العدوى المنتقلة عموديا (بالإنجليزية: Vertically transmitted infection) هي عدوى تسببها عوامل ممرضة (مثل البكتيرياوالفيروسات)، تنتقل من الأم مباشرةً إلى المضغة أو الجنين أو الطفل أثناء الحمل أو الولادة. تنتقل العدوى عندما تكون الأم مصابة بمرض موجود مسبقًا أو تصاب به لأول مرّة أثناء الحمل. تفاقِم الأعواز الغذائية مخاطر الإصابة بالعدوى في فترة ما حول الولادة.
أنواع العدوى
يمكن أن تنتقل البكتيريا والفيروسات والكائنات الأخرى من الأم إلى الطفل. «تورش- ToRCH» هو اختصار يجمع الأحرف الأولى من الأمراض المنتقلة عموديًا وهي:
حمّى زيكا (التي يسببها فيروس زيكا): يمكن أن تسبّب صغر رأس وعيوب دماغية أخرى لدى الطفل.[5]
يُصنَّف التهاب الكبد بي على أنه عدوى منقولة عموديًا. فيروس التهاب الكبد كبير الحجم، ولا يعبر المشيمة، ولا يمكن أن يصيب الجنين إلا عند وجود عيوب في الحواجز التي تفصل دوران الأم والجنين، ما يمكن أن يحدث عند النزيف أثناء الولادة أو بزل السلى.[6]
عندما ظهر اختصار تورش، كان يتكوّن في الأصل من أربعة أمراض فقط، ويعود الحرفان الأوّلان من الرمز إلى داء المقوّسات، على أي حال لا يزال هذا الاختصار مستخدمًا في العديد من المراجع الحديثة،[7] وقد ذُكر اختصار «تورشز TORCHES-» الذي يشمل داء المقوّسات، والحصبة الألمانية، والفيروس المضخّم للخلايا، والهربس البسيط، والزهري.[8]
اقترح توسيع إضافي لهذا الاختصار تشيبتوشز-CHEAPTORCHES من قبل فورد جونز وكيلنر في عام 1995
أي مرض آخر ينتقل عن طريق الاتّصال الجنسي (السيلان، وداء المتدثّرات، وفيروس الورم الحليمي البشري، والميورة الحالة لليوريا).
العلامات والأعراض
تختلف الأعراض والعلامات بحسب العامل الممرض، قد تكون الأعراض خفيفة جدًا عند الأم مثل أعراض شبيهة بالإنفلونزا أو لا تظهر أعراض على الإطلاق، وفي هذه الحالة لا تلاحظ آثار المرض حتّى الولادة.
قد تشمل أعراض العدوى المنتقلة عموديًا الحمى والأعراض الشبيهة بالإنفلونزا. غالبًا ما يكون الوليد صغيرًا بالنسبة لسن الحمل. قد يظهر طفح حبري على الجلد، مع بقع حمراء أو أرجوانية صغيرة بسبب النزيف من الشعيرات الدموية تحت الجلد. تضخم الكبد والطحال علامة شائعة، وكذلك اليرقان، لكنّ اليرقان أقل شيوعًا في التهاب الكبد البائي لأن جهاز المناعة لدى الأطفال حديثي الولادة غير متطوّر بشكل جيد بما يكفي لتوجيه استجابة ضد الخلايا الكبدية، كما هو الحال عند الأطفال الأكبر سنًا أو البالغين. يمكن أن تسبّب الإنتانات المنتقلة عموديًا ضعف سمع، ومشاكل بصرية، وتخلف عقلي، وتوحد، وقد تسبّب الموت أحيانًا.[10][11]
الأسباب
الطرق الرئيسية لانتقال العدوى المنتقلة عموديًا هي إما عبر المشيمة، أو الجهاز التناسلي للأنثى أثناء الولادة. الانتقال ممكن أيضًا عن طريق عيوب الحاجز الذي يفصل بين دوران الأم والجنين، ما يمكن أن يحدث أثناء بزل السلى أو بعد رضّ خطير.
عبر المشيمة
الوظيفة المناعية للمضغة أو الجنين ضعيفة جدًّا أو معدومة، والاعتماد الأكبر على الوظيفة المناعية للأم. تستطيع العديد من العوامل الممرضة اجتياز المشيمة والمرور إلى الجنين مسبّبةً عدوى ما حول الولادة. في كثير من الأحيان تكون الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب مرضًا بسيطًا في الأم خطيرة للغاية على نمو المضغة أو الجنين، وتسبّب مضاعفات خطيرة مثل الإجهاض العفوي، أو الاضطرابات النمائية الرئيسية. يكون الطفل أكثر عرضة لخطر الإصابة في مراحل معينة من الحمل. أحيانًا لا تكون المشاكل المتعلقة بالعدوى في فترة ما حول الولادة ملحوظة بشكل مباشر.
أثناء الولادة
يمكن أن تنتقل العدوى من الأم إلى الجنين أثناء الولادة. قد تنتقل بعض العوامل الممرضة إلى المضغة أو الجنين في الرحم أثناء المرور عبر قناة الولادة، أو حتى بعد فترة وجيزة من الولادة. التمييز مهم لأن التداخل الطبي قد يفيد في منع إصابة الرضيع عندما يكون الانتقال الأوّلي أثناء أو بعد الولادة.
يتعرض الأطفال أثناء الولادة لدم الأم، وسوائل جسمها، وجهازها التناسلي دون تدخل حاجز المشيمة. فإن الكائنات الحية الدقيقة المنتقلة بالدم (التهاب الكبد ب، وفيروس نقص المناعة البشري المكتسب)، والكائنات الحية المرتبطة بالأمراض المنتقلة جنسياً (مثل النيسرية البنية، والمتدثّرة الحثرية)، والكائنات التي تشكّل النبيت الطبيعي للجهاز التناسلي الأنثوي (مثل المبيضات البيضاء) هي من بين المسبّبات الشائعة لعدوى حديثي الولادة.
المعالجة والتدبير
يمكن علاج بعض الأمراض المنتقلة عموديًا، مثل داء المقوسات والزهري بشكل فعال بالمضادات الحيوية إذا شُخَّص المرض عند الأم في وقت مبكر من حملها. لا يوجد علاج فعال للعديد من الالتهابات الفيروسية المنتقلة عموديًّا، ولكن يمكن منع بعضها لا سيما الحصبة الألمانية والحماق النطاقي، عن طريق تطعيم الأم قبل الحمل.
تعتبر النساء الحوامل اللاتي يعشن في المناطق الموبوءة بالملاريا مرشحات للوقاية من الملاريا، ما يحسن سريريًا فقر الدم، وتطفلن الدم لدى النساء الحوامل (وجود الطفيلي في الدم)، ووزن الولادة عند أطفالهن.[12]
إذا كانت الأم مصابة بالهربس البسيط وخلال الطور الفعّال، فإن الولادة عن طريق الولادة القيصرية يمكن أن تقي من الإصابة بالفيروس.
قد يلعب الجسم المضاد إيج-جي 2 دورًا حاسمًا في الوقاية من العدوى داخل الرحم، وتجري أبحاث مكثفة لتطوير عقّارت معتمدة على إيج جي- 2 للعلاج والتلقيح.[13]
الإنذار
لكل نوع من أنواع العدوى المنتقلة عموديًا إنذار مختلف. يمكن أن تؤثّر مرحلة الحمل وقت الإصابة على شدّة المرض عند الوليد.
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.