 4,000 أفريقي يتحول إلى المسيحية يومياً.[57] ووفقاً لديفيد باريت تفيد التقارير بأن أفريقيا تكتسب 8.4 مليون مسيحي جديد سنوياً.[58] ويتوقع بعض الخبراء إلى تحول مركز المسيحية من الدول الصناعية الأوروبية إلى إفريقيا وآسيا في العصر الحديث.[59][60] وتشير مصادر بأن الاتجاه الحالي للنمو المسيحي الكبير في القارة يفترض أنه في عام 2025 سيكون هناك 633 مليون مسيحي في إفريقيا.[61]
بحسب احصائية مركز البحاث الاميركي بيو يعيش اليوم في أفريقيا 516,470,000 مسيحي ويشكلون حوالي 62.7% من سكان أفريقيا جنوب الصحراء، ويعيش 23.6% من مسيحيي العالم في أفريقيا، ويٌشّكل البروتستانت أكثر من نصف مسيحيي أفريقيا (57.2%) من مجمل مسيحيين أفريقيا، بينما تصل نسبة الكاثوليك 34.1% والأرثوذكس 7.8% من مجمل المسيحيين في أفريقيا.[62] وفي دراسة جديدة للباحث الإيطالي ماسيمو انتروفيني عام 2012، وجدت أن المسيحية أصبحت الدين الأول في أفريقيا،[63] حيث أصبح عدد المسيحيين أكبر من عدد المسلمين في القارة الأفريقية، إذ يشكل المسيحيين نسبة 53.46% من سكان أفريقيا،[63] مقارنة مع المسلمين الذين يشكلون نسبة 46.40% من سكان أفريقيا.[63] أشارت الدراسة أيضًا إلى أن هناك أغلبية مسيحية في 31 دولة أفريقية مقابل أغلبية إسلامية في 21 دولة وأغلبية لأتباع الأديان التقليدية في ست دول أفريقية.[63] وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين الأفارقة المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 2,161,000 شخص.[64]
حسب البلد
القائمة تستعرض أكبر الدول ذات التجمعات المسيحية من حيث عدد السكان؛ القائمة أُخذت من دراسة قام بها مركز بيو عام 2010:[65][66]
^يوسابيوس القيصري, the author of Ecclesiastical History[لغات أخرى] in the 4th century, states that St. Mark came to Egypt in the first or third year of the reign of Emperor كلوديوس, i.e. 41 or 43 A.D. "Two Thousand years of Coptic Christianity", Otto F.A. Meinardus, p.28.
^A. K. Irvine, "Review: The Different Collections of Nägś Hymns in Ethiopic Literature and Their Contributions." Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London. School of Oriental and African Studies, 1985.
"The Coptic Christians in Egypt and the Ethiopian Orthodox Christians—two of the oldest surviving forms of Christianity—retain many of the features of early Christianity, including male circumcision. Circumcision is not prescribed in other forms of Christianity... Some Christian churches in South Africa oppose the practice, viewing it as a pagan ritual, while others, including the Nomiya church in Kenya, require circumcision for membership and participants in focus group discussions in Zambia and Malawi mentioned similar beliefs that Christians should practice circumcision since Jesus was circumcised and the Bible teaches the practice."
"The decision that Christians need not practice circumcision is recorded in Acts 15; there was never, however, a prohibition of circumcision, and it is practiced by Coptic Christians." "circumcision", The Columbia Encyclopedia, Sixth Edition, 2001-05. نسخة محفوظة 12 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
^أمين، محمود حُسين (1418هـ - 1998م). بنو ملاعب في التاريخ (ط. الأولى). بيروت - لُبنان: دار الروضة. ص. 46 - 47. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
^الأنطاكي، يحيى بن سعيد بن يحيى؛ تحقيق: عُمر عبد السَّلام تدمُريّ (1990). تاريخ الأنطاكي، المعروف بصلة تاريخ أوتيخا (ط. الأولى). طرابلس - لُبنان: جروس برس. ص. 252.
^مُؤنس، حُسين (1410هـ - 1990م). تاريخ المغرب وحضارته من قُبيل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر (ط. الأولى). جدَّة - السُعوديَّة: الدَّار السُعوديَّة للنشر والتوزيع. ص. 66. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
^Deeb, Mary Jane. "Religious minorities" Algeria (Country Study). Federal Research Division, Library of Congress; Helen Chapan Metz, ed. December 1993. This article incorporates text from this source, which is in the ملكية عامة.[1]نسخة محفوظة 03 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
^Robert D. Woodberry, "The missionary roots of liberal democracy," American Political Science Review 106.2 (2012): 244-274 / onlineنسخة محفوظة 17 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
^[الإسلام في نيجيريا ودور الشيخ عثمان بن فودي في ترسيخه (سلسلة الرسائل والدراسات الجامعية) الإسلام في نيجيريا ودور الشيخ عثمان بن فودي في ترسيخه (سلسلة الرسائل والدراسات الجامعية) ص.32]
^Mazrui، Ali (1999). Generale History of Africa: Africa Since 1935.
^Historian Ahead of His Time, Christianity Today Magazine, February 2007
^Hartch، Todd (2014). The Rebirth of Latin American Christianity: Oxford Studies in World Christianity. Oxford University Press. ISBN:9780199365142. .. Instead, the rate of Christian growth increased, with, for example, 16,000 Africans converting every day by 1985...
^Robertson، Wilmot (2011). Instauration. Howard Allen Enterprises. .. estimates that each year about 6 million Africans— or more than 16,000 a day —are added to the Christian rolls. ...
^Hadden، Briton (2017). Time. Time Incorporated. ISBN:9781351504065. .. Africa is gaining 4,000 Christians per day through conversion from other relgion...
^Sanders، Michelle (2014). Art and Soul: Generating Missional Conversations with the Community through the Medium of Art. Wipf and Stock Publishers. ISBN:9781630874766. ..reports that Africa is gaining 8.4 million new Christians a year...
^[4]. The Washington Post. "Estimates of the size of Egypt's Christian population vary from the low government figures of 6 to 7 million to the 12 million reported by some Christian leaders. The actual numbers may be in the 9 to 9.5 million range, out of an Egyptian population of more than 60 million." Retrieved 10-10-2008 نسخة محفوظة 28 نوفمبر 2009 على موقع واي باك مشين.
^ ابCentro de Investigaciones Sociológicas (Centre for Sociological Research) (Jun 2015). "Barómetro de junio de 2015"(PDF) (بالإسبانية). p. 131. Archived from the original(PDF) on 2018-05-17. Retrieved 2015-06-07.