بنو خالد (قبيلة)
بَنُو خَالِد هي قبيلة بدوية عربية،[1] توجد حاليًا في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وكانت دولتهم تمتد من حدود عُمان جنوبًا إلى حُدود البصرة شمالًا، بالإضافة إلى منطقة القصيم ومنطقة الجوف ونجد وغيرها، ولها وجود في عدد من الدول العربية؛ هي: الكويت والبحرين وقطر والإمارات والعراق والأردن وفلسطين ومصر. نسب قبيلة بني خالدذكر في نسب بني خالد عدد من الأقوال؛ أبرزها:
وقد ذكر عدد من النسّابين من قبيلة قريش انقطاع نسل وذرية خالد بن الوليد وانقراض ولده، وأن قريبه أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي ورث أموال خالد بن الوليد بن المغيرة، بعد موت آخر نسله. وأقدم نص تاريخي ذكرت فيه قبيلة بني خالد هو ما أورده ابن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ"، مُتَحدِّثًا عن أحداث سنة 513 هـ، قائلًا: (طائفة من طيء يعرفون بِبَني خالد)؛ ذكر أن منازلهم قرب بحيرة طبرية في فلسطين، ولكنَّ بني خالد التي ذكرها ابن الأثير هُنا ليس بالضرورة أن تكون هي قبيلة بني خالد الحالية.[5] وصفهمحتى عام 1830م كانت قبيلة بني خالد تحكم الأحساء، تحت سيادة تركية رمزية، وكان بنو خالد ممَّن يربُّون الخيول والقطعان، وقد تفوقوا على غيرهم في ذلك، كما تفوقوا في مجال الزراعة التي يزاولونها أكثر من معظم البدو، وتُعرَف خيامهم بحجمها الكبير، وكان لباسهم هو العباءات الحساوية ذات الخامة الرفيعة، ويُقدِّر مؤرخون عدد أفراد القبيلة بحوالي 14,000 نسمة، وقد جاء ذكر بني خالد في كتاب دليل الخليج للوريمر كالآتي:[6]
يقيم عرب بني خالد الرُّحّل في الجزء الشمالي من منطقة البياض، ويتنقلون في الأجزاء الجنوبية من حبل، كما أن لهم انتشارًا في أراضي الكويت، ويصلون أحيانًا إلى مدينة الكويت ليتزودوا بالمؤن، ولهم مستوطنات دائمة في كل من جزيرة جنة والمسلمية وتاروت.، وبعد تأسيس الدولة السعودية أقاموا قريتين على البر الرئيسي؛ إحداهما قرية أم الساهك في واحة القطيف، والثانية هي قصر الصبيح في البياض، وبعضهم في الجشة والكلابية في واحة الأحساء، وفي القرى الدائمة في وادي المياه، كما يقيم قليل منهم في البحرين بصفة دائمة، والبعض الآخر في مدينة الكويت. ولدى بعضهم زيارات سنوية منتظمة على عنك، ويمكن اعتبارهم مستقرين هناك بصفة جزئية، ويُرجّح أن بني خالد لهم انتشار ضئيل في ملحم، والعارض، وزلفى في السدير وعنيزة وقصيبة، وربما خب وقصيعة في القصيم وقويعية في الصحراء الجنوبية الغربية. ويتبع بنو خالد المذهب المالكي على خلاف جيرانهم من الحنابلة السنيين،[7] وقد تطرق لصفاتهم وبعضٍ من عاداتهم الشاعر عبد الله عبد الرحمن العصمي العتيبي في إحدى قصائده:[8] بني خالد لا عدينا القبائل حمو بيض الحباري وعتقوها وحق الجار منهم ما يضيع ولا صار الضيف يحشم والدخيل بني خالد لا جاحك المناكب سمعت من الرجاجيل القدامى يقولون الخوالد من زبنهم تلقاء رجالهم فيه المروه ثقيل اقدام في أيام الزحام هل الوقفات في أياما صعيبه وقام السيل يدرج مع شعيبه يحبي جار الجوير اقرب قريبه نقول المدعي وش يدعيبه شياطين العرب تسجد مريبه هل التميز في الدنيا الصعيبه نسى ربعه ودارا قدر بيبه لوما يلقاء عمودا يبتنيبه وكريم انجاه سواق النجيبه التّاريخأمراء الجُبور
بعد سقوط إمارة الجبور الخوالد تَحالف بنو خالد مع الأتراك لِطرد البرتغاليين من الخليج ومن ثم تولى الأتراك شؤون الخليج 70 سنة، ثار بعد ذلك بنو خالد على الأتراك بقيادة آل حَميد واستولوا على الأحساء وامتدت إمارتهم لحدود البصرة شمالاً وأطراف عُمان جنوباً بالإضافة إلى نجد اشتهر بنو خالد في الجزيرة العربية خصوصاً بعد أن قيل في أمير الخوالد حاكِم الأحساء «بن عريعر حامي بيض القطا» وأخرى «حامي بيض النعام». أمراء آل حُمَيد
معارك بني خالد
وقعة بين مطير وبني خالدمناخ بين سعدون آل غرير وآل كثير في هذي السنة خرج سعدون بن محمد بن غرير آل حميد، أمير الأحساء والقطيف، ومعه جنود كثيرة من الحاضرة والبادية، وقصد بادية نجد، وحاصر عربان آل كثير في العارض، ونزل عقرباء المعروفة شمال الرياض، وآل كثير في بلد العمارية، وأقام محاصرا لهم حتى هزلت مواشيهم ثم رحل عنهم إلى آخرة. في هذه السنة خرج سعدون بن محمد بن غرير آل حميد الخالدي، ملك الأحساء والقطيف، وكانت وفاته في الجندلية الموضع المعروف في جانب الدهناء، وحصل اختلاف بعد موته بين ولديه دجين ومنيع وبين عميهما علي بن محمد بن غرير وسليمان بن محمد بن غرير عند الولاية، وقام بعض بني خالد مع أولاد سعدون، وآخرون منهم مع علي وأخيه سليمان، فتنازلوا ووقع بينهم قتال شديد، وصارت الدائرة على ولدي سعدون، وأمسكهما عمهما علي وحبسهما، واستولى على الأحساء والقطيف وقبائل بني خالد؛ انتهى. وهناك واقعة على الفضول من بني خالد، ولكن لم يذكر المؤرخون شيئا عنها.
سار ابن سويط ومعه دجين بن سعدون بن محمد بن براك آل غرير الحميد ومعهم المنتفق، وقصدوا الأحساء، فحاصرو علي بن محمد بن براك آل غرير، وقتل بينهم رجال كثير، ونهب ابن صويط قرًى بالأحساء، وصارت الغلبة لعلي عليهم، ثم إنهم صالحوه فرجعوا.
أقبل محسن الشريف أبا نمي ومعه عنزة وعدوان وغيرهم، ونوخوا ابن حلاف والذين معه من آل سعيد وآل ظفير على ساقي الخرج، وأقاموا عليه شهرا متناوخين، وظهر عليهم علي بن محمد آل غرير من الأحساء بعسكر كثير وأخذهم. وهذه وقعة الساقي المشهورة على صقر بن حلاف ومن معه.
وذلك أن مطير أخذوا حجاج الأحساء على موضع يقال له الحنو في أقصى عالية نجد الغربية، وكان أمير الحجاج محمد المحمادي من قبل شيخ الأحساء سليمان بن محمد بن براك بن غرير الخالدي، وقد هلك خلق كثير من الحجاج. قال الفاخري: وفي سنة ست وأربعين وماية وألف حصل خطيطة من ببان إلى الوشم إلى الدجاني، واجتمعوا فيها البوادي من بني خالد وعنزة ومطير وعتيبة وسبيع وزعب وبني حسين، وذلك أنه قل الحيا، وصار ما سواها محل.
ولما استقر الملك لسليمان بنى مسجده المعروف باسمه شرقي سوق التمر ببلد المبرز، وامتد سلطانه علي الأحساء وبواديها، وعلي نجد وبواديها، ولم يكن له في أيامه منازع، وكانت أيامه صافية، والأمن مستتبًّا، وفي أيامه ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وقد توفي الملك سليمان بن محمد في بلد الخرج من أرض نجد سنة وافته؛ حيث إنه أحس بمؤامرات تحاك لقتله، فخرج خفية من الأحساء، وقصد بلاد الخرج؛ حيث وافته المنية هناك.
وفيها وقعة السبلة، وهو موضع معروف بين بلد الزلفى والدهناء، وهذه الوقعة على الضفير من بني خالد، وذلك أن بني خالد ساروا إليهم وقائدهم عبد الله بن محمد بن حسين آل حميد فواقعهم، وصارت على الضفير هزيمة، وأخذوا عليهم نعما كثيرة. وقيل إنها بعد دخول السابعة بن بشر.
وذلك بعد أن تولى الأمور عريعر بن دجين بعد موت سليمان بن محمد؛ حيث قاد جيشا كبيرا إلى بلاد نجد، وتحديدا إلى الدرعية، وهي مقر إمارة محمد بن سعود بن مقرن، ومركز دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحاصرها حصارا طويلا، ورماها بالمدافع، ولما عجز عن فتحها رحل عنها.
سار عسكر من بغداد سيرة وزيره عمر باشا مع بكر بيك إلى المنتفق، فوقع بينهم قتال؛ قتل عبد الله بيك، وجلا عبد الله بن محمد المانع رئيس المنتفق إلى بني خالد، وتولى فيهم فضل، وفيها وقع خلاف وحرب بين مساعد الشريف وبين بركات في مكة، ولم يدركوا آل بركات أمرًا، وصارت الغلبة لمساعد المذكور.
حاصر بنو خالد بريدة بقيادة عريعر بن دجين، وأخذوها عنوة، ونهبوا بيوتها، ثم ارتحلت تلك الجموع، ونزلوا الخابية في شمال القصيم، ثم مالبث عريعر أن مات في موضعه ذلك، بعد رحيله من بريدة بشهر.
وفيها غزا محمد بن جماز أمير شقراء وناحية الوشم بأهل الوشم، فصادفه بطين بن عريعر رئيس بني خالد، وذلك قبل أن يقتل ومعه جرور بني خالد من الجيش والخيالة، فوقع بينه وبين ذلك الغزو مقاتلة؛ قتل غالب أهل الوشم، وذلك قريب النبقية، البلد المعروف في ناحية القصيم.
حصار بني خالد للمجمعة، وذلك أن أهل الزلفى استعانوا بسعدون بن عريعر لمهاجمة المجمعة التي دخلت في ولاية الدرعية، فسار سعدون ببني خالد، والتقى بأهل حرمة وأهل الزلفى، وحاصر المجمعة حصارا شديدا، ولكن أهلها ثبتوا حتى وصلهم المدد من بلد جلاجل وأهل العارض، ثم انصرفت تلك الجموع المحاصرة بعد أن ملوا من الحصار وأعيتهم الحيلة.
وذلك أن جمع بني خالد برئاسة سعدون بن عريعر التقوا، هم وغزو أهل الوشم وسدير، عند العتك شرقي سدير، فأحاطت جموع بني خالد بالغزو، وقتل سعدون غالي أهل الغزو، وكانوا أهل الوشم وسدير راجعين من غزوة للإمام عبد الله بن محمد بن سعود على الزلفى، وممن قتل في تلك الوقعة عبد الله بن سدحان أمير غزو أهل الوشم، وحسين بن سعيد رئيس بلد العودة وأمير غزو أهل سدير. وقال ابن بشر: ثم إن سعدونا في تلك الغزوة أغار على النبطة المعروفين من سبيع، وصار عند تلك البوادي غزو أهل صرما، فحصل بينهم قتال شديد، ووقع خيل على غزو سعدون، وأسر من فرسان بني خالد رجال منهم سعدون بن خالد من شيوخ العمائر، ففدى نفسه بثلاثة آلاف أحمر.
صال سعدون بن عريعر وبنو خالد مع جديع بن هذال رئيس آل حبلان من عنزة على أعراب الدهامشة ورئيسهم مجلاد بن فواز، وتنازلوا وتقاتلوا وصارت الكرة على الدهامشة وأخذوا محلاتهم، ثم إن الدهامشة اجتمعوا ببوادي مطير وقصدوا عنزة وبني خالد، فالتقت الجموع واقتتلوا قتالا شديدا، فقتل من قوم سعدون بن عريعر وجديع عدة رجال، ثم رحل عنه سعدون ورجع، فقام جديع واستنجد جميع قبائل الرحيل وغيرهم من قبائل عنزة وصال بهم على مطير، واستعدوا للمناوشة والملاقاة غدوة، فحصل بينهم آخر نهارهم ذلك محاولة قتل على غير منازلة ولا استعداد للحرب، فأدال الله خيل مطير على عنزة فهزموهم، وقتل من رؤساء عنزة وفرسانهم عدة رجال؛ منهم جديع بن هذال، وأخوه مزيد، وضري بن ختال وغيرهم. بطون بني خالدالجبوربطن من بطون بني خالد الرئيسية التي تحضَّرَ معظمها؛ حكموا منطقة شرق الجزيرة العربية سابقًا، وامتد نفوذهم إلى نجد وجزيرة البحرين وبعض عمان، وكانت لهم الزعامة المطلقة في القرن التاسع الهجري،[11] وقد ذكرهم ابن بسام، وقال: «الجبور ذي البيت المعمور والفخر المذكور ذي الجمع الثقيل والعدد القليل والمقتدون بآبائهم، المقتبس النور من بهائهم. عمدة الضايم له الدهر المتبقي العسر باليسر، أظرف من ركب الخيل، وأشرف من غشيه الليل، هباتهم متزايدة؛ فأين معن بن زائدة، وكماتهم كالأسود يوم النزال، وعلاماتهم أشهر من بروق الخيال». يتصل بنسبهم اليوم قبيلة القرشه؛ أبناء قريش بن أجود بن زامل بن جبر بن حسين بن ناصر بن جبر بن نبهان الخالدي،[12] والذين ذكرهم الكريع، وقال إنهم أكثر قبائل سكاكا عددًا، ويؤلفون مع حلفائهم أكثر من نصف السكان، وبذلك؛ فقد كان لهم أثرٌ كبيرٌ في تجارة سكاكا وتطور عِمرانها، إضافة إلى إسهاماتهم في الحياة السياسية والاجتماعية؛ إذ كانت رئاسة سكاكا ومشيختها والإمرة على كل قبائلها لآل سيهان من القرشة من بني خالد، منذ القرن السابع عشر الميلادي.[13] وينقسم القرشة اليوم إلى فرعين؛ أحدهما فرع «الضويحي»، والآخر فرع «العلي»، وقد عُرف من فرع العلي أسرتا «الكايد» و«المبارك». وكذلك يعود للجبور حاليًا جبور عمان في منطقة الخليج، والذي يعود نسبهم إلى هلال بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر بن نبهان الخالدي.[14] المهاشيربطن كبير من بني خالد، تحضر أفراده اليوم، وذكرهم صاحب اللمع، وقال:[15] يبلغ عددهم سبعة آلاف رجل كلهم أغنياء؛ أهل إبل كثيرة، ويسكنون أرض العرمة إلى أطراف الحسا والقطيف... وقد جعل مشايخ بني خالد محاصيل القطيف لهم، لما لهم من دور مؤثر في مشيخة القبيلة.[16] ويقيم بعض منهم في القرين، غرب سيهات مع بداية القرن العاشر، وكانت القرين آنذاك بلدةً عامرة بالسكان، وكان يحكمها من المهاشير الشيخ سليمان بن ناصر المهاشير.[17] آل حميدأحد فروع بني خالد الشهيرة؛ إذ عُرِف أنه مقر الزعامة الخالدية، منذ ظهورها في شرق الجزيرة العربية، حوالي منتصف القرن العاشر الهجري.[18] وقد استقرت رئاستهم في فترة متأخرة في سلالة عريعر بن دجين من آل حميد، فأصبح يطلق عليهم «آل عريعر»، ومن آل حميد «السحبان» الذي منهم آل عريعر.[19] ويتصل نسب السحبان وآل عريعر بنسب الأمير عبد الرحمن بن خالد، المسمى السحاب لجوده، ابن سليمان أبي المعالي بن محمد ابن الرئيس بن جعفر المعروف بالحاج أبي علي الرئيس المنيعي بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. وقد ذكر ترجمته صاحب الصحاح، وقال إنه صاحب نجد في القرن التاسع.[20] وقد ذكر السحبان المانع وعدهم من رؤساء بني خالد، وقال إنهم يملكون الكويت قبل آل صباح.[21] العمايربطن من بطون قبيلة بني خالد، من سلالة المهاجر بن خالد بن الوليد؛ كانوا من أوائل فروع بني خالد التي أقامت بمنطقة القطيف.[22] قضَوا على حكم العيونيين في المنطقة وحكموا فيها، وامتد حكمهم إلى البصرة وعمان وجزيرة جروان في الخليج وغالبية نجد، واستمر حكمهم في المنطقة لأكثر من قرنين، وقد تناوب على الحكم أمراء؛ مثل الشيخ راشد بن عمير بن عقيلة بن نباتة بن عامر. وقد ذكرهم صاحب اللمع، وقال:[15] يبلغ عددهم أربعة آلاف؛ منهم قدر ألف يداه حضرهم يسكنون جنة وأبو علي وبقية أرض العدان إلى بلبول أيام الصيف، ومن هؤلاء من له سفن يستعملها في الغوص أيام الصيف، وأرضهم البحرية كثيرة اللؤلؤِ، ومنهم من له سفن يسافر بها إلى البحرين والزبارة والكويت، فإذا جاء وقت الشتاء جروا خشبهم على البر، وأخذوا مواشيهم فأبدوا، وهكذا عادتهم على مرور السنين، وهم اليوم أيضًا كذلك، ويسكنون جنة وأبو علي، وبعض منهم له أملاك نخل في القطيف وتاروت، ولهم فروع؛ من أشهرها آل حسن وآل خالد وآل رزين وآل شاهين والذوادوة. العموربطن صغير من بني خالد، وصفة البسام[23] وقال:«العمور ذي الهبات الغمور، والطعن المشهور، البحر الزاخر في الحرب، وفخر المفاخر؛ لهم عند الطعن والضرب أقرب للجميل من عين إلى جفن، وأبعد عن اللوم من مصر إلى عدن، تحل لهم المكرمات، وهم أهلها، ويفعلون الطيبات ويحمدوا أنفسهم على فعلها»، وقد ذكرهم الهزاع وقال:[24] «العمور يعتبر آخر فخذ تكون في بني خالد، موطنهم المنطقة الوسطى والشرقية والمنديل من أسر هذا الفخذ؛ فيهم المشيخة وهي بيد ليل بن حربي بن سلمان بن هتيمي المنديل، وينقسمون إلى السلمان والغصاب والعبد الله، وهم من ذرية هتيمي بن نهار بن سلمان بن فغران بن منديل». الصبيحالصبيح من أكبر بطون قبيلة بني خالد؛ يعود نسبه إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي،[25] كانوا يقيمون في القرن الخامس للهجرة في الحجاز، ثم انضم جزء منهم مع أسر أخرى من فروع مختلفة من بني خالد لقوات عسير، التي توجهت إلى بيت المقدس لدعم صلاح الدين الأيوبي لإخراج الصليبيين، عام 583هـ، وكان ذلك بحوالي 14,000 مقاتلٍ، من قبائل مختلفة؛ منها عنزة.[26] وقد دخل الصبيح من بني خالد فيما بعد في عنزة، إلا أن بعضًا منهم ابتعد عن عنزة وانضم إلى أسر بني خالد في الشام، والتي دخل بعض منها في قبيلة شمر. كما وصل جزء آخر من الصبيح وبعض من بني خالد من الشام أيضًا برفقة القوات التركية، عند احتلالها لمناطق البصرة والقطيف والأحساء.[27] ويتكون بطن الصبيح من مجموعة من الفروع؛ من أشهرها المخاصم «مخزوم» و«آل كتب»، المعروفون سابقًا بالضبيبات ومياس الذين منهم آل بوعينين في الجبيل وقطر والبحرين وبنو كتب في الذيد، وكذلك بنو كتب في عمان.[28] والظهيرات الذين منهم فرع «آل حية» و «آل زبن» و«الحميدات»، وكانوا يقيمون في السابق في الجعيمة ورأس تنورة، ثم انتقلوا إلى قطر. آل جناحبطن رئيس من بطون قبيلة بني خالد من الجبور؛ جاء قسم منهم من الحجاز إلى نجد، في العقد الأخير من القرن السادس للهجرة، وأنشؤوا مدينة عنيزة، ولاتزال بالمنطقة قرية تعرف باسمهم، شمال البلد، وأهلها من آل جناح من الجبور من بني خالد.[29] وينتشر أفراد آل جناح في عنيزة ونواحيها، وفي القويعية وبريدة وغيرهما. ويتفرع بطن آل جناح إلى فخوذ؛ منها «المطرودي» و«التركي» و«الخويطر» وغيرهم، ونخوتهم «ضناهبس» ووسمهم «الحية». الدعوممن البطون الرئيسة من بني خالد؛ جاؤوا من الحجاز إلى نجد، مع بداية القرن السابع، وأقاموا في منطقة القصيم ومنها تفرقوا.[30] وأشهر الفخوذ التي تنتمي لهذا البطن «البليهد»، وتنتشر أسر البليهد في القراين والقصيم، فيهم علماء وأدباء ومؤرخون؛ منهم المؤرخ المعروف محمد بن عبد الله البليهد، و«السيايرة»، وفيهم إمارة الدعوم، ومن أبرز أمرائهم أمير القصب؛ الشاعر جبر بن سيار بن حزمي الخالدي، المتوفَّى سنة 1120هـ.[31] المصادر
المراجع
|