قد يسبب اضطراب الصفاق، حتى في حالة عدم وجود ثقب في الأعضاء المجوفة، عدوى ببساطة عن طريق ترك الميكروبات في التجويف البريتوني. وتشمل أمثلة ذلك الصدمة، والجرح الجراحي، والغسيل الكلوي البريتوني المستمر، والعلاج الكيميائي الداخلي البريتوني. وفي معظم الحالات، يتم عزل بكتيريا مختلطة، وتشمل البكتيريا الأكثر شيوعًا الأنواع الجلدية مثل المكورات العنقودية الذهبية، ولكن هناك العديد من الأنواع الأخرى المحتملة، بما في ذلك الفطريات مثل المبيضات.[11]
تسبب جراحة البطن المعقمة، في ظل الظروف العادية، التهاب الصفاق المعمم أو الحد الأدنى المعمم، والتي قد تترك وراءها ردود فعل جسم غريب أو التصاقات تليفية. ومع ذلك، قد يكون سبب التهاب الصفاق أيضا ترك جسم غريب معقم عن غير قصد في البطن بعد الجراحة (على سبيل المثال، الشاش، والاسفنج).
يمكن أن يتسبب التهاب الصفاق المزمن في جعل الأنسجة تنمو داخل بعضها، مما يؤدي إلى عدم قيام الأمعاء بوظيفتها على الوجه الصحيح.
ألم البطن
ومن الأعراض الرئيسية لالتهاب الصفاق: آلام البطن الحادة، والحماية البطنية، التي تتفاقم عن طريق تحريك البريتوني مع السعال (لذا يمكن استخدام السعال القسري كاختبار)، أو ثني الوركين، أو استنباط علامة بلومبيرغ (التي تعني أن الضغط باليد على البطن يثير ألم أقل من إطلاق اليد فجأة، الذي سيؤدي إلى تفاقم الألم بسبب رجوع البريتوني إلى مكانه). صلابة البطن (الانقباضات اللاإرادية لعضلات البطن) هي العلامة الأكثر تحديدا لتشخيص التهاب الصفاق، ويشار أحيانا إلى وجود هذه العلامات في المريض على أنه تهيج الصفاق.[13] ويعتمد تحديد هذه المظاهر على ما إذا كان التهاب الصفاق موضعيًا (على سبيل المثال، التهاب الزائدة الدودية أو التهاب الردب)، أو معممًا على البطن بالكامل. وفي كلتا الحالتين، يبدأ الألم عادة كآلام بطنية معممة (مع تورط ضعيف للتعصيب المحلي للطبقة البريتونية الحشوية)، وقد تصبح موضعية في وقت لاحق (مع إشراك الطبقة البريتونية الجدارية المعصبة). والتهاب الصفاق هو مثال على التهاب البطن الحاد.
أعراض أخرى
صلابة البطن المنتشرة، وعادة ما تكون موجودة مع التهاب الصفاق المعمم.
يتضمن التهاب الصفاق المعقد عادة العديد من الأعضاء.
التشخيص
يستند تشخيص التهاب الصفاق في المقام الأول على المظاهر السريرية المذكورة أعلاه. الصلابة (الانقباضات اللاإرادية لعضلات البطن) هي العلامة الأكثر تحديدا لتشخيص التهاب الصفاق (نسبة الأرجحية: 3.9)، وإذا كان هناك اشتباه قوي في التهاب الصفاق، يتم إجراء الجراحة دون مزيد من التأخير لإجراء تحقيقات أخرى. وقد يكون هناك زيادة في عدد الكريات البيضاء، ونقص بوتاسيوم الدم، وفرط صوديوم الدم، والحماض، ولكنها ليست علامات محددة. وقد تكشف الأشعة السينية على البطن عن أمعاء متوسعة متوذمة، على الرغم من أن مثل هذه الأشعة السينية مفيدة بشكل أساسي للبحث عن استرواح الصفاق، وهو مؤشر على ثقب الجهاز الهضمي. ومازال فحص البطن بأكملها بالموجات فوق الصوتية خاضعا للدراسة، ومن المرجح أن يتوسع في المستقبل، وقد يكون التصوير المقطعي مفيدًا في تمييز أسباب آلام البطن. وإذا استمر الشك، فقد يتم إجراء غسيل استكشافي للغشاء البريتوني أو تنظير البطن. وفي المرضى الذين يعانون من الاستسقاء، يتم إجراء تشخيص التهاب الصفاق عن طريق البزل، حيث يعتبر وجود أكثر من 250 خلية متعددة الأشكال في كل ميكرولتر علامة تشخيصية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن صبغة جرام تكون دائما سلبية، في حين أن زراعة السائل البريتوني يمكن أن تحدد الكائنات الدقيقة المسؤولة، وتحدد حساسيتها للمواد المضادة للميكروبات.
علم الأمراض
في الظروف العادية، يظهر الصفاق رمادي لامع، ويصبح باهتا بعد ظهور التهاب الصفاق بـ2-4 ساعات، مع وجود سائل مصلي أو متعكر قليلا في البداية. وفي وقت لاحق، يصبح الإفراز قيحي بشكل واضح، ويصبح كثيف القوام في المرضى الذين يعانون من الجفاف، وتختلف كمية الإفرازات المتراكمة على نطاق واسع، حيث يمكن أن تنتشر إلى الصفاق كله، أو أن تكون محاطة بغشاء الأمعاء الشحمي الكبيروالأحشاء. ويتميز الالتهاب بانتشار العدلات مع نضح صديدي.
العلاج
اعتمادا على شدة حالة المريض، قد يشمل علاج التهاب الصفاق ما يلي:
تدابير داعمة عامة، مثل تعويض الجسم عن السوائل عن طريق الوريد وتصحيح اضطرابات الكهارل.
عادةً ما تُعطى المضادات الحيويةعن طريق الوريد، ولكنها قد تُعطى مباشرة في الغشاء البريتوني. وغالباً ما يتكون الاختيار التجريبي للمضادات الحيوية واسعة الطيف من عقاقير متعددة، ويجب أن يستهدف العوامل الأكثر احتمالاً، اعتمادًا على سبب التهاب الصفاق (انظر أعلاه)؛ وبمجرد نمو عامل واحد أو أكثر في المزارع المعزولة، سيكون العلاج موجهًا ضده.
يجب تغطية الكائنات الإيجابية والسلبية بصبغة جرام. ومن السيفالوسبورينات، يمكن استخدام سيفوكسيتينوسيفوتيتان لتغطية البكتيريا إيجابية الجرام، والبكتيريا سلبية الجرام، والبكتيريا اللاهوائية، ويمكن أيضًا استخدام بيتا لاكتام مع مثبطات بيتا لاكتاماز، ومن الأمثلة على ذلك الأمبيسلين/ سولباكتام، وبايبيرسيلين/ تازوباكتام، وتيكارسيلين/ حمض الكلافولينيك.[14]كاربابينيم هي أيضا خيار عند علاج التهاب الصفاق الأولي حيث أن جميعها تغطي إيجابيات جرام، وسلبيات جرام، واللاهوائيات باستثناء إيرتابينيم. الفلوروكينولون الوحيد الذي يمكن استخدامه هو موكسيفلوكساسين؛ لأنه الوحيد الذي يغطي اللاهوائيات. وأخيرا، تيغيسيكلين هو التتراسيكلين الذي يمكن استخدامه بسبب تغطيته لإيجابيات وسلبيات الجرام. وغالباً ما يتطلب العلاج التجريبي عدة أدوية من فئات مختلفة.
إذا تم علاج التهاب الصفاق بشكل صحيح، فإن الحالات النموذجية للالتهاب الصفاق المصحوبة بالتدخل جراحيا (مثل قرحة هضمية مثقوبة، والتهاب الزائدة الدودية، والتهاب الرتج) لديها معدل وفيات حوالي <10٪ في المرضى الأصحاء، ويرتفع معدل الوفيات إلى حوالي 40 ٪ لدى كبار السن، أو الذين يعانون من أمراض كامنة خطيرة، وكذلك الحالات التي تتأخر في ظهور الأعراض (بعد 48 ساعة).
دون علاج، يسبب التهاب الصفاق المعمم الموت، وتوفي الساحر هاري هوديني بهذه الطريقة بعد أن أصيب بالتهاب الصفاق العقدي بعد تمزق الزائدة الدودية وإزالتها بعد فوات الأوان؛ لمنع انتشار العدوى.
أصل الكلمة
مصطلح "التهاب الصفاق peritonitis" يأتي من اليونانية "περιτόναιον peritonaion، حيث peritoneum بمعنى "الغشاء البطني" وitis بمعنى "التهاب".[16]
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.